قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا حبة الرمان للكاتبة دينا محمود الفصل الثامن

نوفيلا حبة الرمان للكاتبة دينا محمود جميع الفصول

نوفيلا حبة الرمان للكاتبة دينا محمود الفصل الثامن

كانت واقفه أمام المرأه تضع لها سارة بعض اللمسات الأخيرة ..منذ أن حدثها أحمد البارحه وأخبرها انه سوف يأتي لخطبتها وهي لا تصدق نفسها
نظرت سارة إلى فستانها الذهبي الرقيق الذي يبين جمال قوامها وإلي وجهها الذي رغم شحوبه يبدو جميلا وإلى شعرها الناري المشتعل الحمرة
قالت سارة بأعجاب.إيه الجمال ده ..

ندي..بجد يا سارة شكلي حلو؟ يعني هعجب أحمد؟
سارة.وهو انتي لو كنتي مش عاجباه ودايب فيكي يا قمر انتي كان هيخطبك ليه
ندي جلست علي السرير وتنهدت بحزنخايفه اكون بظلمه لو وافقت على ارتباطي بيه يا سارة..

سارة جلست بجانبها وربتت على كتفها.فين الظلم ده يا ندي هو بيحبك وانتي بتحبيه وعارف كل ظروفك واهه جاي عشان يتقدملك يعني انتي مش بتخدعيه..
انتي هتظلمي نفسك لو رفضتيه وبعدتي عنه.
ندي.انا حاسه اني خايفه خالص من الايام اللي جايه
سارة.افرحي يا ندي كل حاجه هتبقي تمام وانتي هتعملي العمليه وتخفي
امسكي في سعادتك ومتسبيهاش تضيع منك.
في وسط كلامهم سمعوا جرس الباب خفق قلب ندي وازداد توترها.

خرجت سارة لتكون بجانب والدها ووالدتها عندما يستقبلون أحمد.
فتح عبد الرحمن الباب ورحب بأحمد رحبت زينب وسارة به ولكنهم استغربوا عدم وجود والدته.
كان أحمد محرجا جدا من إتيانه وحده لكنها هي من اضطرته إلي ذلك ومع هذا كان يعلم ان والدته ستغير رأيها وترضخ لقراره عاجلا غير آجل..
جلس بجاذبيته وهيبته يرتدي حله رمادية تظهر طوله الفارع وجسده الرياضي ويبدو عليه التوتر حيث كان جالسا يفرك في يديه وسط نظرات زينب وسارة المتفحصه..

دخلت سارة إلي الغرفه بسعادهيلا عشان تسلمي علي خطيبك
نديبس يا سارة كلامك بيوترني اكتر مانا متوترة
سارة..طب يلا ياختي اطلعي
ندي بتساؤل ..هو أحمد جاي لوحده يا سارة ..
سارة أيوة وأعتذر من بابا ان والدته تعبانه ومقدرتش تيجي معاه..بس هتيجي مرة تانيه.

ندي. آه فعلا هي صحتها تعبانه الأيام دي .
سارة وهي تمسك يد ندي..طب يلا بينا..

تعلقت عيني أحمد بها عندما رآها قادمه أما هي فقد كان قلبها يخفق بشده من هول اضطرابها وخوفها
تلاقت عينيها بعيني احمد حتي أنها أصابتها رعشه خفيفه في جسدها فقد كان ينظر لها بطريقه لم يفعلها من قبل.
مدت ندي يدها إليه وهي تشعر بالارتباك سلم عليها وقبل يدها تحت نظرات الجميع ثم جلست بآحراج بجوار زوجه عمها..

تحدث احمد بحب وهو يقول.استاذ عبد الرحمن انا جاي اطلب إيد الانسه ندي.

ابتسمت ندي واخفضت وجهها أرضا ..بينما رد عبد الرحمن والله يا ابني دي حاجه تشرفني أننا نبقى نسايب وخصوصا اني شايف قبول من ندي بس أكيد طبعا انت عندك علم بحاله ندي كويس فأنا مش هقدر اوافق على اي حاجه دلوقتي غير لما ندي تعمل العمليه وتخف..
قاطعه أحمد وهو يقول..يا استاذ عبد الرحمن أنا عاوز ندي تبقى مراتي في اسرع وقت عشان اساعدها واقف جنبها بصفه رسميه ويبقالي حق ابقي سند ومعين ليها في تعبها.

أعجب عبد الرحمن وزينب من رجوله أحمد وكلامه حيث أن شاب غيره كان فكر ألف مرة قبل أن يضع نفسه في هذا الموضع.

تم الاتفاق علي أن يعقدوا عقد الزواج في الاسبوع القادم ويكون الزفاف بعد أن تتحسن حاله ندي الصحيه.

جلست العائله في مكان بعيد نسبيا عن أحمد وندي حتي يتركوا لهم حريه الحديث .
تحرك أحمد من مكانه وجلس بجوارها كانت تنظر للأرض ولم ترفع رأسها طوال الجلسه إلا قليلا ..وتفرك في يديها بتوتر..
نظر لها وهو يبتسم.هو في حاجه وقعت منك وبتدوري عليها أصلك من اول القعده وانتي باصه للأرض.
رفعت وجهها إليه وابتسمت بخفه..لاء مفيش حاجه وقعت مني.. امسك أحمد يدها وهو يقول..مبروك عليكي انا.
زادت ابتسامتها وارتبكت من نظرات أحمد
نظرت إلي الفراغ بحزن وهي تقول..احمد..

أحمد.روح أحمد.
ندي.لو شايف انك اتسرعت ممكن نعتبر أن القعده دي محصلتش وصدقني انا مش هزعل
أحمد مصدوم من حديثها.انتي ليييه مش عاوزة تصدقي انك أجمل حاجه حصلتلي في حياتي..
ومقدرش استغني عنك.
ندي ببكاء..انا مش عاوزة أكون سبب في بعدك عن والدتك ومش عاوزة ابقي سبب لحزنك في يوم من الايام يا أحمد خايفه يكون قربك مني جرح ليك وانت مش حااسس
أحمد مد يده ليمسح دموعها التي تساقطت على وجنتيها.سعادتي معاكي يا ندي وفي قربك مش في بعدي عنك وإذا كان على والدتي انا عارفها كويس أنها هتوافق ف الآخر
ندي..انا بحبك يا أحمد..

أحمد بخفهايوووة هو ده الكلام ثم اقترب وقبل وجنتها..
ازاحته ندي بعيدا وهي تقول بتحزير.أحمد حد يشوفنا..
أحمد..خلاص هحترم نفسي لغايه كتب الكتاب وبعد كده هعمل اللي انا عايزه
ندي بكسوف..أحمد بطل بقي..

بعد انصراف أحمد تحدثت زينب بفرحه.الف مبروك يا حبيبتي
نديالله يبارك فيكي يا ماما.
زينبأحمد ده شاب كويس ويدخل القلب علطول والله
عبد الرحمن..معاكي حق والله يا زينب شكله إبن أصول..ندي تساهل كل خير
ثم نظر إلى سارة وهو يقولعقبالك انتي كمان يا سارة يابنتي لما اتطمن عليكي.
سارة بحزنلا يا بابا انا مبفكرش في الكلام ده دلوقتي..
لاحظت ندي حزنها وشرودها وهي تتحدث فأشفقت عليها وتمنت أن تجد حب حياتها..
تكلم عبد الرحمن بجديه وهو يقول لندي.ندي..

ندي.نعم يا بابا
عبد الرحمن..جهزي نفسك هنروح المستشفي بكرة عشان نعمل شويه تحاليل
ندي باستفهام.ليه يا بابا إيه لازمتها التحاليل دي..
عبد الرحمن ..وانا كمان هعمل نفس التحاليل عشان هديكي كليتي.

انعقدت ألسنتهم من الصدمه ثم تحدثت ندي قاائله..لاء يا بابا انا مش هخليك تضحي عشاني التضحيه دي ولا انك تضر نفسك علشاني
عبد الرحمنانا مش بضحي علشانك انا بحاول اعمل اللي عليا عشان أنقذ حياة بنتي مش هقف أتفرج عليكي وانتي بتضيعي مني
اقتربت منه فاخذها في احضانه فأخذت تبكي وهي تقول.انا خايفه عليك يا بابا.
عبد الرحمن .متخافيش..
ثم احتضن سارة وزينب

في اليوم التالي ذهبت ندي مع عمها إلي المستشفي وقاموا بإجراء الفحوصات والتحاليل وأخبرهم الطبيب أن النتيجه ستظهر خلال ثلاثه ايام.

عند خروجهم من المستشفي تفاجأت ندي بأحمد الواقف في انتظارهم خارج سيارته تقدم منهم فور خروجهم وسلم علي عبد الرحمن وندي ..
أحمد.خير الدكتور قالكم إيه
عبد الرحمن.النتيجه هتظهر خلال تلات أيام بس يارب تطلع التحاليل كويسه والانسجه متطابقة عشان نعمل العمليه في اسرع وقت.
أحمد.ان شاء الله كل حاجه هتكون بخير..
عبد الرحمن نظر إلي ندي وهو يقولهروح انا عالبيت وانتوا متتأخروش.
ندي نظرت لعمها باستفهام فأردف قائلا.احمد استأذن مني تروحوا تجيبوا الشبكه وتتغدوا سواااا..يلا مع السلامه

في سيارة أحمد بعد أن اشتروا الشبكه من إحدى المحلات الانيقه الخاصه بالذهب
أحمدتحبي تتغدي فين
ندي..هاااااا
أحمد لاء ده انتي شكلك مكنتيش معايا خالص بقولك حابة تتغدي فييين..
ندي..أحمد انا عاوزة اروح الفيلا عند والدتك..
أحمد استغرب من طلبها ووافق تحت إصرارها..

دخلت ندي إلى المنزل وكأنها تدخله للمرة الأولي.
علموا من الخادمة أن السيده يسريه في غرفتها.. ندي..ممكن اطلعلها لوحدي .
احمد باستغراب..اتفضلي وانا شويه وهحصلك..

طرقت باب الغرفه ثم دخلت كانت يسريه جالسه تتطلع في إحدى المجلات ..رفعت رأسها وتفاجأت عندما رأت ندي أمامها ابتسمت لها ندي واقتربت منها..
ندي بتوتر .انا آسفه لو كنت ازعجتك بس حبيت اشوفك واتكلم معاكي..
يسريه.اتفضلي
ندي.انتي عارفه اني حبيت احمد من قبل ما اشوفه.
نظرت لها يسريه باهتمام فأكملت نديحبيته بسببك انتي .بسبب كلامك عنه وعن طيبته وحنيته. كنت بستمتع بكلامك وانتي بتحكيلي عنه
في اللحظه دي انا اتمنيت ان أحمد يكون نصيبي ان حنيته دي آخد جزء منها .

فضلت أدعي كتيييير وانا يائسه وأقول ازاي بس ده هيحصل..
لما خرجت من الفيلا كنت عارفه ومتأكدة اني مليش نصيب فيه وأننا مش هنجتمع ببعض تاني ابدابس ربنا جمعنا ببعض وزرع حبي في قلبه زي مازرع حبه في قلبي واهه هنتجوز ودي كانت اعظم امنياتي..

يسريه كانت ستتحدث ولكن ندي أكملت.انا داخله علي عمليه كبيرة ولو متت هموت وانا راضيه ومبسوطه ان امنيه من امنياتي اتحققت..
انا فرحانه اووووي بس حاسه ان فرحتي ناقصه بسبب عدم موافقتك حاسه انك مش مبسوطه وأنك كنتي عاوزة لابنك واحده أحسن ..بس انا بحبه وحبي ليه بيغلبني ومش قادرة أبعد ..لو بعدت هأذي نفسي وهجرحه.
بس لو بعدي عنه هيخليه يرجعلك فأنا هبعد ومش هكون سبب فراق بينكم..صدقيني هبعد ومش هيشوفني تاني..

بعد ان انهت حديثها وضعت يديها علي وجهها وأخذت تبكي وشهقاتها تعلو..

قامت يسريه من مكانها وجلست بجانبها واحتضنتها بين يديها.ويهون عليكي احمد تسيبيه يتعذب في بعدك؟
ومين قالك اني مش مبسوطه بيكي؟

نظرت إليها ندي باستفهام. فاكملت يسريه قائله.انا هكلمك بصراحه ومن غير كذب .
الفترة اللي قعدتيها معايا انا حبيتك جدا وحسيتك انسانه نقيه لما أحمد قالي أنه عاوز يخطبك فرحت جدا وقلت هي دي اللي هتسعده وتصونه وتحافظ عليه..
بس لما حكالي عن حالتك أنا خفت وتقريبا رفضت الموضوع بس لما فكرت لقيت ان مينفعش ارفضك عشان حاجه انتي ملكيش ذنب فيها..مينفعش احاسبك على حاجه ربنا ابتلاكي بيها.

انا موافقه بيكي وعندي احساس انك هتسعديه وكفايه الحب الكبير اللي بينكم أنا مقدرش احرمكم من بعض
ندي.متتصوريش كلامك ده فرحني ازاي..
يسريه..حبيبتى افرحي وانبسطي انتي تستحقي كل حاجه حلوة.
اخذ الاثنان يتحدثان سويا في جو ملئ بالالفه وفي وسط حديثهم دخل أحمد سلم علي والدته ولاحظ آثار البكاء على ندي ولكنه كان في قمه سعادته عندما علم بموافقه والدته علي زواجه من ندي
جلس معهم يتحدثون قليلا ثم استأذن من والدته أنه سيقوم بإيصال ندي حتى لا تتأخر..

عندما خرجوا من الغرفه أمسك أحمد يدها وفجأة وجدت نفسها أمام باب غرفته فتح أحمد الباب وسحبها إلي الداخل.
قبل أن تتحدث وضع أحمد إصبعه على شفتيها اقترب منها فتراجعت حتى اصطدمت بالباب..
حرك يده علي وجنتها وهو يقول بصوت يشبه الهمس.كنتي بتعيطي ليه؟ طول مانا عايش مش عاوز اشوف دموعك دي
ندي.انا بعيط النهرده بالذات من فرحتي حاسه اني بعد ما اتكلمت مع والدتك حمل كبير انزاح من علي قلبي مكنتش حابه اكون السبب في فراقكم عن بعض أو انك تعصي والدتك وتعمل حاجه غصبا عنها بسببي.

أحمد مكانش هيحصل اي حاجه من اللي بتقوليه ده والدتي كانت هتتقبل وتوافق ولو مش دلوقتي هيبقي بعدين
صمت قليلا وهو ينظر إلى عينيها ثم قال .هو انا قلتلك قبل كده ان عنيكي حلوين؟
ندي بصوت متقطعلاء مقلتليش
أحمد..عنيكي حلوين اووي..ثم اقترب ينوي تقبيلها فوضعت ندي يدها امامه فقبل يدها وعندما اراد ان يقترب منها مرة اخري وضعت يديها علي صدره وازاحته براحه وهي تقولتؤتؤ بعد كتب الكتابويلا روحني عشان اتأخرت..

أحمد.ماشي ياستي بعد كتب الكتاب.
ثم مد يده إلي جيبه وأخرج السلسلة الخاصه بها التي وجدها في غرفته في اول مرة قابلها بها ورفعها أمام عينيها.
ندي بمفاجأه.ياااه ده انا دورت عليها كتيييير اوووي ..
أحمد كانت معايا من اول مرة شفتك فيها
تسمحيلي ألبسهالك يا حبة الرمان..

يوم عقد القرآن
علت الزغاريد من قبل سارة وبعض صديقاتها عقب إتمام عقد القران
حيث حضره أحمد ووالدته وبعض من اصدقاءه وعائله ندي والسيد رشدي وصديقتها مرام وبعض أصدقاء سارةحيث تمت إقامته في مركب خاصه بأحمد علي النيل
لم تشعر ندي بكل ما حولها من شده ألمها ولكنها حاولت قدر الإمكان ان تخفي ذاك الألم وتستمتع بفرحتها وبتلك اللحظه التي طالما تمنتها منذ أن تعرفت إلى أحمد .
علت الزغاريد مرة أخري وأتي كل الموجودين لهنئوها لم تشعر بأصدقاء سارة اللاتي عانقنها ولا بمرام التي كانت تقف بجانبها وإنما كان كل همها أن تسيطر علي الالم الذي يعصف بها..

تعلقت عينيها بأحمد وهو مقبل نحوها كان وسيما جذابا علي ثغره ابتسامه واسعه وكأنه حاز على الدنيا بأكملها اقترب منها واخذها في احضانه أمام الجميع وأخذ يدور بها في المكان نست المها وأخذت تضحك حتي أنزلها علي الارض استكانت علي صدره فرفعت وجهها إليه وهي تقولاحمد مش قادرة آخد نفسي ..ما ان أنهت كلمتها حتي فقدت الوعي بين يديه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة