قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا جار البحث عن حائط بشري للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس والأخير

نوفيلا جار البحث عن حائط بشري للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس والأخير

نوفيلا جار البحث عن حائط بشري للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس والأخير

عادت إلى البيت وهي في حالة انهيار، كانت تبكي بلا توقف وتلعن حظها وتسأل ذاتها سؤالا واحدا فقط..
لمَ لم تأت الطوبة في المعطوبة بعد؟!..
أصابتها الدهشة وهي تمسح دموعها عن خديها، حين سمعت صوت زغاريد يأتي من بيتهم..
أسرعت في خُطاها وولجت إلى الشقة التي كان بابها مفتوح، نظرت باستغراب إلى الجالسين الذين يبدو أنهم معازيم!

تغضن جبينها وهي تنظر إلى جارهم إبراهيم وهو يبتسم ابتسامة عريضة وينهض متجهاً إليها قائلًا:
-تعالي يا هيام، إيه مافيش مبروك؟
طالعته هيام من أسفله لأعلاه بذهول، حيث أنه كان يرتدي بذلة سوداء وكأنه عريس في ليلة زفافه..!
ولمَ كأنه!؟
هو بالفعل عريس الليلة، صدمها حين أخبرها بذلك..
-هنكتب الكتاب أنا ونبوية النهاردة..
-نعممم!
هتفت وهي تسرع نحو غرفة جدتها فيما تواصل:
تعاليلي يا نبوية، إنتِ ازاي تعملي كدا!

خرجت نبوية من الغرفة بفستان لونه أزرق، سواريه!
وعلىه طرحة كطرحة العروس، ناهيكٍ عن تزيين وجهها، والخرز اللامع المطرز به فستانها الساحر..
لتطلق إحدى الجارات زغرودة عالية مع قولها ؛
-يا ألف نهار أبيض، العروسة زي القمر..
بينما تقترب من هيام من جدتها وهي تقول بذهول:
-أنتِ حاجة أيلاينر يا نبوية؟، أنتِ إزاي تعملي كدا، بتتجوزي ابراهيم من ورايا!

-شرع ربنا وحلال، قلتلك كتير نشفتي دماغك، ؤمش راضية تعقلي وتتجوزي ببلاوي وشمل العيلة يتلم..!
-ببلاوي! وشمل وعيلة ويتلم!، إلهي يلموه في بوكس البوليس واخلص منه يارب..
أتى من خلفها هاتفا بنزق:
-كدا برضوه يا هيام!، الله يسامحك مش هرد علىكِ!
نظرت له باستغراب، ما هذا الأدب؟
-نعم أنت كمان عاوز إيه؟.
قال وهو يقترب منها بخطورة:
-عاوزك أنتِ يا هيام، تعالي نكتب الكتاب معاهم وتبقى الفرحة فرحتين!

رق قلبها قليلًا، يبدو صادقاً رغم وقاحته معها من قبل، فنظرت إلى الأرض بتحيّر، لكنه صدمها بحديثه حين قال:
-يا بغلة ستك اتجوزت قبلك وأنتِ لسة بتفكري، هتعنسي!
كشرت عن جبينها وهي تصيح به:
-أنت قليل الأدب..
مسح على رأسه وقرر الصمت بينما يستعطفها بعينيه، واقتربت الجدة منها هامسة لها:.

-صدقيني الواد ببلاوي بيحبك يا هيام، أنتِ في ايديكِ تغيريه للاحسن، اسمعي مني وسيبك من كلام الروايات والقصص الهابطة اللي بتقريها دي!
أصبحت في حالة تردد، لا تعلم ماذا تقول الان، أتستجيب لطلب هذا الكائن ببلاوي؟! وهو الذي لم تتوفر فيه صفة واحدة من صفاتها التي تمنتها يوماً!
أم تسمع لقلبها الذي يُخبرها بأن ببلاوي ليس الشخص المناسب الذي سيكون السند، ومصدر السعادة؟

راحت تفكر جيدًا، بينما يقترب ببلاوي مرة أخرى ويهمس:
-قولي موافقة وصدقيني هسعدك على قد ما أقدر، مش هتندمي..
وتهمس الجدة:
-وافقي يا هيام..
بينما يهمس إبراهيم:
-وافقي دا واد زي الفل وهيسعدك..
وهمس قلبها:
-لا...
وتدخل عقلها حاسمًا الأمر مؤكداً على قول القلب:
-لا، لا، لا...

كرر العقل الكلمة، وأخبرها لا تقبلين بم لا تستطيعن تقبله، وانتظري إلى أن يأتي من يتقبله القلب، رُبما لم تجد الحائط البشري، لكنها حتماً ستجد من يشعرها بأنه السند...
فهمست وقد كان قرارها الأخير:
-لا...
وستنتظر بطل قصتها هي، مهما طال الوقت والشوق..
ومازال أيضًا البحث جارٍ عن حائط بشري..

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة