قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا فارس الأحلام الوردية للكاتبة زينب محمد الفصل الأول

نوفيلا فارس الأحلام الوردية للكاتبة زينب محمد الفصل الأول

نوفيلا فارس الأحلام الوردية للكاتبة زينب محمد الفصل الأول

فتحت باب الحجرة وأطلت برأسها من فتحة صغيرة تناسب حجم رأسها الصغير وهي تبتسم بمكر، ثم دلفت على أطراف أصابعها وسارت بمهارة حتى وصلت للسرير اقتربت وجثت على ركبتيها، وأزالت الغطاء وهي تهتف بصراخ: رغد.
فزعت الأخرى من على السرير وقفزت سريعًا وهى تهتف: في إيه، مين، ليه؟

وقعت تلك (المصيبة) أرضًا وهى تضحك بصوتٍ عالي وتصفق بيديها بحرارة، بينما نظرت لها رغد شرزًا وهتفت بغضب: أنتي يامتخلفة، إيه اللي أنتي هببتيه ده، والله لأقتلك يامريم.

وقفت وهندمت ثيابها وهى تهتف بلامبالاة: بس بس أنتي بوق على الفاضي.
اندفعت رغد صوبها تجذبها من شعرها وهي تهتف بعصبية: أنا بوق على الفاضي، طيب أنا بقى هاوريكي البوق دي هاتعمل فيكي إيه، تعالي هنا.
أمسكت مريم بيديها التي تمسك بشعرها بقوة وهي تهتف بمكر: الحق عليا إن جايه أفكرك، وأقومك من النوم، صعبتي عليا وأنتي نايمة في العسل.
هزتها بعنف مردفة: تفكريني بإيه ياختي، يكشي ورايا امتحان وأنا مش واخدة بالي.

زفرت مريم بضيق مردفة: يوووة، هو أنا هاقولك وأنا كدة، سيبني عشان أقولك.
نفضتها رغد بقوة ثم هتفت متوعدة: قولي يالا، وأقسم بالله لو طلع أي كلام لأرزعك على وشك بالقلم.
حكت مريم رأسها بقوة وهتفت متصنعة الألم: آه ياني من إيدك كانت هتخلع شعري..
ثم تابعت وهي تنظر لها بمكر: أنتي ناسية إن فاضل أقل من شهر على عيد الحب، أنتي حضرتك نسيتي رهانك مع صاحبتك، أنتي لغاية دلوقتي مش لقيتي الهيرو بتاعك.

جلست رغد مكانها وهي تنظر في اللاشئ وشردت فيما حدث من خمس أيام.

( فلاش بااااك).

في الجامعة وتحديدًا في كليه الآداب في قسم اللغة الفرنسية، يجلس مجموعة من الشباب يتحدثون، كانت من بينهم بطلتنا رغد، رغد هي بطلة هذة القصة، فتاة حالمة عاطفية اندافعية أحيانًا، مذبذبة الشخصية أحيانًا، تحلم بأن تعيش قصه حب قوية مثلها كباقي البنات ولكن لم تدرِ من أين ( العطل ) كما هي تقول دائمًا، مثلًا شكلها فهي إلى حد ما جميلة كما يقولون لها أصدقائها، فهي بيضاء البشرة طويلة القامة وجسمها متناسق شعرها أسود اللون وعينها سوداء كسواد الليل تتميز باتساع عينيها، أنفها دقيق، أنيقة تهتم بمظهرها كثيرًا، إذًا لماذا لايحبها أحد أين فارس أحلامها، إذا كان الحب معتمد على الشكل فهي جميلة فأين الحب؟!، تحلم بفارس يخطفها على حصان أبيض، ويكون ذو ملامح جميلة وشخصية قوية و جسد رياضي ومكانة مرموقة في المجتمع، نظرت لأصدقائها منهم من على علاقة بدكتور وأخرى بمهندس وأخرى وأخرى وأخرى، إذًا لن تتنازل عن أي صفة في مواصفات فارس أحلامها وهتفت لنفسها تشجعها بقوة: آه مش أصوم أصوم وأفطر على بصلة.

استفاقت من شرودها على حديث أكثر شخص تبغضه في الحياة وهي نرمين المخطوبة لابن عمها الضابط وتعيش معه قصة حب قوية لسنين طويلة، دائمًا ما ترى منها بنظرات الشماتة، تأففت بوضوح وهتفت: معلش كنت بتقولي إيه يا نرمين.
هتفت نرمين بتسلية: بقولك أنتي زي كل سنه أوت، مش هتحضري الحفلة بتاعت عيد الحب.
قالت زميلة لهم وهى تضحك بسخرية: سيبك يا نيرمو، أصل رغد ملهاش في الكلام ده.

هتفت رغد سريعًا وباندفاع: وماليش ليه إن شاء الله، هو عشان مبقولش إني بحب وأجيبه معايا هنا الجامعة واتمنظر بيه، يبقى أنا كدة مبحبش.
فقالت نيرمن متصنعة الدهشة: أوووه، الحقوا ده رغد طلعت بتحب ومخبية، طب مخبية ليه يا حبيبتي خايفة عليه من الحسد.

تعالت ضحكات البنات والشباب معًا، بينما شعرت رغد بالغضب من سخرياتهم فهتفت بمكر: لا عشان مبحبش أقول وأفضح الدنيا أنا بحبه بجد وهو بيحبني جدًا وهانتخطب قريب، يبقى أنتوا مالكوش لزوم، وآه خايفة عليه من الحسد عشان أنتي لو شوفتيه هتسيبي خطيبك وتجري وراع.

رفعت نيرمن حاجبيها ببرود وهتفت: والله!، شوف إزاي أسيب خطيبي وأجري وراه.
ثم نهضت ووقفت في منتصف المكان تهتف بصوت عالي: انتبهولي بقى كدة يا جدعان أنا هيبقى بيني وبين رغد رهان حفلة عيد الحب يوم 14/2 تجيبي حبيبك معاكي ونصدقك يا إما هتطلعي كدابة ومنشوفكيش بتتكلمي تاني ولا حتى تقعدى معانا تاني.
نهضت هي الأخرى ورمقتها بتحدٍ: وإن جبته معايا يا نيرمين هتعمليلي إيه؟

قالت نيرمين: هاعتذرلك وقصاد حبيبك والجامعة كلها.
( عادت من شرودها على صياح أختها وأخوها التوأم وهم يتشاجران على الأيباد )
قالت بضجر: في إيه منك ليها.
هتفت مريم بضيق: خليه يديني الايباد هو أخده طول الليل من حقي النهاردة، عاوزة أقعد على الفيس.
نظر لها أخاها وهو يضيق عينيه بتركيز ويشير بسبباته في وجهها: تقعدي على الفيس، اوعي تكوني بتكلمي ولاد يابت.
هتفت مريم سريعًا: بت ما تبتك.

استغفرت ربها في سرها وحاولت تهدئة نفسها، وقالت بهدوء: سيبله الأيباد يا مريم، وأنت روح يا محمد أقعد عليه لغاية بليل وأنا هاديها تليفوني.
جذب منها محمد الأيباد وخرج من الغرفة بينما هتفت مريم بضيق: هاتي بقى تليفونك يا حلوة.

لكزتها رغد في كتفها بخفة وهتفت: حلوة إيه، يابنتي أنتي في أولى ثانوي وأنا في رابعة كلية احترميني، ثم تعالي هنا قوليلي بقى يا أم دماغ حلوة أنا هلاقي فين الوسيم أبو جسم رياضي وبيشتغل شغلانة حلوة، ده أنا لو لقيت حاجة واحدة من دول احمد ربنا.
ذهبت سريعًا صوب باب الغرفة تغلقه جيدًا، واقتربت من رغد وهي تبتسم بمكر: لا فيه الوسيم واللي شكله يجنن، وبيشتغل شغلانة حلوة وغني كمان.

قالت رغد سريعًا بحماس: مين ده يامريم قولي.
أجابتها مريم: الدكتور عبد الرحمن، دكتور خالتك بتاع العظام إنما إيه، قمر ما شاء الله طول بعرض، ورياضي وشكله مبسوط ماديًا، وأهو بيشتغل دكتور، أنا شوفته المرة اللي فاتت لما خالتك أصرت عليا أروح معاها، إيه رأيك في أختك حبيبتك.

ظهرت ابتسامة عريضة على وجهها وهتفت بحماس: طيب إيه أعمل إيه، خلي في بالك أنا عاوزاه يحبني بجد مش هاروح واقوله نمثل أنا عاوزاه يحبني وأعيش قصة حب, ونتخطب وتقلب بجوازة.
ثم تابعت بحزن: طب ويا ترى هيحبني في أقل من شهر، هيلحق يعجب بيا.
أومأت بقوة تلك الصغيرة اللئيمة وهتفت بمكر: طبعًا هيحبك وبقوة كمان، يابنتي الحب بيجي في ثانية، بس أنتي اسمعي كلامي وهو من أول مقابلة هيقولك بحبك بموت فيكي.

قالت رغد بحيرة من أمرها: طب أعمل إيه؟، قوليلى أنا لبخة أوي.
جذبتها مريم لمستواها وهتفت بالقرب من أذنها: بصي يا ستي، أول حاجة وهي إنك تروحي مع خالتك العيادة بتاعته...

وقفت على باب المصعد تجذب خالتها بقوة لداخله مع صياح خالتها عليها
لا والله أبدًا ما أركبه، عندي فوبيا منه يابت يا رغد.
هتفت بحنق: ياخالتو الله يرضا عنك اركبي بقى، أنا مش هاطلع 4 أدوار على رجلي وفيه أسانسير.
قالت خالتها بإصرار واضح: لأ يعني لأ.
زفرت بضيق وجذبت يد خالتها تساعدها في صعود الدرج، مع تأوهات خالتها بالألم من ساقيها، أخيرًا رأت تلك اللافتة المضيئة باسم بطلها ( دكتور / عبد الرحمن الفيومي).

هتفت لنفسها بفرحة: طب والله اسمه سينمائي.
دلفت وجلست تنتظر معاد كشفهم وهي تفكر مليًا فيما أملته عليها الوقحة أختها، استفاقت على لكزات خالتها في يديها وهي تقول:
يابت ركزي معايا، سرحانة في إيه.
قالت رغد بضيق واضح: عاوزة إيه يا خالتو؟، خير يا حبيبتي.

هتفت خالتها بمكر: بقولك لسه مش موافقة على الواد ابني، طب والله الواد مالك ده ابن حلال مش اكمنه ابني يعني، لا أنا لو ليا بنت حلوة زيك كدة، هاجوزهاله على طول ما شاء الله عليه أدب واحترام ومهندس قد الدنيا وبيشتغل في قطر.
ابتسمت ابتسامة مصطتنعة وهي تهتف بخفوت: آه وكملي بقى، إيه بقية مواصفاته، دبش في الكلام، بكرش، بيلبس نضارة كعب كوباية، مبيعرفش يقول كلمتين على بعض، إيه أكلمك ولا لسه...

ضربتها بخفة على رأسها وهتفت موبخة: ما تلاحظي ياختي إنه ابني، إيه نازلة تهزيق في الواد، طب والله هو طفش من كلامك اللي زي السم ده، وياعالم هيرجعلي امتى.
لوت شفتيها بتهكم وقالت: خليه هناك أحسن مريح والله.

نادت السكرتيرة على اسم خالتها، تعالت ضربات قلبها، وتوردت وجنيتها باللون الأحمر وشعرت بارتفاع درجة حرارتهما، هاجمتها آلام مفاجئة في بطنها كمن تقدم على امتحان، هندمت ثيابها جيدًا، وأمسكت يد خالتها تساعدها في المشي، رأت مرآة على جانب غرفة الطبيب صدمت مما رأت وجنيتها تزداد احمرار مع لون البلاشر الفاتح التي أصرت مريم على استخدامه، مدت يديها سريعًا تزيله بقوة، رأتها خالتها وهتفت موبخة: ياقليلة الربيا بتحمري خدودك يابت قبل ما تدخلي لدكتور.

هتفت بخفوت بنبرة محذرة: اسكتي يا خالتو، بالله عليكي اسكتي خالص.
دلفت للغرفة بخطوات ثقيلة، جابت بعينها في أرجاء الغرفة، رأته يجلس ويرتدي نظارة طبية أنيقة، ويبستم بلطف، دق قلبها بعنف وهتفت في سرها: الله إيه الحلاوة دي، ده زي ماقالت البت مريم، لا طلعتي بتفهمي.
تحدث الطبيب برسمية: إزيك يامدام وفاء أخبارك إيه؟
هتفت بعبوس: تعبانة يادكتور والله والعلاج كأنه مش عامل حاجة.

هتف الطبيب بعملية: معلش علاج الخشونة بياخد وقت، اتفضلي على أوضة الكشف مع الممرضة عشان نكمل كلامنا.
أومأت له وفاء وهي تسير مع الممرضة، بينما كانت رغد في عالم آخر، تراقبه بقوة كل حركة، كل كلمة يتفوه بها، وقميصه الأبيض، تخيلت حذاءه، انتبهت على حديثه:
أنتي حضرتك بنت مدام وفاء.
حمحمت بحرج وهتفت بخجل: آه، لا أنا بنت أختها.
أومأ وهو يبتسم بلطف: أهلًا وسهلًا، العيادة نورت.

جلست بأريحية أكثر بعدما أن كانت تجلس بتوتر، ومدت يديها سريعًا تصافحه بابتسامة عريضة: أنا رغد في سنه رابعة كلية أداب قسم فرنساوي.
تعجب هو لطريقتها تلك، فمد يديه يصافحها بود وهتف: أنا دكتور عبد الرحمن، دكتور خالتك.
اتسعت ابتسامتها وهي تهتف بتعجب: دكتور خالتي.
ضحك الآخر ثم هتف بمزاح: إيه ده أنا قولت كدة، لا إزاي مقولتش كدة.

ساد الصمت في الغرفة ولكن ظلت الابتسامات على وجههم، حتى قاطع الصمت صوت الممرضة: اتفضل يا دكتور، المدام جهزت.
نهض عبد الرحمن وهو يتحرك صوب غرفه الكشف، ثم مال بخفة على رغد الواقفه تتابع بخبث حذائه، كما تخيلته بالضبط، هتف بهمس شديد:
متنسيش تبقي تسيبي رقمك عشان أطمن على خالتك، أصلها خشونتها صعبه أوي ومحتاجة متابعة.

ابتسمت بخجل وهي تهز رأسها بالموافقة، اختفي من أمامها، سرعان ما قفزت لأعلى بخفة وهي تهتف في نفسها بفرحة: الله، لقيت الحب أخيرًا، لا وإيه جريئ.

قفزت مريم عدة قفزات متتالية على الفراش وهى تهتف بحماس: الله عليكي يابت يامريم، طب والله أنا مفيش مني اتنين.
جذبتها رغد لتجلس على الفراش وهتفت: قوليلي إيه بقى الخطوة اللي بعدها، إيه المفروض يحصل.
أشارت لهاتفها الموضوع جانبًا وأردفت: المفروض إنك تكلميه طبعًا، تقوليله إزيك يادكتور، معلش أصل خالتو رجليها واجعاها أوي، وكلمة منك على كلمة منه والكلام هيجر.
طب أكلمه واتس ولا اتصال؟!

حركت بؤبؤ عينها بسرعة ثم هتفت باندفاع: لا كلمي مسجات واتس الأول يالا ابدئي.
قالت رغد: مش لسه بدري متهايألي، ده أنا لسه جاية من عنده.
أخذت الهاتف وعبث به وكتبت له: إزيك يادكتور عامل إيه؟!، .
اتسعت عيناها بصدمة وهتفت: أنتي بتعملي إيه يخربيتك يا مريم.
زفرت الأخرى بحنق وهتفت: أصلك باردة أوي وهتاخدي وقت لغاية ما تتعرفي عليه، احنا في عصر السرعة ياماما...

قاطع حديثها صوت نغمة وصول رساله على الواتس، نظرا بسرعة للهاتف فوجدا:
أنا كويس، صورتك حلوة جدًا يا رغد، آه اسميحلي أقولك يارغد.
أشارت مريم بسرعة للهاتف وهتفت بسعادة: أهو رد، رد اسم الله عليا، خدي بقى اتكلمي معاه، وأنا هاطلع اتخانق مع الواد محمد على الأيباد.
خرجت مريم من الغرفة وهي تغمز لها بشقاوة، بينما تمسكت رغد بقلبها وهتفت موجهة له الحديث: اهدا، أبوس إيدك، احنا لسه في الأول.

مسكت هاتفها وكتبت مع ابتسامة عريضة على وجهها: طبعًا قولي يارغد، وأنا هاقولك يا عبد الرحمن يعني لو مش هتضايق..
جاءها رده السريع: أنا أتضايق منك، أنا!، طبعًا قولي ياعبد الرحمن، أو عبده، أو حتى بودددي.
ضحكت بمرح وهي تهتف لنفسها: بودي، طب والله لأسجلك بودي
ثم كتبت له: احم، خالتو تعبانه جدًا يا عبد الرحمن.
بعث لها ملصق أو ما يسمى الأيموشن حزين مصحوبًا برساله: خالتك إيه بس دلوقتي خلينا في قلبي التعبان ده..

ألقت الهاتف سريعًا وهى تصرخ بجنون: قالي قلبه تعبان آه، آه ياقلبي، أخيرًا لقيت الحب...

توالت الرسائل والمكالمات اللطيفة بينهم لمدة خمسة أيام مع توجيهات مريم، حتى فاجئها بطلبه السريع:
رغد، احنا لازم نتقابل، نفسي أقعد معاكي وأتكلم كدة وش لوش.
تراقصت دقات قلبها بفرح كتبت سريعًا: أوك هاقابلك في...
وجاء اليوم الموعود وتأنقت بوضع ذلك الطلاء في أظافرها، حتى سمعت أختها وهي تقول: بقولك إيه كوني لطيفة، حنونة، خفيفة، تشربي إيه، مشربش، تعملي إيه ماعملش، تاكلي إيه، ماكلش...

قالت رغد مستنكرة: هو أنتي هتقوليلي أقول إيه كمان، لا بقولك إيه مش اكمني مشيت وراكي يبقى تقوليلي أتعامل إزاي لا ياماما، أنا بطريقتي معاه هاخليه يقولي بحبك يارغد النهاردة.
رفعت حاجبيها ببرود وقالت: بقى كدة يارغد، مع أول السكة تبعيني، ماااااشي.
هتفت رغد بلامبالاة: لا أقعدي متمشيش، يالا سي يو بقى أروح لقلبي بودي.

ذهبت سريعًا للمكان المنشود، وتجولت بأبصارها في المكان، وجدته يجلس بأناقته المعهودة بجانب النيل، تقدمت منه ببطء، رآها تتقدم منه، نهض وهو يبتسم لها ويهتف: أخيرًا يا رغد جيتي، ده أنا قولت قلبتيني.
هتفت بخجل: لا مش أقدر أقلبك أبدًا.
جلست وهو جلس مقابلها ويهتف بخفوت: ليه يارغد متقدريش تقلبيني؟!
توترت قليلًا وهتفت بتلعثم: عشان، عشان...
قاطعها وهو يتقدم بجذعه العلوي نحوها ويهتف بمكر: عشان بتحبيني صح.

ابتعد قليلًا وهي ترجع خصله من شعرها للخلف بتوتر: ها...
أمسك يديها، وطبع قبلة رقيقة عليهما وقال: وأنا كمان بحبك جدًا.
هتفت سريعًا وعلامات الذهول على وجهها: ها أنا، أنت بتحبني في خمس أيام، معقولة.
غمز لها بعبث وقال: زي ما أنتي حبتيني في خمس أيام، الحب مالوش وقت ولا كبير.

مالت بوجهها ناحية اليمين وهي تبتسم بسعادة، وتشرد في أيامها المقبلة المليئة بالسعادة والحب والورود الحمراء، وال، قاطعها صوته وهو يقول: رغد أنا هاقوم أدخل التواليت أوك، اطلبي حاجة لغاية ما آجي.
أومأت له وهي تمسك ذلك المجلد المخصص للكافية وتتفصحه بتركيز حتى قاطع انتباها صوت رنين هاتفه المستمر، جذبته وهي تنظر لصورة امرأة وتحمل طفل صغير يبتسم بمرح، قرأت الاسم وإذ به مكتوب my wife، اتسعت عيناها بصدمة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة