قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا سيدرا للكاتبة منال سالم الفصل السادس

نوفيلا سيدرا للكاتبة منال سالم الفصل السادس

نوفيلا سيدرا للكاتبة منال سالم الفصل السادس

ورغم أنها كانت ترتعد من داخلها إلا أنها لم تردْ أن تبدو أمامه ضعيفة مهزومة، حيث استجمعت سيدرا شجاعتها، ورمقت سليم بنظرات متحدية لا تعرف للانكسار عنوان، و...
-سيدرا بنبرة واثقة وقوية: لن تحني إرادتي أبداً، فأنا لستُ لقمة سائغة لأمثالك، بل أنا سيدرا..!
لوى سليم فمه في تهكم، ثم رمقها بنظرات استخفاف، و...
-سليم بنبرة مهينة: الفلاحة البغيضة...!

لم تتحمل سيدرا تلك الإهانة، فقامت برفع يدها عالياً في الهواء، وهوت بها على وجهه لتصفعه مرة ثانية، فتحولت عينيه إلى جمرتين من النيران، وتبدلت ملامحه فوراً إلى ملامح شخص مخيف، مرعب، قاتل..
لقد تفاجئت به يمد يده ليضعها على شعرها، ثم جذبها بقسوة منه ليجعلها تنهض عنوة من على الأريكة
فصرخت هي عالياً وبعنف من شدة الآلم، وحاولت أن تخلص شعرها من براثن أصابعه، وإنهالت عليه بالسباب اللاذع...

كاد سليم أن يقتلع شعرها من جذوره وهو يجرها جراً على الأرضية العتيقة، في حين ظلت هي تتأوه صارخة بعنف من الآلم، ورغم أن المربية سوسن قد ركضت نحوها لكي تخلصها منه إلا أنها عجزت عن إبعادها عنه، فقد تحول فجأة إلى شيطان لا رحمة في قلبه ولا حتى شفقة..

أرخى سليم قبضة يده عن شعرها، ثم إنحنى بجذعه للأسفل لكي يمسكها من كلا ذراعيها، وتعمد أن يغرس أظافره فيهما ليؤلمها أكثر، ومن ثم رفعها عن الأرض، وأمسكها بذراعيه وكاد يعتصرها بضغطه على عظامها، ثم سار بها نحو قبو المنزل..

وقفت المربية سوسن في مكانها مشدوهة من كل ما يحدث، فقد كان الأمر أكبر من طاقتها على التحمل، وقررت أن تتصرف فوراً، وألا تترك تلك المسكينة تعاني من ذنب لم ترتكبه، لذا توجهت ناحية باب المنزل، وركضت مسرعة للخارج من اجل طلب العون من رفيقه الأستاذ هيثم لعله يردعه عما ينتوي فعله بتلك البريئة..

أدخل سليم سيدرا في غرفة جانبية بعيدة وموجودة في أخر الرواق بقبو منزله، والتي كانت تستخدم قديماً كغرفة للغسيل، وأوصد الباب خلف كلاهما، ثم دفعها بعنف ناحية الحائط لترتطم رأسها به، وتسقط على الأرضية وتبدأ الدماء في النزيف من مقدمة رأسها.

الرعب الحقيقي قد بدأ حينما استدارت سيدرا برأسها ناحيته لتجده يخلع حزامه الجلدي ويلفه لعدة مرات حول كف يده، فتحولت نظراتها الباكية إلى نظرات فزعة، وانكمشت على نفسها أكثر، وضمت ساقيها إلى صدرها، وحاولت أن تزحف بجسدها للخلف مبتعدة عنه..
لقد تحول سليم فجأة إلى شخص أخر، لقد أصبح أقرب إلى الجلاد منه إلى الشخص الطبيعي المتعجرف والقاسي، و كان مع كل خطوة يقترب فيها منها، تموت هي في نفسها رعباً ألف مرة..

شهقت سيدرا عالياً وصرخت فيه أن يتركها لحالها، ولكن لا حياة لمن تنادي، فهي اليوم قد وقعت في الأسر، وأصبحت الفريسة والضحية..
تعالى صدرها وهبط في فزع، وتلاحقت أنفاسها بشدة، وتصبب العرق أنهاراً منها، ورغم هذا تمالكت من أجل أن تنجو بنفسها..
لقد حاولت أن تحتمي ببعض الأثاث المتهالك، ولكن لم يستطع أي شيء ان يقف في طريق بركان غضبه الذي انفجر ثائراً عليها..

مدت سيدرا أصابع يدها لكي تمسك ما تطاله، ومن ثم تقذفه في اتجاهه لكي تعيقه عن التقدم نحوها، ولكنه كان بمهارة يتفادى ما تلقيه إلى أن حاصرها في أحد الزوايا بالغرفة، وهنا بدأت مرحلة العنف الجسدي..

لم تتوقع سيدرا أن ينهال سليم بالضرب المبرح عليها، لقد تعمد أن يركلها بقدمه بشدة في أنحاء جسدها محدثاً كدمات زرقاء متفرقة على بشرتها البيضاء، أصبحت عظامها تأن من الآلم الموجع، و ظلت صرخاتها تصدح في أرجاء المكان راجية إياه أن يكف عما يفعل، ولكنه كان كالمُغيب، يركلها بلا رحمة، ويضربها بلا هوادة، ويجلدها بسوطه دون أن تطرف عينيه..

أغمضت سيدرا عينيها، واستسلمت لمصيرها، وتمنت لو يتوقف هذا الآلم المستمر حتى تستريح وتلتقط أنفاسها، ولكن طلبها البسيط هذا كان صعب المنال بالنسبة لها، وظل العذاب ممتداً..
ثم لعب الشيطان في رأسه، ووسوس له بأن يجعلها تعاني أكثر وأكثر، حيث قرر أن يذبحها وينال منها ما يجعلها تكره معشر الرجال بأسرهم، وهنا بدأت مرحلة الإيذاء النفسي..

لقد زين له الشيطان أن يغتصب زوجته، ويأخذ حقه منها رغماً عنها، وبالفعل اندفع كالثور الهائج ناحيتها، وأخذ يمزق ملابسها، ويحاول تقبيلها بعنف، لم تستطع هي أن تتحمل ملامسته إياها، أو حتى قربه منها، لقد تقززت منه، وحاولت إبعاده عنها، بل إنها قاومته بما تبقى لديها من قوة، ولكن للأسف كانت عاجزة أمام قوته الهائلة، والتي كانت في إزدياد مستمر..

ثبت سليم ذراعي سيدرا على الأرضية الباردة والمغطاة بالأتربة، وظلت هي تتلوى أسفله محاولة تخليص نفسها و...
-سيدرا بصراخ وبنبرة مبحوحة: ابتعد عني، لا تلمسني
-سليم وهو يجز على أسنانه بنبرة شرسة: أنتِ لي، ولن أتركك إلا بعدما أنال منك ما أريده
-سيدرا بنبرة متوسلة ومختنقة من البكاء المرير: أرجوك، لا تفعل هذا بي، لا...!

لم يصغْ سليم إليها، بل إنه قرب ذراعيها من بعضهما البعض، ثم أمسك بمعصميها بقبضة يد واحدة وثبتهما أعلى رأسها، وبيده الأخرى عبث في أنحاء جسدها محدثاً آلماً أكبر فيها، و لم يتركها إلا بعدما فرغ تماماً منها، وأشبع رغبته الشيطانية فيها، وأذاقها آلاماً فوق الآلام، ثم نهض مبتعداً عنها، ووقف ينظر إليها وهو يمسح عرقه بظهر ساعده..

سكنت سيدرا تماماً، واصبحت كالجسد الخاوي لا حياة فيها، ولا روح، فهو لم يغتصب جسدها فقط، بل روحها أيضاً..
ثم توقف سليم عما يفعل حينما وجد رفيقه هيثم قد اقتحم الغرفة بعد أن كسر بابها، حيث وقف مشدوهاً غير مصدقاً لما رأته عيناه، لقد وقعت جريمة اعتداء وحشية هنا، وممن، إنها من رفيقه الوحيد..

لم يتحمل هيثم المنظر، فأمسك بسلين من ذراعيه، وأبعده عن سيدرا، ثم جره إلى خارج الغرفة جراً وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة...

ركضت المربية سوسن في رعب ناحية سيدرا، وجثت على ركبتيها، ثم شهقت في فزع حينما رأت حالتها، وأدركت ما الذي حدث معها، فالأمر لا يحتاج إلى تفسير، لقد تم ضربها بوحشية وإغتصابها بلا إنسانية أو هوادة، ثم مدت كلتا يديها نحوها، وربتت على ظهرها وكتفيها، وحاولت إفاقتها، ولكنها كانت قد فقدت الوعي بالفعل، وبدى صوت أنفاسها ضعيفاً للغاية، فتوجست خيفة أن تكون تلك الفتاة على مشارف الموت..

تأسفت المربية سوسن على حال تلك المسكينة كثيراً، فهي لم تفعل ما يستوجب تعرضها لذلك الآذى البدني والنفسي، فجريمتها الوحيدة أنها وقفت ضد سليم من أجل عائلتها...

دفع هيثم رفيقه الغاضب سليم إلى داخل غرفة المكتب، ولم يكف عن توبيخه ولومه على فعلته الشنعاء، ولكن كان رد سليم مستفزاً وقاسياً، مما زاد من حنق هيثم و...
-هيثم بغضب هادر: أتظن نفسك رجلاً بتطاولك على تلك الضعيفة واعتداءك عليها؟
-سليم بقسوة: إنها تستحق الرجم
-هيثم متسائلاً بغضب: لماذا؟
-سليم بنبرة صادحة وهو يشير بيده: لأنها سرقت مني حياتي، دمرت أسرتي، عذبت والدتي، تركتنا جميعاً نعاني.

قطب هيثم جبينه، وعقد كلا حاجبيه في اندهاش شديد، ثم رمقه بنظرات حانقة و...
-هيثم متسائلاً بضيق جلي: عمن تتكلم؟
ثم توجه ناحيته ووضع قبضتي يده على ذراعيه، وبدأ يهزه بعنف و...
-هيثم بنبرة عالية: أفق يا سليم إنها زوجتك سيدرا، وليست عشيقة والدك، أفق...!
-سليم فاغراً شفتيه: هه، ماذا تقول؟
وكأن سليم قد عاد لتوه من ماضٍ بعيد، من ذكريات آليمة، فنظر إلى رفيقه بنظرات غير فاهمة لما يحدث..

لقد أدرك تواً جُرم ما فعل، وحماقة تصرفاته..
-سليم بصدمة كبيرة: يا إلهي، ماذا فعل؟!

ركضت المربية سوسن بخطواتها البطيئة إلى خارج تلك الغرفة القديمة، وتوجهت إلى المطبخ لتحضر كوباً من المياه، ثم عادت مجدداً إليها، وجلست على الأرض إلى جوارها، وبدأت في نثر المياه على وجهها، فإستجابت سيدرا لها، وشهقت وهي تستفيق، ولكنها لم تفتح عينيها بعد..

تنفست المربية سوسن الصعداء حينما وجدتها تتنفس بإنتظام بعد أن ظنت أنها على شفير الموت، ثم مسدت على شعرها المموج برفق، وظلت تهمس في أذنها بكلمات مطمئنة كي يكف جسدها عن الارتعاش..
بعد عدة دقائق، فتحت سيدرا عينيها، ولكن كانت هناك غشاوة على عينيها، فلم تلمح سوى طيف امرأة ما بجوارها..
مالت المربية سوسن برأسها على سيدرا، و..
-سوسن هامسة بنبرة دافئة: صغيرتي، هل تسمعيني؟

تأوهت سيدرا من الآلم، وبدأ أنينها في العلو تدريجياً، فأدمعت عيني المربية سوسن إشفاقاً عليها ورحمة بها، ثم مدت يدها وأمسكت بكف يد سيدرا، وربتت عليه و..
-سوسن بخفوت: أنا هنا لمساعدتك، لا تخافي بُنيتي!
ظلت سيدرا تنتحب، ولم تكفْ عينيها عن ذرف الدموع، فقد كان الآلم أكبر من قدرتها على التحمل،
ثم طلبت المربية سوسن منها أن تحاول التحامل على نفسها، وتنهض حتى تسندها وتخرجها من تلك الغرفة المظلمة..

وبالفعل استجابت سيدرا بعد عناء لطلب المربية سوسن، وجاهدت من أجل أن تقف على ساقيها..
تأملت المربية هيئة سيدرا، حيث كان وجهها متورماً من أسفل عينيها، وهناك كدمة بارزة أعلى جبينها، أما أنفها فقد كان ينزف، وشفتيها ملطختان ببعض قطرات الدماء المتجلطة، ناهيك عن ذكر ما أصيب به باقي جسدها من آثار الضرب والاعتداء، بالإضافة إلى قطرات الدماء التي لطخت فستانها من الأسفل نتيجة الاعتداء عليها بدون إرادتها...

كانت سيدرا تعرج في خطواتها وهي مستندة بذراعها على كتف المربية سوسن التي أحاطتها من خصرها، وحاولت ألا تفلتها، ثم سارت كلتاهما بخطوات بطيئة للغاية عبر ذلك الرواق المظلم، ومع كل خطوة كانت تخطوها سيدرا، كان الآلم يسيطر أكثر عليها..

لم يتوقف هيثم عن لوم سليم عما فعله، ثم وقف قبالته، ورمقه بنظراته القوية و..
-هيثم بنبرة منزعجة: لقد ارتكبت حماقة يا سليم، كدت أن تودي بحياة تلك البريئة
-سليم بنبرة غاضبة، ونظرات فارغة: هي من دفعتني للجنون
-هيثم بحدية وهو يشير بيده: بل أنت من تهور عليها بشراسة!
زفر سليم في ضيق، ثم وضع كلتا يديه في داخل جيبي بنطاله، واستدار بجسده ليولي رفيقه ظهره، ثم...
-سليم بإقتضاب: كفانا حديث، لقد تعبت.

-هيثم وهو يجز على أسنانه من الحنق: حسناً سأتوقف، ولكن ماذا عن زوجتك؟
التفت سليم برأسه للخلف ليرمق رفيقه بنظرات جادة و...
-سليم متسائلاً بعدم فهم: ماذا عنها؟
تحرك هيثم خطوتين للأمام حتى وقف في مواجهته، و...
-هيثم بجدية: هل ستتركها على حالتها تلك؟ أم ستتجاهلها؟
صمت هيثم للحظة، ثم عاود حديثه ب...

-هيثم محذراً بنبرة متشنجة: إذا علم أحد من أهلها بما فعلته معها، فلا تلومن إلا نفسك، نصيحتي لك أن تأخذ زوجتك وتبتعد بها عن هنا قبل أن يعلم أي أحد بجريمتك..
زفر سليم مجدداً، وأخرج يديه من جيبي بنطاله، ثم ضرب الحائط بقوة بكف يده، و...
-سليم بتبرم: حسناً، سأتصرف.

بعد عناء، وصلت كلاً من المربية سوسن وسيدرا إلى ردهة المنزل، حيث لمحت الأخيرة انعكاس صورتها في المرآة، ورأت حطام نفسها، وإنكسار روحها، فذرفت الدموع بلا توقف، وهنا ربتت المربية على ظهرها محاولة التهوين عليها، وطلبت منها أن تسير مجدداً معها..

ثم توقفت الاثنتين فجأة عن الحركة حينما وجدتا سليم قد ظهر من العدم أمامهما، ورغم أن سيدرا كانت تتأوه بشدة من آلام جسدها، إلا أنها أزاحت يد المربية بعيداً عنها، وحاولت أن تتحرر من ذراعها الأخر المحيط بخصرها لتتراجع بخطوات متعثرة للخلف وهي تصرخ عالياً..
انتفضت المربية سوسن فزعاً في مكانها حينما رأت كيف أوصل عنف ابن سيدها تلك الفتاة لتصبح كالجدباء لمجرد رؤيته أمامها..

تحرك سليم في اتجاه سيدرا، وطلب منها أن تتوقف، ولكنها آبت أن تصغي إليه، وظلت تستند بيديها على الحوائط حتى لا تسقط على الأرضية الصلبة، وجابت بنصف عين المكان محاولة إيجاد المهرب، ولكن كان الطريق مسدوداً أمامها، ولم يعد أمامها سوى الشرفة..
-سليم بنبرة صادحة وآمرة: توقفي عن الحركة
-سيدرا صارخة عالياً: النجدة، هو يريد قتلي، أغيثوني..

دلف هيثم خارج غرفة المكتب على إثر الصراخ الحاد ليجد سيدرا تحاول الفرار من شرفة المنزل، فركض هو الأخر ناحيتها، وحاول أن يمنعها من الهرب، ولكن كان سليم الأسرع في الوصول إليها، ثم أمسك بها من ذراعيها، وظل يهزها بعنف لكي تكف عن الصراخ، فحدقت هي به بنظرات مزعورة، وارتعش جسدها بالكامل وهي بين ذراعيه، وفجأة انهارت تماماً أمامه، وإنقطعت أنفاسها، وارتخى جسدها كلياً، وخارت قواها، وأغمضت عينيها لتسلم نفسها لمصيرها، الموت ببقائها معه...

أمسك بها سليم جيداً بكلا ذراعيه، وأحاطها بشدة حتى لا تسقط منه، وتأمل وجهها المتورم الذي سقط عفوياً للخلف، ورأى العروق البارزة التي تنبض من عنقها الطويل، ثم لمح أثار السجحات وعلامات حزامه الجلدي على ذراعيها وصدرها وكتفها، فإمتعض وجهه وإكفهر، وضاقت عينيه، وعبست ملامحه أكثر...

بلى، في تلك اللحظة شعر سليم بأن هناك آلماً حاداً يعتصر قلبه، وأن مرارة شديدة تجتاح حلقه الذي جف فجأة، فقد رأى بعينيه المجردتين نتيجة عصبيته المفرطة، ورأى ما أحدثته يداه وقدماه من كدمات ورضوض على تلك الضعيفة التي إنهارت فوراً أمام بطشه، ولم يرحمها هو رغم توسلاته إليه..

انحنى سليم بجذعه للأسفل قليلاً بعد أن أحاط سيدرا من ظهرها، ثم وضع ذراعه الأخر أسفل ركبتيها، وحملها بين ذراعيه، وسار بها إلى خارج المنزل...
أوقف هيثم السيارة أمام مدخل المنزل، ثم ترجل منها، وفتح باب المقعد الخلفي لكي يضع سليم زوجته عليه بعد أن فقدت الوعي، ثم أغلق الباب بهدوء، وجلس في المقعد الأمامي خلف المقود..

أصرت المربية سوسن على الذهاب معهما حتى لا تترك سيدرا بمفردها معه، فينفرد هو بها مجدداً، ويكرر فعلته النكراء معها، فهي اعتبرتها كابنتها التي لم تلدها، ولن تتركها تعاني مرة أخرى حتى لو كلفها الأمر وظيفتها، أو حتى حياتها..

فتحت المربية سوسن صندوق السيارة، ثم وضعت فيه حقيبة سفرها، بالإضافة لحقيبة سيدرا الجلدية، ثم أغلقته، وسارت مسرعة في اتجاه المقعد الخلفي، ومن ثم فتحت الباب وصعدت على متن السيارة، ومدت ذراعيها لتمسك بسيدرا، وضمتها إلى صدرها، وأسندت رأسها على كتفها، وظلت تمسد بيدها على شعرها بحنو أم تفتقد لشعور الأمومة...
ضغط سليم على دواسة البنزين لتنطلق السيارة وتشق طريقها حيث ينتظر ثلاثتهم الكثير والكثير...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة