قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا قدر بالإجبار للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثاني

نوفيلا قدر بالإجبار للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثاني

نوفيلا قدر بالإجبار للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثاني

صعد راجح للطابق السادس من البناية الحديثة الطراز برفقة أصدقائه، ولجوا لداخل الشقة الخاصة بأحداهما ليجد البعض منهما بالداخل، يجتمعون حول طاولة صغيرة تحوى عدد لا بأس به من الكؤوس الفارغة ولجوارها زجاجات من الخمر، فكان أحداهما يلف المال علي شكل أسطوانة دائرية.

الشكل ليلتقط بأنفه المخدرات ببسمة بلهاء وعلي يسارهم يجلس الأخر بجوار فتاة ليل رخصت ذاتها لقضاء ليالي بثمن تحدده لهم!، جلس راجح علي أحد المقاعد ليشير له صديقه قائلا وهو يحدج من تجلس لجواره بنطرة مقززة متيجي، تجرب
رمقه راجح بنظرة غرور لا ماليش في النوعية دي أنا بحب، القطط اللي بتخربش
جذب حازم الكأس ليتمايل يسارا بعدم إتزان قائال بضحكة، مرتفعة بيحب الجوالت المفتوحة.

شاركه الأخر بحديثه المرح والمشكلة أنه عنده مكان مكيف، ومحدد في قلب الغيط يعني لو قفشوه هيروح في داهية
، أجابه راجح بمرح حد ليه شوق في حاجة
، أشار له حازم بالنفي أحنا نقدر خد راحتك يا معلم
وتعالت ضحكاتهم لتشاركهم ضحكات الفتاة الخليعة ليغلق أحد
، الأبواب التي تضم بحوائطها كل ما حرمه الله
.
إستغلت الليل بظلامه الكحيل وتسللت علي أطراف أصابعها
، حتي بلغت الغرفة، فتحت الباب برفق لتتوجه إليها سريعا.

إنحنت لتحركها برفق مرددة بصو ت يكاد يكون
، مسموع نادية
، فتحت عيناها بفزع فبعد تلك الليلة لم تشعر بالراحة قط إعتدلت بجلستها حينما إتضح لها ملامح زوجة أخيها األكبر
..!فقالت بأستغراب صفاء، بتعملي أيه هنا؟
، إلتفتت يمينا ويسارا بتفحص شش وطي صوتك
ثم تطلعت لها لتخرج من جيبها مفتاح قائلة بهمس سرقت المفتاح من ياسر.

ضيقت عيناها بعدم فهم فحررت قدميها من الأغلال لتقف الأخرى أمامها بذهول فأشارت لها بأعين عرف البكاءطريقها إهربي من هنا يا نادية، أنا عارفة أنت أد ايه بتكرهي جوز خالتك الله يرحمها وعارفة هو عايز يتجوزك، ليه؟
وضعت عيناها أرضا بقهر طول عمره ونظراته ليا كانت قذرة وأمي مكنتش مصدقاني الوقتي ما صدق الفرصة تيجيله علي، طبق من دهب
. وضعت يدها علي كتفيها بحنان إهربي من هنا.

قالت بدموع هروح فين يا صفاء أنا معرفش حد، وهما، بيحاكموني علي حاجة انا ماليش ذنب فيها
وبعينين يشوبهما الحقد قالت سايبن الحيوان اللي عمل فيا كدا، وبيعاقبوني أنا
أخرجت صفاء حقيبة بلاستكية صغيرة لتضعها بيدها مرددة ببطء وعيناها علي باب الغرفة الشنطة دي فيها فلوس.

وعنوان أختي هي إتجوزت بالقاهرة وجوزها مسافر انا كلمتها، وفهمتها كل حاجة روحيلها وهي هتساعدك ربتت على كتفيها بحنان أنا عارفة أنك مالكيش ذنب في، اللي بيحصل دا ومقدرتش أتحمل أشوفهم بيعملوا معاكي كداحاولت أتكلم مع أخو ك بس أ.

وقطعت باقي كلماتها بالصمت لعلم نادية بطباع اخيها الحادة، ألتقطت منها المال وجذبت حذائها لتخرج معها لساحة المنزل فتسللت والأخري تراقب الطريق حتي خرجت من المنزل لتهرول ركضا بدموع فهي تعلم بأنها تخطئ ولكن أي...!خطأ هذا الذي إرتكبته لتعاقب بمثل ما إختروه لها؟

عاد لمنزله في تمام الساعة الرابعة صباحا، فصعد الدرج
لألعلى بخطوات غير متزنة، خرجت جدته من غرفتها لتحدجه، بنظرات قاتلة والأخر يصعد للأعلى ويدندن بحالة عدم وعي
زفرت بغضب لتعود لغرفتها، خلعت معطفها لتتمدد علي
الفراش فشعر بها زوجها فقال وعيناه مغلقة مش قولتلك، زمانه راجع؟
تطلعت له بغضب مش عارفة انت جايب البرود دا معاه، إزاي
إستدار فوزي إليها هو لسه عيل عشان أخاف عليه، راجح بقي راجل وشنبه خط.

إستقامت هدي بجلستها بضيق من كلماته وعشان بقي راجل تسيبه يرجع البيت وش الصبح من غير ما تعرف بيروح..!فين وال بيسهر مع مين؟
جذب الغطاء علي جسده الثمين براحة يعمل اللي يريحه هو. مش صغير
زفرت بغضب حتي بعد قواضي الإغتصاب اللي هو متهم فيها هتسيبه برضو كدا لحد ما نلاقي كارثة جديدة
، أجابها ببرود متلفقاله عشان مركزي
إبتسمت بسخرية ال٦قواضي!، يعني البنات دي هتتبلي عليه..!عشان يضروك في مركزك.

ألقي بالغطاء أرضا بعصبية يووه أنت عايزة أيه في ليلتك دي؟

تطلعت له مليا لتقول بهدوء يا فوزي أنا خايفة علي الولد دا هو اللي بقيلنا من أبوه الله يرحمه، خايفة يضيع بسبب، أفعاله ومصايبه اللي مبتنتهيش أشار لها بطرف فمه نامي وإطمني طول مانا موجود مش، هيجراله حاجة
ونهص من علي الفراش قائال بضيق أما أروح أنام في اي، أوضة بدل الهم اللي علي الصبح دا
وترك الغرفة بأكملها لتتطلع األخري للفراغ مرددة
، بخوف ربنا يستر.

صعدت نادية للباص المتوجه للقاهرة بعد طريق شاقة.

بارتباك ما بين قدم تقدمه وقدما أخر يسحب خطاها بأن تعود لمنزلها، شعلة بقلبها دفعتها للمضي حتى تستعيد حقها، قوة غريبة ولدت بداخلها تحثها على القتال ألسترجاع حقها، تجربةقاسية جعلتها تمقت جبن الأهل الذين يروا الفتيات عار ولعنة لمثل هذا اليوم الذي تفقد به أعز ما تملك!، فأصبحت منهن ما تجد الموت أفضل وسيلة لإنهاء رحلة متاعبهم، أرادت لو تمكنت من القصاص من كل لعين حاول الفتك ببراءة احداهن..!بداخلها شرارة لن يطفئها حنين الكلمات ساعات قضتها بشرود وتمعن فيما حدث لها، كلمات والدتها وأشقاءها تلاحقها كالندبة التي لا تترك الجسد، تذكرها بتقاليد ورثتها بعض العائالت رغم تقدم الزمن وتطوره...!

عادات في كل زمن نجحت ببتر حقوق المرآة، يدعون بأنهم بطريق...!النهضة ومازال حقها مهدور هبطت من السيارة بأقدام مثبتة علي الطريق كأنها لا تعلم.

مبتغاها، ترى أناس مختلفة عن أهل عزبتها الصغيرة ولكن...!بنظرات متشابهة كانت كالضائعة التي فقدت هويتها، لم تستمع لصوت الإنذار أو إشارات البعض لها بالتحرك من أمام السيارات فكل ما ترأه هو ملامح لمستقبل ستختاره بيدها، هل ستمضي بطريقها لتظل ذكري هذا اليوم الكابوس المروع الذي سيقتحم حياتها أم ستبدأ رحلة معافرتها للقصاص من هذا الشيطان الذي لم يعي، معاني الإنسانية؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة