قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا حلقة سمك للكاتبتان وسام أسامة و دينا ابراهيم الفصل الثاني

نوفيلا حلقة سمك للكاتبتان وسام أسامة و دينا ابراهيم الفصل الثاني

نوفيلا حلقة سمك للكاتبتان وسام أسامة و دينا ابراهيم الفصل الثاني

توالت الأيام وظل طاهر يذهب بصيده يومياً الي ست صباح التي أوفت وعدها بإرضائه في تجارتهم سويًا وصارت تأخذ أكثر من الكميه التي كان يأخذها فضل سابقا، فكر في عقله بتقدير لشخصيه صباح..
امرأه مكافحه، بشوشه، طيبة القلب، ولكن حين يفكر أحدهم بالتطاول عليها تتحول الي ألف رجل في امرأه، فهي ليست ضعيفة على الإطلاق بل امرأه قويه وشجاعة.

فمن تقف في حلقات السمك وسط جموع الرجال والزبائن ولا يمسسها أحدهم بشوكه واحده، تكون امرأه قويه، قويه رغم انكسار عمق عيناها، ورغم انكسار ملامحها المتعبة وقت الشرود.
أستفاق من تفكيره ليتنهد بثُقل قائلا بخفوت:
-محدش مرتاح.
فتحدث الرجُل الواقف أمامه وقد انتهي من أخذ حصته من الأسماك أخيرا:
-تمام كدا ياطاهر، متنساش عايز بوري زياده بكره،
أنتا عارف الطلب عليه كتر.
تمتم طاهر وهو يرفع حاوية السمك علي كتفه الصلب:.

-سيب رزق بكره على ربنا، سلامو عليكو.
أتجه طاهر الي حلقة السمك الخاصة بالسيدة صباح وهو يستعد لابتسامتها السعيدة بالأسماك، ودعواتها الصادقه، ولكن عوضًا عن ذلك وقعت عيناه علي غزال بري!
نفى سريعا وهو يقف أمام الفتاة، لا بل إنها أوزه تربت وترعرعت علي كل ما هو لذيذ لتصبح مثل أوزه بلدي كما يقال في اللغه الدارجه بالسوق.

أنزل حاوية السمك ارضًا وهو يتابعها تتأفاف من بعض الذباب الذي يلتم على الأسماك المثلجة، فحمحم بصوت خشن لا يعلم من أين أتي:
-أنتي مين، وفين الست صباح!
رفعت عيناها له وليتها ما رفعت، عينان بُنيه اللون مثل كوبي قهوة بوجه سميك وسط صحن ابيض مُطعم بسمره الشمس، أفاق من شروده على صوتها المكتوم وهي تجز على أسنانها مزمجرة:
-أسمها أم وسيله، مش صباح.
رفع حاجبه تعجبًا من حدتها ليقول مشيرًا للأسماك:.

-ام وسيله أم وجيده، اي حاجه، المهم هي فين!
فكرت وسيله لثوان، هل تخبره صراحة أن والدها الهمجي أستيقظ صباحًا وقرر أن يذيق والدتها المسكينه أحد فنون التعذيب والصفع والضرب، لتفزع والدتها عليها قائله سريعا وهي تتفادي ضربات زوجها السكير:
-روحي أنتي ياوسيله، روحي حلقة السمك وأنا شويه وهكلمك، يلا بسرعه.
أم تخبره بأختصار انها متعبه فقط!
حمحمت بعد صمت من كلاهما لتقول:
-ماما تعبانه شويه، أنت طاهر!

حرك رأسه بأيجاب ولم يتحدث وقد فهم أخيرًا أن تلك الأوزه هي أبنة ست صباح ثم أشار إلى حاوية السمك.
-خدي السمك اهو.
حركت رأسها بأيجاب هي الأخرى وانخفضت منحنيه الي حاوية الأسماك لتفرغها علي طاوله الأسماك ولكن هاله مشهد جسدها وعبائتها السوداء المزينة بورود وهي تضيق من الخلف أثر الإنحاء، فأبعد عيناه سريعًا عنها وأخبرها بنفي:
-أوعي انا هفضيها أوعي اوعي.

اعتدلت بحيره وهي تراه ينحني بدلاً عنها ويفرغ الأسماك بنفاذ صبر وضيق كبيرين حتى قطع صمتهم وقوف أحد الزبائن أمامها وهو يناظر الأسماك.
-لو سمحتي ياأختي عايز كيلو ونص سمك موسي.
حركت رأسها بإيجاب وهي ترصد عيناها صوب الاسماك لتحاول معرفة من نظراته أياً منهم سمكة موسي.
بينما أعتدل طاهر في وقفته وهو ينفض يده ولكن اوقفته نظراتها الحائرة بين الأسماك ويدها ممسكه بالكيس البلاستيكي الأسود بحيره!

ليشير الي سمك برتقالي صغير قائلا بتهكم:
-عايزه سمك موسي تاني بكره!
فهمت مساعدته الخفيه لها، لتلتقط الأسماك سريعا قائله بأيجاب:
-اه هاتلي اتنين كيلو.
هُنا ابتسم طاهر بأدراك أن تلك الأوزه جاهله بأمور التجاره والسمك، عكس والدتها المتمكنه في ذلك تمامًا ليقول بعد أن دفع الرجل اموال السمك وسار بعيدا:
-انتي هتعرفي تقفي مكان الست صباح!
عبست ملامحها بضيق، ليعدل كلماته:
-هتعرفي تقفي مكان أم وسيله.

تحركت عيناها بحيره على الأسماك والتشتت يملئها لتقول بأيجاب واهِ:
-اه هعرف، مش هعرف ليه؟
هز كتفيه بإيجاب وامسك حاويته الفارغة وأستدار ليذهب ولكن وصل الي مسامعه صوت إمرأة تحادث تلك الاوزة.
-عايزه كيلو سمك باربوني لو سمحتي ياقمر.
صمت الأوزه جعله يلتفت اليها بأنتباه، منتظرا ردة فعلها ولكن حيرتها الواضحه جعلته يتنهد ويقترب منها ليحادث المرأه وكأنه مالك الحلقه.

زبون تلو الأخر وطاهر يبيع بمهاره بائع ويرفض أي مساعده من تلك التي تقف جواره تطالعه بأرتباك بين الثانيه والأخري.
أرتباك غريب ولذيذ، أرتباك بخصلات سوداء تصل الي أسفل اذنه ووجه أسمر بملامح رجوليه ليست وسيمه ولكن جذابه و ذراعه صلب وطويل كأنه يلائم حجم خصرها المنحوت تجرأت نظراتها وهي تهبط الي قدميه القوتين وفخذه الصلب كالأخر وظهره العريض و...

كادت أن تكمل تفحصها ولكنه ضبط عيناها الجريئة بالجرم المشهود لتبعد عيناها سريعًا عنه، منقذه نفسها من ذاك الموقف السيئ كما تحالف القدر معها أيضًا حين دوي صوت صباح من خلفهم، بوجه مكدوم فشلت في إخفاءه:
-روحي ياوسيله انا جيت خلاص.
ألتفتت لها وسيله بارتباك وهي تحرك رأسها بإيجاب وتأخذ حقيبتها المليئة بالورود الحمراء وتختفي من أمام عيناه والسيدة صباح تتحدث وتتحدث..

بينما عيناه معلقه بأوزه بخصر منحوت اسفله واعلاه قدرات جباره.

في المساء كان الهواء المنعش يسود الاجواء في الاسكندرية خاصة المناطق المطلة على البحر منها، شد طاهر الحبال بسهولة تتماشي مع صلابة ذراعيه الرجولية وانتظر ركوب الناس فوق المعدية بهدوء وهو يشرب كوبه من الشاي إلي نهايته.

غطت ضحكات بعض الفتيات المستهترة المكان وهز رأسه بضيق يلوم في عقله ذويهن لانهم من تركوهن يلهون في الطرق حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل رمقهم مرة وهن يجلسن بجوار بعضهن وراقب كيف يتمايلن في جلساتهن بعبثية كأنهن في منازلهم.
أبعد أنظاره بخيبة أمل لكنه سرعان ما أعاد وجهه نحوهم غير مصدق الوجه المرافق لهن، أيعقل..!

تعلقت نظراته بوسيلة المبتسمة بهدوء ينافي رفيقاتها وتفحص بصدمه خلاصتها العسلية المنبثقة من مقدمة رأسها المغطى بوشاح مربوط من خلف عنقها بلون الدم الثائر تمامًا كالذي يغلي في وريده ما أن رءاها.
خرج من تفكيره الغريب على صوت احد الراكبين:
-مش هنطلع ياريس مفيش حد تاني ولا انت مستني حد؟
نظر له طاهر بارتباك وهز رأسه دون تعليق وهو يعود للمحرك كي يبدأ رحلته الأخيرة وينتهى هذا اليوم بأفكاره المريبة.

انطلقت المعدية تتذبذب في تخبط مع موجات البحر الهادئ ولم يستطع طاهر إبعاد انظاره عن وسيلة التي خطفت عقله بجمالها الأخاذ الذي نجح فستانها الأسود والمزين بورود حمراء في إبرازه بقوة.
ولكن ما يحيره هو هيئتها المختلفة تمًاما عما رءاه في الصباح قلبًا وقالبًا، حاول تحليل ذلك الطيف اللطيف والمهذب المنبعث منها والمتنافي مع الطبيعة اللاهية لهؤلاء الفتيات.

كما لاحظ محاولة الشباب الجالسين قبالة الفتيات في لفت انتباهها ولاحظ عيون الفتيات وابتساماتهم المشاكسة لهم..
، عداها..
تلك التي تتظاهر بأنشغالها بحركة الماء أسفل المعدية.
فرك رأسه مستغفرًا الله وتساءل لما يرهق ذاته في تفكير لا معنى له ولا دخل له به ولكن تلك الفتاة بها سحر غريب مغوي يجعلها تلمع كاللغز أمام عينيه وتتحداه بأن يرمي كل ما نشأ وتربى عليه خلف ظهره كي يتقدم منها بعزم لفك حصار سحرها.

تخطي الطريق البحري سريعًا بسبب تلاحق افكاره وتابعها تهبط مع اصدقائها بتروي، أجبر نفسه على تجاهلهم وانشغل بإطفاء المحرك والتركيز مع صوت الراكبين النازحون حتى ربط المعدية بمرساها مقررًا أن الوقت قد حان للعودة للمنزل كي يريح جنون عقله الغير مسبوق.
رفض الاستسلام لرغبته في ملاحقتها بعينيه واتجه إلى الجانب الأخر مسرعًا نحو منزله لكنه توقف بعد خطوات كثيرة حين لمس جيب سرواله واكتشف اختفاء سلسلة المفاتيح.

زفر وخرج منه لفظ بذيئ صار يرافقه وقت الغضب وتوجه للمعدية يلوم الفتاة التي سرقت تفكيره وجعلته أخرق لا يدري ما يفعله.
عاد بعد دقائق لمكان الحبال واخذ يبحث عنهم في الظلام حتي وجدهم، ابتسم براحة وامسكهم في قبضه قوية ولكن استوقفه من بعيد ذلك الظل الأنثوي الواقف على حافة الشط يطالع الماء اللامع بنور القمر، بلل شفتيه واتسعت عيناه ما ان لمح الثوب الاسود المموه بورود حمراء يتطاير حولها.

تقدم خطوة بذعر ثم ركض حين جن جنون الفتاة وبكل عنفوان قفزت في أحضان المياه المالحة قذف الهاتف والمفاتيح من يده وشد قميصه من خلف رقبته ليكشف عن جذعه العلوي حتى لا يجد ما يعيقه عن انقاذها وبلمح البصر كان يقفز خلفها.

رفعت وسيلة رأسها من تحت الماء لجذب نفس عميق تستنشق به الحرية وابتسمت بسعادة لأنها استطاعت قطع مسافة كبيرة بقفزة واحدة وبنفس واحد، يبدو ان تسللها مساءا لارتكاب تلك الجريمة الرائعة قد اكسبها مهارات جديدة في السباحة، فكرت بمرح ثم حركت ذراعيها بفرحة كفرحة طير تعلم الطير ويرفرف بأجنحته للمرة الأولي.

لكن فرحتها لم تمض كثيرًا فقد خرجت منها صرخة خائفة واستدارت بهلع عندما شعرت بذراعين قويين يحيطان خصرها وجذع رجُل يخرج لسطح الماء امامها.

جذب طاهر انفاسه وهز خصلاته الطويلة بعيدًا عن عينيه وتعلقت انظاره المحتنقة بأنظارها المشدوهة، تحركت عيناه على وجهها وراقب قطرات الماء تتساقط على جبينها في صمت ثم رمش بذهول لتلك التي تتوقف بتحدي على شفتيها المطلية بلون أحمر منطفئ فوجد نفسه يشد على خصرها دون سيطرة وحارب رغبة مفزعة لغمرها حتى تلتصق بصدره أكثر.

شردت وسيلة بوجهه الاسمر وملامحه المصرية الحادة بطريقتها الجذابة غير مصدقة انه نفس الشخص الذي كانت تحلم به منذ رأته بالصباح، للحظه ظنت ان عقلها يخدعها واغمضت عيونها ولكن انفاسه الحارة على وجهها أخرجتها من حماقتها بأنين، فتحت عيناها بهلع وحركت كتفيها وساقيها للانفلات منه.

خرج طاهر من أفكاره المكبوحة على حركتها الهوجاء ثم قربها من جسده وبالرغم من برودة المياه إلا ان حرارة تلك الاوزة كانت كافية لإشعال كل خليه بجسده، نفض افكاره المخبولة وهتف:
-انتي مجنونه، انتي بتعملي ايه؟
تعلقت به بضعف متأثرة بصدمتها وهو يجذبها نحو الشط فقالت بتلعثم:
-انت، انت بتعمل ايه؟
جز على أسنانه ومخيلات مغرية تكسو رأسه ولذتها تزيد عينيه سوادًا ثم قال:
-بنقذك طبعا!
-تنقذني من ايه انا بعوم في البحر!

تسمر وخرج منه لفظ بذئ تعب كثيرًا لإبعاده عن لسانه دون جدوي فصعاب الحياة تجبره عليه ثم التفت إليها بتقاسيم عابسة موبخًا:
-نعم، بتعومي في البحر بعد نص الليل في الضلمة الكحل أيه مش خايفه النداهه تسحبك؟!
دفعت ذراعيه من حول خصرها بجهد ودفعته قدر ما سمحت لها المياه ولكنها شهقت بخضه عندما ابتلعتها المياه فتعلقت برقبته وصرخت:
-هتغرقني، يخربيتك!

اتسعت مقلتيه وهتف بنبرة حادة متعجبة وهو يمسك كفيها من على كتفيه عندما شعر بلسعات اظافرها تخدشه فاحمرت وجنتيه مفكرًا اللهم اغزيك يا شيطان ثم اكمل توبيخه:
-مش انتي الي سبتيني انتي حوله!
-انا بعرف اعوم حلو جدا احسن من السمك والوز نفسه بس انت اللي خضتني و سيبت ركبي، اتفضل طلعني احسن لك!
قالت بحده من بين اسنانها التي بدأت تتخبط ببعضها البعض وزاد من حده انفعالها انتباهها لجذعه العاري تحت أصابعها.

-انا اللي سيبت ركبك اه!
تمتم تحت انفاسه وحاول لف ذراعه حولها فنهرته قائلة:
-ايه اللي بتعمله ده!
-هطلعك اومال هطلعك ازاي هجرك من شعرك!
-امسك ايدي وطلعني.
توقف عن السباحه فكاد يغطس كلاهما تحت الماء لكنه عاد لتحريك احدي ذراعيه وساقيه وهو يخبرها بتهكم:
-ايدك هو انا بعديكي السكه، انتي واحده بتغرقي يعني تسبيني انقذك وانتي ساكته!
قضبت حاجبيها برفض مطالبه:
-اكيد في طريقه تانيه!

ابتسم بعبثة ولمعت عيناه وهو يديرها ليصبح ظهرها اليه قائلا:
-نامي على وشك ولفي رجلك حوليا وعومي!
شهقت بعدم تصديق والتفت بعيون غاضبه لتصيح:
-انت قليل الادب، انا مستحيل اعمل كده!
تأوهت بخفه وهو يجذبها نحوه بشئ من العنف وقلة الصبر قائلًا:
-يبقي تسمعى الكلام وبطلي فقاقه!

لف ذراعه حولها وضمها لجانب صدره وخرجا للشط معًا بعد دقائق مرت طويلة عليهما، رفعها طاهر اولًا يجلسها على اليابسة ثم اتبعها محاولاً التقات انفاسه، حاولت وسيلة نفض المياه وعصرها من ملابسها الثقيلة غير منتبه للمتجمد جوارها يتفحص فستانها الملتصق بجسدها بعناية محتضن كل تفصيله أنثويه أسفله.

رفعت أبصارها المحذرة نحوه لتجبره على إبعاد وجهه عنها ثم مسح وجهه من الماء وبكل ثقه اتجه لقميصه الملقى ارضًا ورماه اليها أمرًا:
-ألبسي ده!
-اشارت لمكان خلفه قائلة:
-مفيش داعي بيتي هنا!
حاولت تخطيه فأمكسها بحده والقي بالقميص في وجهه قائلًا:
-البسي بلاش حد يشوف جسمك لحد ماتوصلي ولا انتي شايفه ايه!

احمرت وجنتيها بخجل وغيظ ولكنها لم تعارض كثيرًا وبصمت ارتدت القميص الرجولي الممزوج برائحه جسده الفواحة بجاذبية محيرة ربما لاختلافها عن اي رائحة اخري وصلت انفاسها، رائحة تصدق مقولة لا شئ أفضل من العرق الحلال، ابتسمت باشمئزاز لافكارها المريبة ثم ركضت بعيدًا دون النظر للواقف خلقها يتابع ظلها بتوق مشتعل حتى اختفت عن انظاره.

تنهد بتعب واعاد خصلاته الطويلة للخلف وابتسم وهو يفكر برد فعل جيرانه حين يعود الي منزلة نصف عاريًا، تباً بل هو قلق من عجوز واحدة تلتصق نافذتها بالبوابة وترفض النوم في الليل كباقي البشر، الا يفترض بالعجائز النوم والراحة بسبب وبدون سبب..!

فكر بانزعاج وهو يعود لمنزلة محاولًا التفكير بكل ما هو هام وغير هام كي لا يعود تفكيره إلى اوزة حائرة ما بين السذاجة والتمرد وتهدد بسرقة قلبه الثائر بعنف منذ وقعت انظاره عليها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة