قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا حبيبتي طفلة للكاتبة حنان قواريق الفصل السادس

نوفيلا حبيبتي طفلة للكاتبة حنان قواريق الفصل السادس

نوفيلا حبيبتي طفلة للكاتبة حنان قواريق الفصل السادس

سار الأثنين بهدوء حذر ما بين قلبها الذي تحطمت أماله فجاءة! وما بين قلبه الذي عادت ذكرياته السوداء له دفعه واحدة!
كانت تسترق النظرات له بين الحين والأخر لتجده شارد الذهن وكأنه ليس بهذا العالم، تنحنحت بهدوء تهتف:
- هوقف تكسي وأرجع البيت لوحدي!
منحها نظرة غاضبة يهتف بعنف:
- وأنا قولت إني هوصلك البيت يا كرمل، بطلي زن!
للحظة شعرت بالخوف يجتاحها من نظراته تلك لترتد للوراء قليلا تهتف:.

- وأنت ليه قاعد تصرخ عليا!؟
أغمض عينيه يزفر بعنف حتى يكتم غضبه في حين ترقرت الدموع بعينيها لتقف تتكأ على الجدار القريب تطالعه بنظرات لائمه!
شعر بتأنيب ضمير يجتاحه ناحيتها ليتنهد بهدوء
تقدم ناحيتها يقف أمامها مباشرة يطالع وجهها الباكي يهتف:
- بتعيطي ليه يا طفلة؟!
تحولت وجنتيها للحمره الشديدة لتعتدل في وقفتها تهتف بغضب جعله يضحك على مظهرها ذلك:
- إذا أنا طفلة ف انت عجوز خرفان!

أنهت كلماتها تلك لتبتعد عنه بضع خطوات بسيطة رغبة منها في المغادرة ولكنها وجدته يمسك يدها بقوة يدفعها ناحيته لترتطم بصدره بشدة جعلتها تشهق بجزع!
علق انظاره عليها بقوة وهي كذلك
هتف أمام شفتيها قائلا:
- عملتي ايه فيا يا كرمل؟ خليتيني مش طبيعي يا دكتورة، العجوز إلي واقف قدامك ده رجع قلبه يدق من جديد...
هادئه، فقط تستمع لكلماته تلك بهدوء شديد وقلب يخفق بجنون على يسارها!

تتمسك بيده كأنه والده وهي غير مدركه لذلك
استسلمت لتيار المشاعر القاسية التي ضربت أوداجها بعنف لتغمض عينيها وهي تشعر بشفتيه تكاد تقبلها لا محاله!
ولكن؟!
فجاءة أبتعد عنها خطوتين للوراء يمسك شعر رأسه بقوة حتى كاد أن يقتلعه من فرط التوتر الكبير الذي اجتاحه، لا يريد أذيتها مطلقا ولا إلحاق الضرر بها بتاتا!
لا يريد أن يمسها بالحرام...!

بينما هي فتحت عينيها لتتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها بسرعة بسبب غبائها وقلة حيلتها التي جعلتها تستسلم له بكل تلك السهولة...!
لم تجد سبيلا غير الأبتعاد عنه وهي تتمنى أن تصل بيتها بسرعة حتى ترمي كل مشاعرها هناك..!
سارت تؤنب نفسها بعنف والطريق المظلم يحاوطها من كل حدب وصوب!

بكت أكثر لأنه لم يتبعها وتركها تذهب وحيدة في هذا الليل المخيف، بدأت تنحب بقوة وهي تحاول أن تبقى قوية حتى تصل أعتاب بيتها ولكن يبدو بأن الطريق أيضا يقسو عليها ولا يريد بها الوصول، كانت على وشك فتح حقيبة يدها لألتقاط هاتفها النقال رغبة منها بمهاتفة والدها ليأتي يصطحبها للبيت فحالتها أصبحت سيئة كثيرا!

بدأت بالأتصال ولكن فجاءة شعرت بأحدهم يمسكها من الخلف بقوة ليسقط الهاتف من يدها وهو ما زال يرن على والدها..
أحست بقلبها يكاد يقف من شدة الخوف وهي ترى اثنين من الشباب المقنعين يقفون أمامها يطالعونها بنظرات جائعة وقحة جعلتها تبتلع ريقها برعب لم تعرفه من قبل!
بينما أحدهم يمسكها من خصرها بتملك شديد وهي فقط تحاول التملص من بين يديه القوية تحاول الهروب ولكن بنيتها الضعيفة حالت دون ذلك!

سمعت أحدهم يهتف لها بقوة:
- وأخيرا وقعتي بيدي يا دكتورة! صدقيني مش هرحمك أبداااا!
لحظة! هي تعرف صاحب هذا الصوت جيدا!
أنه هو!
سعد!
ابن عمها!
يا اللهي يبدو بأنه سيثأر منها كما عاهد نفسه!
بكت بشدة وهي تراه يهتف بأذنها من الخلف من جديد:
- البطل إلي كنتي معاه قبل شوية خلاص راح ومش هينقذك مني يا بنت عمي!
أنهى كلماته تلك بضحكة مقززة جعلتها تبصق على يده التي تحاوط خصرها بكره شديد..!

المحادثة تلك وصلت لأذان السيد عصام الذي بمجرد أن رأى ابنته تهاتفه حتى خفق قلبه بشدة، هذا هو قلب الأب العظيم يشعر بأبنته أينما كانت!
فتح سماعة الهاتف ليكاد يسقط مغشيا عليه عندما سمع كلام ابن أخيه لأبنته الذي يبدو بأنه اختطفها من أحضانه..
صرخ وصرخ ولكن لم يستمع أحد إليه..
لم يرى من ذلك جدوى لذلك قرر مهاتفة الشرطة وابلاغهم بما حدث!

دقائق قليلة مرت منذ وقوع كرمل بيد ذلك المعتوه سعد الذي كان يقتادها إلى إحدى السيارات عنوه وهي تتلوى بين يديه وتصرخ طالبه المساعده التي لم يسمعها أحد بسبب خلو هذا الشارع الفرعي في هذا الوقت المتأخر من الليل...

ولكن فجاءة حدث ما لم يكن بالحسبان، شعرت بيدي خاطفها تتركانها لتصبح حرة طليقه قبل أن تدخل السيارة ومن ثم ارتطامه بالأرض بقوة أكبر جعلتها تجحظ عينيها بصدمة وهي تراه يقف أمامها بكامل قوته وجبروته يلتقط أنفاسه بقوة بعد أن طرح سعد أرضا!
لم يكن منها إلا أن أسرعت ناحيته ترمي نفسها بداخل أحضانه تبكي وتبكي وتتمسك به بشدة تكاد تخترق ظلوع صدره رغبه منها بالدخول في قلبه تختبئ من هؤلاء الأوغاد!

ضمها لصدره بحب كبير يحاول تهدئتها واحتوائها..
لم يطاوعه قلبه أن يتركها تذهب للبيت وحيدة بهذا الليل فقد تبعها من بعيد يتابع بكائها و ردة فعلها تلك بعدما ما حدث بينهما مؤخرا..!
كاد قلبه يخرج من مكانه عندما وجد أحدهم يمسكها واثنين يتبعانه..
لم يكن منه إلا ان قفز كأسد هائج يحاول الفتك بهم لأنهم تعدو على من سرقت قلبه بليلة وضحاها..!

سقط سعد أرضا يتأوه ألما بينما ابتعد الشابين الأخرين قليلا وهم يبتلاعان ريقهما خوفا، ولكن أمتلك أحدهم الشجاعة فجاءة ليتجه ناحية مصطفى يحمل عصا كبيرة بين يديه التقطها من جانب الشارع رغبه منه بتلقينه درسا لن ينساه!
وبنظرات صقر تابعه مصطفى ليبعد كرمل من احضانه يهتف لها:
- وقفي بعيد شوية يا كرمل.

انصاعت لكلامه ذلك وهي ترتجف خوفا لتنزوي لأحد الزوايا وهي تضم نفسه تحاول الحصول على الأمان وهي تتابع عراكه مع ذلك الشاب!
لحظات ووجدته يطيحه أرضا لتتنفس الصعداء وهي تراه يتجه ناحيتها يهتف لها بهدوء:
- انتي كويسة؟
لم تتحدث بل بقيت تتابعه بعينيها بحب كبير
منقذها وحبيبها الوسيم لا تدري كيف سترد دينه ذلك..
اومأت برأسها بهدوء وهي تمسح دموعها طفلة فقدت أمها.

بتلقائية أبتسم بسعادة ليفسح المجال لنظرات عينيه أن تتجول بحرية في حشائش عينيها الساحرة!
مرت دقائق طويلة قبل ان يهتف لها:
- دلوقت هتصل بالشرطة
اومأت بتفهم وهي تطالع ابن عمها بنظرات بغيضة..

أنتفضت السيدة سمية بمكانها وهي تستمع لطرقات الباب ترتفع لتمسك قلبها بشدة ودموعها ما زالت تغطي وجهها منذ أن علمت بأن ابنتها قد اختطفت على يد ابن عمها سعد!
بينما أنتصب السيد عصام يحاول الوقوف على قدميه لرؤية الطارق في هذه الساعة المتأخرة من الليل، لقد عاد من مركز الشرطة منذ ساعتين ينتظر وعود الظابط بأرجاع ابنته العزيزه إليه بأسرع وقت.

سار ناحية الباب لتتبعه زوجته على عجله وقلبها يخبرها بأنها ستسمع أخبار ساره!
لحظات وفتح الباب ليجدها تقف أمامه تطالعه بدموع وعلى وجهها إبتسامة صغيرة، يقف بجانبها شاب وظابط الشرطة!
لم ينتظر لحظة ليهرع ناحيتها يحتضنها بقوة ودموعه على عرض وجهه بقوة يتنفس رائحتها الطفولية التي مازالت تحتفظ بها، تمسكت به بقوة فهو سندها وحبيبها الأول الذي مهما أبتعدت عنه تكون بحاجه إليه دائما!

ووالدتها التي شعرت بأن روحها عادت إليها اتجهت تحتضنها بقلب أم ملتاع على غياب ابنتها الوحيدة!
لحظات طويلة مرت وما زالت كرمل بين أحضان والديها العزيزين و هو فقط يقف يتابع الموقف بسعادة كبيرة وهو يراها قد عادت إليها روحها بين أحضان والديها!
تنحنح الظابط بهدوء ليثير انتباه السيد عصام الذي هتف وهو يمسح دموعه:
- معلش يبني والله الفرحة كانت كبيرة عليا ومخدتش بالي منكم.

أبتسم الظابط بهدوء ليسمح لهما السيد عصام بالدخول بعد الترحيبات الشديدة من زوجته بذلك ليجلس الجميع بالصالة استعدادا لسماع ما حدث وفضول والد كرمل لمعرفة من هو هذا الشاب أيضا..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة