قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا جسد بلا روح للكاتبة سدرة أمونة الفصل الثامن

نوفيلا جسد بلا روح للكاتبة سدرة أمونة الفصل الثامن

نوفيلا جسد بلا روح للكاتبة سدرة أمونة الفصل الثامن

في المطعم
كانت الاجواء كلها سعادة و فرح مع الاضاءة و الورود الذي زاد البهجة الفرحة
روز امرت مشغل الميوزك ان يخفض الصوت قليلاً
روز بابتسامة: اهلا وسهلا، انا بشكركن لاني لبيتو دعوتي ع العشا، و بشكركن ع وقفتكن معي، انتو عنجد مو موظفين عندي لأ انتو اخوي ل الي و اصدقاء صدوقين، انا عنجد كتير بحبكن
لمى اقتربت منها و قبلتها من خدها: ونحنا منحبك مووووت
روز: الله لايحرمني منكن، تفضلو ناكل.

الجميع بدؤ بتناول الطعام بفرحة وسعادة تملئ قلوبهم، الا بعض الاشخاص تتظاهر بالفرحة كي لا يفسد الجو.

بغرفة ليث، كان جالسً ع السرير و ذهبت النوم من عينيهِ، شغل الابتوب ع التطبيق الفيسبوك، وهو يتصفح بشيء من البرود اوقفهُ خبر عاجل الذي صدمهُ و اغضبهُ بأن واحد
يا هل ترى ما هو هذا الخبر؟ و ما الشخص الذي يتظاهر بالسعادة؟تابعو معنا لكي تتعرفو ع الجواب.

خبرعاجل: لقد تم رسي المزاد صفقة الحديد ع روز ابنت اكبر رجل اعمال في شرق الاوسط، وتم دفعها ع اكبر سعر في المزاد بما يتجاوز ٣٠٠، ٠٠٠$، وهنا تم طرح السؤال عليها، لماذا تم دفعها إلى هذا السعر؟
فكان الجواب، لقد كان اعلى سعر في المزاد يوصل لل١٥٠، ٠٠٠$ ف دفعتُ اضعافهُ لكي اتمكن من رسي المزاد ع شركتي.

وتم طرح سؤال اخر، ما هو هدفها في رسي المزاد عليها، فأجابت بكل وضوح، لكي القن درسً لشركة خاصة وانا متأكدة ان صاحب الشركة فهم الدرس، سؤال، وما هي الشركة
، اجابت، آسفة لن ابوح من هي الشركة ومن صاحبها و اتمنى ان لا احد يفكر بهذا الامر لان لن ابوح ولو بعد مئة سنة
ليث بغضب: لكن عم تعطيني درس ماشي يا روز انا و انتي والايام جاية.

في المطعم.

احست انها تحتاج إلى هواءً باردً و هدوءً قليلا، خرجت من المطعم تقدمت بخطواتها البطيئة نسبيا، وصلت اخيراً مقابل النهر الذي يعطي انعاشاً عن رؤيتهُ جلست ع الارض و شردت بالنهر الذي يشبهُها عندالصباح تُلألأ الشمس فيها فيصبح كُل البشر تأتي أليهِ و تتمتع بمنظرهِ الجميل و عند حلول الظلام يذهب البشر و يبقى وحيداً حزيناً، وكهذا هي في الصباح تشرق الابتسامة للجميع و تخفي اللامها وعند المساء يحلُ الظلام الحزن.

وهي تفكر في حالها و يتردد كلام في عقلها
متى اصبحتُ بلا قلب؟ متى اصبحتُ اظهرُ السعادة للجميع و اخفي اللام في قلبي؟ متى اصبحتُ فاقدة طعم السعادة؟، يا إللهي ماذا حل بي؟ لم اعد اتحمل وجعً ولا طعنت في قلبي، اللهم يا مالك الملك يا واسع رحمتك ع كُل شيء في الوجود ارحمني و اخرج عني هذا الحزن الذي خيم علي كغيمة سوداء كبيرة لا تتحرك ساكنه.

وهي شاردة في هذا الكلام الذي يتردد في عقلها، اتى من خلفها بهدوء كي لا يُخيفها
ماجد بهدوء: روز
افاقت روز من شرودها نظرت اليهِ و رجعت بصرها إلى النهر الهادء الحزين، جلسَ بجانبها و كان الصمت هو سيد المكان حتى قطعهُ ماجد
ماجد: ليش اجيتي لهون؟
روز: ضاق نفسي قلت بجي باخد هوا ء نقي
ماجد: لسه بتحبيه؟
روز تنهدت بشيء من اليئس: ما بعرف يا ماجد هو طلع من حياتي متل كےايه واحد قابلتو
ماجد بترقب: يعني لسه بتحبيه؟

روز: ماجد شو بدك اذا لسه بحبو او لأ
ماجد بحزن: ماش سؤال عادي
روز: ماجد انا بعرفك اذا عم تكذب احكي شو بدك من جوابي
ماجد اجتمع كل قوتهُ: روز، انا بحبك، و بموت فيكي، صرت بدمن بحبك، صرت كيف ما درت وجهِ بشوفك
روز بابتسامة: ومن ايمت؟ عرفت بتحبني
ماجد: من قبل ما هالكلب عمر ما يجي و يدخل حياتك
روز: وليش ما قلتلي؟

ماجد: ما كان في جرأه احكي كنت خاف تجرحيني، ليوم اجيتي انتي و قلتي انخطبتي للزفت يوميتها حسيت الدنيا قتلتني، بس بحمد ربي تركتو بعض
روز ابتسمت ابتسامة ناعمة و ساحرة للغاية
ماجد باستغراب: بس ليش ما ستغربتي وقت عترفتلك بحبي؟
روز بابتسامة: لاني كنت بعرف انو انت بتحبني، وكنت مستناي تقلي لاني لاني لاني
ماجد امسك يدها وتكلم بلهفة: لاني شو
روز احمر خديها من الخجل: لاني، بحبك كمان.

ماجد طار عقلهُ من الفرح عندما اعترفت انها تحبهُ
ماجد: لكن ليش قبلتي ب عمر اذا بتحبيني؟
روز بحزن: كان بابا الله يرحمو رغبتو انو اتزوجو، وانا وافقت ع رغبتو بس عمري ما حبيتو ولا حسيتو كزوج ل الي بالمستقبل، و وقت مات بابا عرفت انو داخل ع طمع قمت تقاتلت معو و كشفت الحقيقة، و فسخت الخطبة
ماجد: روز بتقبلي تكوني زوجتي؟

روز تلألات عيناها بدموع الفرح سوف تحصل ع حب حياتها حب الحقيقي النقي هزت رأسها مع هطول دموعها ع خديها الرقيقة و الناعمة، اقترب ماجد منها و امسح دموعها بلطف، و قبلها من جبينها
ماجد بابتسامة: لكن رح نعمل الخطبة بعد شهر
روز باستغراب: وليش بعد شهر بالتحديد؟
ماجد غمزها: ما بدك تخلصي من الدرس
روز بضحكة خفيفة: اي صح، بدي خليه يرجع ع لندن هون ما ئلو خبزة
ماجد بترقب: روز ليش بتكرهي؟

روز بغضب: لاني بسببو مات بابا بسببو خله الحزن بقلبي، (و اكملت بحزن)انت ما بتعرف يا ماجد علاقتي ب بابا شقد كانت قوية
تدحرجت الدمعة من عينيها ع خدها بحزن، ماجد اقترب اصبعهِ و ازاحها بعيداً عن بشرتها الرقيقة كبشرة الطفل المولود
ماجد بفضول: و كيف ئلو علاقة ليث بموت ابوكي؟

روز بحزن: بعد انا ما اخدت البكلوريا بشي خمس شهور، مات ابو ل ليث كان مريض، راح ع العزة لحتى يقوم بواجبو كأخ، اخدني معو رحنا و صار الدفن و العزة، المهم بالليل رجعنا ع البيت بس انا طول النهار كنت جنبن و ساندن بهالمحنة و خصوصا شام كانت كتير متأثرة
ضلينا هيك نروح لعندن لحتى خلص الاسبوع.

بعد سنة، عرفو انو بابا كتب كلشي باسمي، هني عصبو كتيررر و قررو يخلصو مني، بعتو عمر يخطبني كےوسيلة يعني لحتى ياخدو كلشي، خطبني و كانت رغبة بابا لاني بيكون ابن رفيق العيلة، انا هون خضعت لرغبت بابا بعد جدال طويل، مع الايام عرفو من تصرفاتي انو ما عم امن اطلع معو ولحتى ع جنينة الفيلا، و مافي مشاعر اتجاهُ يعني وقت بيجي بكون صنم موجود بالبيت، حسو هالخطة ما نجحت، بدلوها
انا هون صرت بالسنة التانية بالجامعة.

الصبح وقت بدي روح ع الجامعة بالسيارة نشغلت، ولا بابا قلي انا رح استعمل سيارتك وانتي خدي سيارتي، انا وافقت، بس لهلئ ما بعرف ليش طلب مني نغير السيارات.

ماجد: و ما عرفتي السبب؟
روز: لأ و حاولت كتير اعرف ما وصلت لنتيجة
ماجد: ايوااا، اي كملي شو صار؟
روز: اي، طلع قبلي شغل السيارة و راح بعد ٥دقائق بيرن تليفوني، انا هون كنت قدام باب الفيلا برد عليه بيطلع صوت غريب بس هاد رقم بابا، قلي الغريب انو عمل حادث، وهلئ نقلو ع المستشفى
رحت ع المستشفى متل المجنونة، وصلت ع المستشفى و خبروني انو مات، تخيل انا وصلت و هو طلعت روحو بنفس اللحظة.

قطعت كلامها بسبب الغصة في حنجرتها هبطو دموعها بغزارة، وكأن بهاللحظة مات
يا اللهي كم هو صعب الشعور ان تفقد شخص تحبهُ، <اللهم احفظ كُل من نحب ولا ترينه بهم سوء، يارب>.

ماجد امسك يدها كدعم، مسحت دموعها و نظرة اليهِ بابتسامة ناعمة، واكملت.

روز: بعدها صرت عيش حياتي جسد فاقد الروح، بعد اسبوع وانا متل الميتة ما روح ع الجامعة ولا اكل ولا اشرب، يعني وقفت حياتي باللحظة يلي مات، بالليل و من بين حزني، اجتني فكرة، اطلع ع الكاميرا و اعرف السبب الموت، لاني هي ما حادث القدر لأ هاد حادث مقصود، فتحت الكاميرا و طلعت الشريحة وصلتها ع الكامبيوتر، و رجعت الوقت قبل اسبوع، بالليل بشوف واحد لابس اسود بيجي ع السيارة ما بعرف شو بيساوي و بيروح، ضليت شوف هاللقطة لحتى فهمت شو كان عم يساوي، كان عم يخرب اللفريم لحتى اعمل حادث، ضليت فكرة مين ممكن يعمل هيك، تاني يوم الصبح نزلت ع الجنينة لحتى اشرب القهوة وانا عم اتمشى بشوف غرفة الحارس بقرب عليها بشوف اشرطة مقطعة و معو قطعة، بفوت ع الغرفة و بطلع بدون ما حدا يحس علي، بعد بروح ع غرفتي اللبست و نزلت ركيض ع اقرب كومجي.

سئلتو شو هاد قلي هاد بيحطو للفريم وهو قلي هالكلام و شر متلكني رجعت بسرعة جبت الحارس و خليتو يقول الحقيقة بعد ما هددتو، قلي اجا ليث و قلو يعمل هيك بالسيارة، عرفت كانو بدن يقتلوني مشان المال، هون ليث طلع ع لندن، و لهلئ ما بيعرف انو انا بعرف.

ماجد بتفكير: ايواااا، لا تشغلي بالك اذا ما بخليه يطلع ع لندن برم ما بيكون اسمي ماجد
روز بترقب: شو رح تعمل؟
ماجد بغموض: انتي شو بدك تركيها علي
روز: تمام.

في الصباح الباكر
استيقظ ليث ع صوت طرقات ع باب غرفتيهِ اجاب بصوت نائم: مين؟
غيث: انا صحصح يا ليث
ليث نظر إلى الساعة واذ هي الساعة ٧ صباحاً، قلق ليث كثيراً نهض من ع السرير فتح الباب بسرعة
ليث بقلق: شوفي غيث شغلت بالي
غيث: مافي شي بس امك اجت
ليث بغضب: وشو جاي تعمل هون
غيث: شو، شوجاي تعمل هون جاي تشوفنا
ليث بصوت عالي: وانا ما بدي شوفها اذا انت بدك تشوفها شوفها
غيث: يا ليث هي ما عملت شي.

ليث بذهول: كل يلي ساوت فينا و ما عملت شي، خلتنا نقصم الورثة مشان تاخد نصيبها، و تعطيه لعشيقها...
غيث سكتَ تماماً ولا حرك فمهُ بحرفاً واحداً
ليث بصوت عالي سمعتهُ سمية: رووووح قلها ما عندك ابن اسمو ليث، لاني امي يلي بعرفها ماتت، اما هي ما بعرفها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة