قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا اكتساح مشاعر للكاتبة آية صبري الفصل الثاني

نوفيلا اكتساح مشاعر للكاتبة آية صبري الفصل الثاني

نوفيلا اكتساح مشاعر للكاتبة آية صبري الفصل الثاني

رحلت روح غاضبة من امام عدي كانت علي وشك ان تعبر الطريق لتصل الي بوابة المدرسة ولكن صدح صوته هاتفاً بأسمها: - رووووح.
وقفت روح بمكانها والتفتت اليه قائلة بغضب: - عايز ايه من زفتة.

شهقت بصدمة وهي تراه يركض نحوها برعب نظرت بجانبها لتتسع عيناها بخوف وهي تري سيارة تقترب منها يسرعة مجنونة في غفلة من سائقها وقبل ان تصرخ شعرت به يحتضنها بقوة ويزيحها من امام تلك السيارة قبل ان تصطدم بها فسقط هو وهي ارضاً وهي مازالت بأحضانه صمت وسكون تام ساد بالمكان وكلاً منهم مغمض عيناه متشبث بالآخر انفصلوا عن العالم من حولهم فهو يخشي فقدانها بشدة شعر للحظة انه علي وشك خسارة روحه آة لو تعلم كم يعشقها بأمكانه ان يفديها بروحه هو ولكنها عمياء لا يوجد بينهم فرق ولكن العمياء تكون اكثر رحمة منها وتستطيع ان تري بقلبها اما تلك فهي عمياء القلب بينما هي كانت متخشبة بين احضانه وهي تتخيل انها كانت علي وشك الموت منذ لحظات نهض عدي قائلاً برعب: - روح انتي كويسة، ردي عليا.

لم تفتح عيناها ولكنها هتفت برعب: - عااا انا مت ايوة مت.
عدي وهو يهزها بقوة: - لا انتي عايشة مموتيش فتحي عينيك وبصيلي.
هزت رأسها برفض فصرخ بها مرة آخري ففتحت عيناها ببطء وخوف فتنهد هو براحة عندما اشرقت شمس عيناها امامه ثم صدح صوتها قائلة بأهتزاز: - يعني انا مموتش بجد.
هز رأسه برفض لفكرة خسارتها قائلاً بحنو: - لا مموتيش انتي عايشة وزي الفل اهو.

وفجأة تحولت ملامحها من خائفة الي غاضبة وهي تنظر له بشر فهتف هو بتوجس: - ايه ياروح انتي هتتحولي ولا ايه.
وبالفعل انفجر به وهي تنهض من مكانها قائلة بغضب: - شوفت اديني كنت هموت بسببك اهو.
نهض هو الآخر قائلاً بصدمة: - انا السبب!
صمت لثانية ثم انفجر بها قائلاً بغضب: - ليه ان شاءالله هو انا اللي قولتلك تعدي الشارع وانتي مش باصة حواليكي وماشية زي المساطيل.

روح بأنفعال: - انت اللي عصبتني وخليتني امشي من غير ماابص حواليا.
عدي بسخرية: - يعني علي كل كل ما حد يعصبك في الشارع بتمشي تخبطي في العربياات.
روح بعصبية: - متستفزنيش انا مش عايزة اشوف وشك قدامي تاني.
نظر لها بعضب حتي يخفي لمعة الحزن بعيناه هاتفاً بأنفعال: - انتي فكراني ميت فيكي انا الحق عليا اني بعبرك اصلاً.

تدخلت كارما المتابعة للحوار من البداية وهي تشعر بالشفقة علي عدي: - خلاص ياروح هو مش غلطان الحق عليه انه انقذك يعني.
روح بغضب: - انتي بتدافعي عنه ليه ياكارما هو اللي غلطان مش انا.
عدي بشراسة: - اقسم بالله ياروح لو مختفتيش من قدامي دلوقتي لهكون رزعك كف ممسمرك ف الارض.
ضحكت كارما بينما نظرت اليه هي بغيظ قائلة وهي تضرب الارض بقدميها بطفولية: - انت بني ادم مستفز وخسارة فيك الكلام.

رحلت من امامه تتبعها كارما بينما هتف هو بأشمئزاز: - جاتك نيلة انا مش عارفة بحب ايه ف المهزقة دي..

بمنزل روح: -
كانت السيدة جميلة تقوم بأعمال المنزل المعتادة قبل ان يآتي السيد مهران وروح الي المنزل وبينما هي منهمكة بأعمالها صدح رنين جرس المنزل ارتدت حجابها وتوجهت الي الباب حتي تفتحه وبمجرد ان فعلت شهقت بفرح قائلة: - مرام اهلاً وسهلاً نورتيني تعالي اتفضلي.

دلفت السيدة مرام والتي تكون صديقة السيدة جميلة منذ الطفولة ولكنها هاجرت مع عائلتها منذ زمن وانقطع تواصلهم وقد رآتها السيدة مرام بحفلة الشركة الخاصة بزوجها السيد غيث وتذكروا بعض ومن وقتها وهم علي تواصل ومقابلات دائمة دلفت السيدة مرام قائلة بسعادة: - وحشتيني اوي ياجميلة عاملة ايه.
جميلة بسعادة مماثلة: - الحمدالله انتي ايه اخبارك تعالي ادخلي مفيش حد هنا روح ف المدرسة ومهران ف الشغل.

دلفت السيدتان سوياً الي غرفة الصالون فهتفت جميلة قائلة بتساؤل: - امال انتي اختفيني فين الايام اللي فاتت دي كلها.
مرام بهدوء: - اسكتي ياجميلة انشغلت مع نيروز ف امتحانات الميدتيرم وطلعت عيني وماصدقت خلصت وقولت ل غيت اني هجيلك شوية.
جميلة بابتسامة هادئة: - ربنا يعينك عليها شكلها شقية اوي.
مرام بضيق: - اوي اوي ومجننة عدي معاها وكل يوم والتاني مقلب دي مش طفلة اكيد علي رآيه.

ضحكت جميلة بشدة ثم توقفت عن الضحك قائلة وهي تصدر صوت بشفتيها كحركة شعبية شهيرة: - مسم تعالي شوفي المصيبة اللي عندي اهي 18 سنة يعني مش طفلة بس والنبي ياختي أنيل من نيروز بنتك 100 مرة.
ضحكت مرام بقوة قائلة: - البنات دول بجد مش ممكن عليهم امال احنا مكناش كدة ليه ياجميلة.
جميلة بمرح: - مكناش زيهم اوي يعني بس مكناش سهلين برضه فاكرة البت ميرڤت بنت الجيران كنا بنعمل فيها ايه.

مرام وهي تلهث من شدة الضحك: - ايوة فاكرة بس انتي كنتي العقل المدبر ياجميلة انا كنت بنفذ بس.
جميلة بعويل مضحك: - ياااختتتتاااااي واهو ربنا طلعه ف بنتي رزقني بمصيبة من مصايب الزمن اسمها روح.
مرام بتساؤل: - امال هي هترجع امتي؟!
جميلة بضيق مصطنع: - هترجع كمان 3 ساعات افتكري لينا سيرة عدلة بقا.
ضحكت مرام بقوة فنهضت جميلة قائلة: - هقوم اجيبلك حاجة تشربيها واعملي حسابك انك هتتغدي معانا.

مرام بهدوء: - لا غدا مش هقدر بس ممكن شاي من ايديك ياجميلة.
كادت ان تجيبها ولكن صدح رنين جرس المنزل فذهبت حتي تفتح الباب فتفاجأت بجارتها السيدة سماح فهتفت قائلة بحبور: - سماح اتفضلي ياحبيبتي.
دلفت السيدة سماح قائلة بنبرة مرتفعة: - سالخير عليكي ياام روح ازيك ياحبيبتشي.
جميلة بهدوء: - الحمدالله ازيك انتي ياحبيبتي وازاي عيالك.
سماح بابتسامة واسعة: - بخير ياختشي البت بنتي حامل اهي ف العيل الرابع.

جميلة بفرحة: - ماشاءالله اللهم بارك مبروك ياسماح.
سماح وهي تدلف الي الداخل: - الله يبارك فيكي يااوختشي، ثم تفاجأت بمرام التي تطالعها بهدوء فهتفت قائلة بأحراج مصطنع: - يوووووه يقطعني والنبي ماكنت اعرف ان عندك ضيوف.
جميلة بهدوء: - دي مش حد غريب دي مرام صاحبتي.
وبعد السلامات والترحيب جلست السيدة سماح قائلة بفرحة: - اما انا بقا جايبالك حتت عريس لاسم النبي حارسها بنتك روح انما ايه حاجة كدة تقفيل برة.

السيدة جميلة بسعادة: - بجد والنبي ياسماح قولي التفاصيل يلا.
اخبرتها سماح بالكثير من تفاصيله ثم انهت حديثها قائلة بخبث: - لو اقنعتي الحاج مهران بيه هجيبه واجي النهاردة الساعة 9 ها نقول مبروك...

كانت تجلس تتابع تلك القصة بغضب وملل فهي غاضبة من ردة فعل كارما كثيراً والذي فعلته صباحاً وبعد ان انتهت الحصة هتفت كارما بتعب: - ياروح حرام عليكي من الصبح بصالحك ياستي حقك عليا انا غلطانة.
روح بغيظ: - بتوقفي معاه ضدي انا ياكارما بقا كدة هو دة قانون الصحاب ياصاحبتي.
كارما بطفولة: - سوري ياروح معاكي حق فعلاً دة مش قانون الصحاب الصاحبة اللي بجد هي اللي بتعرف تطبل لصاحبتها اسفة بقا.

نظرت اليها روح بأعين ضاحكة قائلة: - خلاص تقبلته.
ضحكت كارما واحتضنتها ثم ابتعدت عنها سريعاً قائلة: - بشقاوة ياااللللهههووووي ملحقناش نجهز الحاجة لمقلب مستر شعيب.
روح بتفاجئ: - اوووووبا نسينا يلا يلا طلعي الحاجة.

اخرجت كارما من حقيبتها كيس بلاستيكي صغير به خليط من البهارات والتوابل ذات الطعم اللاذع وتناولت روح احدي كتبها وتوجهوا الي خارج الفصل بملامح خبيثة شقية للغاية اختبأت روح خلف احدي الاعمدة وبيدها هذا الكيس ثم توجهت كارما الي الاستاذ شعيب حتي تشتت انتباهه عن روح وقفت امامه قائلة بهدوء: - صباح الخير يامستر شعيب.

كان الاستاذ شعيب رجل قصير ونحيف لايمت للوسامة بصلة ولكن كان دوماً يقوم بمعاكسة الفتيات بالمدرسة ولا يظهر انه كذلك يصطنع البراءة بلحظات كما انه بالمدرسة منذ زمن فقرروا روح وكارما الانتقام منه بالتدريج نظر الي كارما قائلاً بخبث: - صباح العسل ياروما.
كارما بابتسامة مصطنعة: - لو سمحت يامستر كان في حاجة مش فهماها ممكن تشرحهالي.
التمعت عيناه بمكر قائلاً: - طبعاً تعالي قربي.

اقتربت منه كارما ولكن بمسافة مناسبة فهي تعلم نيته الدنيئة جيداً بينما علي بعد عدة خطوات خلف الاستاذ شعيب تسحبت روح بهدوء ثم اقتربت من الطاولة الخاصة به وفتحت عبوة طعامه ثم قامت بفتح الشطائر الواحدة تلو الاخري وهي تظع بها القليل من التوابل ثم فتحت زجاجة المياة ووضعت بها ايضاً من هذه التوابل وابتسمت بخبث ثم رحلت سريعاً بينما عند كارما كانت تريد ان تضحك بشدة وهي تري ماتفعله روح ولكنها تمالكت نفسها سريعاً وبعد ان رآتها ترحل هتفت قائلة وهي تغلق الكتاب: - متشكرة اوي يامستر مش عارفة من غيرك كنت هنسي اللي ذاكرته ازاي.

ركضت سريعاً بينما هتف هو بصدمة: - مجنونة دي ولا ايه.
تنهد بالامبالاة ثم توجه الي طاولته وجلس بمكانه ثم شرع في تناول طعامه لم يكد ان تمر ثانية حتي صرخ بشدة وقفر من مكانه قائلاً بآلم: - شطة، شطة ااااة يانا ياما اااة.
تناول زجاجة المياة خاصته وياليته مافعل فبمجرد ان وضعها علي فمه وتناول منها القليل حتي بصقها بالارض وصرخ قائلاً: - ااااخرااابي عاااااا نااااار نااااار ياااما ناااااررر عااااا..

ركض بعيداً وهو يصرخ من الآلم بينما من علي بعد كانت كلاً من روح وكارما يمسكان ببطنهما من شدة الضحك علي مظهره وعلي نجاح خطتهم واخيراً توقفوا عن الضحك وقامت روح برفع كفها قائلة بمرح: - كفك ياسطا.
كارما وهي تضرب كفها بكف روح بمرح مماثل: - كفك يازميلي.
وبمجرد ان التفتوا ليرحلوا شهقوا بفزع قائلين بنفس واحد: - عاااا حضرة المدير...

توجه عدي نحو شركة والده وتوجه الي قسم الحسابات دلف الي مكتب السيد مهران الذي يعمل بشركة والده موظف بقسم الحسابات توجه نحو قائلاً بهدوء: - صباح الخير ياعم مهران.
نهض مهران من مكانه قائلاً بحبور: - عدي بيه اهلاً وسهلاً نورت.
عدي بطيبة: - بيه ايه بس ياعم مهران انا عدي من غير بيه.
مهران بأحراج: - العفو يعني العين متعلاش عن الحاجب.
عدي بضحك: - عين ايه وحاجب ايه متقولش كدة ياعم مهران انا زي ابنك.

ثم هتف بينه وبين نفسه قائلاً بغيظ: - اة لو تعرف صاحبة الصون والعفاف بنتك عاملة فيا ايه.
افاق من تفكيره علي صوت مهران قائلاً بهدوء: - طب اتفضل يابني اقعد هوادي الملفات دي للمدير واجي.
اومئ له عدي وبينما هو جالس صدح صوت رنين هاتف السيد مهران الذي تركه علي مكتبه قبل رحيله نظر عدي الي الشاشة فتفاجئ باسم مدير مدرسة روح وبدون اي تردد اجاب علي الاتصال فوصله صوت المدير قائلاً: - الاستاذ مهران والد روح.

عدي بتوتر: - احم اااا انا ابنه خير حضرتك.
المدير بجدية: - لو سمحت ياريت حد من اهل الطالبة روح يتفضل يجب علي المدرسة.
عدي بنبرة سريعة: - تمام 10 دقايق بس.
اغلق معه عدي الهاتف وركض الي الخارج قائلاً وهو يجز علي اسنانه: - اكيد عملت مصيبة من مصايبها مانا بحب ڤاندام.

وصل عدي الي المدرسة ثم الي غرفة المدير دلف الي الداخل وجدها تنظر الي المدير بالامبالاة وبجانبها كارما بالطبع والمدير علي مقعده وهناك رجل آخر يجلس امامه هتف المدير قائلاً بتساؤل: - انت مين؟!
تنحنح عدي بكذب: - احم انا بشتغل مع استاذ مهران والد الانسة روح بالشركة وهو بصراحة معرفش ياخد اذن فبعتني مكانه.
المدير بهدوء: - طب اتفضل اقعد.

نظر نحوها وجدها تطالعه بغضب لم يبالي بها وجلس علي مقعده قائلاً بتساؤل: - خير حضرتك حصل ايه؟!
قام المدير بأخباره بما حدث وهو لم يصدم فهو يعرفها جيداً ويعرف ما هي قادرة علي فعله وان لا حدود لجنونها انهي المدير حديثه قائلاً بجدية: - روح وكارما من الطلاب المشاغبين وعشان كدة تأديباً ليهم فصل اسبوع.

عدي بجدية: - ملوش لازمة الفصل حضرتك عارف ان دي اخر سنة ليهم ولازم ملفهم يفضل نضيف عشان الجامعة احنا هندفع اي تعويض يرضي المستر ودول زي ولاده برضه.
التمعت اعين شعيب بمكر قائلاً بحزن مصطنع: - مش حكاية فلوس دة مبدأ.

ابتسم عدي بخبث وانتصار فهو قرأ شعيب من البداية وادرك غايته ولاعبه علي هذا الوتر وهو ضعفه امام المال وبعد قليل تنازل شعيب عن اي اجراء ضد روح وكارما وخرج بهم عدي من المدرسة بأكملها فتوقفت هي تهتف بغضب: - ايه اللي انت عملته دة.
عدي بسخرية: - خير انا برضه اللي غلطان زي الصبح وخليتك تعملي مقلب ف المستر بتاعك.
روح بعصبية: - انت ايه اللي جابك اصلاً.
عدي بالامبالاة: - يلا يابت امشي من هنا.

شهقت هي بغضب فهتف عدي بأستفزاز موجهاً حديثه الي كارما: - انا ماشي ياروما عايزة حاجة.
كارما بضحكة مكتومة: - لا ميرسي ياعدي.
استقل سيارته ليرحل ولكنه نظر لها قائلاً ببرود: - متحكيش ل عم مهران حاجة مش لازم تصدميه ف المصيبة اللي مخلفها..
رحل سريعاً من امامها بينما هتفت هي بغيظ: - مستفز.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة