قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا فارس الأحلام الوردية للكاتبة زينب محمد الفصل الثاني

نوفيلا فارس الأحلام الوردية للكاتبة زينب محمد الفصل الثاني

نوفيلا فارس الأحلام الوردية للكاتبة زينب محمد الفصل الثاني

جذبتها والدتها من مرفقها وهتفت بخفوت: خدي هنا يا مقصوفة الرقبة، أختك مالها يابت.
مطت شفتيها للأمام متصنعة عدم الامبالاة مردفة: مش عارفة ياماما ما تسأليها وأنا مالي.
ابتسمت خالتها بمكر وهتفت: بقى أنتي متعرفيش مالها، أقطع دراعي إن ماكنتي أنتي السبب.
أشارت لنفسها مردفة باستنكار: أنا!، هي أي مصيبة تلزقوها فيا وأنا مالي.

ضربتها والدتها على رأسها بخفة مردفة بتحذير: بت لمي لسانك أصل والله أضربك على بوزك ده، ادخلي دلوقتي واعرفي منها في إيه بالظبط، حصل إيه لكل العياط ده.

أومأت وتمتمت بضيق: طيب هادخل أهو.
تابعتها والدتها ببصرها وهي تدلف لغرفة رغد، ثم مالت قليلًا على أختها وأردفت بخفوت: ياترى في إيه يا وفاء؟
هزت كتفيها بلامبالاة وهتفت: معرفش ياختي، بس نصيحة مني ركزي مع بناتك شوية، هما بيكبروا يا سعاد ومحتاجين اهتمام منك أكتر من الأول، ميبقاش كل الاهتمام بالواد.

أنهت حديثها وتركتها واتجهت للبلكون و هي تمسك بكوب الشاي ترتشف منه بتلذذ، بينما غمغمت سعاد بحنق: هاخاد بالي من إيه ولا إيه..

جلست على طرف السرير بعيدًا عنها بحذر، وباتت تراقب المشهد الدرامي بابتسامة مكتومة، بداية من بكاء رغد وهتافها لنفسها بال (أنا غبية )، وأكوام المناديل التي تفترش السرير بكثرة، زفرت بحنق حسنًا يكفى نواح ألم تكتفي تلك الغبية كما تنعت نفسها بكاء إلى الآن، فحمحمت بصوت عالي وهتفت بحذر: رغد
هتفت من بين شهاقتها: نعم.
قالت والفضول يكتسي ملامحها بقوة: في إيه من وقت ما جيتي من برة وأنتي بتعيطي، حصل إيه؟

حولت رغد بصرها لتلك اللعينة التي كانت السبب الرئيسي في تعرضها لكم من الإهانات من ذلك الوقح، فاندفعت نحوها تجذبها من شعرها وتهتف بغل: أنتي السبب، أنا عيلة عشان أمشي وراكي، أنا إزاي أعمل كدة في نفسي.
قالت مريم بحنق: الله، الله وأنا مالي، هي كل مصيبة تعمليها تقوليلي أنا السبب ولا إيه، اوعي شعري يارغد.

نفضتها رغد بعيدًا عنها وهتفت وهي تلقي اللوم عليها: آه أنتي السبب في كل ده، كان يوم أسود يوم مامشيت وراكي.
حكت رأسها بقوة وقالت بتساؤل: ليه ماتقولي وتخلصي في إيه؟
نظرت لها رغد بغضب وتمالكت نفسها وهي تسرد الحكايه على أختها...

( فلاش باااك )
هتفت بصدمة لنفسها وهي تمسك بهاتفه: يالهوي ماي وايف، مراته، يعني إيه متجوز، لا لا لا مش معقول.
ضغطت على الزر المجيب بأصابع مترددة ووضعته على أذنها واستمعت: ألو، أنت فين ياحبيبي، مجتش على الغدا ليه؟

كتمت شهقتها وهي تضع يدها بقوة لعدم إصدار صوت، بدأت الدموع تتخذ مجراها في مقلتيها لاستماعها لباقي الحديث: أنت بردو لسه زعلان مني؟ أنا آسفة ياحبيبي مش هنام وأسيبك تاني، بس أعمل إيه البيبي مدوخني معاه طول النهار، وأنت شايف قد إيه أنا بتعب مع ابنك.
إلى هذا الحد وصدر صوتها وهي تهتف بصدمة: ابنه!

فردت المرأة سريعًا: إيه ده أنتي مين، أنتي بتردي على تليفون جوزي ليه؟، هو بيخوني تاني.
أنهت رغد المكالمة سريعًا، وهي تبكي بانهيار أحلامها الوردية، تقدم منها عبد الرحمن وهو يهتف بتساؤل: إيه ده مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه؟
تحولت نظراتها من الضعف إلى القوة وهتفت بغضب: حبيبتك!، أنت ليك عين تقولها، آه يا وقح ده أنا هافضحك.
رفع أحد حاجبيه وأشار على نفسه مردفًا: الكلام ده ليا أنا؟

أومأت بقوة وهي تهتف بنبرة عنيفة: آه ياخويا ليك، بتلعب بيا وبتقولي بحبك وأنت متجوز ومخلف كمان، آه يا كداب، خدعت كام بنت قبلي ياحيوان أنت.
استمع لحديثها بوجه خالٍ من التعبيرات، وأرجع ظهره للخلف وهو يضع ساق على الأخرى ويهتف ببرود: ميخصكيش خدعت كام واحدة,، وبعدين يابيبي أنا مش ذنبي إنك مغفلة وماشية تحبي على نفسك.

نهضت بغضب ونظرت له شرزًا وهتفت بتعالٍ: أنا مش مغفلة ولا ماشية أحب على نفسي، أنا محترمة غصب عنك يا سافل، أنت اللي وقح وماشي تضحك على بنات الناس وأنت متجوز ومخلف طب احترم نفسك واحترم مراتك اللي قاعدة في بيتها ونايمة على ودانها ومفكرة إن جوزها إنسان محترم وهو يعني إنسان وقح مترباش أصلًا.

قالت حديثها الأخير بنفس واحد، لدرجة أنها تنفست الصعداء فور انتهائها مسكت كوب الماء وهي تدفعه بالكامل في وجهه، شهق بصدمة من ردة فعلها المفاجئة والقوية، بينما كان هو تحت تأثير الصدمة اندفعت هي صوب الخارج تحت نظرات الناس الفضولية، سارت بخطى ثابتة وبتعالٍ، فور خورجها اندفعت عيناها بسيل من الدموع...
(باك).

يالهوي يعني الموكوس على عينه طلع متجوز، معلش يا رغد، خيرها في غيرها، والحمد لله إنكوا لسه على البر.
التوي فمهما بسخرية وأردفت: على البر!، آه ياختي ماهو اللي إيده في المياه مش زي اللي إيده في النار، أنا اللي اتهنت وسمعت كلام زي السم، وقلبي اتكسر.

رفعت حاجبيها ببرود وهي تهتف بتهكم: لا الإهانه دي ابلعيها واشربي وراها كوباية مايه، أصلها مش هتلزق ياحبيبتي، بس قلبك اتكسر ليه لامؤاخذة هو أنتي لحقتي تحبيه ده هما خمس أيام عمي.
نظرت حولها بسرعة فرأت تلك العلبة الموضوعة جانبًا، جذبتها سريعًا وألقتها في وجهها وهتفت موبخة: أبلعها وأشربها، اطلعي برة مشوفش وشك أنتي السبب.

تفادت العلبة بمهارة كأنها معتادة على تلك الحركات المفاجئة، ونهضت سريعًا وهي تتجه صوب الخارج وتتمتم بضيق: طالعة ياختي، يكونشي بتطرديني من الجنة.
وما إن أغلقت الباب حتى قالت بصوت عالٍ نسيبًا: مش ذنبي إنك هبلة.
وضعت أذنها على الباب وسمعت رغد تهتف بتوبيخ: بس يا حمارة، أصل أقوملك.
استدرات بسرعة رأت والدتها وخالتها في ظهرها يرمقونها بتركيز، فهتفت: في إيه ياجدعان خضتوني.

هتفت والدتها بتساؤل: أختك بتشتمك ليه يابت؟
قالت مريم: هي من امتى عاملتني حلو أصلًا، متركزوش أنتوا بس، ورحوا اقعدوا كدة في أي حته، مش كل ما أمشي في حته ألاقيكوا ورايا ياجنبي يا في وشي.
تركتهم وذهبت بصوب غرفتها، نظرا لبعضهما بصدمة فهتفت وفاء: الصراحة فشلتي في تربيتها، والله تربية شوارع.

بينما في غرفة رغد كانت مستمرة في بكائها على تحطم قلبها وأحلامها الوردية، فهمست لنفسها: أنا عمري ما أعمل اللي عملته ده تاني، أكيد الحب هايجيلي بس أكيد في وقته.

صباحًا
مسدت والدتها بحنان على رأسها وهتفت بخفوت: رغد.
تململت رغد في نومتها وفتحت عينيها بتثاقل فهتف والدتها بانبهار: سبحان من صورهم.
تأففت رغد بوضوح وهتفت: بلاش أم الجملة دي بتفكرني بمالك ابن خالتو، وأنا مبحبش افتكره.

هتفت والدتها بعتاب: ليه يا رغد بس، يابت من كتر كلامك الوحش ده عليه خالتك بتاخد في نفسها وبتزعل مهما كان ده ابنها الوحيد، ومالك ميستهلش منك كدة، أنتي ناسية كان بيسيب مذاكرته ويقعد يذاكرلك في الثانوي.
ابتسمت بتهكم: آه مش فاهمة يعني دي جميلة ولا إيه؟، ياماما أنا كنت بقعد بس معاه عشان خاطركوا بس هو ولا بيعرف يشرح ولا بيعرف يعمل حاجة في دنيته، طب تصدقي مالك ده عمره مايتجوز بشكله ده.

هزت والدتها رأسها بنفي وهتفت موضحة: لا لا لا، عمر الجواز ما كان بالشكل ياحبيبتي ولا حتى بالفلوس، الشكل رايح رايح والفلوس مسيرها تروح بردو.
تنهدت رغد بقوة وأردفت: انتي عاوزة إيه ياماما مني، أنتي بتصحيني عشان نتكلم عن مالك كوباية.
نهرتها والدتها بقوة: يابت بس بقولك، خالتك هتزعل منك تاني لو سمعتك وهاتروح بيتها، قومي يالا اغسلي وشك والبسي عشان تروحي معاها البنك.

أغلقت عينيها استعدادًا للنوم مرة أخرى وهتفت بخفوت: ليه؟ خير.
هزتها والدتها بقوة وهي تنهرها مرة أخرى: يابت بقولك قومي عشان تروحي مع خالتك، مالك باعتلها فلوس وهي ممكن يضحك عليها هناك في البنك.
أبعدت الغطاء ملقية إياه أرضًا، وهي تهتف بتذمر: يادي مالك على سنين مالك، على اليوم اللي مالك بقى فيه ابن خالتي.

خلعت نظارتها الشمسية بتأفف واضح مردفة: كان لازم ياخالتي نيجي النهاردة، ما كنا نستني بكرة ولا بعده البنك زحمة أوي وكدة مش هانخلص.
أجابتها خالتها بملل: البنك كل يوم زحمة، من امتى كان فاضي ياختي.
أرجعت رأسها للوراء وهي تراقب الأرقام على اللوحة الموضوعة أعلى، ففتحت تلك الورقة المطوية في يديها: يانهار أبيض كدة مش هنخلص والله.

مرت ساعه ثم اثنتين ثم ثلاث حتى أخيرًا أضاءت اللوحة برقمهما، فزفرت بضيق: أخيرًا، يالا ياخالتي خلينا نخلص من أم الموضوع.
وسع كدة يا أستاذ لو سمحت.
وأعطتها لموظفة، وبعد مرور دقائق هتفت بضجر: أومال في إيه يا آنسة؟
قالت الموظفة بعملية: الظاهر في عطل في السيستم ثواني بس أنادي زميلي يشوف العطل منين.
أمالت على خالتها تهتف بمكر: والله مالك ابنك ياخالتي باصص في الفلوس، معفن وأنا عارفاه.

لكزتها خالتها في يديها وهي تقول موبخة: ماتلمي نفسك يارغد.

انتبهوا على حمحمة رجل حولا بصرهما نحو مصدر الصوت، كانت كل واحدة في وداي آخر، وفاء الحزينة الذي أبلغها الموظف بوجود خطأ في السيستم وطلب منها التأكد من تحويل المال من الحساب الآخر، بينما كانت رغد تسبح في أحلامها الوردية مجددًا!، فارس أحلامها أمامها، تأملته جيدًا بداية من لحيته التي تذين وجهه وملابسه الأنيقة وطوله الفارع وعضلاته العريضة فتهتف لنفسها بصوت عالٍ: ومحاسب.

فالتفت إليها خالتها والموظف، فتنحنحت بحرج وهتفت بصوت ناعم: آسفة، حضرتك بتقول إيه؟
ابتسم الموظف بتهذيب وهتف: أنا قولت للمدام أبقي اسأليها عشان وقت العملاء
ثم تابع حديثه موجهه لوفاء: زي مافهمتك يا مدام.
أومأت وفاء برأسها، بينما كانت رغد تهرب بأعينها منه بسبب إحراجه لها، فاصبغت وجنيتها باللون الأحمر، تمسكت بخالتها وتحركت صوب الخارج تجر خلفها خيبة آمالها، فأوقفها صوته مناديًا إياها: لو سمحتي يا آنسة.

التفتت بحذر وهي ترمقه بتساؤل وتشير على نفسها: أنا
أومأ براسه وهتف: آه أنتي.
تركت يد خالتها وتحركت صوبه وهي تهتف بقلق: نعم.
رقمك بس، عشان أسجل بيه الشكوي.
قالت رغد: شكوي، آه اتفضل أهو 010.
فهتف مرة أخرى: اسمك بقى.
رغد محمود محسن.
أشار لها بالذهاب وهو يبستم: ماشي اتفضلي أنتي يا آنسة رغد.
ذهبت لخالتها، فامسكتها خالتها وقالت بفضول: كان عاوزك ليه؟
هتفت بلامبالاة: كان عاوز رقمي عشان يسجل بيه الشكوى.

قالت خالتها بتعجب: شكوى!، هو أنا قدمت شكوي.
أجابتها بضيق: أنا أعرف ياخالتي، تلاقيها إجراءات يالا نروح أصل صدعت.

جلست ليلًا وحدها في غرفتها تستمع لأغاني اليسا الحزينة وتدندن معها بحزن على حالها، أمسكت هاتفها تتصفح الفيس، وتراقب أكونتات أصدقائها ومنشوراتهم حتى هتفت بتهكم: حتى أنتي يا سلوى يا معفنة دخلتي في علاقة، الظاهر أنا اللي هاعنس ولا إيه.
ظلت تتصفح الفيس، الانستجرام وصور أصدقائها البنات حتى أغلقت الهاتف بملل وهتفت لنفسها: أنا أذاكرلي كلمتين ينفعوني بدل حرقى الدم دي.

وما إن لبثت تقرأ صفحة حتى أصدر الهاتف صوتًا ينبه بوصول رسالة على الواتس، فتحت هاتفها بملل حتى قطبت ما بين حاجبيها ولكن سرعان ما اتسعت عيناها بسبب ظهور صورة موظف البنك مبعوثًا برسالة: مساء الخير يا آنسة رغد.
فتحت الصورة تتأكد من صورته، فهتفت لنفسها: يالهوي ده هو هو، عاوز مني إيه، اهدي يا رغد.
فكتبت بأصابع مرتعشة وقلب ينبض بقوة: مساء النور.

فأتاها رده سريعًا: مساء الورد على عيونك ياقمر، أولًا أنا عمر مرسي موظف البنك، ثانيًا أنا آسف على طريقتي الصبح بس احنا لازم نكون جدين في الشغل.
ظهرت شبح ابتسامة على ثغرها ثم كتبت: لأ عادي مفيش مشكلة يا أستاذ عمر، خير في مشكلة في شكوى خالتو؟
أتاها رده سريعًا: لا شكوى إيه بس، دي كانت حجة عشان آخد رقمك، وبعدين أنا بكلمك عشان عاوزك تقبلي عزومتي على الغدا بكرة علشان أسامح نفسي من معاملتي الوحشة ليكي.

قطبت ما بين حاجبيها: ده سريع أوي، إيه الهبل ده، يالا خليني معاه للآخر.
ردت عليه: ميرسي لذوقك مالوش لزوم، أنا خلاص تفهمت الموضع.
لا والله أبدًا لازم أقابلك بكرة، يالا وافقي هاستناكي في مطعم، مضطر أقفل، سلام.
هتفت لنفسها: إيه داهبيحطني أمام الأمر الواقع ولا إيه.
فكتبت: لا مش هاينفع...

لكنها توقفت عن الكتابة، وهي تفكر جيدًا حتى لا تضيع تلك الفرصة، فارس أحلامها يطلب منها مقابلته لهذه الدرجة أعجبته، قاطع تفكيرها دخول مريم وهي تقول: رغد ماتجيبي التربون النبيتي بتاعك.
نظرت لها رغد بتركيز ثم نهضت وسارت نحوها بخطوات بطيئة وهتفت بابتسامة لطيفه مصطتنعة إلى حد ما: مريم، مريومتي..
عادت مريم خطوتين للخلف وهي تقول بخوف مصطتنع: في إيه هاتموتيني ولا إيه.

أمسكتها من يديها وهتفت بفرح: لا مش هاموتك، ده أنا عاوزة شورتك، أنا النهاردة قابلت فارس أحلامي كل اللي أنا عاوزاة يا مريم فيه، وكمان بيشتغل في بنك، وهو اللي طلب رقمي، وكمان كلمني دلوقتي بيعزمني على الغدا بكرة.
اتسعت عيناها بذهول من كم التطوارات فهتفت بحماس: لا أنتي تحكيلي بالتفصيل الممل.
أخذتها رغد وجلست وسردت لها كل ماحدث، فصفقت تلك المجنونة بحماس: الله عليكي يا رغود، مدوباهم ياختي بجمالك ده.

هتفت رغد بابتسامة على ثغرها: طب وطي صوتك هانتفضح، قوليلي أروح ولا لأ.
أومأت بقوة وهتفت: طبعًا لازم تروحي، ياحبيبتي خديها من أختك الصغيرة الفرصة بتجي مرة واحدة بس، ولما تجيلك بقى استغليها بسرعة.
أطلقت تنهيدة قوية وهتفت بحيرة: مش عارفه أعمل إيه، خايفة أوافق بسرعة كدة، يفهمني غلط.

قالت مريم: لا مش كدة على فكرة، طب أقولك ياستي مش هو اللي جري وراكي وطلب رقمك وكلمك أنتي مش سعتيله، لكن احنا سعينا للموكس الأولاني.
هتفت رغد بعصبية: يوووة مش تفكريني والنبي، أنا رزعته بلوك من حياتي.
قالت مريم: طب اسمعي كلامي، اضربي طقم نار بكرة وروحي.
رمقتها رغد برجاء: طب زوغي بكرة من الدروس تعالي بكرة معايا عشان خاطري، عشان بس ميفهمش إن أنا مدلوقة عليه.
هتفت مريم بسعادة: يا سلام من عنيا.

سارت بجانب أختها، متمسكة بيد مريم بقوة حتى هتفت مريم: إيه ده مال إيدك باردة كدة ليه؟
هتفت بقلق: أنا لما بتوتر إيدي بتبقى تلج.
هتفت مريم مستنكرة: ليه أنتي داخلة امتحان ثانوية، فكي كدة.
هتفت رغد سريعًا: أهو أهو يامريم اللي لابس تيشرت أسود.
حولت مريم بصرها إلى حيث أشارت لها رغد، فأطلقت صفيرًا خافت وهتفت: أووبااا إيه الحلاوة دي، ده أحسن من الصورة.
هتفت رغد بتحذير: بس بس جاي علينا.

أقدم عليهما عمر بابتسامة لطيفة، وعيناه متركزة على مريم: إزيك يارغد أنا سعيد إنك قبلتي عزومتي
ثم حول بصره لرغد متسائلًا: مين القمر؟
قالت رغد: دي مريم أختي، أختي الصغيرة.
مريم بمرح كعادتها: مش صغيرة أوي يعني في أولى ثانوي.
تفحصها جيدًا وهو يقول: صح مش صغيرة فعلًا، يالا بينا نروح على الترابيزة ونطلب الغدا.
جلسوا ثلاثتهم، عمر المبتسم، رغد المرتبكة، ومريم المجنونة التي تغمز بخفة لرغد.

قال عمر: نطلب حاجة نشربها قبل الغدا، إيه رأيكو.
مالت مريم على رغد تهتف بهمس منخفض للغاية: أمور ونزيييه.
وضع النادل المشروبات ساد الصمت بينهم حتى هتفت مريم: هو أنت مرتبط ولا سينجل.
ابتسم عمر: لا سينجل.
لكزت مريم رغد في ساقها بخفه مع غمزة خفيفة من عينيها.
اتسعت ابتسامة رغد وعادت من جديد ترسم حياتها مع عمر فارس أحلامها.

توالت الأيام مقابلتهما ومكالمتهما وكل شخص تعرف على الآخر أكثر ولكن مع وجود مريم في كل مقابلة ومع إصرار عمر بمجيئها...
وبعد مرور 8 أيام طلب عمر من رغد مقابلتها على انفراد دون مريم، فتراقصت مريم فرحًا وهي تهتف: ايوة بقى مش عاوزني آجي عشان يقولك بحبك.
هتفت بابتسامة عريضة: أنا متفائلة المرادي، إن شاء الله خير أنا هاروح أقابله بقى.

جلست أمامه وعلى ثغرها ابتسامة جميلة وتورد وجنتيها، تنتظره أن يتحدث حتى قاطع الصمت صوت عمر المرتبك قليلًا: رغد أنا عاوز أفاتحك في موضوع، بصي أنا عارف إنك ممكن تقولي عليا اتسرعت شوية، بس لا مدام لقيت شريكة حياتي لازم آخد خطوة صح.
في هذه اللحظة ومع حديثه ذلك تسارعت أنفاسها المضطربة، وزادت دقات قلبها، الآن حلمها أصبح حقيقة، الآن فارس أحلامها يعترف بحبه لها.
فعاود عمر الحديث: رغد أنا عاوز اتجو...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة