قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا صوتها الوردي للكاتبة رضوى جاويش الفصل الثامن

نوفيلا صوتها الوردي للكاتبة رضوى جاويش الفصل الثامن

نوفيلا صوتها الوردي للكاتبة رضوى جاويش الفصل الثامن

جلست بين صديقاتها، لعلها تأنس بهن فتنسى
مازن مختار، وكل ما يتعلق به، حتى ولو
لدقائق، فقلبها وعقلها، بحاجة للهدنة، ولو
قليلا، بعيدا عن الصراع المحتدم بينهما، بسببه
، قليل من السلام، رجاءا، هتفت في يأس..
وهي تراه يتقدم الى طاولتها، ونظرات عينيه
المخادعة، تنبأها بانه كان خلفها، يتعقبها..
ألقى التحية في أدب جم، مما دفع صديقاتها لتبادل
النظرات المستفسرة، مما دفعها لتهتف في حنق: -.

هذا السيد مازن مختار، أحد المتطوعين بالجمعية التي اعمل بها..
-حقا،!؟، هتفت احدى الصديقات، وهي تقيم مازن، من رأسه حتى أخمص قدميه، بينما سارعت الاخرى، تمد يدها في سعادة مرحبة..
واُخرى، منحته اروع ابتساماتها ترحيبا...

-أسف للمقاطعة، كنت مارا، فأردت إلقاء التحية لا أكثر، فرصة سعيدة، إلى اللقاء، قال كلماته مودعا، وهو يختص رحاب بنظرات متمهلة، أثارت حنقها، وما ان ابتعد عن طاولتهما، حتى بدأت الأسئلة الفضولية، تقذفها الصديقات من هنا
وهناك، عن ماهية هذا الرجل..!؟.
-من هذا رحاب..!؟.
-يا له من رجل رائع..
-كيف عثرتى عليه،!؟.
-يا لك من ماكرة، أين خبّأته عنا..!؟.

صرخت رحاب في غيظ، : - ما بالكن، انه مجرد متطوع في الجمعية التي اعمل بها، ليس هناك ما يدعو، للأعتقاد في اكثر من هذا..!؟.
-لكن نظراته إليكِ، لا تقول ذلك ابدا، هتفت احدى الصديقات، بخبث..
نهضت رحاب وقد بلغ غضبها ذروته، وهي تهتف
حانقة: - أنتن مثيرات للشفقة، وقد اخطأت بالقدوم
لكن اليوم، وداعا..
-انتظرى رحاب، كنّا نمزح معكِ، هتفت الصديقات
لكنها لم تنتظر، فهذا يكفى ويزيد..

جاءت لتلتقط انفاسها بعيد عن ذكره، وكل ما يتعلق به، لتجد ان المجلس لم يخلو من كل هذا، بل ان مجلس أصدقاءها، كان كله، يدور حوله، يا آلهى أين يمكنها الهروب منه، أين..!؟.
كانت في سبيلها للنهوض بالفعل، هاربة من فضول صديقاتها، و..
لم تنتبه لتلك الفاتنة التي تقدمت من طاولتهن..
تقف في تحدى، في الجانب المقابل لها، وقد أثار
وقوفها بتلك الطريقة، الصديقات..
، لتهتف إحداهن: - هل من خدمة..!؟!

-هل هذا أنتِ حقا..!؟، قالت كلماتها تصب نظراتها النارية على رحاب وهي تقهقه بشكل شيطانى، مستطردة، لا أصدق أن مازن ينحدر مستواه لهذا الدرك..
-ماذا هناك، يا آنسة..!؟، ومن تقصدين..!؟، هتفت احدى صديقات رحاب في غضب..
ورحاب تقف في صدمة عقدت لسانها، بشكل تام
-انها صديقتكن البريئة، الآنسة رحاب، والتى استطاعت بكل براعة، أن تختطف خطيبى، مازن
أتعرفيه..!؟، سألت سهى ساخرة..

هنا ارتجفت رحاب، فاغرة فاها، غير مصدقة ما تدعيه، لكن، ها هو الان يأتى من حيث كان، يختبئ منذ قليل، يتقدم في ثبات يحسد عليه، يهتف ضاغطا على اسنانه: - سهى، ماذا تفعلين..!؟، لقد انتهى ما بيننا..
-لا لم ينته، صرخاتها بدأت تجذب أنظار المحيطين، انا تتركنى من اجل هذه، هذه يا مازن...!؟
-كفى، وأرحلى الان، هياا، كانت نبرة صوته الهادرة، كافية لتصمت للحظات، وهي تبادله النظرات المتحدية..

بينما حول مازن نظراته المعتذرة صوب رحاب، التي انكمشت على نفسها..
وقد شعرت بالضآلة، والدونية، فهى لم تستطع الدفاع عن نفسها بحرف واحد، امام كل تلك الاهانات التي تلقتها من تلك الحقيرة، وكل ما استطاعت إتيانه كرد فعل، هو الانتفاض من مكانها
في ثورة، هاربة، من تلك النظرات التي تصلها
الان، كالخناجر المسمومة..

كانت تندفع في حنق بالغ، وقد بدأت اخيرا، في البكاء، بشكل هستيرى، كرد فعل متأخر، عن كل ما تلقته هناك من إهانات..
والآن، وفي خضم تلك المشاعر المتضاربة، لم تكن راغبة، حتى سماع صوته، وها هو...
يناديها، ويلحق بها..
فاندفعت، تهرول، بشكل اكبر، وكل همها، ان تهرب حيث لا يمكنه اللحاق بها، او العثور عليها.

والآن ها هي تلهث، وقد خرجت بالفعل من المركز التجارى، تبحث كالمجنونة، عن سيارة أجرة تقلها بعيدا، كانت تندفع، لا ترى الطريق أمامها..
وإهانات تلك الحمقاء، تهدر داخلها، تصم آذانها
، وفجأة، سمعت صوته يصرخ هاتفاً..
لا تعرف ما يحدث.!؟، ولا سبب هذا الصراخ.!؟
كل ما تدركه الان، انها هربت، منه، اليه..
وانها الان، بين ذراعيه، حيث اخر مكان على وجه الارض، كانت تتمنى التواجد فيه..
لكن ماذا حدث،!؟، نظرت حولها..

كل ما تذكره، انها سمعت آلة تنبيه احدى السيارات
تتكرر بصوت صم أذنيها، وفي اللحظة الثانية، كان هو يمسك بكفها، جاذبا إياها، لأحضانه..
، منتشلا جسدها انتشالا، من أمام تلك السيارة..
هي لم تكن تسمع، الا صوت عقلها، الذي كان يستحثها على الهرب، الهرب فقط، ليجذبها هو، من الموت المحقق، لتستقر بين ذراعيه..
يا آلهى، لما لا يبتعد،!؟، همست في نفسها مبتهلة..

وكأن الله قد استجاب ابتهالاتها، ليبعدها عنه، بطول ذراعيه، ونظراته تنذر بثورة لا يمكن قمعها، وبالتأكيد، لم ترها من قبل، أخذ يهزها بقوة، وهو يصرخ ثائرا: - ماذا دهاكِ..!؟، كدت تقتلين نفسكِ، ايتها الحمقاء، ازداد هزه لكتفيها، وهو يقول ضاغطا على اسنانه، كيف يمكننى العيش من دونكِ، انا احبكِ يا حمقاء، أحبكِ..
صدمات متوالية، تقرع كالمطارق، على جدران القلب، ، كيف يمكنها مجابهة كل هذا..!؟

نظراتها الان، مصدومة مشدوهة، لا تقوى على
انتزاعها من على وجهه، ، وملامحها، تنطق بعدم التصديق، والذهول.
، ترك اخيرا كتفيها، لاهثا، وفجأة..
رِن شئ ما، ساقطا أرضا، جذب انتباهه على الفور، كان يظنه، احد دبابيس الشعر، قد انفلتت.

من عقال جدائلها، تحت حجاب رأسها، الذي اندفع قليلا للخلف، اثناء جذبه إياها من امام السيارة، انحنى يلتقط هذا الشئ بين أصابعه، ليقف مشدوهاً، يتبادل النظرات بينها، وبين ذاك الجهاز القابع، على كفه..
اما هي، فكانت يدها الان، تكتم شهقاتها، حتى لا ترتفع، معربة عن بركان من المشاعر المتضاربة التي يموج بها، صدرها..
حسنا، ها قد اكتشف كل شئ، ما عاد هناك، من.

سر، لتحتفظ به، وما عاد هناك، من داع، لتدفعه بعيدا عنها، منذ اللحظة، انتهى كل شئ، فما اكتشفه للتو
وقابع على راحة كفه الان، كاف تماما ليبتعد..
بلا عودة..
مدت كفها، لتلتقط سماعة الإذن خاصتها، في هدوء، من على كفه المفرودة امام وجهها، وتثبتها تحت حجابها، في مهارة اعتادتها، رغم كفيها المرتعشتين، حاول التحدث، لكنها رفعت
كفها امام وجهه تستوقفه في حزم..
لتوليه ظهرها، راحلة..

دون ان، ترفع عينيها، لتطالع عينيه، فلا حاجة بها..
لرؤية الحسرة، والشفقة، في نظراته، فهى
لن تحتملها ابدا، ابدا..
اندفعت من باب شقتها، لتصل لغرفتها مغلقة بابها
خلفها بأحكام، لتفيض اخيرا، دموعها، تحمل
ألماً، وقهراً، وعذاباً، وندماً..
لم اقتربت منه، لما أحبته،!؟.
الحب ليس لامثالها، في مجتمع، يراها البعض فيه، امرأة غير كاملة، امرأة غير جديرة بالحب
، لا تصلح لتكون زوجة، او أم، مثل باقى النساء..

لقد وطدت نفسها على ذلك منذ أمد بعيد..
فقدت تعلق قلبها وأخلص ذات يوم، لكن حبيبها أذعن لضغوط عائلته، وتركها، وحيدة تجتر مرارت ذنب لم تقترفه، وتعيش بجرح لا يندمل..
والآن ظهر هو في حياتها، ليقلب كل الموازين...
ويحيل حياتها القاتمة، والتى كانت تسير على وتيرة واحدة، إلى حياة صاخبة، مرحة، متجددة
، ظهر، ليعود قلب الأنثى ينبض من جديد بين جنباتها، وتعود روحها، لعهد السعادة، التي افتقدتها منذ زمن..

حمدت ربها، ان اباها، ليس بالبيت، في مثل هذا الوقت من اليوم، فهى لم تكن بمزاج يسمح لها بالتبرير، ولا اطلاعه على الامر، مؤقتاً، حتى تستطيع استعادة هدوءها، وثباتها النفسى..
لكن هل من السهل حدوث ذلك...!؟، هل حقا من السهل استعادة ذاك الثبات، والهدوء النفسى المذعوم، فالألم هذة المرة أعظم، والجرح بحق، أعمق..
لا تعرف كيف مرت عليها، الثلاث ليال، الماضية
كل ما تدركه، انهم مروا، حاملين الكثير من.

المعاناة، والالم، حتى، رسائله التي كان يمطرها
بها، كانت، كمن يضيف الملح على جرح حى..
فهى لم ترها مطلقاً، كرسائل حب، بل كانت رسائل شفقة، او عطف، او اى مسمى، لكنها لا تندرج
من وجهة نظرها، تحت مسمى رسائل حب..
ولليوم الثالث على التوالى، تحبس نفسها في حجرتها، لا تريد الخروج، او مقابلة اى من كان
رغبتها في العزلة، اثرت عليها تماما، لتقبع بين جدران حجرتها لا تغادرها الا لماما..

عيناها، معلقة بالسقف، عند نقطة مجهولة، وذاكرتها، كألة زمنية، أعادتها للماضى، بكل تفاصيله المريرة...
، كل ما حدث بالسابق، وجاهدت حتى لا يتكرر
رغم حرصها، يتكرر من جديد، بنفس الالم، ونفس القسوة، بل ربما بشكل اصعب..
لما لا يتركوها لحالها، هي لم تطلب شئ، ولا تريد شئ من هذا العالم..
كل ما كانت تصبو اليه، هو ان يدعوها تحيا بسلام
دون مزيد من الالم، او المعاناة..
دون مزيد من احساس بالنقص، او الدونية..

لأمر، ابدا ما كان بيدها أختياره، فهو أمر الله..
وهي راضية، لكن حتى رضاها، لم يتركوها تهنأ به، في سلام..
رِن هاتفها، فقررت تجاهله، فصديقاتها يحاصرونها، منذ تركتهن في المركز التجارى غاضبة، وحدث بعدها ما حدث، وكل واحدة منهن
تحاول استرضاءها، لكن لا رغبة لها في الحديث مع احد، أستمر الرنين، لا ينقطع، نظرت لشاشة الهاتف، لتعرف من هذا اللحوح، انها نمرة غريبة عنها، لكن لما كل هذا الالحاح، ربما نمرة خاطئة.

كالعادة، ستخبر المتصل بذلك، حتى يتوقف عن ازعاجها، ردت بهدوء: - نعم..!؟.
-رااائعة أنتِ، توافقين على اقتراحاتى، قبل حتى معرفتها..
هتف مازن في مرحه المعتاد، مما جعل قلبها يقفز من بين ضلوعها، ولم تدرى الا وهي تغلق الهاتف، دون وعى منها، وتلقى به بجوارها، على الفراش وكأنه قطعة من الجمر..
رِن الهاتف من جديد، واستمر في الرنين، حتى استجمعت شجاعتها، لتتناول الهاتف، وترد في حزم، : - ماذا هناك..!؟

-هناك كل السعادة بانتظارنا، يا صاحبة الصوت الوردي، و....
قاطعته بإصرار، لن تسمح له بالاسترسال في سرد ألوانه التي تعرفها، جيدا، هاتفة: - سيد مازن، رجاءً، انا لا أحب مثل هذا النوع من العبث، ولا اعتقد..
قاطعها في هدوء واثق: - هل والدكِ بالبيت..!؟.
-ماذا..!؟، والدى،!؟، لماذا..!؟.
-أجيبى رجاءً...
-نعم، هو بالبيت..
-حسنا، انا أسفل بيتكم، قولى نعم، وسأصعد حالاً، لخطبتك..
-ماذا.! لاااا، هتفت في ذهول، وصدمة..

-حسنا، انا صاعد الان، ومعى والدتى، هتف في سعادة، وكأنه لم يع مطلقاً، معنى كلمة لا التي صرخت بها، ولا مرت على مسامعه، من الاساس، فالرفض، ليس في قاموسه..
-سيد مازن، انتظر، انا..
لكنها وجدت، انها تكلم نفسها، مع خط مغلق..
فلقد انهى الحوار على الهاتف، وها هو صاعد الى هنا..
انتفضت كالمذعورة، انه هنا، لا، لا تصدق.

نظرت لصورتها في المرأة، وجهها مرهق، بسبب ليالى بلا نوم، وعيون منتفخة، بسبب البكاء الذي أعطت له حقه، بالكامل، منذ حادثة المركز التجارى، وحتى دقائق مضت..
هذا الرجل مجنون بحق، ما الذي أتى به لهنا..!
وبصحبة أمه.!، هذا ما كان ينقصها...
نهضت مسرعة، تعدل من مظهرها، وترتدى ما وصل له كفها، على عجل، وهي تهتف في نفسها، حسنا سيد مخادع. ، فلنكتفى بهذا القدر..

انتفضت من جديد وهي تسمع الان، رنين جرس الباب، وها هو والدها يطرق باب حجرتها، ليخبرها بقدوم ضيوف لاجلها...
التقطت انفاسها في صعوبة، وحاولت على قدر استطاعتها، استعادة رباطة جأشها، وهي تتبع والدها، الى غرفة الصالون..

دخلت، لتستقبلها امه، في البداية، و التي ألقت عليها التحية، ومدت كفها لتسلم ببرود عجيب، ثم جاء دوره، لتتجاهل هي يده الممدودة في لهفة، ليبتسم وهو يسحبها جواره من جديد، فهى تعاقبه، بطريقتها، هو يعلم ذلك..
صمت الجميع لحظات، حتى تنحنح مازن، قائلا وهو يوجه الحديث لوالدها، وعينيه، تتناوب النظرات بينها، وبين ابيها: - يشرفنى كثيرا، التقدم لخطبة الانسة رحاب، سيدى..

-رحاب، أين تحية الضيوف..!؟، هتف الوالد في مرح، وقد أنقذ ابنته من ذاك الحرج الذي اعتراها..
وحمرة الخجل التي كللت محياها، لتنهض منتفضة
وقد جاءت النجدة في الوقت المناسب، لتهرب من
المكان، وتترك الامر في يد ابيها، وخاصة، ان أمه كانت تجلس بلا مبالاة، تطوف نظراتها أرجاء المكان بلا استحسان، تضع قدم فوق الاخرى..

باستعلاء، لم تفتح فمها بكلمة واحدة، كانت فاتنة بحق، لا يمكن ابدا، ان تصدق ان مازن يكون حقاً، ولدها، شعرها بلون الشمس الساطعة، وزينتها كاملة، وملابسها راقية جداا، لكنها، متبرجة بشكل صارخ، وما ان همت رحاب بالاندفاع خارجة، حتى هتفت امه اخيرا، وبصوت عالى جدا، يفوق المعتاد، : - رجاءً، اى مشروب، بدون سكر..
خرجت رحاب من الحجرة، مسرعة، ولم تفوتها..

ما أقدمت عليه امه، والغرض من رفع صوتها بهذا الشكل، كأنها تخبرها بشكل غير مباشر انها على علم، بنقصها، طعنة اخرى، تعيد نكأ جراح الماضى، والتى ظنت يوما ما، انها
شفيت تماما، من اثارها، لكن هيهات، حتى ابيها
انتبه لتلك الاهانة المتعمدة من ام مازن، فامتعض في صمت، ولم يعقب..

، وما ان تأكد والدها من ابتعادها، حتى قال في هدوء موجها حديثه لمازن: - فلنضع النقاط على الحروف يا ولدى، ومنذ البداية، فهذا زواج، و انا أرى انك تريد الارتباط بابنتي، لا بأس، لكن ليس قبل ان اتأكد انك الشخص المناسب لها، و الذي سيقدرها حق قدرها، فرحاب مرت بظروف صعبة، بعد خطبتها الاولى..
قاطعه مازن مندهشا: - خطبتها الاولى..!؟.

-نعم، خطبتها الاولى، وكان سامحه الله، يعلم كل شئ عنها، هي أخبرته بنفسها، وهو تقبل الامر، لكن ضغوط الأهل، جعلته ينسى، او يتناسى، وعوده لها، وتأكيده، ان ما تعانيه، لا يعد سبباً، ليهجرها، لكنه للاسف، لم يفى بوعده
وانا لن اعرض ابنتى لمحنة كهذه من جديد..
لذلك، فأنا لن أوافق على رغبتك في الارتباط بابنتي.

حتى تثبت لى، انها رغبة قوية، وحقيقية، لن تتبدل، بأى تأثير، من اى نوع، وقال كلماته الاخيرة، وهو يحول نظراته، الى السيدة جميلة..
ام مازن، التي انقلبت ملامح وجهها بامتعاض، مدركة انه يقصدها بكلامه الاخير، ثم عاد بنظراته مرة اخرى
ليركزها على مازن مستطردا، اثبت لى رغبتك الحقيقة في الارتباط بابنتي، حينها، ستحصل على مباركتى للارتباط بها دون قيد او شرط، لكن، قبل هذا، فأنا اسف، لابلاغك برفضى لطلبك..

تغيرت ملامح وجه مازن ليكسوها الإصرار، وهتف معترضاً: - لكن انا يا سيدى...
قاطعه ابوها، : -انت شاب جيد، ولن تعدم طريقة تثبت بها استحقاقك لابنتى...
-لكنى حقا، احبها، ولا تهمنى أية امور أخرى..
ابتسم الاب في سعادة وهو يقول: - يسعدنى سماع ذلك، لكنه لا يكفى..

شعر مازن بالاحباط الشديد، ونظر لامه والتى كانت نظراتها مفعمة بالفرحة، ليزداد امتعاضا، وحاول مجدداً، ان يستميل والدها، لكن والدها قاطعة في حزم، ناهضاً: - شرفت يا ولدى..
ما ان سمعت رحاب صوت إغلاق الباب، حتى خرجت من مخبأها، ليتلقفها ابوها فاتحاً ذراعيه بابتسامة واسعة، اندفعت لتلقى بنفسها في احضانه
شاعرة بالراحة والامان، اخذ يربت على ظهرها..

واخيرا، ابعدها قليلا ينظر لعينيها، قائلا. : - نفذت ما اتفقنا عليه سابقا، لن تكونِ له، حتى يكون جديراً بكِ، دعيه، وراقبى من بعيد. كيفية تصرفه منذ الغد، وعلى ضوء هذا، يمكن ان نحدد، ان كان حقا يريدكِ، ام انه فقط، لم يتعود ان يُرفض له طلب، بن السيدة جميلة..
ضحكت رحاب ملء فيها، على تعليق ابيها الاخير..
وشردت وهو يأخذها مرة أخرى لأحضانه، هل حقا
لن يعدم طريقة يثبت بها، انه حقا، يحبها..!؟..

وماذا عن تلك الهووسة، التي اهانتها بسببه في المركز التجارى، فيبدو انها تحبه، ولن تترك الامر
يمضى بسلام ابدا..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة