قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا بنات عنايات للكاتبة رضوى جاويش الفصل الثامن

نوفيلا بنات عنايات للكاتبة رضوى جاويش الفصل الثامن

نوفيلا بنات عنايات للكاتبة رضوى جاويش الفصل الثامن

صدحت الموسيقى من داخل دار عنايات
فقد تجمعت نسوة النجع بأكمله ليجاملنها في حنة ابنتها الكبرى سماح، الأستاذة سماح كما تحب ان تناديها عنايات لتطرب
للقب أستاذة الذى دفعت من اجل سماعه
سنوات عمرها و شبابها..
اليوم هو يوم حنة سماح، بكريتها، لؤلؤة من عقدها سوف تغادر جيدها لترحل غدا لبيت زوجها..

تنهدت عنايات في سعادة وهى تطالع فرحة ابنتها و بنات النجع يحاوطونها في غبطة
فها هي درة تاجها تتوج قصة حبها لأستاذها معيد الجامعة الذى هامت به عشقاً منذ سنوات دراستها الأولى و الذى ظل طاويا مشاعره تجاه ابنتها حتى يوم حفل تخرجها ليأتى ليطلب يدها من عنايات
و كانت الفرحة يومها فرحتين، فرحة التخرج و فرحة الاعتراف الذى طال انتظاره من ابنتها و كم كان جميلا ان تسمعه مكلل بنكهة الحلال الرائعة..

اتسعت ابتسامة عنايات و هي ترى البنات
يجذبن سماح من كفها يدفعن أياها لمنتصف حلقة الرقص...
دمعت عينىّ عنايات و هي تصفق في حماسة للعروس الجميلة و تأخذها الفرحة لتندفع تشارك ابنتها الرقص و يصرخ الفتيات فرحا و تشتعل الحلبة الراقصة.

هتفت نادية في حنق: - بص بجي عمايلك دي مش هتچيب معايا، ابعد عني بدل ما اوريك شغلك..
هتف الشاب السمج الذي يتبعها: - انت طالعة فيها علي ايه و شايفة نفسك، عشان حلوة طب ما الحلوين كتيررر و انت لا مال و لا جاة يا بت بياعة الچبنة...
استدارت نادية في غضب اعمي لتهوي بصفعة قوية علي وجه ذاك الشاب الحقير و الذي بهت لردة فعلها الغير متوقعة..

تركته و رحلت ليلحق بها ما ان استفاق من صدمة الصفعة المدوية و التي اورثته سخرية زملائه، جذبها من ذراعها ليجعلها تستدير لتقابله ليقتص منها و رفع كفه بالفعل ليهوي علي خدها بصفعة الثأر الا ان جسد حال بينهما و كف قوية دفعت كفه بعيدا ليتقهقر الشاب للخلف مجبرا..
هتف المنقذ في قوة هادرة: - عارف لو جربت لها تاني و لا لمحتك ماشي من نفس الشارع اللي هي ماشية فيه و الله ما هيكفيني ناسك كلهم...

هتف الشاب الاخرق في غيظ: - و انت بجي تطلع مين يا سبع الرچال واحد من اللي معشماهم ست الحسن...؟!.
هتف منقذها في حنق بالغ: - عايز تعرف انا مين؟!، ، هجولك بس بعد ما تتربي الاول، و كال للشاب السمج الضربات و الركلات و اخيرا هتف منقذها، انا مين بجي، انا واد عمها و لو لمحت خيالك تاني يبجي خلي اهلك يخدوا عزاك...

رفع حسين نظره عن ذاك الاحمق ليتطلع لتلك التي تقف مشدوهة تتابع ماحدث امامها غير مصدقة ان من يتقاتل لاجلها هناك هو حسين بن عمها محروس؟!.
حسين الذي لم تقابله منذ زمن بعيد و لا حتي مصادفة بسبب القطيعة مع عمهن
، حسين و الذي كانت تسمع دوما عن دماثة خلقه و طبعه الهادئ، كيف تحول فجأة هكذا، لمثل هذا الليث الثائر دفاعا عنها..؟!..
استفاقت من شرودها علي هتافه: - ياللاه عشان اوصلك...

استعادت عنفوانها هاتفة بدورها: -مش معني انك خلصتني من الاخ ده يبجي عادي اسيبك توصلني، انا هروح لحالي..
جز علي اسنانه هاتفا: - وافرض رجع الواد ده ضايجك او حتي سلط عليكي واحد من معارفه، ساعتها هايبجي ايه الحال.؟!.
صمتت و لم تعقب فهو كان علي حق تماما فيما يقول...

ركبا معا نفس سيارة الاجرة التي توصلهم للنجع، رفعت عيناها اليه خلسة لتراه متجهم لا يلق لها بالا و ما ان وصلا للنجع حتي ترجل كل منهما و رحل و كانه لا يعرفها حتي، تعجبت من افعاله و وصلت لباب دارها طرقته و دخلت في هدوء
تنفس هو الصعداء اخيرا ما ان لمحها تدخل دارها فقد تركها و سار في طريق فرعي يسمح له بمتابعتها حتي تصل للدار في سلام..

ابتسم في سعادة ابتسامة عاشق فاخيرا جاءت الفرصة ليصبح قريبا من تلك الفاتنة نارية الطبع و التي يعشقها منذ زمن دون ان تدري حتي بوجوده..

نادية، لطالما تمني فرصة تجمعهما و هاقد جاءت و لن يتركها تضيع من يده فسيرافقها دوما في ذهابها و ايابها و يكون ملاكها الحارس، ربما تستشعر ذات يوم تلك المشاعر التي يكنها لها، لكم قاوم كثيرا رغبته في رفع نظراته يتملي من وجهها زادا لايام تكون هي في منأي عن نظراته التي تتبعها داخل النجع اينما توجهت...

ذاك الشاب الاحمق الذي تجرأ عليها صباحا لا يعلم من هي نادية ابنة الخالة عنايات و التي اهانها و هذا ما لم تسمح به نادية ابدا و كان رد فعلها عنيفا و غير متوقع بالنسبة للشاب و الذي اعتقد ان رد فعلها سيكون كرد فعل فتاة عادية تبكي و تجري من امامه تختفي جراء الاهانة التي لحقت بها..
لكن ليست ابنة الخالة عنايات و التي علمت بناتها معني الكبرياء و ان سيرتها الطيبة ليست محط استهزاء و لا مجالا للسخرية...

هتفت عنايات منادية: - بت يا نادية..!؟.
اندفعت نادية ملبية في سرعة تقف بين يدى أمها في طاعة: - نعم ياما، خير..!؟.
اشارت عنايات لموضع الجلوس جوارها أمرة ابنتها: - تعالى اجعدى، عيزاكِ
أطاعت نادية في استسلام و جلست، لتربت أمها على كتفها في مودة: - خلاص، هاتتخرجى كمان كام شهر و تبجى
محاسبة كد الدنيا يا نادية..!؟.
ابتسمت نادية و التي غيرتها حكايتها القديمة مع الباشمهندس حسام كثيرا..

عندما طال عقابها و طال صمته و بعدها جاءتها الاخبار انه غادر البلد بأكملها منتقلا للقاهرة مع والده حتى ادركت ان أمها كانت على حق و ان وجهة نظرها لابد و ان تنضج في حكمها على الأمور خاصة، أمور القلب، ساعتها اولت كل اهتمامها للدراسة، و ها هي في عامها الأخير تنتظر التخرج بفارغ الصبر..
ربتت عنايات من جديد على كتف ابنتها و قربت هامتها لتقبلها في سعادة هاتفة: - چالك عريس يا نور عينىّ..!؟.

هتفت نادية متعجبة: - عريس، مين..!؟
هتفت عنايات بفرحة: - حسين، الباشمهندس حسين، واد عمك..!؟.
هتفت نادية بدهشة: - واد عمى محروس!؟، ده اخر حد ممكن ياچى على بالى عشان يتجدم لى، و ابوه و امه موافجين على كِده..!؟.
هتفت عنايات بفخر: - دوول مين اللى ميوافجوش..!؟، طب جولى احنا اللى نرضوا..!؟.
قهقهت نادية: - طول عمرك شديدة ياما..
أكدت عنايات مقهقهة بدورها: - في الحج، شديدة في الحج، و بعدين هم يطولوا..

أدب و جمال و علم، الله اكبر..
اندفعت نادية لاحضان أمها في سعادة: - ربنا يخليكى ياما، و ميحرمنيش منيكِ ابدا، بس رديت على حسين جولتيله ايه..!؟.
همست عنايات مازحة: - هو انى اللى هتچوزه.!؟، جلتله اشوف رأى العروسة..
و هو جالى ان أبوه و امه هاياجوا يطلبوكى أول ما يسمع انك وافجتى، جلتى ايه..!؟
ابتسمت نادية في خجل: - هو في بعد جولك ياما..!؟.

هتفت عنايات مشاكسة ابنتها: - شوف البت عاملة مكسوفة..!؟، ماااشى يا جلب امك..
الشهادة لله، حسين مايتعيبش، ده هو اللى في عيال عمك و كبر في نظري اكتر و اكتر لما جه و حكالي حكايتك مع الواد اللي حاول يجل ادبه عليكي و هو وجف له و من ساعتها خدها حچة و مصدج بجي رايح جاي وراكي زي غفير العمدة
شهقت نادية متعجبة: - هو حكالك ياما؟!.

اكدت عنايات بايماءة من رأسها هاتفة: - ايووه اومال ايه، جالي و استأذني ياخد باله منك في الروحة و الجاية من بعيد لبعيد
و انا وافجت..
ابتسمت نادية في سعادة و لم تعقب لتستطرد انها هاتفة: -
، كمان عارفة انا موافجة ليه..!؟.
سألت نادية بفضول: - ليه ياما..!؟.
لتنظر عنايات لابنتها بمرح و تهتف بنبرة مازحة: - عشان محدش هيخلص الجديم و الچديد من عمك و مرته الا انتِ..

انفجرت نادية ضاحكة و اعقبتها قهقهات عنايات، التي ضمت ابنتها لصدرها تتشبع
من وجودها بين ذراعيها و قريبة من قلبها قبل ان تنفرط لؤلؤتها الثانية راحلة بعيدا عن عقدها..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة