قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا صمود حواء للكاتبتان وسام أسامة و دينا ابراهيم الفصل الأول

نوفيلا صمود حواء للكاتبتان وسام أسامة و دينا ابراهيم الفصل الأول

نوفيلا صمود حواء للكاتبتان وسام أسامة و دينا ابراهيم الفصل الأول

وقفت كارمن في المرآه منبهره بتلك التحفه الفنيه التي اشتراها لها زوجها لحضور هذا الحفل الضخم...
سعاده كبيرة وفخر يغمرها لدعوته لها لحضور حفل بهذه الضخامة، فليس من عادة ليثها اظهارها للجميع، واحيانا تشعر بانه يريد وضعها في صندوق صغير يلائم جيب سترته...
نظرت مره اخيرة إلى فستانها القرمزي المطرز باللولي والذي يظهرها كنجمات السينما وبالأخص هوليود ويلائم عيناها الزرقاويتين...

لمست خصله تداعب وجنتها واعادت برمها لترميها بتأني خلف اذنها...
عادت بنظرها إلى ساعه الحائط وهي تتأفف من تأخر زوجها، هل ينوي البيات في العمل حتى يتهرب من الذهاب للحفلة؟ هل اعاد التفكير وندم الان!
امسكت هاتفها بغيظ ف والله لو يخطط لذلك، لتعاقبه هو وابنهم معا! جاء وقت انطلاقها والعيش قليلا بعد سهر ليالي طويله بجانب ادم الصغير المدلل كأبيه تماما والذي يطالب بوجودها طوال الوقت..

لم تنتهي من فتح الموبايل حتى سمعت صوت بوق سيارته، رجعت ابتسامتها بشده ورفعت فستانها حتى نصف ساقها غير ابهه بتلك التحفه على حد قولها! واطلقت ساقيها للريح...

اغلق ليث باب الفيلا وتنهد اخيرا فبعد يوم شاق طويل يعود لذراعي طفلته التي علمته العشق، لم تخيب اماله عندما سمع وقع خطواتها قبل ان يراها تركض بابتسامتها الطفولية البريئة على الدرج، اسرع بخطواته ناحيه الدرج خوفا عليها من ان تقع، ليلتقي لهفتها المرسومة على ملامحها بابتسامه جانبيه على وجهه لها معاني كثيرة...

ما ان وصلت إلى اخر الدرج حتى قفزت بين ذراعيه ليلتقطها بخفه وكأن قوة جسدها لم تدفع نحوه بكل طاقتها...
احكمت ذراعيها وساقيها حوله وهي تضع رأسها في عنقه وهو يحاول وضع يده اسفل ظهرها ليرفعها نحوه اكثر ويحكم قبضته عليها...
ليث بضحك: مساء الجنان يا حبيبتي!
ضحكت كارمن وهي تقبل رقبته ورفعت رأسها لتصبح في مواجهته...
-مساء الحب ياقلبي!
هز رأسه على رومانسيتها التي لايشبع منها وبدأ يتسلق الدرج وهي بين ذراعيه...

التف حوله يسار ويمينا وقال بتساؤل..
-ايه الهدوء ده؟ هما خرجوا ولا ايه؟
اعادت وضع رأسها على صدره وقالت...
-لا ماما فوزيه خدت ادم وناموا من ساعتين وصفاء خلصتلي الميك اب و روحت من شويه!
ابتسم قليلا وهو يستمع لها وقال...
-لسه عايشه دور باربي البت دي مش هتعقل..
ضربته بخفه على صدره وهي تمط شفتيها بدلع...
-مالكش دعوة بحبيبتي!
وصل ليث إلى غرفتهم واغلقها خلفهم...

همت كارمن بالنزول فاغلق ذراعيه عليها، نظرت له بتساؤل وقاالت ببراءه...
-ايه؟
رفع حاجب باستغراب وقال...
-كتك اوه، بتعملي ايه!
ضحكت بخفه وقالت ببراءه...
-امممم هنزل؟!
ضحك بسخريه: لا والله وانا شايل حضرتك من تحت لفوق عشان تنزلي...
مطت شفتيها بحيره وقالت بدلال...
-الله بقا، لا خليك نروح الحفله وانت شايلني! النمرة خلاص بح يا ليث بيه!
ابتسم نصف ابتسامته الجذابة ولمعت عيناه وهو يقترب منها ويقول بخفوت وشغف...

-النمرة انتي بدأتيها يبقي المفروض انا انهيها...
ومع قوله ذلك خطف انفاسها في قبله اخرج بها شوقه الذي لا ينتهي لها، سرت قشعريرة في سائر جسدها بالرغم من مرور 5 سنوات على زواجهم فكل قبله لهم تكاد تقسم بأنها بحرارة القبله الاولي!
بعد ان سرق انفاسها، جهز ليث وارتدي بذلته السوداء وقميصه الاسود البالغ الأناقة والذي يعطيه رونق حاد و غامض يليق به وذلك في اقل من 5 دقائق ساخرا من ساعات امضتها في تجهيز نفسها!

وقفت على اطراف اصابعها وهي تهندم له الكراڤت وتطلع في عينيه العسلية وتلقي له النظرات العاشقة التي باتت لا تفارق عيناها كلما نظرت له...
ليقابلها هو بأخري حنونه شغوفه، ربتت على صدره قائله بابتسامه واسعه...
-كدا تمام ياحبيبي؟
احاط خصرها وقربها اليه ليقول وهو يحدق في بندقيتيها...
-امممم حبيبك!

تمايلت بين يديه لتقف على قدميه كعادتها لتقول امام وجهه لكي تثيره كعادتها في الاونه الاخيره، وقالت بغنج...
-تعرف غير كدا يا استاذ ادم!
ضحك ملئ فمه وهو يمسد على وجنتيها، واردف بسعادة داخليه...
-بطلي دلع دلوقتي وروحي البسي حجابك عشان الحفله ياتقي!
عبست بوجنتيها لتبتعد عنه بحنق وتخرج الكلمات من بين اسنانها
-ماشي هروح اهوه!

كادت ان تذهب ولكنه امسك يدها وجذبها اليه قائلا بهدوء...
-مالك ياتقي مكشره ليه؟!

نظرت له محاوله التعمق فيه والتأكد من ظنها فهي لا تصدق انه نسي اول لقاء بينهم منذ ثلاث اعوام!
حتى وان كان اللقاء قاسي فبالنسبه لها هو يوم تغير حياتها للافضل! يوم احتوت حياتها عليه هو!

افاقها من شرودها يده الموضوعة على وجنتها واصابعه تتلاعب كالأوتار على بشرتها ونظراته الثاقبة لها...

ابتسمت ابتسامه صفراء وهي تطبق على اسنانها كاظمه غيظها قائله...
-لا يا ادم مفيش حاجه اوعي عشان البس...
اندفعت من بين يديه لتدلف إلى الحمام والضيق يعتريها هو الذي لا ينسي ابدا، نسي لقائهم!..

بينما هو ارتسمت على جانب شفتيه ابتسامه صغيره على غيظها منه!
ليخرج من جيب سترته سلسله فضيه على شكل ورده من الماس الخالص...

ليمسك السلسلة بين اصابعه ويتأملها بأبتسامة صغيره، ثم ادخلها في علبتها المخملية الزرقاء...
ثم اتجه خارج الغرفه ليري نجمته الصغيره، سار في ممر منزله ليقف امام اعز غرفه في بيته، امسك مقبض الباب ليفتحها...
رأي فتاه صغيره جالسه على الارض تلعب بعدة العاب وخصلاتها الطويله تغطي وجهها فرغم انها تبلغ ثلاث سنوات الا ان خصلاتها البندقيه تصل إلى نصف ظهرها...

ابتسم في حنو بالغ لترفع الفتاه وجهها بفضول، لتري والدها وقفت سريعا وركضت إلى والدها قائله بصراخ مرح...
-دوووومي!
انحني لها لتستقر في احضانه متشبثه به بقوه قائله بفرحه كبيره...
-وحشتني يادوومي!
بادلها العناق بقوه قائلا بحنو ولين...
-انتي اكتر ياروح قلب دومي!
طبعت قبله صغيره على وجنتيه ليبتسم لها بإتساع ويرد لها القبله بوابل من القبل والدغدغات...

في مكان اخر لا يقل دفئا عن سابقه
وقف يونس امام المرآه يعدل خصلات شعره القصير إلى الخلف، و بدور نائمه على ظهرها وترفع احمد صغيرهم بركبتيها إلى أعلى ليصبح كالطائر فوقها وضحكاتهما تملئ الغرفه...
ابتسم بسعاده وهز رأسه فهو يعلم بمراوغتها ورغبتها في عدم الذهاب للحفل...
كل ذلك بسبب مزحه بريئه، حسنا ليست بريئه بالكامل، لكنها مزحه في نهايه المطاف...

استدار اليها وهو يكبح ابتسامته حتى لا تغضب وتثور وتبدأ نوبه جنانها...
-الجميل كده هيأخرنا، احلو اللعب مع احمد دلوقتي ؛ يلا قومي طلعي احمد لماما عشان تجهزي!
رمقته بلامبالاة وهي تصطنع التعب...
-هو لازم نروح يعني!
زفر بخفه وهو يدور نحو المرآه...
-ايوة يا باش مهندسه ولا نسيتي طموحات الشغل دلوقتي، ناسيه اننا على معاد مع ادم الصياد عشان الديزاينز بتاع منتجه الجديد!

قالت بابتسامه صفراء وهي تحمل احمد وتعد حقيبته لتصعد به إلى ايمان...
-لا مش ناسيه بس ممكن تكلم ميار تروح معاك زي ما اقترحت الصبح!
ضحك يونس وقال
-كنت عارف ان الموضوع لسه في دماغك على فكرة، بطلي عبط بقا كنت بلاعبك، يلا اطلعي بقا هنتأخر..
قالت بغيظ: لا متلاعبنيش تاني يارخم! استني ثواني وهكون جاهزة...

بعد ان تركت احمد واطمئنت عليه مع ايمان نزلت بسرعه فهي تصطنع عدم الرغبه في الذهاب لمعاقبته ولكن داخلها كان يطير فرحا لاستطاعتهم في سنوات قليله تكبير شركتهم الصغيرة بفضل جهودها و جهود يونس و جابر، والان وصلتهم دعوة إلى اكبر احتفال سنوي ينتظره رجال الاعمال بفارغ الصبر!
ارتدت فستان بسيط للغايه لونه بني محمر يتماشي مع لون عينيها المزينه بالكحل الذي لا تتخلي عنه ابدا...

ظل يونس يراقبها وهي تضع اللمسات الاخيره على حجابها بهدوء وهو يجلس على الاريكه بأريحية لانه يمتلك المكان بما فيه هي بالفعل!
تعمدت بدور الانحناء والمراوغه في حركاتها الأنثوية الزائدة امامه على امل تذويقه جزء من عذاب غيرتها عليه!
ملئت الابتسامه فمه لتظهر غمازتيه بوضوح وهو يتفحص زوجته مستمتع بالعرض الذي تقدمه له ظنا منها انها تثير حنقه!

جلست بجواره و تنحنحت قليلا و هي ترتدي صندلها الصعب المزعج في ارتدائه، فرأي يونس صراعها مع الصندل المسكين الذي لا حول له ولا قوة!
هز رأسه وهو يقوم ويقف امامها مباشرا بينما ترمقه بنظره تساءليه خجله من محاولاتها الفاشلة امامه، فجثا على ركبتيه بنظرات مثبته لعينيها تظهر رأيه تماما بهذه المحاولات ونتيجتها الحتمية ولو بعد حين!

علت انفاسها قليلا رغما عنها من اقترابه لها و ظلت تراقبه بعينين خجولتان وحب وهو يمسك بقدمها الصغيرة ويضعها على فخده ليضع الصندل الرقيق في قدمها الذي زاده جمالا...
بعد ان انتهي طبع قبله صغيره على سمانة ساقها ونظر لها بابتسامته المشرقة وغمازاته التي تجعل الفراشات تطير باسفل بطنها وقال...
-ملكتي المتوجه بدر البدور خلصت؟!
ابتسمت بدور ومالت بوجهها لتطبع قبله بين عينيه لتقول بحب...

-ملكتك خلصت بانتهاء لمساتك يا مولاي!
قهقه الاثنان على سخافتهم (تخلف بعيد عنكم ) وتوجهوا إلى الخارج للالتقاء بجابر ووداد الذاهبين معهم إلى الحفل...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة