قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا صوتها الوردي للكاتبة رضوى جاويش الفصل الأول

نوفيلا صوتها الوردي للكاتبة رضوى جاويش الفصل الأول

نوفيلا صوتها الوردي للكاتبة رضوى جاويش الفصل الأول

اندفعت مسرعة لعلها تصل في الوقت المناسب، بعد ان تلقت ذاك الاتصال الهاتفى، كانت لاتزل تنظر في جوالها، وهى تسرع من خطاها، لتخرج من المركز التجارى، الذي قررت ان تقابل فيه بعض الصديقات، لكنها تركت كل هذا خلفها، حينما أتتها تلك المخابرة
وهى في طريقها الان، ل..
-أه، أسفة، صرخت في اعتذار حقيقى، وهى تستدير لتواجه من كان من نصيبه ذاك الاصطدام الشديد، الذي اسقط هاتفها أرضا..

وإذ بها تفاجأ، به. يقف تائها، لا حول له ولا قوة، بنظارته الشمسية، ويده الممدودة
تستجدى العون..
صرخت من جديد، : - حقا، انا آسفة..
تعال معى من فضلك، مدت يدها، لهذا الضرير الذي وضعت احد اكفها تحت مرفقه، والكف الاخر، تتمسك بكفه، حتى أجلسته..
على احد المقاعد القريبة..
كررت أسفها من جديد، : - آسفة جدا، انه خطأى، ما كان على الإسراع هكذا، خاصة وانا اتحدث في الهاتف، أرجوك، سامحنى..

لم يرد هو بكلمة، كل ما قام به، هو الضغط على كفها التي. لازالت في كفه...
سحبت كفها في احراج، وهى تسأله، هل انت مع احد ما هنا..!؟.
هز رأسه موافقا، وما هى الا ثوان، حتى ظهر صديقه الذي يرافقه، يهتف مناديا: -
مازن، أين ذهبت بالله عليك،!؟.

-أين ذهب،!؟، كان هذا سؤالها، وهى تصرخ في الصديق مؤنبة، كان لابد ان تعتنى به، بشكل اكبر، لا ان تتركه يتجول معرضا نفسه لبعض المخاطر، في مكان كهذا لا يألفه، أعتنى به جيدا، رجاءً..
قذفت بكلماتها، واندفعت تلتقط هاتفها، الذي كان، لايزل في موضع سقوطه، واندفعت..
الى احد الممرات مسرعة..

نظر أكرم، لصديقه مازن، الذي كان جالسا في موضعه لم يحرك ساكنا، وعلى شفتيه ابتسامة واسعة، تكاد تغطى وجهه بالكامل، قال في ذهول وهو ينظر الى حيث
اندفعت الفتاة: - ما هذه، ال..
فقاطعه مازن، مستكملا: - الراااائعة..
-رائعة.!؟، ما الذي كانت تقوله، ولماذا توصينى بك!؟، انها..
-راائعة، بل خلابة، أكد مازن في ثقة..
وهو يخلع نظارته الشمسية التي كان يجربها
رغبة في شراءها، وقذفها باتجاه أكرم..

و هويندفع الى حيث غابت الرائعة، منذ لحظات...
كان يقلب وجهه في كل الوجوه، لعله يقابل عينيها من جديد، او يلمح طيفها الذي كان
، كسراب واحة غناء، في يوم قيظ..
كانت تتسلل الى مسامعه في تلك اللحظة..
كلمات مغناه، اكثر من رائعة، تحمل عبق
حالم، استولت الكلمات تماما على مسامعه، وهى
تنتشر في ارجاء المركز التجارى، الذي يجوبه
بحثا عنها...
أحبيني بلا عقدِ، وضيعي في خطوط يدي.

أحبيني لإسبوعٍ لأيامٍ لساعاتٍ، فلستُ أنا الذي يهتمُ بالأبدِ
أحبيني، أحبيني...
تعالي وإسقطي مطراً، على عطشي وصحرائى
وذوبي في فمي كالشمع، وإنعجني بأجزائي
أحبيني، أحبيني...
أحبيني بطهري أو بأخطائي، وغطيني أيا سقفا من الأزهارِ
يا غاباتِ حنّائي
أنا رجلا بلا قدرٍ، فكوني أنتي لي قدري
أحبيني، أحبيني...
أحبيني ولا تتسائلي كيفَ، ولا تتلعثمي خجلاً ولا تتساقطي خوفا
كوني البحر والميناء، كوني الأرضَ والمنفى.

كوني الصحوةِ والإعصار، كوني اللين والعنفَ
أحبيني، معذبتي، وذوبي في الهواء مثلي كما شئتي
أحبيني بعيداً عن بلاد القهرِ والكبتِ
بعيداً عن مدينتنا التي شبعت من الموتِ
أحبيني، أحبيني...

عاد مازن خالى الوفاض لصديقه، الذي ابتدره متسائلا: -هل تفضلت، وشرحت لى، ماذا يحدث، ومن هذه الفتاة..!؟، أستدير عنك للحظات، أجدك وقد جندت فتاة للدفاع عنك بكل تلك القوة، ألا ترحم قلبى الضعيف،!؟، قالها أكرم في لهجة مرحة، بها الكثير من الغبطة..

فانفجر مازن ضاحكا، وهو يربت على كتف صديقه، قائلا: - اقسم لك، انى برئ هذه المرة، لقد أصدمت بى، وهى قادمة من الاتجاه المعاكس، مشغولة بمكالمة ما على هاتفها، وكنت انا أجرب تلك النظارة الشمسية.

الحمقاء، التي كنت قد قررت شراءها، وكنت أعبث بها مستديرا، لاصطدم بها، وهنا انفجر ضاحكا وهو يكمل، لقد ظنت أننى ضرير، وكدت اسقط بسبب اندفاعها، فاخذت بيدى و اجلستنى، وتأسفت فوق الخمس مرات، وعندما اتيت تنادينى، لاقيت ما لاقيت، يا صديقى، وهنا انفجر أكرم ضاحكا من جديد
-دوما ما تجد من تدافع عنك، وانال انا التقريع والتوبيخ، حظوظ..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة