قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا حبيبتي طفلة للكاتبة حنان قواريق الفصل العاشر والأخير

نوفيلا حبيبتي طفلة للكاتبة حنان قواريق الفصل العاشر والأخير

نوفيلا حبيبتي طفلة للكاتبة حنان قواريق الفصل العاشر والأخير

بارك الله لكما، وبارك عليكما، وجمع بينكما في خير
كانت هذه جملة المأذون الذي قدما له في الصباح الباكر ليصبحا الأن زوج وزوجة على سنة الله وسنة رسوله محمد ( صل الله عليه وسلم ).
احتضنها بقوة ليتعانق الحبيبان بعد لقاء طال أنتظره في حلال الله.
أمسك يدها يقبلها بحب كبير يهتف لها:
- هحطك بعنيا الاتنين يا كرمل، ربنا يقدرني واخليكي سعيدة طول الوقت، هعوضك عن غياب أهلك وعمري ما هسمح لنفسي اقلل منك ابدا.

بادلته ابتسامة عاشقة مجيبه:
- ربنا يخليك ليا يا حبيبي!
أمسك بيدها يقبلها بحب لتبادله نظرات الحب الخاص به وحده كما عاهدت نفسها على ذلك، لم تسمح لنفسها بالبكاء اليوم على ما فعلته من وراء أهلها، ستسمح للسعادة فقط بالسيطرة عليها وليس الألم والحزن، هي بجانبه وأصبحت له ولن تكترث لأي شيء أخر!

خرج الإثنين من المكان سريعا يتجهان ناحية الفندق الذي قام مصطفى بالحجز فيه ليلة أمس ليقضيا فيه أول يوم لهما معا بعيدا عن ضجيج ومشاكل الناس!
ركبت السيارة بجانبه وهي تشعر بأن الحياة قد بدأت تضحك لها بقوة، شعور رائع أحسته وهي بجانبه وباللقب الجديد ( زوجته )!

مشاعر غريبة سيطرت عليها الأن جعلتها تبكي بصمت ليلاحظها سريعا بنظراته القوية وهو يقود السيارة ليمسك بيدها يضعها ناحية قلبه يهتف:
- قلبي ده بيوجعني أوي بس أشوف دموعك دي يا حبيبتي، وقلبي ده عاهد نفسه ميسمحش لنفسه يشوفك حزينه
مسحت دموعها بكف يدها الأخرى تمنحه ابتسامة صافية ممزوجة بقطرات دموعها التي جعلت منها مغريه بالكامل..!

لحظات ووصلا أمام الفندق وبعدها أمام الجناح الخاص الذي حجزه لهذه المناسبة العظيمة، فتح الباب لتشهق بخفه وهي ترى نفسها تحلق بالسماء بعدما أن حملها بين يديه كأنها طفلة صغيرة لتتعلق برقبته بسعادة وبعض الخجل، همس بأذانها بعد أن دخل وأغلق الباب قائلا:
- طفلة بين ايديا مش مراتي ابدا..

جزت على أسنانها بغضب طفولي وهو يضحك بسعادة على مظهرها ذلك، وصل بها غرفة النوم الخاصة لتجد فستان أبيض جميل يزين السرير وحذاء أبيض رقيق وورود حمراء جعلتها غير قادرة على الكلام من فرحتها تلك، بينما وقف خلفها هو يحتضنها من الخلف لتسري قشعريرة في كافة أنحاء جسدها من اقترابه ذلك وتشعر بقلبها يكاد يتوقف من فرط المشاعر التي داهمتها فجاءة!
هتف بحب:.

- معاكي ساعة تلبسي الفستان ده وتجهزي نفسك علشان في مفاجأة كبيرة بتستناكي!
اومأت بسعادة كبيرة لتدفعه ناحية الخارج بخجل حتى يتسنى لها تجهيز نفسها براحة كبيرة، إ.

خرج بدوره بعد أن قبلها على وجنتها بحب كبير لتخجل كثيرا وتتوردت وجنتيها بعد أن همس بأذانها بكلمات رومانسية خاصة بها.!
اتجه ناحية الغرفة الأخرى ليقوم بتجهيز نفسه أيضا لهذه الليلة التي أقسم بداخله أن تكون مميزة له ولها..!

مرت الساعة بسرعة على العاشقين وكل منهما يشرف على تجهيز نفسه على أكمل وجه ليكون لانقا بالأخر خرج من غرفته بعد أن وضع اللمسات الأخيرة يتجه ناحية غرفة زوجته الصغيرة متلهفا لرؤيتها بالفستان الأبيض، طرق الباب عدة طرقات ليجده يفتح ببطء وهي تقف بمنتصف الغرفة كأنها ملاك جميل يسحر كل ما يطالعه، أخذ يبتلع ريقه من فرط الجمال الساحر الذي يراه، حسنا لقد توقعها جميلة ولكن ليس إلى هذا الحد!

بينما وقفت هي تلعب بيديها من فرط خجلها وهي ترتدي فستان أبيض رقيق يضيق عن الصدر بحبات لؤلؤ رقيقة تتلئلى بسعادة ويتسع إلى الأسفل لتظهر كأنها أميرة من حكايات أخر الزمان!
حجاب أبيض كذلك يظاهي لون بشرتها المتوردة بحمرة الخجل، أحمر شفاه جعل منه يود تقبيلها بجنون كبير ولكنه أمسك نفسه بقوة حتى لا يفسد لها مظهرها الليلة..!

اقترب منها ببذلته السوداء الساحرة التي منحته مظهر رجولي ساحر، أمسك بيدها يقبلها بحب كبير يهتف لها:
- والله لولا خوفي من المفاجأة تبوظ لكنت أكلتك أكل دلوقتي!
خجلت بشدة تهتف تغيره الموضوع:
- مفاجأة ايه بقى؟ وانا لبست فستان كده ليه؟

تأبط ذراعها بحب كبير ليسير بجانبها يهتف:
- هتعرفي دلوقت يا حبيبة قلبي
سار بها ليخرجا من الجناح مع تسائلات كثيرة منها بوجهتهم التي تجهلها تماما، ولكن ثقتها به جعلتها تسير مطمئنة البال والقلب...
حمل هاتفه وهم بالمصعد يضعه على اذانه ليهتف:
- ها جاهزين؟!
اومأ برأسه بتفهم وهو يستمع لصوت الشخص الذي يهاتفه على الجهة الأخرى برضا كبير وسعادة، بينما هي تكاد تقتل نفسها فضولا لمعرفة ماذا يجري!

لحظات ووصلا لمنتصف صالة الفندق الخاصة بالأعراس لتشهق بجزع كبير وهي ترى والدها ووالدتها وصديقاتها وأهل مصطفى والعديد من الأقارب يقفون ينتظرون قدوم العروسين على أحر من الجمر!
ماذا يحدث؟
هل هي تحلم؟ ام ماذا؟!

بدأت الموسيقى الخاصة بوصول العروسين تصدح بالصالة الكبيرة وكرمل لم تنزل نظراتها المتفائلة والمصدومة بين والديها وبين زوجها الذي هتف لها بحب كبير وهم يسيران ناحية المقعد الخاص بهما تحت تصفيقات الحضور:
- هفهمك كل حاجة دلوقت يا حبيبتي!

فلاش باك:
بعدما قرأت السيدة سمية وزوجها تلك الورقة التي تركتها لهما كرمل والتي كان محتواها ( سامحوني بس أنا أخدت قراري وهتجوز مصطفى إلي حبيته اوووي وانتو كنتو سببب في بعدي عنه، انا بحبكم رغم كل حاجة).

بدأت تنحب بقوة وتصرخ بجنون على زوجها لأنه السبب في ذلك، هو من جعل ابنته تلجأ إلى هذا التصرف الأحمق في قسوته عليها وحرمانها من الرجل الذي تحبه، بينما جلس السيد عصام والندم يأكله بشدة على فعلته تلك، إذا لقد خسر ابنته وللأبد وأن يتمكن من رؤيتها مطلقا بعد اليوم، من المؤكد بأنها ستسافر مع زوجها إلى ذلك المكان البعيد!

شعر الوالدين بألم كبير وحزن أكبر لا يدريان ماذا سيفعلان، مر بعض الوقت قبل أن يقرع الباب لتوجه السيدة بفتحه بعد أن مسحت دوعها بقهر حتى لا يلاحظها القادم، فتحت الباب لتنصدم من سيف شقيق مصطفى الذي جاء للتو في زيارة غير متوقعه!

هتف لهما بهدوء:
- انتو رفضتو أخويا ومنعتو من البنت إلي حبها من كل قلبه واجبرتو يعمل كده، دلوقت حابب أقولكم ان مصطفى تجوز هو وكرمل على سنة الله ورسوله، لكن بنفس الوقت مش عايز يعمل فضيحة ليكم والبنت إلي بقت مراته قدام الناس، مصطفى هيعمل فرح الليلة وهيدعي كل قرايبنا وقرايبكم علشان الفرح يتم قدام كل.

الناس ولا حد يقدر يغلط بكرمل او بيكم، انا دعيت كمان قرايبكم إلي قدرت اوصلهم علشان تبقو رافعين راسكم ببنتكم إلي مغلطتش وإلي تجوزت من الإنسان إلي حبته على سنة الله ورسوله..

سكت قليلا ليرى ردة فعلهما..
لقد أتفق شقيقه معه ليلة أمس على كل الترتيبات ليجعل البسمة مزروعة على شفاه زوجته في يومها المميز..
لم يكن لدى السيد عصام مجالا للكلام بعدما تفاجئ بشدة من أفعال زوج ابنته!

الندم يتأكله بشدة وقلبه يؤلمه على فراق ابنته ولكن ليس بيده حيله الأن إلا الانصياع والموافعه فدلك المدعو مصطفى قد كشف عن طيب أخلاقه ونيته الحسنه تجاه ابنته الوحيدة، لقد أعاد إليه ماء وجهه بعدما ظن بأن الناس ستأكله بالأسئلة..
حسم أمره بعد تفكير ليقف يهتف لسيف قائلا:
- الفرح هيكون فين؟!
بينما قفزت السيدة سمية فرحه بما حدث وإنقاذ إرادة الله الموقف بأخر لحظة!
ستكون بجانب ابنتها الليلة مرفوعة الرأس!

ليتفق الجميع على اللقاء ليلا في حفل الزفاف!

نهاية الفلاش بااك
بمجرد ما أنهى مصطفى كلامه لزوجته الجميلة واخبارها بما حدث تفاجئ بها تحتضنه بقوة وهي تبكي بسعادة كبيرة لأنه ضاعف من فرحتها الليلة وإحضار والديها لها، همست له بحب قائلة:
- بحبك بحبك بحبك
مسح دموعها بكف يده حتى لا يلاحظها المدعوين مجيبا:
- وأنا كمان بحبك يا طفلتي!

هنا وجدت والدها يتقدم يحمل بيده وردة حمراء لتقف تشعر بخجل كبير وخوف بعض الشيء، اقترب منها يمسك يدها بدموعه التي هطلت على وجنتيه المجعدتين يناولها الوردة الحمراء يهتف لها بتأثر:.

- سامحيني يا بنتي أنا ظلمتك وقسيت عليكي وحرمت من الإنسان إلي أثبت الدنيا كلها ان هو راجل وقادر يحميكي ويدافع عنك ولايق عليكي!
تناولت الوردة بدموع لتحتضنه بقوة بعد كلماته تلك مجيبه:
- وأنت كمان سامحني يا بابا، ربنا يخليك ليا أنت و ماما لتأتي هنا السيدة سمية تحتضنها بدموع وهي تراها بفستانها الأبيض عروس رائعة الجمال كما تمنت ان تراها دائما..!

اتجه السيد عصام ناحية مصطفى ليبارك له بتأثر ليلتقط لهم المصور صورة جماعية ضمت كرمل وسط والديها وزوجها الذي دعا أيضا والدته التي قبل رأسها وشقيقه لتظهر صورة علبة بالجمال وسط فرح عائلي وسعادة غمرت الجميع...

أخيرا انتهى حفل الزفاف ليغلق الباب على العاشقين وسط قلبين يخفقان سعادة استعدادا للقاء الذي طال انتظاره، انهيا الصلاة ليرفعها بين يديه بخفه يتجه بها ناحية السرير يضعها عليه برقه وهي تحاوط رقبته بدلال، هتف أمام شفتيها قائلا:
- على فكرة انا هستقر هنا ومش هنسافر كندا تاني، الفلوس إلي جمعتها تفتحلي مشروع كويس وهنعيش بين اهلنا على طول..
قبلته على وجنته اليسرى بسعادة وفرح..

اقترب من شفتيها يهتف من جديد:
- السعادة إلي أنا فيها دلوقت مبتتوصفش يا كرمل
كانت على وشك الرد حينما باغتها بقبلة عميقة على شفتيها جعلتها تغمض عينيها من فرط المشاعر الذي حاوطتهم الأن!

قبلتهم الأولى التي لطالما تمنياها وها قد تحقق الحلم..
قبلة جعلتها تشعر بأنها تحلق بعالم أخر، عالم خاص بها و به فقط إ
قبلة تلتها أخرى والقلبين خفقا فرحا والجسدين التحما معا في روح واحدة في عالم خاص بالعشاق فقط هكذا هو الحب لا ينكسر أمام أي عائق مهما كانت العواصف التي تتقاذفه يبقى قويا صادمدا للوصول لنفسه الآخر، يحارب ويقاتل حتى خلف سجون الظلم ليخرج أخيرا راكضا نحو حبيبه..

لم يكن العمر أو المستوى التعليمي عائقا أمام كرمل التي كسرت كل تلك العادات الباليه في سبيل الوصول إلى ذلك الأنسان التي شعرت بأن حياتها قد بدأت للتو منذ تلك اللحظة التي رأته فيها للمرة الأولى!

غمرتهم السعادة أخيرا لتستقر داخل أحضانه استمع لخفقات قلبه التي كانت بمثابة أيقونة موسيقية هادئه لها، أغمضت عينيها مستسلمه لمشاعرها الجديدة بجانب زوجها الحبيب...!

راهنت عليك! وأقسمت بعدها بأن الموت في سبيلك حياة.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة