قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا جبابرة العشق للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الرابع

نوفيلا جبابرة العشق للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الرابع

نوفيلا جبابرة العشق للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الرابع

زفرت سمر بغيظ وهي تراقب زوجها في الطريق يتحدث مع بعض الرجال لأنهاء بقايا مهزلة الصباح...
-شوفتي اخوكي معبرنيش حتى ونزل ولا كأن في اي حاجه!
- يا بت اتهدي بقي وبعدين انتي عارفه جوزك مينفعش ميروحش يقعد مع الناس!

صعدت ندي عندما علمت بمخطط سمر بالمقاطعة من غاده تاركه بلال يتأفف من ابتعادها عنه و اضطراره للهبوط مع ابن عمه في الاسفل لأنهاء الامور سريعا عسي ان يعود لعقله فيتجه إلى مراضاه سمر وبالتالي تعود زوجته إلى احضانه...
نظرت سمر لندي متسائلة...
-العيال فين؟
-مع خالتي منال و دياب نايم عندها بردو!
هزت سمر رأسها وعادت بعينيها تتابع زوجها وهو يسيطر على زمام الأمور في الاسفل...

-ماشي يا مصطفى والله لقتلك بأيدي وابقي خلي الرجالة دي تنفعك!

تمتمت سمر عندما التقت اعينهم فأشار لها برأسه بأن تدخل ولكنها وقفت بعناد رافضه...
حاولت ندي تهدئتها قائله...
-يابت اهدي متجريش شكله وادخلي!
رفعت سمر اصبعها بحده في وجهها قائله...
-بت انتي يا دلدوله بلال مسمعش نفسك يا زفته!
-ايه الذل ده! ايه يعني بحب جوزي و بسمع كلامه بطلوا حقد بقي!
تلك المرة قرصتها غاده بحنق قائله...
-بت انتي انا متغاظه منك من ساعه اخر مره ما فتنتي علينا في مشروع الشغل!

ابتسمت ندي بحرج قائله...
-الله ما قلت مكنتش اقصد هو اللي سوسه و بيعرف يوقعني في الكلام!
-عشان دلدوله!
قالت سمر مؤكده بابتسامه واسعه...
-بت يا سمر انتي اتلمي عشان مخدكيش من شعرك؛ حوش حوش يا بت الاستقلال اللي بيقع منك ده على اساس انك مسيطره على جوزك اوي!
احمرت وجنتيها قائله بثقه مصطنعة...
-انا مش هرد عليكي هسيب الزمن هو اللي يرد!

نظرت إلى الشارع مره اخري بأنف مرفوعة لتلمح غاده تكبت ضحكاتها فرمقتها بحده محذره...
تمتمت ندي بحنق طفولي...
-بكره ابني يتجوز بنتك و همرمطكم في المحاكم!..
قالت ندي بتفشي وانتصار...
فابتسمت سمر قائله...
-ياشيخه اتلهي ده ابوها هيخليهم يعنسوا!
-لا بقولك ايه متحطموش قلب الواد ده بقاله 5 سنين بيخطط للفرح!
ضحكت الفتيات لتنتبه سمر إلى صوت زوجها بالاسفل معلنا انتهاء الجلسة!

في الاسفل...
-بقولك ايه اطلع صالح مراتك مش ناقصين مرار!
قال بلال بغيظ وهو يضرب مصطفى في كتفه، نظر له مصطفى بطرف عينيه وهو ينفض كتفه بدون تأثر...
-خليك في حالك!
-لا الصراحة بلال عنده حق!
قال مراد مدافعا عن حقوقه في الحصول على زوجته...
-ممكن اعرف كل واحد منكم سايب بيته واهله وواقف معايا ليه؟
عقد بلال ذراعيه بحنق قائلا...
-مراتك عامله عصبه الامم فوق!
لتتسع ابتسامه مصطفى المستفزة قائلا...

-يعني كل واحد مراته باعته و طلعت فوق عشان انا زعلت سمر، يعني انا بتحكم ف مراتي و مراتك و مراته، لا ده انا اجمد منكم بقي!
-انا مش هرد عليك على فكره!
قال مراد بغيظ يلعن غاده في سرع لمساندتها الدائمة لشقيقها الممل، ليردف بلال بانزعاج وهو يتوعد ندي في عقله...
-انا هرد و هقوله انك مزعج وبارد وليها حق الست تتنفخ منك! ولولا اننا خايفين انها تسيبك وتشردك انت وعيالك مكناش سيبنا مراتتنا تراضيها لحد ماتطلعلها!

دوت ضحكه مصطفى على الدرج لتختفي تمام بعد ثوان وهو يري فهد يفرك ساق صغيرته ليليان بيد وبالأخرى يمسك طرف فستانها المرفوع قليلا، ليفك شفره حركته التي شلت فهد الذي جثا وطبع قبله طفوليه على ساقها المتألم...
-خفت كده!
قال فهد قبل ان يجد نفسه مرتفع في الهواء فيحرك ساقيه باعتراضيه وهو يري عمه يرفعه بغضب...
-انت بتعمل ايه ياض مع بنتي!

قال مصطفى بغضب رهيب وهو يستمع لضحكات بلال و مراد المدوية قبل ان يردف مراد قائلا...
-نزله يا مصطفى لو عملتله حاجه سمر و ندي هيسودوا عشتك!
توجه بلال لأخذ ابنه العابث من بين براثنه قائلا...
-اوعي ياعم سيب ابني؛ ده انت قفيل بجد؛ انت مش شايفهم مشغولين!

ولكن ما الجم لسان مصطفى حرفيا هو توجه فهد نحوه و ركله في ساقه بغيظ قبل ان يمسك بفتاته البريئة بعيونها الواسعة مرتديه تلك النظرة الشبيهه لوالدتها حين تمسك بالجرم المشهود...
حاول مصطفى اللحاق بهم ولكن بلال اوقفه قائلا...
-يا جدع سيب العيال طالعين لأمي ركز انت مع مراتك!
ليصعد مصطفى سريعا رافضا الاستماع ويلحق بهم في خطوتين كبيرتين...
-ليليان تعالي هنا!

قالها وهو يحملها متجاهلا اعتراضات فهد الذي لا يهنئه والدها على اللعب معها قليلا...
-ايوة يا بابا!
ضيق عينيه على تلك النظرة البريئة التي تخصه بها ليرفع حاجبه بغيظ وهو يميل على اذنها...
-مش قولتلك متلعبيش مع ولاد!
-ده مش ولد يا بابا ده فهد!
-بجد فهد! و فهد ده مش ولد!
ضحكت ليلان متعجبة من سخافة والدها الذي يطرق بابا زوجه عمه منال...
-لا طبعا يا بابا ده خطيبي!
-نعم يا روح امك!

وقفت منال تضحك عندما فتحت الباب ووصل إلى مسامعها جملتهم الأخيرة...
-يخيبكم عيال! ده انتم جيل مهبب!
رمش مصطفى اكثر من مره محاولا استيعاب ما سمعه للتو حتى انه لم يقاوم عندما حملتها منه زوجه عمه قائله...
-تعالي يا حبيبي ارتاح شويه!
هز رأسه ليعود إلى واقعه المرير هؤلاء الاطفال سيوصلونه إلى نهاية عمره قريبا...
-لا معلش انا هطلع فوق بس لو ينفع تخلي بالك من ليليان!

-اه طبعا ماهي لي لي و مازن و دياب بيلعبوا في اوضه بلال جوا!
عض مصطفى على شفتيه؛ حسن على الاقل هناك محرم بينهم!
مال بجسده الكبير المتأكل لمنطقه الدخول هامسا بخفوت لزوجه عمه...
-خلي ليليان متلعبش مع فهد لوحدهم!
ضحكت منال قائله...
-يخيبك يا مصطفى؛ ونبي انت دماغم تعبانه انت صدقت لعلب العيال ده دول عيال!
-معلش ما ابنك كان عيل بردو وشوفي النتيجه!
اشار إلى فهد الذي يعافر للدخول من بين ساقيه...

شدت منال على اذن مصطفى قائله...
-روح و متخافش بنتك في ايد امينه!
-امينه مين يا امي؟!، ده حفيدك الوحيد!
قال بلال بمرح من خلفه لتضحك منال قبل ان تجبر مصطفى على الابتعاد وتغلق الباب ولكن ليس قبل ان يزعجه فهد وهو يخرج لسانه له بانتصار...
زفر مصطفى وهو يخبط بلال على صدره قائلا...
-ربي ابنك عشان مقتلهوش!
ابتسم بلال قائلا بغرور وهو ينفض ملابسه...
-انا بحبه كده!
فيتدخل مراد قائلا...

-يا عم انت زعلان اومال انا بقي اقول ايه على بنتك اللي فرضا حصار على ابني منك لله يا مصطفى انت وبنتك لو الواد ده طلع شخصيته مذبذبه هتبقي بنتك السبب!
لا يعلم لم انتشرت السعادة في جسده عندما استمع لشكوي مراد فتلك الصغيرة شبيهه به إلى حد كبير و يري افعاله مع والدتها في افعالها كما ان انسياق مازن خلفها يشفي غليل جزء داخله يحمل بعض الغيرة الغير معترف بها لوالده!

-هتفضلوا ترغوا كتير ولا هتسبوني اطلع انزل مراتي بيتنا!
سكت كلاهما مبتعدان عن الدرج مشيران له بالانطلاق...
اخذ خطوه ولكنه توقف وهو يرفع حاجبه متسائلا...
-ايه هو انا هصالح مراتي و مراتتكم ولا ايه ما تتحرك انت وهو خدوا حريمكم و غوروا من السطح!
تأفف بلال وهو يتخطاه متعمدا لكزة بقوه بينما رفع مراد انفه بثقه متواهيه متجها لسحب زوجته واستغلال فرصه تجمع الاطفال بالأسفل!
فمن هو ليرفض فرصه سانحه له من القدر؟

كان هذا التفكير اخر ما دار برأس بلال هو الاخر متصور ما سيقوم به لاستغلال كل دقيقه خالية مع عشق العمر...

-اوف بقي انا زهقت! قومي يا سمر بقي انزلي انا تعبت وعايزة انزل!
قالت ندي مشتكيه لتردف سمر بعلم...
-تعبتي ولا سي بلال وحشك!
مطت ندى شفتيها وهي تفرك في جلستها معترفة...
-ايوة وحشني اتهديتي اتبطيتي!
ضحكت غادة قائله...
-يا بت اتقلي الله يهدك؛ انتي كده طول عمرك خفيفة!
لتشهق ندي باعتراض قائله وسط ضحكات الفتاتان...
-بقولك ايه هو انا خفيفه كده واللي عنده كلمه يلمها والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته!

انغمس الثلاثة في ضحكاتهم حتى سمعوا صوت صرير الباب وهو يفتح...
دلف بلال اولا يبحث بعينيه عن حبيبته لتلمع عندما وجدها تجلس على مربوعة شاهدت الكثير من معاني حبهم ليقابل ابتسامتها التي اشرقت بأخري اشد سعاده منها!
لم يفترقا سوي ساعه من الزمن و ها هو قلبه يهرول خلفها متطلبا!
نهضت ندي بسعادة تعدل حجابها السائب الذي يمر بين خصلات شعرها المطلوقة خلفها قائله بشوق...
-بلال!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة