قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا العوض للكاتبة زينب محمد الفصل الخامس

نوفيلا العوض للكاتبة زينب محمد الفصل الخامس

نوفيلا العوض للكاتبة زينب محمد الفصل الخامس

قلبت عينيها بملل بين ثيابها المختلفة تحاول انتقاء إحداها حتى تبث فيديو لعلها تنشغل بشيء ما غير التفكير به، شددت على خصلات شعرها بغيظ من ذهنها الذي مازال على سرد ذكرياتهما معًا، رغم مرور ثلاثة أسابيع على غيابه هذه المرة إلا أنها تشتاق بحرقه له، لم تعلم سبب اندلاع تلك الثورة بداخلها هذه المرة، وكأن مشاعرها قررت أن تثور وتتمرد لتعلن اشتياقها له، اشتاقت لصوته الذي يحمل حنين وحب يملأ خواء روحها، تشتهي كلمه لطيفه تنير طريقها نحو النقاء، وبسمه تثير الشغف بداخلهاا..

عادت برأسها للخلف تنتقي أفضل ذكرياتهما معًا وفوق وجهها ابتسامه لطيفه، لعل تلك الذكرى تهدأ من دقات قلبها المضطربة..
دلفت منال وهي تقول بحنق:
بت يا رهف سيبك من الهدوم دي وتعالي ساعديني في المحشي..

رفعت رأسها وعيناها تلمع بطيف حزين، قرأته والدتها بوضوح، ولكن استمرت في استدراك ابنتها والتحدث معها بطريقه مختلفة وجديدة حتى تصل لما يثير القلق بداخلها، يَوْمِيًا تستمع لبكائها في ساعات متأخرة من الليل، لن يفوتها نظرات معاذ الأخيرة لها، أو علاقتهما المضطربة عمومًا..
نهضت مع والدتها تساعدها ملتزمة الصمت، وبعد مرور قليل من الوقت أوقفتها والدتها عما تفعله لتقول بنبرة هادئة:.

في إيه مالك، واياكي تكذبي أو تقوليلي مفيش.

وقالت بقلق:
في إيه يابنتي قلقتيني، احكيلي أنا غير أي حد، أنا هحفظ سرك وأرشدك للصح وعمري ما أذيكي..
أومأت برأسها عده مرات تهتف من بين شهقاتها:
عارفة..
حثتها والدتها على التحدث:
امال في إيه، قولي..

رفعت رأسها تخبر والدتها بكل شيء، علاقتها العاطفية مع معاذ اندفع الخجل من بين حروفها، تقسم بين كل الثانية والأخرى أنها لم تتجاوز حدودها معه ولم يحاول هو أيضًا، أخبرتها بحديث سامية ورفضها لها، شرحت أحزانها وما تصر عليه وفور انتهائها قالت بصوت مبحوح:
إيه رأيك يا ماما، أنا غلطانة في حاجة..

حاولت والدتها أن تمنع دموعها من الانهيار على ما عاشته ابنتها وحدها، وجدت من الأفضل أن تبقى ثابتة ولا تزيد من أحزانها الضعف:
لا طبعًا مش غلطانة واللي عملتيه كان الصح، بس عارفة أنا مبسوطة منك في إيه!
رددت رهف خلفها متسائلة:
إيه؟!
أجابتها والدتها قائله بفخر:.

إني ربيتك صح، وجواكي طيب، ومعدنك كويس، رغم أنك سمعتي كلام أم معاذ إلا أنك مغيرتيش معاملتك معاهم ولا هي ولا بسمة، وقدرتي تفكيرها واديتيها مبرراتها..
مسحت رهف دموعها بكف يدها وهي تقول: ملهاش ذنب علشان أحط زعلي كله عليها، هي أم مهما كان وعاوزه لابنها الأحسن مني..
طبعت والدتها قبله فوق وجنتها: مفيش أحسن منك، ومتقلليش من نفسك، اسمها هي مش قادرة تتخطى اللي حصلك..
احتضنتها رهف بقوة تخرج مشاعرها المكبوتة:.

اللي خانقني معاذ مببقاش عاوزه أعامله كده، ميستاهلش مني كده أبدًا، بس اعمل إيه هو مبيبعدش عني ومتمسك بيا...
أخرجت والدتها تنهيده لتقول بحزن:
علشان بيحبك يابنتي، وربنا زرع في قلبه حبك، وبعدين هو راجل وبيحاول يحافظ عليكي ومعاذ ابن أصول ومشوفتش في حياتي زي جدعنته...
بترت رهف حديثها وهي تقول بمشاعر مرهقه:
مينفعش يا ماما، متقوليش مبررات علشان مينفعش..
ربتت والدتها فوق ظهرها قائلة:.

عندك حق مينفعش، ربنا يثبتك بعقلك يا بنتي..
تمسكت بوالدتها أكثر تحرك وجهها بها كالقطط تبحث عن حنانها وأمانها لعلها تهدأ من روعها و خاصةً تلك الثورة التي اندلعت بصدرها منذ غيابه..

وضعت أخر قطعه مبللة على حبال الشرفة وهي تتنهد براحة أخيرًا انتهت من واجباتها المنزلية التي تفرضها أمها عليها كحال كل يوم، انتبهت لرنين هاتفها أجابت على الفور عندما طالعت اسم المتصل:
يا معاذ يا وحش لسه فاكر تتصل.
عاملين إيه يا بسمة أنتي وماما.
أجابته مبتسمة وبشقاوة:
أنا وماما ورهف وطنط منال كويسين..
كتمت ضحكتها في آخر حديثها بصعوبة، فقال هو بضيق:
مسألتش على فكرة عليها ومش عاوز أسال..

آه أنت هتقولي، المهم أنت غايب بقالك يومين مبتتصلش وأمك قرفاني كلمي اخوكي طمنيني على اخوكي، في إيه أنت ناسي اتصالك اليومي بيها، اللي واخد عقلك يا سيدي.
تجاهل حديثها ليقول بنبره قويه لا تحمل المزاح:
براحة كده ومن غير ما تعملي أي ريأكشن غبي منك، أنا في المستشفى العسكري تعبان وعملت عملية الزايدة...
كتمت شهقة كادت ان تصدر منها بصعوبة اختبأت تسأله بقلق:
أنت كويس؟!

آه كويس الحمد لله بس عاوزك تجيبيلي هدوم من ورا ماما يا بسمة وبعيد تاني من وراها مش عاوزها تقلق وتخاف أنا كده كدة كلها يومين وهاطلع من المستشفى وهاكمل فترة نقاها في البيت.
طيب حاضر هاجيلك بسرعة..
هتف مره اخري محذرًا:
أياكي تقولي لامك، مش ناقص هاتعيط وفي ثانية هالاقي عيلة ابوكي كلهم هنا..
والله حاضر هاجيبهم في الخباثة واجيلك.

أغلقت الهاتف بتوتر تحاول إخراج فكره مناسبة لإقناع والدتها بالخروج، لم تجد سوى أن تستعين برهف، انطلقت صوب غرفه معاذ تجلب ثياب له وخبأتهم بخفه ثم ارتدت ثيابها وضعت أشياء أخاها بحقيبتها ودلفت لوالدتها...
ماما رهف اتصلت بيا وعاوزني أروح معها لدكتور عيونها، أروح.
سردت ما في جبعتها مرة واحدة فقالت والدتها بتهكم:
بتسأليني وأنتي لابسه ومقرره!

نظرت بتعاطف حتي تجعلها توافق وبالفعل ثوانٍ وكانت قد صرحت لها بالخروج قائله:
روحي ومتتأخريش
انطلقت بعجالة صوب شقه رهف وأمامها مهمة أخرى إقناعها بالذهاب معها، قرعت الجرس بعجالة فتحت لها رهف بضيق:
طب والله قولت إن ده أنتي، هاتحرقي الجرس.
اهربي من أمك بسرعة وتعالي انزلي معايا عاوزكي في مشوار..

أخبرتها بسمة بصوت خافت ورجاء خاص، التفتت رهف بوجهها للخلف قائلة: ماشي بس فين، أنا كده كدة رايحه للدكتور منا قايلالك امبارح..
بسرعة بس وعرفيها أني جايه معاكي ويالا.

خرجا من البناية فقالت رهف بفضول:
ها بقي هانروح فين..
هانروح المستشفى العسكري بسرعة، معاذ...
قاطعتها رهف بشهقة وهي تقول بأعين متسعة ونبرة خائفة مرتجفة:
اتصاااب؟!
حركت بسمة رأسها بنفي قائلة:
لا عمل عملية الزايدة ومش عاوز ماما تعرف علشان أنتي عارفاها بقي وهتقلب العيلة كلها فوق دماغه، وهو باين عليه علي أخره طلب مني هدوم وحاجات اجبهاله.

مازال القلق يسيطر عليها ولن يختفي إلا لو رأته أمامها سليم معافى، اما عقلها لم يهدأ عن التفكير به، أوقفا سيارة أجره وانطلقتا صوب جهتهما، بعد مرور عشرين دقيقة وصلا إلى المشفى، دلفا يبحثان عن غرفته وقبل أن يدخلا تراجعت رهف للخلف:
ادخلي أنتي وأنا هافضل بره.
هتفت بسمة بتساؤل: ليه؟!
هزت رهف كتفيها وهي تقول بلامبالاه ظاهرية رغم أن داخلها يثور لتطمئن عليه وجهًا لوجه:.

مفيش، بس انتوا أخوات يالا ادخليله وأنا هستنى هنا..
تراجعت بسمة عده خطوات فقالت بهدوء: ليه بس يا..
بترت جملتها بسرعة وهي تدفعها للداخل بقوة، شهقت رهف بصدمة من فعلتها تلك، اعتدل معاذ بسرعة وجلس بحركه مفاجئة عندما وجدها تدلف بهذا الشكل، انكمشت ملامحه بألم بسبب جرحه الحديث الذي لم يمر عليه من الوقت سوى يوم واحد فقط.
تلعثمت رهف بطريقه مضحكه ومتوترة: أنا، أسفه آوي، بس هي...

قطعت حديثها فجأة ونظرت لبسمة الواقفة على الباب تنظر لها بمكر:
ماشي يا بسمة.
خطت بسمة خطواتها نحو أخيها تعانقه بحذر تهمس بأذنه:
حمد لله على سلامتك يا حبيبي.
وبصوت مرتفع تشير نحو أخيها:
أهو يا ستي زي الفل مفيهوش حاجة، عملية بسيطة..
توسعت أعين رهف لما تقوله تلك المجنونة، وزاد خجلها الضعف عندما أكملت حديثها: أصلها يا معاذ لسه بقولها معاذ في المستشفى صوتت وقالت اتصاب..

وفي آخر حديثها قلدت رهف، أما الاخرى كادت ان تبكي من الخجل وتنصهر حرجًا من الذي أوقعتها فيه تلك المعتوهه بسمة اللعنة عليها، شعرت وأنه سكب عليها دلو من الماء، لم تجد مفر للهرب أو لم يستطع فمها إخراج أي كلمات قط، كل ما فعلته أنها جلست فوق الأريكة بوجه أحمر وعيون زائغة..
استمعت أخيرًا لصوته الذي جاهدت كثيرًا في التحلي بالصبر أثناء غيابه على أمل أن إجازته قد اقتربت.
شكرًا..

هتف بها معاذ وعيناه ترتكز فوق ملامحها حتى البسمة لم يرسمها، جمود وجهه وجفاء صوته أوجعها كثيرًا، لم تكن تنتظر ذلك منه، انتظرت الدفء والشغف، انتظرت الحنان والحب، انتظرت الأمان والطمأنينة، انتظرت مزيج من المشاعر النقية، رن هاتف بسمة فقالت بقلق: دي ماما هاطلع أرد عليها، ثواني وجيالكوا..

خرجت بسرعة رغم تحذيرات رهف لها عن طريق نظراتها ولكن الأخرى لم تعِرها انتباه وأغلقت الباب خلفها، ارتكز بصرها فوق الباب، لم يسعفها عقلها بأي كلمات قط تقال في هذه الظروف، ماذا بها ولِمَ كل هذا التوتر، شعرت بأن عينيه تخترقها، حولت بصرها نحوه فتقابلت بالفعل معهما، لعقت شفتها السفلى قبل أن تتحدث بنبرة مهتزة: إزيك..

أنهت حديثها بابتسامه صغيرة، قابلها هو بوجه جامد خال من أي تعابير هاتفًا بإقتصار: الحمد لله.

يألهي لم تعد قادرة لمعاملته تلك، فركت يدها بتوتر، قررت أن تصمت وحركت عينيها بعيدًا عن مرمى بصره، حركتها بالفعل في أرجاء الغرفة عده مرات فكانت كالمجنونة، تساءلت بداخلها لما طالت مكالمة بسمة إلى هذا الحد، أم أن الدقائق تمر ببطء وحدهما، أم أن القدر يعطيها فرصه حتى تعود عن قرارها وتخضع لسلطة عشقه، استفاقت على سؤاله الحاد: أنتي جاية ليه؟!
هتفت ببلاهة: نعم!

سؤاله واضح وصريح وإجابته ستطفئ نيرانه الملتهبة، تلك النيران التي اندلعت بصدره تلتهم بقايا كبريائه، إجابتها تستوضح أن ما كانت تأتي لأجله أو لسبب أخر يجهله..
جايه علشاني ولا علشان...
قاطعته بغباء: طبعًا علشانك..

آه مكتومة بداخله، هو ليس بغبي حتى لا يرى شعاع الحب الذي يندثر بين خلايا عينيها، ولا يفهم توترها وارتباكها في حضرته ولا حتى بسمتها كلما وقعت عينيها عليه رغم محاولتها في إخمادها، إن كان الحب صادقا سيدركه العاشقون بسهوله، ولكن بقي بداخله فضول حول سبب رفضها له، هل صدر منه أي شيء غير لائق بحقها، لا يذكر بالفعل أي شيء، لقد عجز بالفعل عن فهمها، علاقته مع رهف أيقن بسببها انه عاجز عن فهم جنس حواء بالكامل!

أما هي شعرت بفداحة ما قالته، فهتفت بعد دقيقه من الصمت: اصل بسمة قالتلي..
قطع حديثها دخول بسمة وهي تقول براحة مغلقة الباب خلفها: الحمد لله عدت على خير ومفهمتش..
طرق الباب طرقات خفيفة ثم دلفت إحدى الممرضات مبتسمة: أخبارك..

رفعت إحدى حاجبيها عندما وجدتها تتبخر في مشيتها رفعت عينيها ببطء تناظرها بتركيز رغم خلو وجهها من أي مساحيق إلا أنها جميلة جِدًا، وقوامها ممشوق، وأكثر ما استفز بداخلها روح الأنثى ابتسامة تلك الممرضة التي خصَّت بها معاذ، حولت بصرها نحوه وجدت نظره معلقا بها أيضًا، لا لن تتخيل هذا قط، لن تسمح لعقلها برسم سيناريوهات مؤلمة أبدًا، ولِمَ سيتمسك بها، على أي شيء، يكفي حديثها اللاذع ورفضها الدائم له، انتبهت لحديثهما معًا وخاصه صوتها الرقيق أو اصطناعها ذلك..

حضرتك كويس دلوقتي، فيك أي وجع أو ألم.
راقب بعيونه ملامح رهف وجدها ممتعضة ترمق الممرضة بتركيز شديد، فقرر إشعال غيرتها مثلما تفعل هي، ولكن هنا الفرق هي لم تتعمد آثاره غيرته وهو يتعمد ذلك، حول بصره سريعًا نحو الممرضة يقرأ اسمها الموضوع يَمَنِيًا فوق ثيابها.
شكرًا يا سها، لو حسيت بألم أكيد هتصل عليكي واقولك.
لم تستطع امساك لسانها فقالت بتهكم:
هو مفيش في المستشفى كلها إلا سها ولا إيه..

التفتت الممرضة لها تناظرها باستفهام حول نبرتها، فقال معاذ:
دي صديقه وأخت عزيزة، معلش على طريقتها..
احتدت ملامحها أكثر من طريقته، وخاصةً عندما لقبها بأخته!، فقالت الممرضة بنبرة منمقه:
عادي، أنا أقدر أجاوبها ببساطه علشان أنا المسئولة عن حالته، في أسئلة تانيه..
تابعت بسمة ما يحدث باهتمام، منذهله مما يحدث، فقالت موجهه حديثها نحو بسمة:
أنا خارجه لما تخلصي حصيلني..

فتحت باب الغرفة فقابلها أحد ضباط الجيش الواضح من هيئته أنه صديق لمعاذ، لم تعِره انتباه وخرجت بسرعة تريد استنشاق الهواء لشعورها بالاختناق..
أما معاذ فأردف موجهًا حديثه لبسمة:
يالا حصليها، وأنا هاكلمك وزي ما قولتلك متقوليش لماما حاجة وأنا يومين بالكتير وهاجي.

هزت رأسها بالموافقة وعيناها لم ترفعها عن الممرضة الحسناء يأكلها فضولها نحو علاقة أخيها بها، خرجت تبحث عن رهف في أروقة المشفى، حتى وجدتها تجلس بالحديقة..
أنتي يابنتي، لحقتي تنزلي..
نهضت رهف ولم تستطع التخلي عن نبرة الغيظ:
والحق أروح بيتنا من الخنقة..
هتفت بسمة بمكر:
ليه هو فيه حاجة ضايقتك فوق.
كادت أن تخبرها بما تشعر به ولكن بترت حديثها في اللحظة الأخيرة قائلة باقتضاب:
مفيش يالا نروح.
طيب والدكتور؟!

نفت برأسها ثم أجابتها بنبرة مختنقة:
مش هروح..

راقب صديقه خروج الممرضة فقال:
هي البنت اللي خرجت قبل أختك دي البنت اللي بتحبها..
أومأ معاذ متسائلًا:
آه وأنت إيه عرفك بيها..؟!
ضحك أحمد صديقه وهو يجيبه:
أنت مجنون أنت مش حكتلي كل حاجة، وعرفتها من، احم.
قاطعه معاذ بضيق:
خلاص يا أحمد.
اعتذر أحمد قائلًا:
أنا آسف بس كنت بفكرك.
نفخ معاذ بغضب هاتفًا بشيء من العصبية: معرفش ليه المتخلفة أختي جابتها معها وليه قالتلها أصلًا، ما كنت كويس من غير ما أشوفها.

أبتسم أحمد بهدوء متحدثًا:
بالعكس أنت عمرك ما كنت كويس وخصوصًا في الفترة اللي فاتت أنت مشوفتش معاملتك مع العساكر تحسك كنت متحول...
أخرج معاذ تنهيدة قوية من صدره:
أنا بفكر نسيب الشقة دي وننقل في اي مكان، واهو أبعد عنها..
لا طبعا غلط وده مش حل أبدًا..
هتف معاذ بنفاد صبر:
امال إيه الحل قولي أنا زهقت!

بص أنت لغاية دلوقتي مأخدتش خطوه ايجابيه في موضوعكم بمعنى متكلمهاش وأتقدم لامها بجد واهو كده أنت عملت اللي عليك واخدت خطوه رسمي ويا صابت يا خابت، بس يبقى عملت اللي عليك قدامها، وميبقاش كلام بس.
صمت لبرهة مفكرًا في حديث صديقه ليقول بعدها:
أنا نفسي اعرف إيه سر تغيرها معايا بالشكل ده، هي مكنتش كده أبدًا.
ربت أحمد فوق ساقه وهو يقول:.

فكر في كلامي هتلاقيني أنا صح، يمكن هي مضايقه منك فاكراك بتلعب عليها مثلاً، دا انسب حل علشان تريح الحرب اللي جواك دي.
استطرد أحمد حديثه وهو ينهض:
أنا هروح أزور محمد زميلنا أتصاب امبارح ونقلوه هنا، شويه وهاجيلك.
سلملي عليه..
يوصل.

وفور خروج صديقه، غرق في تفكيره بها، تُرى سر تعاملها ذلك السبب!، لو كان فعلاً هذا يستحق أن يصفعها بقوة حتى تستفيق وتتأكد أنها أمام رجل يعشقها إلى حد النخاع، لم يذكر أنه عاملها بشكل غير لائق أو بطريقه تثير لديها الشكوك، حسنًا سيخطو آخر خطوة بعلاقتهما معتبرًا أن المقياس الوحيد في الحب هو المجهود، سيبذل قصارى جهده ليسعى لحب قوي وصادق!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة