قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا حبيبتي طفلة للكاتبة حنان قواريق الفصل التاسع

نوفيلا حبيبتي طفلة للكاتبة حنان قواريق الفصل التاسع

نوفيلا حبيبتي طفلة للكاتبة حنان قواريق الفصل التاسع

مر شهر كامل منذ أن قام السيد عصام بطرد مصطفى وعائلته من المنزل بأدب بعد أن رفض طلبهم وبشدة أيضا، لم ييأس ذلك العاشق بل حاول مرة واثنتين وعشرة ولكن دون جدوى، فقد كان يرفض والدها بشدة أكبر من التي قبلها، لم يبالي بحزن ابنته في تلك الليلة التي كانت في أشد لحظاتها سعادة، تألقت بالأحمر وقتها حتى تنال إعجاب حبيبها ووالدته ولكن والدها كسر فرحتها بقسوة شديدة، ما زالت تحبس نفسها بغرفتها منذ ذلك اليوم، لم تكن تتوقع ردة فعله تلك!

حسنا كانت تتوقع أن يعارض هذا الزواج قليلا بسبب فارق العمر وبالنهاية سيوافق ولكنه عارض الموضوع بشكل جعل قلبها ينزف حزنا على حب يبدو بأنه كتب له الموت قبل أن يحيى..
مسحت دموعها التي باتت تهطل على وجنتيها كثيرا في الفترة الأخيرة وهي تنهض عن سريرها استعدادا لأداء صلاة العشاء، سارت بقدمين ترتعشان تحتها فقد بات أكلها قليلا الفترة الماضية بسبب ما حدث!

والدها لم يكتفي بطرده فقط بل أخذ منها هاتفها أيضا ومنعها من الخروج للعمل في الفترة الحالية حتى يتأكد بأنه سافر وقتها فقط سيعيدها لحياتها الطبيعية!
وضعت يدها على قلبها تشعر بوجع رهيب يجتاح كيانها لتسرع بالجلوس على سريرها من جديد تتلو بعض الأيات القرأنية تتسلح بوجود الله بجانبها..
ترى ما هي أخبار الحبيب؟ وهل سافر لعمله؟
كيف ستتواصل معه ووالدها يحاصرها بشدة!؟

لحظات وسمعت باب غرفتها يطرق لتهتف بصوت متعب ظنا منها أنها والدتها:
- تعالي يا ماما
وجدته يدلف بهدوء يطالعها بنظرات متفحصه لينصدم من حالتها تلك للحظات ولكنه أسرع بأرتداء قناع القسوة من جديد، أوشكت على البكاء عندما شاهدته ولكنها أمسكت نفسها، هل يعقل أن هذا هو والدها الحنون؟ من أين جاء بكل هذه القسوة فجاءة؟! ولماذا يصر على كسر قلبها ومنعها من حبيبها!؟
تنحنح يهتف:
- كمان مش عايزة تتكلمي معايا يا كرمل؟

لا تريد اغضاب ربها ففي النهاية هو والدها ويتوجب عليها احترامه مهما فعل بها، هتفت بصوت متعب:
- مكنتش متوقعاك قاسي للدرجة دي يا بابا، منعتني من الإنسان إلي حبيته علشان سبب تافه..
تنهد بهدوء ليجلس بجانبها يهتف لها:.

- فرق العمر كبير بينك وبينه يا كرمل وده غير ان هو مجرد عامل بشركة أغذية وانتي دكتورة قد الدنيا، وأنا شايف ان هو مش مناسب ليكي ابدا وعلشان كده ان رفضته وبعدتك عنه، انتي تستاهلي دكتور زيك ومن عمرك مش واحد بينه وبين أمك كام سنة بس!
لم تستطع الاحتمال أكثر لتنهض من مكانها تصرخ كالمجنونه:
- بس أنا بحبه زي ما هو، وعايزاه كده وميهمنيش وضعه التعليمي وسنه! أنا بحبه بحبه افهم يا بابا ارجوووووووووك!

لم تجد منه جواب غير صفعه قوية سقطت على وجنتها اليمنى جعلت قطرات صغيرة من الدماء تسيل من أنفها بهدوء!
وضعت يدها على وجنتها وحمم بركانية تشتعل بقلبها الجريح، لقد صفعها للمرة الأولى في حياتها..
بينما هتف هو بغضب كبير قائلا:.

- انا ابوكي وانا اعرف مصلحتك يا كرمل وكنت مديكي حرية الاختيار المناسب ليكي ولينا لكن خلاص كده يبدو أنك معرفتيش تختاري وانا إلي هختارلك بنفسي، بكرا هييجي ابن صاحبي يطلبك مني، محامي كبير وابن عيلة وسنه قريب من سنك وهتوافقي عليه برضاكي كمان..
ألقى قنبلته تلك أمام وجهه لتصبح الصفعه اثنتين لها في نفس الوقت، غادر من أمامها وكأن شيء لم يكن ليتركها تبكي دما على ما سيحل بها وحرمانها من حبها...

أسرعت والدتها تدخل تحتضنها بقوة وهي تبكي حال ابنتها تلك ولكنها لا تستطيع فعل شيء لها فزوجها قد أصبح رجل أخر بقسوته تلك...!
بينما بدأت كرمل تفكر بشيء في عقلها...!

غدا تنتهي إجازته وسيعود من جديد لعمله الذي ينتظره بكندا، لم يبقى شيء إلا وحاول فعله من أجل إقناع والدها ولكنه لم يستفد شيء، ذهب إليه إلى حيث عمله ولكن أيضا رفضه، والحجه بأنه كبير بالسن وليس من مستواها التعليمي أيضا!

قذف كل ما على الطاولة أمامه بغضب كبير عندما بدأت الأفكار تتسلل داخل عقله بأنه قد خسرها وللأبد أيضا، أمسك شعره يكاد يقتلعه من مكانه يصرخ بجنون الأمر الذي جعل والدته وشقيقه يأتون سريعا لرؤيته ليجدوه على تلك الحالة المزريه!
بدأ يصرخ قائلا:
- ليه بس قلبي رجع يحب من تاني أخسر إلي حبيتها؟ ليه مكتوب عليا اخسر وأعيش تعيس لييييييه..
أنهى كلامه ذلك بضرب يده للحائط بغضب كبير.

شهقت والدته بخوف على حال ابنها ذلك، بينما أمسكه شقيقه سيف يحاول تهدئته وتخفيف ألمه..
جلس على الأرضية يبكي!
للمرة الأولى يرى سيف شقيقه مصطفى يبكي!
يبدو بأنه يعشقها حد النخاع حتى ينهار إلى تلك الدرجة..
حاول الجميع التخفيف عنه ولكن صورتها بفستانها الأحمر الذي رآها بها آخر مرة لا تفارق خياله..
ماذا سيفعل الأن؟
يريد رؤيتها قبل سفره غدا ولكن كيف سيتم ذلك؟!

قبلت وجنة والدتها بحب كبير عندما اعطتها هاتفها النقال لتتصل منه بعدما رأت السيدة سمية بأن ابنتها قد وصلت حد الموت من الأنهيار، أقسمت المرأة بأن ابنتها عاشقة حد الموت ومن المحتمل أن تفعل بنفسها شيء لذلك سمحت لها بمكالمته لفترة قصيرة بعد أن خرج زوجها من المنزل لشراء بعض الحاجيات.!

خرجت السيدة من غرفة ابنتها لتعطيها بعض الحرية لتسرع كرمل بوضع رقمه التي باتت تحفظه عن ظهر قلب، مرت الثوان بطيئة عليها لتسمع صوته أخيرا يرتفع برجولية ساحرة يسأل عن هوية المتصل!
هتفت ببكاء شديد:
- دي انا كرمل يا مصطفى!
وكأنه نسائم باردة قد حطت رحالها على قلبه عندما سمع صوتها ليهتف:
- كرمل!؟ وحشتيني اووي يا حبيبتي، عاملة ايه طمنيني عليكي..!
بكت بجنون أكبر لتجيب بصوت متقطع:.

- دلوقت بقيت بخير بعد ما سمعت صوتك، انا بموت من غيرك يا مصطفى بمووووت والله!
شعر بقلبه يتمزق ألما على حالهم ذلك ليهتف بجنون مثيل:
- ابوكي مخلاش قدامي حل يا كرمل، هستناكي بكرا الصبح الساعة ستة الصبح هنتجوز بكرا ونسافر مع بعض..
لم تعطي نفسها فرصة للتفكير لتهتف:
- موافقة
ليتابعا حديثهما ذلك استعدادا للغد الذي سيجمعها معا تحت سقف واحد كما خططا..

صبيحة اليوم التالي!
استيقظت السيدة سمية كما هي عادتها تتجه ناحية المطبخ لتعد طعام الإفطار لعائلتها الصغيرة، بينما جلس السيد عصام أمام التلفاز يطالع برنامجه الصباحي كما العادة..

بعدها اتجهت السيدة ناحية غرفة ابنتها كرمل لتفتح الباب بهدوء بعد أن طرقته عدة مرات ولكن بدون رد، دخلت بحذر لترى الغرفة فارغة وكأن هدوء العالم أجمع قد أستقر بداخلها، لا تدري انا قبض قلبها بفزع عندما رأت السرير فارغ أيضا، لأول مرة تراه هكذا في مثل هذا الوقت، هي معتادة كل يوم على إيقاظ صغيرتها بصوتها، دلفت ناحية الداخل تتفقد الحمام ايضا ولكن وجدته فارغ، ابتلعت ريقها لا تدري لما كل هذا الخوف الأن، اوشكت على المغادة عندما لفت انتباها ورقة بيضاء صغيرة قد وضعت على طاولة الزينة الخاصة بأبنتها، التقطتها بدون فهم لتفتح محتواها بيدين مرتعشتان بعد أن تسلل الخوف اوتار قلبها بقوة...

لحظات وشهقت جزعا لما قرأت ليأتي على أثر ذلك زوجها من الخارج...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة