قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا حالة وجد للكاتبة شاهندة الفصل الرابع

نوفيلا حالة وجد للكاتبة شاهندة الفصل الرابع

نوفيلا حالة وجد للكاتبة شاهندة الفصل الرابع

أمسك(عمار)هاتفه وطلب رقما ثم إنتظر إجابة صاحبته التي ردت قائلة بسعادة: ولدي! كيف حالك؟
قال (عمار): بخير أمي، إشتقت إليك فحسب!
قالت (ملك )بحنان: وأنا كذلك يابني، لذا فقد أعددت لك مفاجأة، لكنك على مايبدو قد سبرت أغوارها.
عقد (عمار)حاجبيه قائلا: مفاجأة؟
قالت بإبتسامة: أنا الآن بالمطار أستعد مع (نازلي ) لركوب الطائرة المتجهة لمصر.

تهللت أسارير(عمار)قائلا بسعادة: حقا! يالها من مفاجأة سارة، لقد كنت في صدد أن أطلب منك الحضور إلى القاهرة.
قالت( ملك ): وها أنا آتية ياصغيري!
قال(عمار): أحبك أمي! سأنتظرك بالمطار!
ضحكت (ملك ) وقالت: أتفعل حقا! حسنا، سنرى لاحقا سر هذا الحب المفاجيء!
قال (عمار) بلهفة: إلى اللقاء أمي. إلى اللقاء!
ثم أغلق الهاتف قبل أن يقفز مهللا بسعادة فيبدو أن القدر في صفه.
صباح الخير يا(وجد)!

قال(تيم)جملته بصوت رخيم فإنتبهت (وجد) إليه تطالعه قبل أن تطالع محيطها بقلق ظهر على وجهها إمتزج ببعض الخوف والتوتر. أسرع يشغل تلك الأغنية الإنجليزية الهادئة(Still I Fly) والتي يعشقها، يدرك أنها ستعجبها بدورها وتهدئها في ذات الوقت...
بالفعل بدأت ملامح (وجد)المشدودة تسترخي ببطئ، تقدم منها وقال: اقعدي يا(وجد) هنا!

طالعته بعينيها الفيروزيتان، شعر بترددها قليلا قبل أن تجلس، تبتعد بعينيها عن نظراته المنصبة عليها، تجول بعينيها في الحجرة، جلس أمامها ثم قال بهدوء بعد أن ثبت على ذراعها ورأسها خيطان وصلات جهاز التخطيط الدماغي:
أنا قلتلك إن إسمي(تيم) وإني هكون الدكتور بتاعك والمسئول عن حالتك بإذن الله!
أنا عايز أساعدك وعشان أساعدك لازم إنتي كمان تساعديني، وتحاولي تجاوبي على أسئلتي!

لم تظهر إستجابة، فنهض يحضر من فوق مكتبه بعض الأوراق الخاصة بالرسم، وقلم، وضعهم أمامها قائلا بإبتسامة: (وجد)!
نظرت إليه ليقول: إحنا مش إتفقنا هنكون أصحاب؟
لم تبعد نظراتها تلك المرة عن عينيه، بل ظلت تحملق فيه بصمت، أشار إلى الأوراق التي أمامها قائلا: هسألك شوية أسئلة وردك هيكون بالرسم. أنا عارف إنك بتحبيه!

نظرت إلى الأوراق ثم إليه، إبتسم وهو يوميء برأسه، فتركت دبدوبها بجوارها على مضض وأمسكت بالأوراق والقلم، إتسعت إبتسامته وقال: هقولك كلمات وترسميلي هي بتمثلك إيه. تمام!
أومأت برأسها، فإستطرد قائلا: المية!

بدأت تخط بقلمها على الورقة وهو يراقب الذبذبات الصادرة من الجهاز بتمعن، ثم تركتها ليسحبها (تيم) ويرى ذلك البحر المموج والمرسوم ببراعة نالت إعجابه، نحاها جانبا و طبع التخطيط على ورقة ايضا نحاها جانبا ثم قال: الإخلاص!
رسمت قلب فإبتسم ثم نحى الرسمة، وورقة التخطيط، مستطردا: الليل!
رسمت قمر، ثم قال السلام فرسمت حمامة،.

ظل يمنحها بعض الكلمات ويراقب عمل دماغها حتى وصل إلى كلمة الموت، تجمدت أصابعها على القلم ثم ضمت قبضتها عليه بقوة حتى كادت أن تكسره، تفحصها بنظراته و تمعن في التخطيط، أدرك أنها ربما تتذكر والدها في تلك اللحظة، لينهض قائلا وهو يسحب آخرة ورقة:
طيب كدة خلاص، فيه رسمة أنا رسمتها والحقيقة حاسس أن ناقصها حاجة وكان عندي أمل تكمليهالي لإني مش شاطر في الرسم زيك.

تراخت أصابعها على القلم، ونظرت إليه تلتمع عيناها قليلا، أخفى إبتسامته ثم منحها الورقة لتتأملها بهدوء للحظات، كانت الرسمة لقارب وسط البحر خال وفتاة بجواره تبدو وكأنها تغرق، خطت بقلمها شيئا ما ثم تركت الورقة جانبا.
نظر إلى الرسمة فوجد أنها لم ترسم شيئا سوى يد، يد تمسك بالفتاة، يد دون جسد، يد فحسب!
أومأ برأسه، توقفت الموسيقى، فنهض ليشغل غيرها، فإنسابت كلمات الأغنية اليونانية
(Thélo na me niseiS).

(أريدك أن تشعرى بي )
لنيكوس فيرتس.
إن علمت أني أكره الليال
لأنها تعاقبني لخسارتك
أعترف بذلك، أريد أن أراك
لا أريد أن أمر بليلة كتلك مرة أخرى
لاحظ توترها، عقد حاجبيه عندما رآها ترفع يديها إلى آذانها تغلقها ثم بدأت تهتز للأمام والخلف...

أصبحت تصدر نشيجا يعلو صوته شيئا فشيئا حتى صار صراخا، أسرع يغلق التسجيل، يدرك أن تلك الأغنية لا تروق لها بل أصابتها بنوبة هياج شديدة، اقترب منها بسرعة يقول بصوت هاديء متناغم قدر الإمكان:
خلاص يا أميرة كل شيء تمام!
خلاص راح اللي مزعلك و طيره سرب الحمام
وضع الدب في حضنها مستطردا: خلاص رجع الدب لأحضانك يلا هزيه وخليه ينام...
عشان أميرتي الحلوة هي كمان ترتاح وتنام.

ضمت دبدوبها إلى حضنها وهدأ نشيجها وهو يستطرد: الليل هل علينا وخلى الكون ظلام...
لكن الشمس من بكرة جاية تصحي الأميرة من المنام...
تثائبت فإبتسم يستطرد: أميرتي دلوقتي رايحة تعيش جوة الأحلام.
وبكرة هشوفها تاني الساعة عشرة. تمام!

نظرت إليه فقط بعينين بريئتين كالأطفال، عينان فيروزيتان جذبتاه بشدة، جعلته عاجزا عن الحركة، عن التفوه بحرف، عن الرمش حتى بأهدابه، أجبر نفسه على أن يشيح بناظريه عنها، وهو ينهض متنحنحا قبل أن يتجه لمكتبه ويضغط زر، لتدلف (فاطمة) على الفور، تنظر ببعض الدهشة إلى (وجد)الهادئة تماما، قبل أن تنتبه إلى الطبيب(تيم) الذي قال بهدوء:.

خدي (وجد)على أوضتها، هي تقريبا هتنام، مفيش داعي تديلها حقنة مهدئة النهاردة وهاتيهالي بكرة الساعة عشرة. مفهوم؟
انتابت (فاطمة ) الحيرة ولكنها قالت بإحترام: مفهوم يادكتور!
اتجهت إلى (وجد)تمسك يدها قائلة: يلا بينا يابنتي!
نهضت (وجد)تتبع (فاطمة)، ولكن قبل أن تغادرا إلتفتت ونظرت إليه نظرة طويلة قبل أن تتابع سيرها عندما جذبتها (فاطمة).

بينما أصاب (تيم) الإرتباك في كل كيانه، يدرك الآن فقط أنه يتعلق بتلك الحالة بشكل شخصي و هذا خطأ كبير، عليه الإبتعاد بكل ما أوتي من قوة، ولكن رغما عنه لا يستطيع الإبتعاد، حتى ينقذها من الغرق.
نظر إلى جرح ذراعه الذي أصابته به سابقا، مد يده ولمسه بنعومة ثم تنهد، أدار الأغنية مجددا، فإنسابت كلماتها ومع إنسيابها لمعت عيونه بقوة...
أريدك أن تشعري بي.
لكيلا تخونيني...
أريد أن أسمع قولك بأنك تحبينني...

أريدك أن تشعري بي...
لكيلا تقتليني...
قولي بأن ما ابتدأناه لم ينته...
إن علمت بأني أعد الساعات...
كالجروح بجسدي.
مضت ساعات عديدة منذ أن رأيتك لآخر مرة
وأحس أني سأموت إن لم تحضري...
كان (عمار)يجول جيئة وذهابا في تلك القاعة المخصصة لإستقبال الوافدين إلى المطار ليتوقف حين إستمع إلى صوت (منى) وهي تقول: اهدى ياابني وترتني!
توجه (عمار)إليها وجلس بجوارها قائلا بقلق: تأخروا أليس كذلك؟

قالت منى بإبتسامة: لأ. متأخروش ولا حاجة، هم المفروض دلوقتي على وصول.
لينظر (عمار)إلى البوابة وفجأة انتفض واقفا يقول مهللا: لقد وصلت الطائرة والركاب يتوافدون.
أسرع بإتجاه الركاب بينما تبعته (منى)بإبتسامة أسرع (عمار)إلى والدته ما إن رآها يقبل يديها قائلا: أنرت القاهرة ياأمى!
ربتت على كتفه قائلة: بارك الله فيك يا بني. إفتقدتك حقا!

إبتسم بينما يسلم على (نازلي) بحفاوة و(منى) تسلم بدورها على الجميع، فجأة إنتبه (عمار) على هذا الشاب الفارع الطول الذي يصاحبهما عندما قال: Hogeldiniz(أهلا وسهلا)!
رد كل من (عمار)و(منى) التحية، يتساءل (عمار) عن هذا الشاب الذي يصطحبهما، يتساءل عن سبب مجيئه معهما إلى القاهرة؟

ليفيق من أفكاره على صوت والدته التي قالت: (بوراك)جاء معنا من إسطنبول! ربما تلك هي المرة الأولى التي ترينه فيها يا(منى)ولكنه ابن صديقة عزيزة لنا هناك.
إبتسمت(منى) وهي تقول: نورت مصر يا(بوراك).
قال(بوراك): Türkçe Ben konumuyorum
(أتحدث اللغة التركية)
إبتسمت منى قائلة: أعتذر إذن! سنتكلم التركية فقط من أجلك!

إبتسموا بينما ظل (عمار)صامتا، ملامحه جامدة يشعر بالتوجس قليلا من هذا ال(بوراك)، أفاق من شروده على صوت والدته وهي تقول:
هل سنظل واقفينن هكذا، هيا بنا إلى (أزاد)كي نفاجئها بقدومنا، في الواقع لقد كانت مفاجأة تخص الأولاد جميعا ولكن (عمار) إكتشفها بسرعة!

ساروا بإتجاه بوابة المطار و(نازلي)تقول بحيرة: لقد قالوا أن الرحلة تبدأ في الثانية عشر وتنتهى في الواحدة والربع، ولكنني شعرت بأن الرحلة إستغرقت أكثر من ذلك.
قالت (منى)بإبتسامة: لإن الرحلة فعلا أكتر من كدة، تقريبا ساعتين وربع، بس لما بيكتبوا ميعاد وصول الرحلة بيكتبوها بميعاد الوصول في البلد اللي إنتي رايحاها وفرق التوقيت بين مصر وتركيا، تقريبا ساعة.

هزت (نازلي)رأسها متفهمة بينما قالت (ملك) بحماس: ستكون مفاجأة من العيار الثقيل لصغيرتي (أزاد) حضورنا إلى القاهرة بصحبة زوجها المستقبلي. ستصدم حرفيا!
توقف(عمار)عن المشي، ليلتفتوا إليه ينظرون إلى ملامحه التي تسطو عليها الصدمة بدهشة لتسرع( ملك) قائلة: إياك أن تخبرها أن(بوراك) هو عريس يريد الزواج منها وإلا رفضته كالبقية! سنعمل على إتاحة الفرصة ليتقرب منها ثم نخبرها. إتفقنا؟

لم ينطق بحرف بل طالعها بعيون تصرخ بها أن تخبره بأن كلماتها هي مزحة ثقيلة، أفاق من صدمته على صوت (نازلي) التي كانت تقول بقلق: (عمار). مابك؟ هل أنت بخير؟
أجابها(عمار)بصوت مختنق: بخير! فقط متأثرا بهذا الجو الحار أكاد أختنق!
قالت (منى): طب يلا نروح، بسرعة!
أسرعوا بالمغادرة بينما كان(عمار)يجر خطواته جرا، يشعر حقا أنه على وشك الإختناق، قهرا!

هز(تيم) رأسه نفيا وهو يقول: لأ يا(أزاد). أنا متأكد من أن الأغنية كانت السبب في نوبة الهياج اللي مرت بيها والدليل على كدة إنى أول ما قفلتها بدأت تهدى.
قالت (أزاد)بحيرة: إنت مش بتقول إن الأغنية كانت هادئة وأجنبية أيضا، ما الذي ممكن أن تثيره أغنية كهذه فيها؟

شرد (تيم )قائلا: الحنين. أو الغضب! الأغنية كانت يونانية وبتتكلم عن الرحيل، الخسارة. والبعد. متنسيش ان والدتها يونانية وغايبة عنها من فترة كبيرة وإن ده ممكن يكون سبب من أسباب مرضها، مش عارف بس ده حدسي واللى بيقولي إن مامتها ليها دخل كبير وبنسبة كبيرة في تدهور حالتها.
ظهر على (أزاد)التفكير ثم قالت: معاك حق! عموما ضع هذا في إعتبارك، وتقدم بحذر فالموضوع شائك وقد يتسبب التعمق فيه بإنهيار الحالة.

أومأ برأسه قائلا: متقلقيش! ناوى على كدة، قوليلي إنتي كمان عملتي إيه في حالة الشيزوفرنيا اللي معاكي.
هزت كتفيها قائلة: بدأت تستجيب وتدرك أن هناك شخصية أخرى لديها وعنيفة أيضا، تؤذيها بتلك الخربشات التي تجدها في جسدها، فبدأت تحكي لي عن ماضيها طواعية، آمل من خلال حديثها أن أدرك سبب وجود تلك الشخصية الأخرى لديها لأستطيع القضاء عليها.

قال (تيم): إنتي كمان خدي بالك، لإن الشخصية التانية عنيفة زي مابتقولى ومش هتقبل تقضي عليها بالسهولة دي يادكتورة!
أومأت برأسها، ليعقد (تيم)حاجبيه قائلا: أمال فين (عمار )مشفتوش النهاردة؟
قالت(أزاد): خرج من شوية وإنت في الجلسة، لقد أخبرني أن لديه مشوار هام.
إزداد إنعقاد حاجبي (تيم) وهو يقول: مشوار إيه ده؟
قالت (أزاد) بغموض: لا أدري، لم يقل شيء عن وجهته، ولكن كما يقولون في مصر. ياخبر بفلوس!

الغيرة نار تشعل القلب والوجدان، هي الوجه الآخر للعشق، الغيرة هي عاصفة العشق التي تجتاح المشاعر فتثير الإضطراب في الكيان،
الغيرة تجعلنا نود لو نصرخ
ابتعدوا جميعا عمن نحب فهم لنا، لنا فقط.

حاول(عمار)أن يظهر بثبات إنفعاله، كي لا تظهر تلك الغيرة الحارقة على ملامحه ولا تتأجج في عينيه كما تتأجج الآن في قلبه كالبركان، وهو يرى هذا ال(بوراك)يطالع حبيبته بعيون تلمع إعجابا بينما تتهلل أساريرها بفرحة اللقاء تقبل والدته ووالدتها بسعادة طاغية، حتى حان موعد لقاء (عريس الغفلة)كما يطلق عليه المصريون. لتبتسم قائلة: Seni grmek ne güzel سررت بلقاءك بوراك.

إستكانت يدها بيده وهو يقول: Bir rüya kadar güzelsin أنت جميلة كالحلم
قال (عمار) بهمس حانق: سأحول حلمك الآن إلى كابوس إن لم تصمت أيها الأحمق.
بينما سحبت (أزاد)يدها من يد (بوراك) قائلة بإرتباك خجول: teekkür ederim شكرا.

لم يعد قادر على التحمل أكثر يشعر بأن أوتاره ستنفجر غيظا، وعروقه ستتمزق غيرة، كاد أن يتجه إليه ويضربه على ثغره الذي ترتسم عليه إبتسامة لزجة مثله تماما ولكن يد(تيم) منعته يسحبه من ذراعه بنظرة خاصة قائلا:
محتاجينك يادكتور في أوضة(D3)!
كاد أن ينفض يده ولكن نظرة (تيم) الصارمة جعلته يتراجع ويتبعه بحنق ملقيا نظرة أخيرة على هذا الثنائي، يرى أنه في سبيله لخسارة (ازاد) أو ربما قد خسرها بالفعل.

قد تبعد عن حبيبك لإنك تظن أنك تنأى بنفسك من أن تكون محورا للظنون، أو لإنك تشعر بأنك لا تريد أن تكون عاجزا أمام العشق أو ضعيف
أو أنك بهذا البعد تصون قلبك من الخذلان،
ولا تدرك أن سببك في البعد هو الكبرياء، عدو الحب الأول الذي قد يكون مدمرا له.
قال (تيم )بحنق ما إن دلف إلى الحجرة: ممكن أعرف الباشا كان رايح يعمل إيه؟
قال(عمار)بعصبية: كنت سأكسر له فكه هذا الذي يبتسم ل(أزاد)
بسماجة!

رمقه( تيم) قائلا: وكنت هتفسرلهم إزاي تصرفك الغير مبرر ده؟
مرر يده في شعره قائلا بإضطراب: كنت سأقول، أعنى، لا أدرى! لا يهم على أية حال. المهم أن أحطم هذا المغرور!

قال (تيم) بحدة: المشكلة مش في (بوراك)يا(عمار)المشكلة فيك إنت. إنت اللى كبريائك عاميك عن حقيقة واحدة قلتهالك وهقولهالك من تاني، إنت اللي في إيدك تعمر حياتك وتخليها بستان مليان بشمس دافية وخضرة أو تسيبها لغاية ماتبقى خراب، إنت اللي في إيدك تتحول من شهيد في الحب لمقاتل في سبيله، خوفك من الجرح هيخليك تفقدها، خوفك من الجرح هو خوف أناني، لإنك مفكرتش غير في نفسك وبس، لأول ولآخر مرة ياتفاتحها في الموضوع وترسالك على بر معاها وتخلص، ياتنساها وتسيبها تشوف حالها ونصيبها مع غيرك.

قال( عمار) بمرارة: لا أستطيع، مجرد تخيلها مع غيري يقتلني، لقد كنت أحاول أن أجعل أمي تستطلع مشاعرها تجاهي ولكن جاء (بوراك)وأفسد الأمر.
رمقه (تيم)قائلا بغيظ: من تانى بتهرب من المواجهة، من تاني بتستعين بحد يحللك مشاكلك، زي ماكنت طول عمرك بتعمل، (عمار). مبقاش ينفع، إنت كبرت ومشاكلك هتحلها لوحدك، وخصوصا في الحب، مينفعش أبدا طرف تالت يتدخل، ويا تكون أد مشاعرك ياتنساها.

ظهرت ملامح الحيرة والتخبط ممتزجة بالحزن على وجه (عمار)، ليشعر (تيم)بالشفقة عليه يدرك أنه يعاني صراعا بداخله، صراع ولده إرتباطه الشديد بأمه منذ صغره بعد وفاة والده ولجوءه إليها دائما، صراع ولده إكتشافه المفاجيء بأنه في بعض الأحيان، يجب أن يكبر المرء ويعتمد فقط على نفسه...

إقترب منه (تيم)يربت على كتفه قائلا: متترددش ومتفكرش، لإن ترددك ده هيضيع (أزاد)من إيديك، وهتكون خسارة كبيرة أوي ليك، وخسارة ليها كمان لإني متأكد إن مفيش حد هيحبها أدك يا(عمار)، حارب عشانها لو عايز تكسبها، وريها إنك أفضل ليها من (بوراك)إظهرلها حبك، دي معركة حياتك، وصدقني أنا واثق من إنك هتقدر تفوز.

تطلع (عمار)إلى عيون(تيم) للحظات قبل أن يرتسم بعينيه التصميم، نعم، سيحارب من أجل عشقه، سيحارب من أجل حياته، سيحارب من أجلها هي. حبيبته(أزاد)وسيفوز، بلا شك!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة