قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا حالة وجد للكاتبة شاهندة الفصل الخامس عشر

نوفيلا حالة وجد للكاتبة شاهندة الفصل الخامس عشر

نوفيلا حالة وجد للكاتبة شاهندة الفصل الخامس عشر

الحب هو أن تستسلم لمشاعر تجتاحك، تطلق لها العنان فتغمرك بالسعادة
الحب هو أن يصمت المحبون فيكون الصمت رائعا، أن يتحدث أحدهما فيكون لحديثه سحرا خاصا
الحب لا يعترف بالوقت فقد نحب في دقيقة واحدة و لا ننسى من نحب أبدا مهما مر من عصور.
فى تركيا.

أصر كل من (نازلى و ملك) على إقامة العرس هناك، حيث الأهل والأقارب، ورغبتهما في اقامة العرس على العادات التركية، فرضخ الجميع لرغبتهما، ووجدها(تيم)مغامرة ل(وجد) لن تنساها.
سافر الجميع، حتى (فاطمة)وعائلتها. ورغم ان(زينب)فى شهور حملها الأخيرة إلا أنها لم تدع تلك الفرصة لتفوتها فهي لطالما تمنت أن تزور تركيا، تلك البلد التي عشقتها من خلال تلك المسلسلات التركية التي تشاهدها دوما.

قبل إقامة العرس أخذ (تيم)(وجد)فى جولة ليريها معالم تركيا الجميلة، وعرفها في تحفظ على إخوته. ثم التقط كل من(عمار و أزاد)، (تيم و وجد)صورا فنية رائعة في أماكن أثرية وسياحية. لتبقى ذكرى طيبة لهم للأبد.

ترك (تيم)ل(وجد)حرية إختيار خواتم الزفاف فإختارتهم بنفس التصميم ثم قاموا بربطهما سويا بشريط من قماش الستان الأحمر كما جرت العادة في تركيا كنوع من الرباط الأبدي والمميز، وهناك فقط والد العروسة أو والدتها من يقومون بفك هذا الرابط، كنوع من الموافقة، ودليل قاطع على انتقالها لبيت الزوجية. وبما أن والدة (وجد)تتعفن بالحبس ووالدها متوفى قام(الجد)بقطع الرابط كأكبر رجال العائلة وحكيمهم.

ثم تواصلت المراسم التي تقام في اليوم السابق للعرس.
جاءت ليلة الحناء...
حيث إجتمع النسوة في بيت (نازلى)، وارتدت الفتاتان فستانا من اللون الأحمر يدعى (bindall)، ثم ارتدتا وشاحا أحمر اللون مزخرفا ومزينا فوق ملابسها لتغطية وجهيهما.
وبعد التسلية، بدأت النسوة بغناء الأغاني الحزينة توديعا للعروستان، وحزنا على فراقهما.

ثم إحضار الحناء و بلها بالماء في صينية خاصة، وعليها شمع، وضعن كل من (أزاد) و(وجد)تلك التي كانت تتابع كل مايحدث بإنبهار)فى منتصف المكان ودرن بالصينية حولهما وهن مازلن ينشدن بالأغانى ومن ثم وزعن الحناء على الحاضرات، وعندما حان الوقت لوضع الحناء في يد العروسين أغلقت (أزاد)يدها فكانت (وجد)تقلدها بسعادة، فأتت كل من(ملك، منى)، ووضعتا قطعة ذهب في يد كل منهما، ثم وضعت الحناء للعروستان بشكل دائرة في كف اليد، وعلى العقدة الأخيرة من كل إصبع، ثم نهضت الفتاتان تشاركان النسوة الرقص والغناء...

فجأة دلف إلى المكان بضجة موسيقية العريسان. ليتوقف الغناء ويتقدم كل من (عمار وتيم) بإتجاه كل من (أزاد و وجد). تعلقت العيون وقرعت دقات القلوب كالطبل في الصدور. فتوقف كل عريس أمام عروسه ورفع وشاحها تأملها للحظات بعشق ثم قبلها في جبينها. ليتعالى الهتاف والتصفيق قبل ان تصدح الموسيقى مجددا ويشارك الجميع في الرقص و الغناء بسعادة حتى الصباح.

الحب هو البداية. ليتغير لون الكون من حولك ويصبح لوجودك طعم
تتلاقى فيه العاطفة بالعقل وتمتزج فيه الروح بالإحساس، تنصهر المشاعر في القلب، فيجود بالفرح.
هو ليس بدعة بل هو اليقين الوحيد.
الحب هو لمسات الرحمة الإلهية على القلوب، وكأننا لا نكتمل إلا به.
اليوم...
هو يوم الزفاف المنتظر.

ارتدى الجميع ملابسهم، و قام الجد بربط الرباط الأحمر حول خصري العروستان، تعبيرا عن الفخر بأن العائلة تقدم في هذا اليوم المبارك عروسا عذراء نقية.
تم نقل العروستان بالسيارات المزينة والفارهة. إلى صالة الزفاف الراقية التي اختارها (تيم)لعقد القران وحفل الزفاف...
استمتع الضيوف بالضيافة والطعام المجهز بأيدي كبار الطهاة.

ثم بدأت مراسم الزواج من خلال سؤال المأذون للزوجين برغبة كل منهما في الزواج من الآخر، ليجيبوا جميعا بالإيجاب وسط تصفيق الحضور وتهليلهم ثم تم إعلان الزواج.
ليبدأ هذا الحفل الذي أعده العريسان، بحب.
توالت فقرات الحفل الممتعة. فمالت(وجد)على (تيم)قائلة بلهفة: (تيم)فين الحصان والراجل اللى لابس تنورة؟

إبتسم (تيم)وهو يقول: مش في فقرات الحفلة دى ياحبيبتى. بس لو أميرتى تؤمرنى هجيبهملها لحد عندها في مزرعة جدى أول ماننزل مصر. ها. إيه رأيك؟
أومأت برأسها في سعادة. فابتسم بحب وهو يمسك يدها يطالع باقى فقرات الحفل، لتنطلق الضحكات حين حضر المهرج وقام بتلك الحركات البهلوانية المضحكة التي أسعدت الحضور.
قال حسين في بلاهة: خالتى. ياخااالتى. هم بيضحكوا على إيه؟

وكزته (فاطمة)قائلة: أنا اش عرفنى يا(حسين)كان حد قالك انى بفهم إنجليزى؟ اضحك زيهم وخلاص.
قالت (زينب) بإبتسامة: تركى ياماما. تركى.
نظرت إليها(فاطمة)بتساؤل فإستطردت (زينب)قائلة: المهرج ده بيتكلم تركى مش إنجليزى.
قالت(فاطمة): تركى ولا انجليزى أهو كله زي بعضه، كلام مش مفهوم وخلاص. ماله بس العربى. ما علينا. شفتى يا(زينب)حلاوة (وجد)؟

قالت (زينب): قمر ياماما، ربنا يحميها من العين. ولا الدكتور(تيم)جوزها، تحسيه راجل كدة، حقيقى تستاهله. يلا كل واحد بياخد نصيبه.
ربتت (فاطمة)على يد(زينب)قائلة بهمس: (حسين)مش وحش يا(زينب)كفاية انه بيحبك وبيخاف عليكى.
تنهدت (زينب)قائلة: عندك حق ياماما.

لتنطلق ضحكات (حسين)فى تلك اللحظة يقلد الحضور. فنظرتا كلتاهما إليه قبل ان تنفجرا ضاحكتين. تمسك (زينب)بطنها المنتفخة والتي آلمتها قليلا من ضحكاتها التي نبعت من القلب.

جاءت فقرة الغناء وقام منسق الأغانى بالطلب من كل عروسين بالغناء. فأمسك(عمار)الميكروفون يصدح بصوت مقبول إلى حد ما بأغنية
ندفة الثلج – غناء المطرب اورهان اولمز
Orhanlmez Kar Tanesi
Gzlerin akn rengi
عيناك هما لون الحب
Szleriniir gibi
كلماتك مثل الشعر
Elini tutsam yüzüne baksam
لو مسكت يداك لو نظرت لوجهك
Olduun yer cennet sanki
المكان الذي تكوني فيه كالجنة
Sonum olur feryat etsen.

تكون نهايتي اذا صرخت
Emrin olur ne istersen
سيكون بامرك كل ما تريدين
Yoluma çksan, mucizem olsan
لو خرجت في طريقي و اصبحت معجزتي
Doduum gün olur sanki
فسيكون ذلك كانه اليوم الذي ولدت فيه
أغروقت عينا(ازاد)بدموع السعادة لتشاركه الغناء قائلة: Ak kurtarr krgn günleri
الحب ينقذ يخلصنا من الايام الحزينة
Gel kalbin affetsin herkesi
هيا ليغفر قلبك للجميع
Son deminde hayatn her insan.

في النهاية كل انسان في الحياة
Gel üzme beni krma lütfen
المتعب المسن والسعيد لا بد ان يموت
deneyelim vakit varken
فلنحاول ما زال لدينا الوقت
Yok çaresi yok derman yok
فلا يوجد حد حل ولا دواء لا يوجد
vazgeçemem ben senden
انا لا استطيع ان اتخلى عنك
لتصمت بينما يردد (عمار)بعشق: Sen kar tanesi gül kokusu
انت ندفة الثلج رقاقة ثلج و رائحة الورد
çok severim kabul etsen.

انني احبك كثيرا فلتقبلي.
ليصدح صوتها عاليا: أقبل، أقبل.
حملها (عمار)وظل يدور بسعادة وسط تصفيق الحضور ليحين الدور على (تيم)الذى اختار شاعر(وجد)المفضل(نزار قبانى)وصدح بتلك القصيدة التي غناها له (كاظم الساهر)...
أحبيني بلا عقد.
وضيعي في خطوط يدي
أحبيني لأسبوع , لأيام , لساعات.
فلست أنا الذي يهتم بالأبد.
.
أحبيني. بكل توحش التتر
بكل حرارة الأدغال , كل شراسة المطر
ولا تبقي. ولا تذري
ولا تتحضري أبدا.

فقد سقطت على شفتيك كل حضارة الحضر
أحبيني. ولا تتساءلي كيفا
ولا تتلعثمي خجلا. ولا تتساقطي خوفا
فحين الحب يضربنا.
فلا (لماذا) ولا (كيفا).
أحبيني. بلا شكوى
أيشكو الغمد إذ يستقبل السيفا
وكوني البحر والميناء , كوني الأرض والمنفى
وكوني الصحو والإعصار.
كوني اللين والعنفا
أحبيني. بألف وألف أسلوب
ولا تتكرري كالصيف. إني أكره الصيفا.
أحبيني. وقوليها
لأرفض أن تحبيني بلا صوت
وأرفض أن أواري الحب في قبر من الصمت
أحبيني.

لتمسك (وجد)بالميكروفون وسط دهشة (تيم)تغنى بصوت ملائكي رائع أبهر الجميع: شوفت الدنيا على ايديه وبخاف من قلبي عليه
وشيلني جوه عنيه اكتر من منا كنت اتمنى
لو لفيت ياما بلاد مش هعرف زيه ملاك
ونصيبى معاه يا معاه وياه انا عايشه في جنه
قالت (أزاد)بدهشة: مش دى الأغنية اللى كانت شغالة في السيارة و كانت أول مرة تسمعها (وجد)وحبيتها جدا. وفضلت تطلب من (تيم)يكررها.

أومأ(عمار)برأسه قائلا: (تيم)قال إنها ذكية جدا وعندها قدرة رهيية على الاستيعاب والحفظ. والظاهر كان معاه حق.
هو حبيبي اللي اتمنيته يكون ليا
كل ما فيه اجمل من الدنيا دي في عنيا
ووجوده معايا في عمري ده احلى هدية
نساني ايام كانت فعلا صعبه عليا
لم عليا بينادي وباسمي يقول ياحبيبتي
وبشوفه ساعتها قصادي انا بنسى الناس والدنيا
احلى سنين وانا وياه وفي قلبي مليني هواه
عشت العمر استناه احساسي معاه حاجة تانية.

رفع (تيم)كفها إليه يقبل أناملها بعشق ثم شاركها الغناء: ، هو حبيبي اللي اتمنيته يكون ليا
كل ما فيه اجمل من الدنيا دي في عنيا
ووجوده معايا في عمري ده احلى هدية
نساني ايام كانت فعلا صعبه عليا
صفق الجميع بقوة. وصفر بعض الحضور. الذين أدركوا الحب في النظرات والكلمات بين كل عروسين.
رفعت منى أناملها تمسح دمعة فرت على وجنتها، ليقول (كمال) الذي وقف إلى جوارها: الظاهر إن(تيم)بيحبها أوى وهي كمان بتحبه.

أومأت (منى)برأسها قائلة: كانوا الإتنين روحين عجزوا عن التعبير عن ألمهم وصراعهم. وفجأة إتقابلوا واتولد بينهم حب أبجدياته مش محتاجة حروف، احساس وبس جمعهم وكان ليهم طوق نجاة.
قال كمال بنبرة شابها بعض السخرية: الطبيبة العظيمة خلاص آمنت بالحب واعترفت بوجوده.
رمقته بعتاب قائلة: طول عمرى بآمن بالحب، بس إيمانى بالتفاهم في الحب أعمق.

أحلى حاجة في الدنيا الحب، بس لما يكون حب مش أنانى. في الحب بتدور على سعادة حبيبك أيوة بس مش على حساب سعادتك.

فى الحب، بيعرف حبيبك كل حاجة عنك حتى مواطن ضعفك بس عشان يحميك مش عشان يستغلها ضدك ويلوى دراعك بيها، في الحب بنضحى بحاجات كتير في حياتنا أيوة بس مش لدرجة انك تضحى بملامح شخصيتك. في الحب بتمتزج الأرواح أيوة. بس كل روح بتكمل التانية. مش بتستعمرها. مفهومى عن الحب حاجة تانية خالص. مفهومى عن الحب أدامك أهو في إبنك ومراته. الحب طوق نجاة. إنقاذ من الغرق مش قائد سفينة بيثقبها وهو متأكد انها هتكمل بمعجزة. عصر المعجزات خلص ياباشمهندس. عن إذنك.

ثم تركته وذهبت يتابعها بعيون شابها الندم، يدرك في قرارة نفسه أنها مصيبة تماما.
بينما قاطع الطبيب (رياض)طريق(منى)قائلا بقلق: حصل حاجة؟
ادركت أنه رآها وهي تتحدث إلى (كمال)لتهز يدها بلا مبالاة قائلة: لأ. باب من الماضى كنت بس بقفله كويس.
تأملها قائلا: والمستقبل؟
نظرت إليه متسائلة ليقول دون مواربة: مبقتش قادر أخبى أكتر من كدة يادكتورة، بحبك وعايز أكمل عمرى معاكى.

طالعته بدهشة. ليستطرد قائلا: أنا قضيت عمرى كله بدور على الإنسانة اللى أحس إنها بتكملنى. ومن يوم ما عرفتك وأنا مشاعرى مشدودة ليكى، أنا لقيت فيكى كل اللى اتمنيته. لقيت فيكى الإنسانة اللى عشت عمرى أدور عليها. فمن فضلك مترفضيش علطول. ياريت تاخدى فرصة تفكرى فيها كويس في كلامى، وأنا هستنى، استنيت كتير ومستعد أستنى أكتر.
نظرت إليه قائلة: النهاردة أنا أم وبس بتفرح بإبنها يادكتور.

ظهرت خيبة الأمل على وجهه لتشع ملامحه بالسعادة حين استطردت قائلة: بس بكرة هرجع (منى)الإنسانة وساعتها هاخد الفرصة دى فعلا، وهفكر كويس في قرارى قبل ما أبلغك بيه.
لتتركه وتذهب إلى صديقاتها بخطوات رشيقة. تابعها بقلب تتسارع خفقاته وهو يردد بهمس: أشهد أن لا امرأة
تشبهني كصورة زيتية
في الفكر والسلوك , إلا أنت.
والعقل والجنون. إلا أنت
والملل السريع. والتعلق السريع. إلا أنت
أشهد أن لا امرأة.

قد أخذت من اهتمامي نصف ما أخذت
واستعمرتني مثلما فعلت.
وحررتني مثلما فعلت.
أوقف(تيم)السيارة لتقول (وجد)بحيرة: قولى بقى يا(تيم)ليه مروحناش الفندق مع (أزاد وعمار)وصممت تجيبنا على هنا؟
إبتسم بحب قائلا: لما هتنزلى هتعرفى ياأميرتى.

ترجل من السيارة والتف حولها، يفتح لها الباب لتترجل بدورها. تأملت المكان حولها بإعجاب ليمسك (تيم)يدها قائلا: فى كل بلد بعيش فيها بحاول يكون لى مكان سرى. خاص بية أنا وبس، كل أما أحب أرتاح آجى المكان ده لوحدى. أريح فيه أعصابى وأبعد عن الناس، ألملم فيه جروحى المفتوحة واللى محدش يعرف عنها حاجة، وده مكانى الخاص بتركيا. اللى حبيت أعرفك عليه.

تأملت المكان بحب قبل أن تعود إليه بعينيها حين قبل يدها يتطلع إلى عينيها قائلا بعشق: الكل فاكر إنى أنقذتك من الحالة اللى كنتى عايشة فيها. ورجعتك من تانى للحياة، مش عارفين انك انتى اللى أنقذتينى، أنقذتينى من الوحدة والألم والضياع. رجعتينى للدنيا من تانى واديتى لحياتى روح حلوة و طعم، أنا مش عايز حاجة تانى من الدنيا غير إنك تحبينى وبس يا(وجد).

ضمت أناملها على أنامله وهي تتأمله بعيون دامعة قائلة: بحبك يا(تيم).
تأملها بعشق لتشهق فجأة حين رفعها عن الأرض بين يديه لتقول: بتعمل إيه يا(تيم)؟
توجه بها إلى تلك الخيمة المعدة سابقها تحيطها الشموع على شكل قلب وهو يقول: هاخدك على الجنة ياحبيبتى.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة