قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا غسق الأوس (ليلة دافئة) للكاتبة منال سالم مكتملة الفصل السادس

نوفيلا غسق الأوس للكاتبة منال سالم مكتملة

نوفيلا غسق الأوس ( ليلة دافئة ) للكاتبة منال سالم الفصل السادس
( الجزء السادس من ذئاب لا تعرف الحب )

على الجانب الآخر، وتحديدًا في الطابق السفلي، حيث جلس أغلب رواد المكان مجتمعين بالأسفل؛ وكأن السماح لأحدهم بالصعود للأعلى –في مثل هذا التوقيت- يحتاج لفرمان رئاسي استثنائي. لمحت إحدى السيدات، والتي تدعى "لميس" صاحب الوجه الصــارم يبتسم، لم تكن ملامحه بالغريبة عليها، كانت واثقة أنها رأته من قبل، اعتصرت عقلها اعتصارًا لتتذكر أين شاهدته من قبل، تأهبت في جلستها بعد أن عرفت هويته، وهتفت تقول لصديقتها الجالسة إلى جوارها:
-مش ده "أوس الجندي"، صاحب مؤسسة "الجندي" للصلب؟!

رفعت رفيقتها رأسها للأعلى لتنظر بتدقيق إلى وجهه، وقالت في اندهاشٍ:
-أه هو، بس بيعمل إيه هنا؟
مطت "لميس" فمها بقليلٍ من الإعجاب لتضيف بعدها بكلماتٍ بدت غامضة:
-عشان كده .. مممم.. أنا فهمت دلوقتي.
لم يتفقه ذهن الأخيرة لما تنطق به، فسألتها مستوضحة:
-فهمتي إيه؟

ردت، وتلك النظرة المستريبة تتجول في حدقتيها:
-البلازا كلها من الصبح محجوزة للباشا.
-قولتيلي.
زاد فضولها مع رؤيتها لتلك المتدللة عليه، كانت تتحدث معه في انسجام واضح، فتساءلت بنظرات ضاقت بشكلٍ ملموس:
-ودي مين اللي معاه؟
بمنطقية أجابتها:
-أكيد مراته، إنتي مش شايفة الدبلة في إيده الشمال.

لم تنكر أن شعورًا بالغيرة اجتاحها، فمحظوظة تلك التي يقترن اسمها برجلٍ مهيب مثله، استنكرت وجودها إلى جواره، مع رؤيتها لحركاتها العفوية في التفاعل معه، والتي اعتبرتها مليئة بالهوجائية، لا تليق بسيدة مجتمع راقية، لها أصول طبقية شبه أرستقراطية، ظهرت أمارات الاشمئزاز على قسماتها، ورددت في تأفف صريح:
-مش معقول، بصي عليها، دي شكلها لوكال أوي، Eww.

شاركتها الرأي، وعلقت بنفورٍ:
-بصراحة، محدش يتخيل إنها كده!
تنمرت كلتاهما عليها بشكلٍ وقح، ومهين، وأضافت "لميس" مستفيضة في معلوماتها عنها:
-ده بيقولوا إنها قريبته، بجد شكلها مقرف، جمالها مش حلو خالص.

هزت رفيقتها رأسها توافقها أيضًا:
-معاكي حق، احنا أحلى منها بكتير.
نظرة فوقية منحتها لـ "تقى" قبل أن تتابع ازدرائها لها:
-أكيد دي عدسات اللي حطاها، وبعدين لسه في حد بيلبس حجاب.
امتعضت ملامحها وهي تدمدم باستهجانٍ:
-بلدي أوي.

لمحتها "لميس" وهي تنهض من مكانها لتتجه نحو الدرج، كان الطابق العلوي خاليًا من الحمامات، لاستغلال المساحة بشكلٍ جيد، لهذا كان يضطر معظم الحضور للهبوط للطابق الأدنى، لاستخدام الحمام. تأكدت من صدق حدسها مع تواجدها على مسافة قريبة من طاولتها، لذا مالت على رفيقتها، وهمست لها بلؤمٍ، ونظراتها الماكرة لم تفارق "تقى":
-بأقولك إيه، دي شكلها رايح التويلت، تعالي نشتغلها هناك.

لقت قبولاً منها، وردت توافقها:
-أوكي .. بس هنعمل إيه معاها؟
غامت نظراتها بشرٍ مستطر، وقد أخبرتها:
-احنا هنفضحها على الميديا، هنعرف الناس مين الشخصية البلدي اللي متجوزها الباشا، خدي موبايلي وصورينا.
صفقت بيدها في حماسٍ، وهي ترد:
-واو.. دي فكرة رهيبة!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة