قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا ربيع النصر للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثالث

نوفيلا ربيع النصر للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثالث

نوفيلا ربيع النصر للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثالث

مر الوقت وجاء يوم السادس من اكتوبر عام ١٩٧٣ وبالتحديد الساعة الثانية الا خمس دقائق حيث استعد رجال الجيش وكان يقف ثائر فى الصفوف وبجواره صديقه خالد وكل منهم لا يصدق ان هذه الحرب حيث اقيمت مناورات كهذه ولم يحارب الجيش ومر الوقت حتى اصبحت الساعة الثانية ظهرا...
ً وفجأة حلقت طائرات الجيش المصرى معلنة الحرب وسط تكبير رجال الجيش الله اكبر، الله اكبر.

كانت هذه اللحظة ينتظرها الكثير من اجل تحرير الارض وطرد اليهود بكل قوة...
تقدم رجال الجيش وابحروا فى قناة السويس ووصلوا الى خط برليف الذى قيل ان قنبلة نووية لا تستطيع هدمه...
احضر بعض رجال الجيش خراطيم المياة وكانت عبقرية المصرى هى من تحكم فى ذلك الموقف حيث استطاع رجال الجيش فى عمل ممر كبير فى خط برليف بواسطة خراطيم المياة وظلت طائراتنا تقصف مطارات العدو وقصف مواقعهم...

في القاهرة...
كانت رحمة عائدة لبيتها بعد زيارة لبيت جدها.

تحرك كريم بأتجاهها يقدم ساقاً ويؤخر الاخرى فهو ليس من أولئك الشباب الذين يستهينون بسمعة فتاة او يرضون بأن تُخدش بكلمة، أي فتاة فما باله وهي حلم الطفولة وامل المستقبل لديه و لكن ليس على القلب سلطان يريد ان يهدأ يريد ان ينام قرير العين فقد تعب من الاحتمالات ومن الافتراضات يريد فقد ضوءاً اخضر لأنتظارها له، فقط وعداً بالانتظار وكان، فوقف امامها
كريم بتردد شديد: رحمة ازيك؟

شعرت رحمة بالخجل والحياء وتخضبت وجنتيها باللون الاحمر القاني وردت بخفوت وصوت يكاد ان يسمع: الحمد لله يا كريم
كريم بتردد: انا كنت عايز اقولك على حاجة، بصي هو انا ممكن اروح وبعدها ارجع مرة تانية لا لا لا اقصد ان ممكن نأجل الكلام بعدين لا لا لا اقصد يووووه انا مش عارف انا اقصد ايه
نظرت له رحمة متفحصة فهذا ليس بكريم جارهم الذي تعرف منذ ولدت ابدا، وهزت رأسها بأعتذار وهمت بالرحيل ولكنه عاد واستوقفها.

قائلاً: رحمة، بصي انا هقول وما تقاطعنيش، فأكمل: انا من زمان اوى معجب بيكى و، بحبك
لم تستطيع رحمة ان تنطق...
كريم بحزن: ردي عليا يا رحمة!
رحمة وهي تنظر الى الارض في خجل شديد: انت قولتلي ما تقطعنيش
كريم بغير استيعاب فهو قد انهى كلامه: بس انا خلصت كلامي يا رحمة
رحمة بهدوء شديد: هو ده وقته؟
كريم بتعجب: قصدك اية! علشان في رمضان؟
رحمة بجدية: احنا بنحارب دلوقتى
كريم بصدمة: بتقولى اية؟ بنحارب!

رحمة: ايوة لسة منزلين بيان دلوقتى وبيقولو انهم عبروا القناة وخط برليف
لم يصدق كريم ما يسمع وقلق كثيرا على اخاه ثم قال: واضح انى مش متابع خالص، غريبة بابا مندهليش، طيب طيب روّحي انتي.
اسرع كريم الى المنزل ليعرف ما الجديد..
دلف كريم الى المنزل بسرعة وقال بصوت عال
- بابااا، احنا صحيح بنحارب!
الاب بسعادة بالغة: ايوة يا كريم، اخيرا، يارب انصرنا.

كريم وهو يرفع يده الى السماء: يارب، يارب ثائر يرجعلنا بالسلامة يارب تختارلنا الافضل، فهو وعد ثائر بان يدعو له هذا الدعاء
الام بقلق: يااارب
ظلت الام ترفع يديها بالدعاء لله بأن ينصر رجالنا وان يعود لها ابنها سالما وان يختار له الافضل، فهي دعت كما وصاها قطعة قلبها..

كان يقاتل بشراسة كبيرة وسط الرصاص الذى كان يُضرب فى كل مكان...
كان لا يهاب الموت وكل خطوة يتقدم بها كان يعيد جزء من ارضنا الحبيبة الينا..
تقدم ثائر وكان صديقه خالد يتبعه ولا يهابان الموت ابدا...
تقدم خالد وظل يطلق الرصاص على الاعداء وبجواره ثائر الذى كان سعيدا بهذه اللحظة فهو يسترد وطنه ويحارب من اجله.

كان ثائر يتقدم حتى اوقفه وقوع خالد على الارض فتوجه اليه في قلق بالغ ليجده مصاب بطلق ناري ويلتقط انفاسه الأخيرة
ثائر بقوة وعزيمة: اثبت يا خالد، تقدر تستحمل يا بطل.

خالد بضعف: انا مشواري انتهى كدا يا ثائر، كمل دورك وحاول رجع ارضنا، البركة فيك انت والرجالة دا يومنا لازم ترجعو منصورين انا خدت واحدة من الحسنيين خدو انتم التانية ارجوكم، اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمداً رسول الله ، ولكن انقطع الحديث وانقطعت الانفاس
تماسك ثائر وقال متوعداً: هنرجع مصر يا خالد، يارب ارزقنا بالنصر وارزقنى الشهادة...

قام ثائر بكل قوة وانطلق وهو يطلق الرصاص على الاعداء ومن فوقه طائراتنا تقصف مواقع العدو بكل دقه..
كانت كل رصاصة تخرج من سلاح ثائر لا تخطأ هدفها وكان يتقدم بقوة وشجاعة حتى وقف خارج منزل قديم ودفع الباب بقدمة ليتفاجئ بوجود شخصين مسلحين بداخل المنزل واطلقوا النار عليه حتى وقع على الارض وهو يقول جملة واحدة اشهد ان لا اله إلا الله واشهد أن محمداً رسول الله .

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة