قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا حبيبتي طفلة للكاتبة حنان قواريق الفصل الخامس

نوفيلا حبيبتي طفلة للكاتبة حنان قواريق الفصل الخامس

نوفيلا حبيبتي طفلة للكاتبة حنان قواريق الفصل الخامس

رفعت يدها اليمنى تطرق الباب وباليد اليسرى أمسكت قلبها تحثه على الهدوء فقد بدأ يخفق بجنون أستعدادا لرؤية الحبيب الذي سرقه بوقت قصير بدون سابق إنذار!
يبدو بأن هذه الحسناء قد سقطت أخيرا بشباك العشق مغمضة العينين مسلمه أمرها لحبيب يبدو سيتعبها كثيرا من أجل الوصول إليه!

لحظات ووجدت قفل الباب يفتح بهدوء ويظهر هو من خلف الباب بأبتسامة واسعة سرقت قلبها فجاءة من مكانه ليستقر بيدي هذا الرجل العجوز كما تسميه دائما!
تلاقت العيون للحظات وكأنها تحتضن بعضها البعض في مشهد كتب عليه الصمت فقط!
لاحظ توترها الشديد من حركة يديها التي حاوطتهما معا لتخفض بصرها سريعا عندما وجدته يدقق النظر في خضراوتيها بنظرات قوية!
سرعان ما رفعت أنظارها تسترق النظر لحبيبها كما أسمته في قاموسها الخاص!

يقف أمامها منتصب القامة يضع يديه بجيوب بنطاله كما العادة، يرتدي تيشيرت أخضر وكأنه يخبرها بأنه عشق هذا اللون بسبب عينيها التي سحرته منذ اللقاء الأول، أسفله بنطال أسود رياضي وحذاء أبيض ليظهر كأنه في منتصف العشرينات وليس بنهاية الثلاثينيات..!
شعره مصفف بعناية كبيرة تتوهج تلك الشعيرات البيضاء في وسطه لتمنحه رهبة وجمال من نوع خاص أسر كيانها بأكمله..
تنحنحت أخيرا تهتف له:
- مامتك فين؟!
أبتسم بهدوء مجيبا:.

- ماما مش هنا وأنا جبتك البيت علشان أكلك!
قبضت حاجبيها بصدمة تطالعه بنظرات أوشكت فيهما على البكاء لولا صوت والدته الذي أرتفع من الداخل يهتف:
- مصطفى! ليه سايب الدكتورة على الباب يبني؟!
سرعان ما تحولت نظرات كرمل من البكاء إلى الغضب الشديد تهتف له:
- أنت كائن قليل الذوق فعلا
صدحت ضحكاته تملئ البناية بأكملها على ردة فعلها تلك!
المجنونه للحظات صدقت كلامه بأنه سيأكلها!
مجرد تفكيره بذلك يجعل يضحك أكثر وأكثر!

بينما هي وصلت إلى قمة غضبها لتزيحه من يده بقوة تدخل ناحية الداخل تهتف له:
- عجوز خرفان ربنا يشفيك..
تلك الصغيرة يبدو بأنها ستقتله اليوم من شدة الضحك!
دخلت وكأن البيت بيتها ولم تكترث له ولم تستأذن!
أغلق الباب يتجه للداخل وما زالت ضحكاته تغرق وجهه بقوة..
بينما وقف سعد هناك! بعيده عنهما يختبئ خلف السلالم يشتغل غضبا وهو يتوعد بالرد الشديد لها والليلة لا محاله...!

سرعان ما بدأت كرمل تكشف على والدة مصطفى بهدوء الأمر الذي جعل السيدة العجوز تطالعها بحنيه كبيرة تهتف لها:
- معلش تعبتك معايا ي بنتي!
أبتسمت لها كرمل وهي تعيد الأدوات الخاصة بالكشف لحقيبتها الجلدية تهتف:
- متقوليش كده يا طنط، ده واجبي!
اعتدلت المرأة العجوز في جلستها تلك تهتف:
- طمنيني!
اجابتها بأبتسامتها الملائكيه:
- الحمدلله صحتك بتتحسن كل يوم ومفيش خوف أبدا.

حمدت العجوز ربها كثيرا لتنهض عن السرير تمسكها كرمل بحذر شديد لتخرج ناحية الخارج حيث كان مصطفى وشقيقه سيف يقومان بتحضير المائدة بعد أن أصرت والدة مصطفى على كرمل مشاركتهم الطعام، جلس الجميع بهدوء ونظرات مصطفى العابثة تخترق بين الحين والأخر تلك الجميلة التي كانت تستمع لأحاديث والدته بأبتسامتها البريئة..
هتف سيف وهو يطالع شقيقه بخبث:
- مالك يا مصطفى مش بتاكل ليه؟ عينيك بمكان تاني يخويا!

منحه شقيقه نظرة ناريه ليضحك الأخير بتشفي
بينما اصطبغت وجنتي كرمل بخجل كبير!
تابع الجميع طعامه بهدوء كبير ونظرات العجوز تتابع ولدها الذي رأت نظراته تخترق كرمل بشدة!
هتفت:
- انتي تعرفي مصطفى منين يا كرمل؟
أجابتها الأخيرة بخجل:
- أعرفه من كام يوم بس يا طنط، كان فرح بنت عمتي وشفته هناك وتعرفنا بشكل غريب شوية!

قصت كرمل عليهما الحادثة ونظرات مصطفى تتابعها بقوة وانتباه كبير، هذه الفتاة قد أصبحت تفكيره وسيطرت على عقله وربما قلبه أيضا!
أبتسم الجميع للحادثة بينما ظهرت نظرات الحزن تكسو ملامح كرمل فجاءة لتهتف:
- وبسبب كده بابا طرد عمو وابنه من البيت! أنا حاسه إني السبب في قطع العلاقة بين عمو و بابا!
جز مصطفى على أسنانه بقوة ولكنه سرعان ما سيطر على نفسه ليهتف لها:.

- انتي مالكيش دعوة، ابنك عمك ده هو إلي غلطان ويستاهل إلي عملة فيه والدك..
منحته نظرة هادئة ولم تعقب
بينما شعر مصطفى بحزن كبير على حالتها تلك!
وفي لحظة لا تحمد عقباها هتف سيف ظنا منه بأنه سيلطف الأجواء قائلا:
- سيبونا من القصة دي يا جماعة و سيبيني احكيلك يا كرمل عن مغامرات أخويا مع نسوانه التلات!

طالعته كرمل بصدمة كبيرة شلت أطرافها عن الحركة وغابت الحروف عن فمها لتتنقل بعينيها بين مصطفى الذي ضرب الطاولة بيده بغضب شديد وبين شقيقه الذي أخذ يلعن نفسه بقوة على كلامه ذلك!
أبتلعت كرمل ريقها بخوف كبير عندما وجدته يقف فجاءة يقذف الطاولة على الأرضية لتتبعثر الأطباق تغطي الأرضية بعد أن تهشمت إلى أجزاء صغيرة!

شهقت والدته بخوف كبير وهي ترى ابنها قد تحول إلى ثور هائج فجاءة وكأن ذكرى تلك اللعينات قد أصابته في مقتل...!
نهض الجميع يبتعدون عن الحطام بينما خرج مصطفى ناحية الشرفة حينما شعر بثقل كبير ناحية قلبه..
هتفت العجوز مأنبه ولدها سيف بغضب:
- ايه إلي عملته ده يا سيف؟ أخوك دلوقت قاعد بيفتكر بأمور مش عايز يفتكرها بسبب غباءك!
أخفض رأسه يهتف:
- مكنش قصدي يا ماما والله..

بينما وجهت كرمل أنظارها ناحيته وهو يقف على الشرفة يلتقط أنفاسه بقوة كبيرة، فضول كبير يجتاحها لمعرفة قصته كاملة ولكن وجع قلبها منعها من التوجه إليه وسؤاله!
بدأت بترتيب المكان هي وسيف الذي التزم الصمت بعد فعلته تلك، بينما اتجهت والدتهم إلى غرفتها ترتاح قليلا بعد أن طلبت منها كرمل ذلك!
سرعان ما أنهيا التنظيف لتهتف كرمل وهي تلتقط أغراضها:.

- أنا همشي يا سيف تأخر الوقت، هاجي مرة تانية اطمن على والدتك ان شاء الله
اومأ لها بالموافقة ليغادر ناحية غرفته..
كادت تفتح الباب وتخرج عندما سمعته يهتف من خلفها بصوته الجهوري قائلا:
- استني هوصلك!
أدارت رأسها لتجده يقف خلفها كعادته هادئ الملامح وكأن شيئا لم يكن، هتفت بغضب:
- معلش يا استاذ مصطفى مش عايزة حد يوصلني!
منحها نظرة جعلتها تخاف قليلا مجيب:
- أستاذ؟! على كل حال هوصلك وده أخر كلام!

لم تجد مفرا من ذلك لتوافق والغضب يجتاحها بقوة.
أحلامها انكسرت فجاءة بعد أن علمت بأنه كان متزوج، وليس واحدة فقط بل ثلاث!
أبتسمت بسخريه وهي تسير بجانبه يهبطون درجات السلالم ولم تكن تعلم ما ينتظرهم الليلة...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة