قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا جسد بلا روح للكاتبة سدرة أمونة الفصل الأول

نوفيلا جسد بلا روح للكاتبة سدرة أمونة الفصل الأول

نوفيلا جسد بلا روح للكاتبة سدرة أمونة الفصل الأول

بحارة شعبية و فقيرة وبأحد الأبنية العتيقة و منزل قديم و تحديداً بغرفة عتيقة
تأكُلها الرطوبة و جدرانها العفنة منقوشة باللون الاصفر و الاخضر و سقفُها المتشققة نسبياً
كانت جالسة بأحد اركان الغرفة متكورة بسبب البرد القارس الذي يلفح الغرفة بكل انحائها فوقها غطاء كرق ورق السجائر
روز بصوت مهزوز: ياربي ش، ش، شو هالبردد.

وهي تكلم نفسها تسمع صوت خطوات تقترب من غرفتها فُتح باب الغرفة و روز تملكُها الخوف عندما شاهدت من اتى إلى غرفتها
كان طويل القامة عريض البنية يتجاوز الخمسين عاماً، واقفاً ع باب الغرفة وينظر اليها بعينيه الحمراء و وجههِ الشاحب
اقترب خطوتان وهو يتمايل يميناً و يساراً
نهضت بسرعة من ع الارض و تراجعت خطواتها إلى الوراء حتى التزقت بالحائط
تقدم هذا الرجل من روز و هو يمشي بخطوات متبعثرا
روز بخوف: في، شي بابا.

مجدي بحدة: جاي قلك بكرا جاي شريف بك ياخدك
روز بخوف: لوين؟
مجدي: لعندو ع البيت، اليوم حطيتك انتي رهن بالقمار
روز بصدمة: ششوووووو
مجدي رفع اصبعته السبابة: ولا كلمة انقبري نامي
خرج مجدي من غرفة و تارك روز تبكي ع حظها السيء.

بمكان اخر مختلف بشكل كُلي، فيلا كبيرة للغاية وداخل هذه الفيلا ديكورات كلاسيك و كل شيء متناسق الاثاث مع الوان الجداران و الاضاءة فكانت عبارة عن لوحة فنية، بأحد غرف هذه الفيلا الراقية
كان جالساً ع سريره و يقلب في البوم الصور و يتذكر الذكريات المؤلمة بالنسبة لهُ
ليث بحزن: اخخخخ ملعون ابو الحب ملعون ابو الخيانة ملعون ابو الغدر.

وفي هذه الاثناء دخلت سيارة فخمة من باب الفيلا نزل منها رجل بالخمسين عاماً
استقبلتهُ زوجتهُ بعد ان فتحت الخادمة الباب لهُ
سُمية بحب: نورت
رؤوف قبلها من رأسها: منور بوجودك يا عمري
سُمية: دخيل البك
رؤوف جلسَ ع الكنبة بجانبها: شو وين الاولاد
سُمية: غيث راح مع رفقاتو وشام راحت لعند ريم و ليث متل العادة بغرفتو
رؤوف: ل ايمت بدو يضل هيك
سُمية بحزن: ابنك و بتعرفو ما كان صار في هيك لو ما بيخبي بقلبو.

رؤوف: الله ينور دربو، و بيعتلو اولاد الحلال
سُمية: آمين.

في صباح اليوم التالي
استيقظت روز ع ركلة ع بطنها جلست ع فراشها وهي تتألم من شدة الوجع
مجدي بغضب: اجا شريف بك ياخدك، يالله
نهضت روز من الفراش و ذهبت إلى الحمام قضت حاجاتها و خرجت ارتدت بنطال عتيق و كنزة عتيقة مشققة و حذاء قديم للغاية و كبير ع رجليها، رفعت شعرها الذهبي من ع ظهرها، نظرت إلى المرأة المكسورة و مسحت دموعها من عيناها الرماديتان.

خرجت من الغرفة إلى غرفة الجلوس التي هي بالاسم لا يوجد شيء يُجلس عليه سِوى كنبة ممزقَ وجهها
كان جالساً عليها رجل بالستين عاماً رأسهُ يُغطيه اللون الابيض يلبس نظارات الطبية
وقفت روز مقابل هذا العجوز منخفضة الرأس لا تجرؤ ع النظر بسبب والدها
شريف: انتي روز
روز هزت برأسها ب نعم
شريف: رفعي راسك شوية.

روز رفعت راسها و نظرة إلى العجوز الذي ظاهر عليه الغنى من مظره كان يرتدي طقم اسود اللون مع ربطة العنق و عصا مزخرفة جميلة الذي يحملها
اما شريف كان ينظر اليها بابنهار بهذا الوجه البربيء الذي يحمل معهُ جمال لا مثيل له يدفنهُ الفقر فأبستم ابتسامة صافية كالماء العذب
شريف بابتسامة: سمعيني يا روز ابوكي راهن عليكي وانا قبلت برهن خسر ابوكي وانا يلي كسبت، وانتي هلئ صرتي ملكي، فهمتي.

روز ابتلعت الغصه الذي كان في حلقها: اي فهمت
شريف: تفضلي لحتى نروح
نهض شريف من ع الكنبة و مشى خطوتان إلى الباب الخارجي وكانت روز تتبعهُ، توقف و نظر إلى روز الذي هي توقفت ونظرت إلى والدها بنظرات تملؤها الدموع و الحزن اما مجدي والد روز كان ينظر اليها بجمود وصلابة لا تحمل معها ايه مشاعر بالحنان او الندم.

التفتت إلى شريف الذي ينظر اليها بشفقى، خرجا من منزل مجدي نزلا من السلالم وصلا إلى السيارة التي تخص شريف ركبا فيها و امر شريف السائق بالتحرك إلى منزلهِ.

استيفظ ع رنين المنبه مد يدهُ و اطفئ المنبه نهض من الفراش دخل ع الحمام اخذ حماماً سريعاً خرج وهو ينشف شعرهِ البني ارتده بنطال اسود و قميص ابيض و اول ازراره من القميص تركهن مفتوحان وظهرا منهُ صدره الصلب وارتده حذاء اسود اللون، وقف عند المرآة و اخذ فرشاه الشعر و سرح شعرهُ نظر إلى عيناه البنيتان الذي يظهر الحزن عليهما، اخذ نفس عميقاً ونزل السلالم إلى غرفة الطعام
وجد الكل حاضراً ع طاولة.

ليث بابتسامة: صباح الخير
الكل تكلم بأن واحد: صباح النور
جلس ليث ع كُرسيهِ مقابل اختهِ شام و بجانبهِ اخيهِ غيث و طبعاً يرأس هذه المائدة رؤوف و ع يمينهِ سُمية
الكل بداء بتناول الطعام في سكوت التام احتراماً للعادات و التقاليد و بعد دقائق معدودة نهض ليث
ليث: الحمدلله دايمة، انا سابقكن ع الشركة
رؤوف: ماشي
سُمية: ما اكلت شي يا روحي
ليث بابتسامة: الحمدلله شبعت، يالله سلام
سُمية: الله معك، الله يحميك من كل شر.

ركب سيارتهِ و ذهب إلى الشركة، وصل إلى الشركة نزل من سيارتهِ بشموخ، دخل إلى الشركة وكل الموظفين الذي يقابلون ليث يتوقفون عن كُل شيء احتراماً نسبه ضئيلة و الاكثرية خوفً منهُ دلف إلى مكتبهِ و تفاجئ بشخص الذي جالس ع كُرسيهِ و يبحث عن شيءً ما
ليث بغضب: شو عم تعملي هووون...


وقفت الفتاة مذعورة: سيدددد ليييث، اااناا
ليث بغضب: انتي شوووو
الفتاة سكتة تماماً لا تجرؤ ع الفصح الحقيقة
وهذا الشيء زادة غضبو اكثر و اكثر و انفجر مثل البركان
ليث اقترب منها و قبض ع شعرها بيدهِ الجباره، وجرها إلى خارج المكتب وهو يشتم و يسب، افلت شعرها بقوة و سقطت ع الارض
ليث بتحذير: بتلمي غراضك و بتنقلعي من هون و وجهك ما بدي شوفو يا***** نقلعيييييي.

نهضت الفتاة وهي تبكي ذهبت إلى مكتبها اخذت اغراضها وخرجت من الشركة وهي تشتم الشخص الذي وقعها بهذا المأزق.

وصلت السيارة إلى فيلا كبيرة للغاية فُتحت باب الفيلا بعد ان امر شريف الحارس ان يفتحهُ دخلت السيارة إلى جنينة الفيلا هبط منها شريف بعد ان فُتح السائق الباب لهُ
كانت روز تنظر إلى الفيلا بانبهار و اعجاب شديد هبطت من السيارة و تقدمت إلى داخل المنزل
دخلت المنزل و نظرت إلى تصميمهِ الذي لا رأتهُ في الاحلام وكانت عيناها متلألأه ببريق الاعجاب
شريف كان ينظر اليها و ابتسامة تملئ فمه
شريف بصوت عالي: يا بُثينة.

جاءت بُثينة راكضة عندما سمعت اسمها
بُثينة: حاضر يا بك
شريف: خدي روز ع غرفة يلي قلتلك عليها مبارح
بُثينة: امرك يا بك، تعالي يابنتي.

روز ذهبت مع بُثينة رئيسة الخدم الذي يتجاوز عمرُها الخمسين عاماً، صعدا السلالم الذي يؤدي إلى الغرف، وصلا إلى غرفة الذي حددها شريف ل روز، فتحت بُثينة بابُها و دخلت كانت روز تتبع بُثينة بكل خطوة، دخلت إلى الداخل و الانبهار كان يتملك وجهها البريئ، تصميمها الجميل الوان الابيض و الزهري يملئ الغرفة بكل من الاثاث و الجدران
بُثينة بابتسامة: هي غرفتك يا روز البيك امر الخدم ينظفولك اياها و يعملوها حلوة متلك.

روز بذهول: ل الي؟
بُثينة بتأكيد: اي الك
روز ببلاهة: ليش الخدم بيعطوهن هيك غرف؟
بُثبنة بضحك: ههههه خدم!هههه فعلاً مهضومة، لو فعلاً بيعطو هيك غرف للخدم كانت كل العالم صارت خدم ههههه
روز بعدم فهم: ما فهمت كيف الي و كيف ما هيك غرف الخدم
بُثينة: حبيبتي انتي مو جاية خادمة
روز بترقب: لكن شو؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة