قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا حالة وجد للكاتبة شاهندة الفصل الثالث

نوفيلا حالة وجد للكاتبة شاهندة الفصل الثالث

نوفيلا حالة وجد للكاتبة شاهندة الفصل الثالث

عالم الأحلام عالم غريب، لاتحكمه قوانين ولا يخضع لأعراف، يمكنك أن تبنيه كيفما شئت وتعيش بداخله متى شئت، هناك تنزع كل الأقنعة، فيظهر الإنسان على سجيته كأن الحياة لم تلوثه قط، مجرد طفل بريء يسابق عفويته وفطرته...
غرقت (وجد) في نوم عميق وهي تحتضن دبدوبها الأبيض الوثير، كانت تجد فيه دفء والدها، كان يشعرها بالمعية حين ينتابها الخوف.

الأحلام لا تكون دائما طريفة طيبة، حتى في ذلك العالم توجد أحلام مزعجة شريرة، كانت تراها من وقت إلى آخر، فتصيبها نوبات ذعر (Panic attacks)، وبصعوبة بالغة
يستطيعون تهدئتها، وحده الدفء بصوت ( فاطمة) يشعرها ببعض الطمأنينة، هنا في حالة (وجد) لا يكون للتواصل بالكلام أي معنى.

مع أنها تفهم جيدا لكنها لاتحب أن تخترق الأصوات عالمها، خلقت (فاطمة)بينهما لغة حسية ففازت بثقتها، الأمر لا يحتاج إلى جهد بقدر مايحتاج إلى حب وإهتمام، و(فاطمة) أجادت ذلك.
كانت الدكتورة (منى) و الدكتور (رياض) يناقشان حالة(وجد) وهما يراقبانها من خلال الشاشة في غرفة المراقبة الخاصة بها، لتقول د. (منى):
الحالة دي تعبتنا أوي، بقالها سنتين والتقدم اللي حققناه معاها تقريبا ماينذرش بأي نسبة لشفاها.

عقد د. (رياض) يديه على صدره وقال باهتمام: المشكلة يادكتوره إن حالتها مش عضوية، كل الأشعة إلى عملناها مابينتش أي تشوه أو ضمور في المخ وجهازها العصبي، إلا لما تكون في حالة هستيريا أو نوبات هلع عنيفة، أنا شايف ان وضعها نفسي بحت! والدليل إن (فاطمة) قدرت تتواصل معاها، فيه حلقة أساسية مفقودة بوضعها، لو قدرنا نلاقيها هنقدر نساعدها. على الأقل ترجع تكلم تاني!

أومأت د. (منى) برأسها وقالت: يارب! حرام اللي بيحصل معاها. لازم تتفاعل مع العالم الخارجي وتطلع من الذاتوية اللي غرقانة فيها دى، تخيل فيه مرة حاولنا نطلعها للجنينة بس جاتلها نوبة جامدة ووقف قلبها، لولا رحمة ربنا كنا خسرناها.

قال رياض: عارف يادكتورة، عشان كدا مش لازم نضغط عليها، (فاطمة) هي الخيط اللي بينها وبين عالمنا، هتقدر تخرجها شوية شوية، كمان شكلها بتتفاعل مع ال Music الهادية، حتى د. (تيم) لما بدأ يغني لها حدتها قلت.

مطت د. (منى)شفتيها قائلة: بس دا مش معيار نقدر نعتمد عليه يادكتور، ممرضات كتير حاولوا يلبسوا أبيض زي (فاطمة) ويغنولها كمان بس ماتقبلتهمش، حتى أنا حاولت مرة، بس ماقدرتش أقرب منها وأهديها بالعكس بقت عنيفة جدا.
ابتسم د. (رياض) وقال: شكلها حست أنكم بتخدعوها!
ثم نظر نحوها وأردف: بكرة عندها فحوصات روتينية، هتغلبنا معاها زي العادة، المهم أستأذنك أنا، هشوفكم بكرة إن شاء الله، ليلتك سعيدة يادكتورة.

وغادر الغرفة بعد أن تمنت له ليلة سعيدة بدورها وعادت تنظر إلى (وجد) النائمة وهمست:
ازاي هرجعك للحياة .

في الحديقة الخلفية للمنزل...
يحاول( عمار) أن يأخذ الكرة من يد(تيم)، لكنه نجح في المراوغة وسجل هدف داخل السلة ليقفز بحماس تعلو وجهه إبتسامة نصر، ليتذمر (عمار) قائلا:
ليس عدلا، كل مرة تفوز أنت، أشفق علي لمرة واحدة ودعني أتغلب عليك يارجل!
ليقول (تيم) وهو يمسك برأس صديقه ويخرب تسريحة شعره: فضي دماغك دي من الفوضى اللي فيها، هتركز في اللعبة وتكسب وكل حاجة!

دفعه (عمار) بغيظ وقال: لن أستاء منك، فأنت لا تشعر بما أشعر به! (أزاد) ليست المرأة التي يمكنني تحمل خسارتها، لن أستطيع أن أبقى صديقها إن رفضتني، سأتحطم حقا!
قال (تيم): اسكت! اسكت. شكلك أهبل وهتلطم لما تضيعها. خليك قاعد تنوح كدا، لا انت عارفة تبقى صديق ولا حبيب معاها.

جلس (عمار) على أقرب كرسي وأخذ زجاجة الماء يشرب منها ثم قام بإفراغ ماتبقى منه على رأسه، ثم قال وقد لمعت برأسه فكرة ما فبدا مشتت الذهن و(تيم) ينهره قائلا: ا. woo. woo! بتعمل إيه؟ هتمرض ياابني إنت عرقان!
ابتسم (عمار) وقال: وجدت الحل! لكن أخبرني ودعك من مشكلتي هذه، لما أنت سعيد ومتحمس هكذا؟ ألمجرد أن سمحت لك الدكتورة بالتعامل مع الحالة (c/4)!

صمت قليلا ثم أجابه: عشان أبقى صريح، أيوة! وفرحت أكتر لما قدرت أتعامل معاها و خليتها تهدى.

بدا (عمار) مستغربا نوعا ما ثم قال: لما أنت مهتم بحالتها هكذا! هناك حالات أسوء منها، كحالة الشاب (25/c)، إنه يظن أنه فأر يارجل! نوعا من الإنفصام الحاد جدير بالإحترام، جرب أن تدخل غرفته فتراه متخذا وضعية نوم غريبة، مستلق على ظهره ويديه ورجليه إلى الأعلى وما إن يشعر بك حتى ينتفض ركضا على قوائمه الأربعة إلى الزاوية ويصدر أزيزا غريبا، وإن شعر بالتهديد ينقض عليك ويعضك!

أما الفتاة فهي مسالمة، تنتابها نوبات عصبية مستمرة ولا تقبل البشر فقط! أظنها حالة لا تستدعي إلى كل هذا القدر من الإهتمام!
استقام (تيم) يسير باتجاه المنزل وهو بجانبه ليقول: مش عارف، بس حاسس إني أعرفها!
توقف وأمسك بذراعه وأردف: أنت فاكر الحلم اللي بشوفوا دايما، عن البنت إلى بتغرق وأنا مش قادر أمسك إيدها، أنا حاسس إنها هي! (وجد)!

ضرب (عمار) على رأسه وقال بطريقة مسرحية: لاااا! دكتورنا حديث العمل سيصاب بالخبال من أول حالة يشرف عليها! كف عن قول هذا.
مابك! إنه مجرد حلم لا تشغل تفكيرك به! أظنك ستعود للأمر ذاته من جديد.
(نايومي)! أتذكرها؟! التي ظنتك ولدها الذي فقدته وتعلقت بك، ولأنك قضيت الكثير من الوقت معها تعودت أن تناديها Mom، وحين تماثلت للشفاء. شعرت بفقدانها!

ضربه على رأسه بخفة وهم أن يقول شيء لتقاطعه (أزاد) قائلة: guys! العشاء جاهز!
ليقول (عمار) يحاول إغاظتها: أعتقدت أننا انتهينا من طعامك (أزاد)! لا تخبريني أنك من حضر العشاء، أنا جائع رجاء!
رمقته بحدة وهم يدلفون إلى الداخل وقالت: ( ناكر الجميل! )! Güzel denye
في الحارة الشعبية.
دخلت(فاطمة) على إبنتها(زينب) تحمل صينية.

الأكل التي أعدتها من أجلها، (شوربة الدجاج، ولحم مشوي وفطيرة الجبن) بحيث قالت (زينب):
تاعبة نفسك ليه ياماما بس! والله أنا كويسة حبة وجع وهيروحو بعد شوية.
لينطق (حسين) بسرعة: انا قلتلها كدا يا(زينب)! بس بردوا نفس خالتي في الأكل حلو جدا. عنك ياخالتي الصينية.
رمقته( فاطمة) وهي تقول: اوعى من وشي كدا روح اغرف لوحدك، الأكل عندك بالمطبخ، دا عشان (زينب) واللي في بطنها!

خرج من الغرفة وهو يتمتم بكلام غير مفهوم، أما (فاطمة) فجلست بجانب إبنتها وقالت وهي تطعمها:
ليه يابنتي مش واخدة بالك من نفسك كدا؟ مانا قلتلك سيبي البيت لآخر الأسبوع وهنضفهولك، دماغك ناشفة. طالعة لأبوكي الله يرحمه!

أمسكت يد والدتها قبلتها وقالت: الله يرحمه ويباركلي بعمرك يارب! ياماما إنتي طول عمرك شقيانة عشاني، هتخدميني كمان انا وجوزي، كفاية انك شايلة همي لحد دلوقتي، حتى إيجار شقتي بتدفعيه، وأدويتي بتجبيهالي، أنا بدل ما ريحك بزيد تعبك!
وضعت (فاطمة) الأكل جانبا واحتضنت إبنتها وقالت: اوعك (يازينب) تحسيسيني إني غريبة، إنتي بنتي الوحيدة ماليش غيرك، قلبي بيوجعني عليكي حتى حظك طلع، طلع، طلع (حسين)!

نظرتا إلى بعضهما وانفجرتا ضاحكتين بصوت عال مما جعل (حسين )يدخل مسرعا يحمل فطيرة بيده وفمه مملوء بالطعام يلوكه بسرعة يحاول بلعه ليسألهما ماذا هناك مما زاد من ضحكهما وهو يطالعهما ببلاهة جاحظ العينين.
وما إن بلع مابفمه حتى قال: مالكم ياناس سيبتو ركبي؟!
لتقول (فاطمة) من بين ضحكاتها: انت عارف أحلى حاجة فيك إيه يا(حسين)؟
ارتسمت على وجهه إبتسامة وقال: إيه ياخالتي!
قالت: إنك طيب وغلبان بهبل كدا!

وعادت للضحك بينما هو استدار عائدا إلى المطبخ بعد ماقال: الله يجبر بخاطرك. مقبولة منك ياخالتي!
ثم عادت تطعم إبنتها لتقول لها (زينب): إنتي مش عندك شغل النهاردة ياماما؟
قالت (فاطمة): أيوة يابنتي! بس لما كلمني( حسين )جيت جري، و خدت أجازة!
قالت (زينب )وهي تقضم من الفطيرة: ( وجد) عاملة إيه، هي لسه على حالها!

أجابتها بحسرة وهي تضع في فمها قطعة لحم: يابنتي إلى زي المسكينة (وجد) عايشين معانا بالجسم بس وروحهم في حتة تانية، بيتقطع قلبي عليها كإنها حتة مني والله، العالم دا مش للي زيها، في مرات تبقى نايمة من تلات أيام لأسبوع كأنها بغيبوبة متيبسة ومتخشبة وهي منكمشة على نفسها كدة وحاضنه دبدوبها، ببقى خايفة ماتصحاش تاني، بيدخلوها جلسات الكهربا وبعد يوم أو يومين تصحى هلكانة وعصبية كإنهم بيفوقوها من حلم عايزة تفضل فيه وماتطلعش منه، ومرات تبقى واقفة بمكانها يومين ورا بعض ولا حد يقدر يقرب عليها لحد ماتقع من طولها لما جسمها يتعب ويغمى عليها فبتبقى بتحارب عشان تصحى وبتجيلها نوبة صرع شديدة، فنضطر نديها منوم جامد ومع كدا بنومتها مابتبقاش مرتاحة.

قالت (زينب )متسائلة: تفتكري ياماما العالم اللي عايشه فيه في أذية كمان، يعني حتى الأحلام مؤذية؟
وضعت (فاطمة) الصينية جانبا وقالت: أكيد يابنتي! زي مافي خير في شر بواقع الإنسان وهو واعي أو باللاوعي بتاعه، بالرغم من لاوعي (وجد) بسيط بحكم حالتها، ومع كدا المخاوف اللي بتعيشها هناك بتأذيها.
قالت (زينب) بحسرة: ربنا يشفيها يارب!
قالت فاطمة: أمين يابنتي. امين!

وأردفت وهي تقف: نامي وإرتاحي إنتي دلوقتي، وهرجعلك الصبح قبل ماروح الشغل أطمن عليكي، تصبحي على خير ياحته من قلبي!
قبلت جبينها وغادرت بعد أن تمنت لها إبنتها ليلة سعيدة بدورها.
ويأتي يوم آخر بذات الجو الصيفي الخانق...

وصلت (فاطمة) إلى المشفى مبكرا واتجهت نحو غرفة (وجد) كان عليها تحضيرها من أجل الفحوصات، وجدتها نائمة على الأرض منكمشة على نفسها وتشد بقوة على دبدوبها، وقفت تطالعها بعيون تغشتها الدموع، دخل (تيم) وألقى عليها التحية لتبادله إياها بود وصوت منخفض ثم قالت:
لازم أصحيها الأول تاخد دواها عشان تبقى هادية، بس لو صحيت ولقيتك هنا ممكن تتعصب! إستناني بعد إذن حضرتك في غرفة الفحص، نص ساعة وتكون جاهزة!

قال بحزم وهو يقترب من (وجد): لأ، أنا هصحيها، عايز أشوف رد فعلها بنفسي!
أرادت أن تمنعه لكنه رفع يده بمعنى أن تقف مكانها ولا تقترب، كان يحاول تحليل رد فعلها للوصول معها إلى طريقة مناسبة للتواصل معها...
اقترب منها وهو يصفر على لحن أغنية (فاطمة) ثم مد يده ليوقظها فقالت (فاطمة) بجزع:
ماتلمسهاش. ماتلمسهاش!

نظر إليها بحنق وطرف بعينيه بمعنى (سبيني أشوف شغلي ياولية) أما هي فراحت تتمتم في سرها الأفندي دا شكله مش فاهم حاجة وهيخض البت ع الصبح، ادعي عليه بإيه
واصل صفيره ثم وكزها بطرف أصبعه برفق، لكنها لم تستجب، فأعاد الكرة مرة أخرى لكنها لم تستجب كذلك، فربت على وجنتها برفق،
فتحت عينيها ونظرت مباشرة بعينيه لثوان ثم أغمضتهما من جديد، توقف عن الصفير فجأة واستقام ينظر إلى (فاطمة) المتوجسة ثم قال:
جربي صحيها كدا!

أشارت( فاطمة) لنفسها بإصبعها وقالت: أنا؟!
فقال بنفاذ صبر: انجزي ياست بيضا!
تقدمت منها وراحت تبعد خصلات شعرها عن وجهها بلطف وهي بتقول: أميرتي. أميرتي الحلوة الأمورة
هتصحى زي الشطورة
أأكلها. وأحكيلها حدوتة.
فتحت(وجد) عينيها وطرفت عدة مرات ثم إعتدلت في جلستها ثم مالت بجذعها تنظر إلى الشخص الموجود وراء( فاطمة)، ثم إعتدلت من جديد تحدق ب(فاطمة) فحسب لتقول (فاطمة) توجه كلامها إلى د. (تيم):
صحيت يادكتور!

قال (تيم): هااا.! اه، جهزيها أنا هستنى بغرفة الكشف!
ثم ألقى نظرة على (وجد )التي كانت تحك أنفها بكفها ويدها تغطي وجهها، يبدو أنها حظيت بليلة هانئة، فاستنتج أنها تعرفت عليه لذلك لم تبدي أي رد فعل باتجاهه، لكنه عزم على التأكد من فرضيته أولا وذلك من خلال ماسيحدث أثناء فحصها...

اقتربت منها (فاطمة) برفق ونظفت وجهها وجمعت خصلات شعرها لكن (وجد) لم تعجبها التسريحة فراحت تهز برأسها بعنف كي تحرر شعرها، ابتعدت عنها( فاطمة )قليلا ورفعت يديها في الهواء وقالت:
هعملو، هعملو. هخليه مفرود استني!
توقفت (وجد) لتبتسم لها (فاطمة) وهي تقول: شطورة أميرتي
حان وقت إرتداء مئزر الكشف وهذا سيكون جهدا مضاعفا تقوم به (الست بيضا)، آثرت أن تطعمها أولا وتجعلها تأخذ دواءها ثم تغير لها ملابسها.

بعد لحظات هادئة من تناول الطعام، أمسكت بالمئزر وراحت تقول و(وجد) لاتزال متمسكة بدبدوبها:
أحكيلك حدوتة الفستان الحلو دا!
تعودت (فاطمة) أن تنظر في عينيها مباشرة حتى يكون لإحساسها تأثير عليها، طرفت (وجد) بعينيها وقامت بإخراج لسانها على شفتها السفلى. تفعل هكذا دائما ما إن تتحمس لشيء ما أو تكون فضولية بإتجاهه، لتقول (فاطمة) وهي تقترب منها أكثر:.

كان في أميرة إسمها (إلسا)، عايشة بقصر كبير. شعرها أبيض جميل، كانو الناس بيحبوها، بس هي مش بتطلع من قصرها الكبير أبدا.

تراخت يد (وجد)التي تمسك الدب بينما تستطرد (فاطمة): كانت خايفة من الناس يؤذوها، بس كان عندها أختها الأميرة (أنا) بتحبها كتير، هي الوحيدة إلى كانت تقدر تطلعها من القصر، الأميرة (إلسا) كانت تلبس دايما نفس الفستان، وفي يوم قالت لأ، أنا مش هبقى محبوسة كدا في القصر دا، لازم أطلع برا وأعيش مغامرة، أختها كانت خايفة عليها، فلحقتها عشان ماتبقاش لوحدها.

الأميرة( إلسا) عاشت مغامرة حلوة واكتشفت قدراتها وعرفت الحب الحقيقي. الحب مابيخوفش، إداها قوة تواجه إختلافها.
كانت (وجد) تطالع السقف بتركيز كأنها تحيي كلمات الحكاية فقالت( فاطمة): إيه رأيك نعيش أنا وإنتي مغامرة زي (إلسا و أنا) بس أول حاجة هنلبس الفستان الحلو دا.

كانت ملامحها ثابتة، فاعتبرت( فاطمة) ذلك موافقة منها، اقتربت منها تفكك أزرار فستانها، لكن(وجد) انتفضت وبدأت تصدر صوتا يدل على الرفض، فحاولت (فاطمة) تهدئتها وقالت:
خلاص خلاص مش هنغيرو. هنخليه فوق فستانك. هتطلعي أحلى من (إلسا).
استكانت (وجد) وهي تلبسها المئزر، فاقتربت منها( فاطمة) أكثر كأنها تحتضنها وأخرجت المقص وقامت بقص فستانها ثم ربطت المئزر،.

ابتعدت عنها ومسكت الدبدوب فاستقامت (وجد) بعنف تسحبه منها، فنجحت (فاطمة) في جعلها تنهض من مجلسها، ابتسمت وقالت: شطورة أميرتي!
كانت حيلتها الدائمة لجعلها تسير معها لأي مكان أرادته. فقاقيع الصابون! أخرجتها من جيبها وراحت تنفخ فيها أمام (وجد) وهي تتحرك، لتتبعها إلى أن وصلتا إلى غرفة الكشف حيث ينتظرهما الدكتور الذي لم تلاحظه (وجد) لأنها مؤخوذة بالفقاقيع المتطايرة في الهواء.

نظرت (فاطمة )للدكتور نظرات توحي بأن مهمتها انتهت والآن تبدأ مهمته الصعبة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة