قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا جار البحث عن حائط بشري للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الرابع

نوفيلا جار البحث عن حائط بشري للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الرابع

نوفيلا جار البحث عن حائط بشري للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الرابع

أكدت طلب الصداقة المُرسل من هذا الشخص، وفورًا وجدت منه رسالة تحمل ممكن نتعرف
ابتسمت كالبلهاء وهي تكتب بلا تردد:
-مافيش مانع.
أرسل:
-أنا أدهم.
ازدادت ابتسامتها اتساعًا وكتبت:
-وأنا شاهيناز.
-كام سنة؟
-27 وإنت؟
-30.
صفقت بيدها وضحكت بجنون وهي تحدث نفسها:
-دا مناسب أوي عز الطلب!، لا وكمان إسمه أدهم!
ثم كتبت بحماس:
بتشتغل إيه ؟
فأرسل بعد عدة ثوانِ:
-أنا ظابط...
انشرح قلبها بشدة وضرب كالطبول وهي تقول:.

- الله أكبر، دا باين كدا الطوبة خلاص هتيجي في المعطوبة!
-اتشرفت بحضرتك جداً
-الشرف ليا يا شاهيناز، هنتقابل امتى؟
-كدا بالسرعة دي يافندم؟
-هههه أنا أصل مبحبش أتعامل من خلف الشاشة بحب أشوف الناس على الطبيعة يا شاهي.
ابتسمت لنفسها وهي تُكرر بهيام:
-شاهي، الله أنا شاهي!
ثم كتبت له على عجل:
-طب نتكلم فون الأول يا أدهم وبعدين نشوف هنتقابل إمتى وإزاي.
-أوك ماعنديش مانع، خدي الرقم سجليه..

سجلت الرقم الذي أرسله لها عبر هاتفها وترددت في أن تجري الاتصال علىه، لكنها حسمت الأمر سريعًا، ستجري الاتصال الآن..
زفرت بعد عدة ثوانِ وتغيرت معالم وجهها للاحباط، حيث أنها سمعت رسالة تنبئها ب لقد نفذ رصيدكم ..
كتبت له على الفور بضيق:
-هكتبلك رقمي يا أدهم ووقت ما تكون فاضي ابقى كلمني!
وكتبت الرقم في سرعة، ولم يلبث أدهم حتى آتاها اتصاله، فراح قلبها يضرب بعنف، ونظرت إلى هاتفها بمشاكسة مع قولها:.

-هسيبه يرن شوية عشان ميفتكرش اني مدلوقة ولا حاجة!
بينما يكرر هو الاتصال، فأجابت في المرة الثالثة قائلة بصوتٍ حاولت أن يكون رقيقا، ناعماً، حيث قالت:
-ألو، هاي أدهم.
آتاها صوته الخشن:
-هاي يا شاهيناز، صوتك حلو أوي.
صمتت ونهضت تقفز للأعلى بفرحة!، فدخلت جدتها على اثر قفزتها التي كانت بمثابة بركان!، وقد قالت بصياح:
-أنا مش قولتلك يابت ميت مرة ماتنطيش هتوقعي البيت علىنا يخرب بيتك!

بينما تكتم سماعة الهاتف وهي تهتف بحذر:
-ششش، اسكتي دلوقتي يا نبوية أرجوكِ اخرجي برا أنا مش فضيالك..
خرجت الجدة بعد أن أرسلت لها سبة من شتائمها، بينما زفرت هيام وعادت تتحدث إلى أدهم برقة:
-سوري يا أدهم، دي الشغالة كانت بتقولي العشا جاهز.
-ممم طب أنا معطلك؟
-لا أبدا معاك، أنا أصلا عاملة دايت.
هو بقلق:
-عاملة دايت؟، ليه أنتِ تخينة؟
هي في سرعة:
-لا، اه، لا!
-أه ولا لا؟

-يعني كيرفي كدا ماتقلقش، أنا فيا شبه من نرمين الفقي، كل اللي شافني قال كدا.
أدهم:
-أوووه، شوقتيني أوي إني أشوفك يا شاهي.
-إحم..
-قلتي ايه؟
-تمام، نحدد يوم ونتقابل..
أنهت المكالمة الهاتفية الغرامية بعد نصف ساعة تقريبًا، وغطت في سبات عميق قبل أن تأتي جدتها المشاكسة وتعكر صفوها..

بعد مرور إسبوع..
في مكانٍ عام، جلست هيام على إحدى المقاعد وهي بكامل أناقتها، فستانها الأصفر الجميل خاصتها وطرحتها -المسطردة- أكملت رونقها، بينما وجهها كان يتزين بعدة مساحيق من تجميلاتها الخاصة بها، فكانت تماماً وكأنها -نرمين الفقي-!

بينما كان هناك شخصا يجوب المكان بعينيه بحثاً عنها، وعندما لمح ظهرها ابتسم وعلم أنها هي، فلقد أخبرته أنها سترتدي فستان أصفر اللون، ما إن اقترب حتى تلاشت ابتسامته رويدًا رويدًا!، ماهذا الحجم؟!
حدث نفسه بخفوت:
-يا نهار إسود!
كاد أن يتراجع للخلف ويعود كما جاء، لكنها التفتت فجأة، فثبت مكانه وابتسم رغمًا عنه، بينما هي تبتسم، نعم إنه هو، هو يشبه صورته على الفيس، لكنه قصير!، وشعره مجعد أيضًا!، لكن لا بأس..

هكذا حدثت نفسها بينما تقول وهي تشير له بسبابتها وكأنها تفاجأت:
-أنت أدهم؟
ابتلع ريقه وقال:
-أيوة.
-اتفضل.
جلس على الكرسي المقابل لها في صمت، في حين أنها نظرت إلى الأرض بخجل وأخذت تعدل من طرحتها، أما هو فقد قال بغيظٍ شديد:
-بسم الله ما شاء الله، أنتِ شبه نرمين الفقي أوي بجد، بس أنتِ أحلى!
ضحكت وقالت:
-مرسي لذوقك.
-أنتِ صدقتي ولا إيه!
اتسعت عيناها وهي ترمقه باحراج، بينما يقول جازا على أسنانه:.

-فرصة سعيدة يا شاهي!
-ميرسي يا أدهم.
أدهم وقد ضغط على شفتيه قائلًا:
-أنا عندي ليكي اعتراف صغير وارجو إنك ماتزعلىش ولا تفهميني غلط.
-اتفضل يا أدهم.
قال وهو يبتسم رغمًا عنه:
-أصل بصراحة أنا مأسميش أدهم، أدهم دا إسمي على الفيس بس.
لوت فمها بحنق وضيق فيما تتحدث:
-مافيش مشكلة، أنا كمان شاهيناز دا اسمي على الفيس بس.
-بجد؟، طب إسمك ايه؟
-هيام.
-مافيش مشكلة، أنا عاوز أقولك على حاجة تاني معلش!
قالت بقلق:
-خير؟

-بصراحة أنا معنديش 30 سنة، أنا عندي 25.
-اللهم صلي على النبي، يعني أنا أكبر منك!
ابتسم وأومأ لها هادئاً، فقالت وهي على وشك البكاء:
-مافيش مشكلة..
-بصراحة...
قاطعته تلك المرة وهي تقف في انهيار:
-دا فاضل بقى تعترف لي إنك مش ظابط ولا حاجة!
نهض هو الاخر ضاحكًا وقال:
-لا مش للدرجادي يعني، دي الحقيقة الوحيدة، أنا ظابط يا هيام ومش أي ظابط، أنا أكفأ ظابط أمن على مستوى الجمهورية...

فتحت عيناها على وسعهما، بينما تردد بصدمة جلية:
-ظابط إيه!
ثم انقضت علىه جاذبة إياه من قميصه وهي تصيح به:
-ظابط أمن! دا أنت هتاكل علقة النهاردة، وقال إيه لابسالك اللي على الحبل، وفاكرة إن الطوبة خلاص هتيجي في المعطوبة، تطلع بتشتغلني يا عرة!، طب خُد!
وختمت كلامها ب روسية قوية جعلته يهبط أرضًا، ومضت تسير بانتصار لكن غلبتها العِبرات الساخنة فبكت بحرقة وهي تردد:
-ماجتش في المعطوبة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة