قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا حالة وجد للكاتبة شاهندة الفصل السادس عشر والأخير

نوفيلا حالة وجد للكاتبة شاهندة الفصل السادس عشر والأخير

نوفيلا حالة وجد للكاتبة شاهندة الفصل السادس عشر والأخير

وصلت إلى صفحة الكاتبات اللاتى روت لكم قصتنا بعض الرسائل، تسأل عن أحوالنا فطالبتنا الكاتبات بالرد عليها، لذا سأبدأ بنفسى (تيم)طبيبكم المفضل أليس كذلك؟ حسنا سأبدأ من بعد ليلة الزفاف،.

بعد مرور شهران...
كانت رحلة شهر العسل، رحلة خرافية، أمضينا أوقات رائعة أنا ووجد، كانت كأميرة، ضحكتها زينت رحلتنا وجعلت بتلك اللحظات سحرا خاص، وأنا كنت أتيه بتفاصيلها، لقد أصبحت إمرأة كاملة طبيعية، تملأ حياتي سعادة، أصبحت نجمتي التي قطفتها من السماء ودسستها بين أضلعي بعناية، لازالت تقرأ لي كل يوم روايات وأشعارا رومانسية، وأنا بدوري أفاجئها كل مرة.

لازلت أتذكر المرة التي أخذتها على تلك الجزيرة، وفرشت لها الورود الحمراء على الرمال وطهوت لها بنفسي، كانت متأثرة جدا وقالت لي وهي تعانقني:
أنت أحسن حاجة حصلتلي ياتيم! أنا بحبك جدا، وهعيش عشان أسعدك وبس. ويارب أقدر أمحي كل لحظة وحدة عشتها أو لحظة حزن.
فقبلتها وقلت وأنا احتضنها: من يوم مادخلتي حياتي نسيت كل حاجة، إنتي جددتي حياتي ياروحي.

كانت هي كذلك تفاجئني، تأخذني إلى أماكن رائعة، كانت تبحث عنها لتضفي على رحلتنا تلك جو المغامرة وأوقات شيقة.
مر شهر العسل سريعا وعدنا إلى مصر، انتقلنا على مزرعة جدي، (وجد) أحبت المزرعة كثيرا وأردنا العيش هناك، سأفتح عيادة خاصة أستقبل فيها مرضاي، وهكذا سأمضي وقتا طويلا مع أميرتي البيضاء.

عدت من العيادة اليوم باكرا كما وعدتها لنتجول بالأحصنة حول المزرعة، وكالعادة أخذت لها باقة ورد الكاردينيا البيضاء التي تحبها، وما إن صعدت إلى الأعلى حتى ركضت نحوي الست بيضا وقالت:
الحقني ياتيم ياابني، (وجد )اغمى عليها ومش بترد عليا.
تجمد الدم في عروقي وركضت وقد رميت كل ماكان بيدي إلى الغرفة وحملتها الى اقرب مشفى وقلبي يكاد يتواثب من صدري.

فحصها الطبيب ثم خرج إلينا يبتسم وقال بعد أن رأى الدموع المتحجرة في عيني: مبروك يادكتور المدام حامل، بتوأم!
وناولني صورة السونار وهو يربت على كتفي، أما أنا فانفجرت باكيا وجلست على الأرض أضع يدي على عيني وأبكي كالطفل الصغير والست بيضا تشاركني البكاء تارة وتضحك مرة أخرى فنفذ صبري وقلت لها: اسكتي ياست بيضا هتجننيني، بتبكي ليه أنا هبقى أب. ايه دا؟ أنا هبقى أب بجد! أنا هبقى أب يابيضا.

فعانقتني بحنان الأم وراحت تقول: مبروك يابني. الف مبروك، ربنا يقومها بالسلامة. يلا اغسل وشك وقوم اطمن على أميرتك!
هززت برأسي وبعد أن غسلت وجهي دخلت إليها، وجدت أميرتي معتدلة في جلستها كأنها تنتظرني وحين رأتني هتفت بفرحة:
تيم! أنا حامل ياروحي، هتبقى أب!

لم أستطع كبح دموعي فدسست وجهي في حضنها ورحت أبكي وهي تربت على رأسي وأنا أقول: إنتي خليتيني أسعد خلق الله، إنتي حياتي إلى حاربت عشان أعيشها، ربنا يخليكي ليا يااميرتي.
وهكذاا ياأصحابي علمتوا انني سأصير أبا و(وجد) سترهقنى بطفوليتها الممتزجة بحملها ووحمها، ولكنى بالطبع سأرضخ لكل حالاتها برضا وسعادة من حصل أخيرا على كل أحلامه دفعة واحدة، فقط حين دلفت هي إلى حياتى.

سأدعوكم على السبوع ولكن عذرا سأغادر الآن للسوق فقد طلبت (وجدى) الكنافة.

أحبتى، علمت من خلال رسائلكم أنكم تبغون معرفة أخبارى مع (عمار) بعد زواجنا.

حسنا، سأطلعكم على ماحدث حتى الآن مع الإيجاز فزوجى قارب على الوصول، لقد عدنا للتو من حفل عيد الميلاد الأول و الخاص بطفلة( زينب و حسين) واللذان أسميناها (فاطمة) تيمنا بإسم الست بيضا، تلك المرأة الطيبة بيضاء القلب، لم أضحك هكذا منذ زمن طويل، شخصية (حسين)بطيبته وتلقائيته وأفعاله الحمقاء في بعض الأحيان تدفعنى إلى الضحك رغما عنى، فمابالكم الآن وانا في حالتى تلك، خاصة عندما جاءت لحظة (دق الهون)كما يسميها المصريون وظل يتقافز حول الطفلة وكأنه يمنعها ان تسمع كلمات الست بيضا وهي تقول: اسمعى كلام ستك ام أمك ومتسمعيش كلام أبوكى حسين.

ورغم محاولات (عمار)المستمرة لاحتواء تلك الحالة الهستيرية من الضحك التي اعترتنى، إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل، وتأملنى الجميع يتسائلون هل أنا طبيية نفسية حقا أم أننى مجنونة أطلقوها توا من العباسية؟

نسيت ان أخبركم أننا تبادلنا الأدوار وصرت انا من تتصرف بطفولية، و(عمار)من يحاول ان يتصرف بعقلانية لاحتواء هرمونات حملى التي جعلتنى أبدو في بعض الأحيان كطفلة في الثالثة من عمرها، أتذكر ذلك اليوم الذي صرت فيه ادبدب الأرض بحنق وأنعته بمدمر البهجة الأول وهادم اللذات كملك الموت تماما لمجرد انه رفض ان يجعلنى أركب جوادا رائعا في مزرعة الجد بالفيوم حفاظا على جنينى، وعندما حاول ان يحتوى ثورتى بين ذراعيه، قرصت ذراعه بغل ليبتعد مذهولا من فعلتى، يومها وقفت اطالعه بنظرة انتصار لطفلة قد أحرزت لتوها انتقامها الأول من ابن الجيران الذي كسر لعبتها وقلت له بفخر: امنعنى عن حاجة تانية والمرة الجاية هعضك.

لأغادره وأسمعه يقول في إثرى: لو مكنتيش حامل في ابنى كنت...
توقفت وانا التفت إليه أطالعه متخصرة في إنتظار سماع تهديداته، قائلة: كنت إيه ياسى (عمار)؟
ليبتلع ريقه مستطردا: كنت هعمل إيه ياحبيبتى قصاد هولاكو؟ أكيد كنت هتقرص وأتعض عادى يعنى.

رمقته بتحدى قبل ان ألتفت وأبتسم، ف(عمار)يحمل إلى ثغرى دائما إبتسامة مرح، كما يحمل إلى قلبى دائما بتصرفاته العفوية المحبة ابتسامة عشق، أتذكر حين سافرنا إلى تركيا من أجل حضور حفل سبوع طفل(يلدز وأركان)وكان هناك (بوراك)حاضرا مع خطيبته وعندما مد يده ليسلم علي، قابلته يد (عمار)على الفور يشدد على قبضته قائلا: مراتى مبتسلمش على الرجال يا(بوراك).

وظل محيطا بى طوال الحفل، يمسك بيدى وكأن أحدهم سيختطفنى، وحين انقسم الرجال والنساء لم يترك يدى وظل بقسم النساء، يرمقونه متعجبات من وجوده بينما هو لا يبالى بنظراتهن ولا همساتهن وحنقهن من وجوده وحين عدنا إلى المنزل وكنت غاضبة من تصرفاته تلك والتي جعلت منا حكاية المساء تحكيها كل واحدة منهن لزوجها حين تعود للمنزل، أخبرنى بكل بساطة: كل ما أشوف هذا ال(بوراك)، بيرجعلى إحساس الفقدان اللى حسيته وقت ماافتكرت انك هتتجوزيه والحاجة الوحيدة اللى بتطمنى هي حضن ايدك، مريض بحبك أيوة، بس مش عايز أتعالج يا(أزاد).

ليزول كل الغضب وكأنه لم يكن، أمسك وجهه بين يدي أخبره بحب: وأنا مش عايزاك أبدا تتعالج من حبى يا(عمار)، أنا كمان مريضة بحبك وعلاجى هو حضنك انت ياحبييى.
ليغمرنى بعشق، فأذوب كلية وأنسى الغضب، العند، طفوليتى وهرموناتى الحمقاء وأتذكر فقط أننى بين يدي من أحببت دوما.

الليلة في الحفل، أحاطنى كما يحيطنى دائما. بعشق، متوعدا إياي بليلة يغمرنى فيها بمشاعره، فقد اشتاق إلى كثيرا كما أخبرنى، يلعن تلك الطبيبة التي منعته عنى طوال تلك الأشهر الماضية، وها أنا ذا أستعد لإستقبال حبييى الذي ذهب على مضض ليوصل (تيم و وجد)لمنزلهما بعد تعطل سيارتهما، أسمع خطواته تقترب فوداعا أحبتى او إلى لقاء قريب أحكى لكم فيه عن مغامراتى مع زوجى ورفيق دربى(عمار)، هذا الذي تحول من صديق إلى حبيب ثم زوج وبعد أشهر قليلة سيكون والدا لأطفالى، نعم فأنا أحمل توأما في رحمى سيحمل أحدهما إسم صديقنا الذي جمعنا سويا وكان لنا نعم الأخ(تيم) والأخرى ستحمل إسم حالته، أميرته، وعشقه(وجد).

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة