قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا إلعب يلا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السابع

نوفيلا إلعب يلا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السابع

نوفيلا إلعب يلا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السابع

مشاعر غريبه مختلطه لم تختبرها قط تمر حولها وهي تشهر بذبذبات تتحكم بجسدها المرهق، ذلك البغيض يملك شفاه سحريه بحق!
ابتعد مالك ليقبل وجنتها برقه ويضع جبهته على فمها بإنهاك عاطفي...
-يخربيت سنينك ؛ انتي ازاي كده! انا مش عارف افكر!
انتفض الاثنان بذعر عندما دق الباب بخفوت واتاهم صوت عامر...
-مالك انت كويس انا حاسس بهدوء من فتره!
شهقت دعاء ليضع مالك يده على فمها بنظره حاده قائلا...

-متخفش انا بتفاهم معاه اهوه وهو هيطلع ومش هيتعبنا!..
ضيقت عينيها وهي تري عيونه الضاحكة و ترغب لو تصفعه ولكنه همس بحده وتأكيد...
-هتقومي تلبس وتستهدي بالله كده وتروحي معاايا عشان نحبكها!
هزت رأسها بحده ليردف بلا مبالاة...
-خلاص انا هطلع احكي لأهلك ان كل ده كدب في كدب و هقولهم على منير ابن عمك و رحمه!
شحب وجهها لتهز رأسها يسارا ويمينا برفض...
حاولت التكلم ولكنه منعها بيده قائلا بحده..

-اسمعي الكلام احنا بقينا الصبح هتروحي هنام ساعتين وبعدين نشوف الموضوع ده ولا نكشف كل الاوراق دلوقتي...
هزت رأسها بالموافقة ليبعد يده بتوجس ويستقيم بعيدا قائلا...
-دقايق هطلع احبكها وارجع الاقيكي جاهزة يا حب الحب!
احمرت وجنتها وهي تعض على لسانها رافضه الاستجابة لاستفزازاته ولقبه المغيظ!
استقامت هي الأخرى ليقول بحده وهو يفتح الباب...
-متحاوليش تتحديني يا دعاء هتندمي ؛ خصوصا دلوقتي!

بذلك خرج تاركا اياها تتمتم بغضب...
-ماشي يا ابن المبقعة ؛ انا هوريك التحدي اللي على اصوله ؛ متفتكرش انك كسبتني!
قالتها بغيظ لتدلف رحمه سريعا تحاول الابتسام لتردف بخفوت...
-بحبك اوي!
نظرت دعاء بغضب للجهة الأخرى ؛ ها هم يزوجوها و يحاولوا التخلص منها كأنها وباء وهي من تضحي و تلعب ادوارا ميؤوس منها لأجلهم!
( ناس معفنة )
اقتربت رحمه لتبكي بخوف من غضب شقيقتها عليها...
-حبيبتي انا بحبك والله!

زفرت دعاء وهي تستغفر ربها فلماذا تعاقب المسكينة نفسيا لتتنهد وتحتضن شقيقتها الصغرى قائله...
-انا عارفه يا رحمه!
-الشيخ قال ان لازم تبعدي عن البيت حالا عشان الجن ميحاولش يدخلك تاني!
-جن لما يبقي يجنن اهله البعيد الكداب ابن النصابة!
ضحكت رحمه قائله...
-دعاء احمدي ربنا انك اتجوزتي مالك!

نظرت لها بغضب و كادت توبخها، لكن والدها الباكي اوقفها بصدمه وهو يعرج قليلا بمشيته ويحتضنها بقوة و هنا شعرت باي ذره جبروت بها تنهار فتسقط بين ذراعيه باكيه باستسلام...
بقي عامر بالخارج يشعر بإرهاق جسدي ونفسي ولكنه اختلي بمالك قائلا...
-دعاء حاله خاصه لو مش قد المسئوليه سيبهالي و لو هتتعبها ويجي يوم تعايرها كل ذره احترام وحب ليك هتتحول لكره نحيتك ومش هرحمك ابدا!
-اعايرها؟!

قالها مالك بذهول ليردف عامر بإصرار.

-انا مش عارف انت طبيعي ولا مسحور بس لو اختي اتعذبت اكتر من العذاب اللي بتشوفه كل يوم هقتلك بإيدي!
ضيق مالك عينيه بانزعاج ولكنه اعجب بحبه الاخوي الاكثر من رائع وجعله فخور لأنه شقيقها وصديقه...
ابتسم مالك مطمئنا ليقول...

-الايام جايه وهتشوف انا هسعد اختك ازاي متفتكرش اني هخدها منكم سلق بيض كده وخلاص لما تخف وتبقي كويسه هعملها اكبر فرح ومتنساش المؤخر اللي خليت المأذون يكتبه ؛ مسحور بقي ولا مش مسحور اختك مراتي ومحدش هيسعدها قدي!
هز عامر رأسه بالموافقة يرغب لو يرفض ذهابها معه ولكن ذلك العجوز يخبرهم بان ذلك الجن العاشق قد يرتد لها في ثواني وانها بحاجه للابتعاد!

دلف ليجدها تجلس على الارض وتضع رأسها في حجر والده وشقيقته الصغرى تقبل ظهرها وتملس على كتفها ولأول مره يرى الراحة في عيون والده الباكيه لا ينكر ان زواجها واكتسابها لحياه طبيعية كان امر بعيد المنال و لكنه يحدث الان وهو عاجز عن التفسير ولكن منذ متي واصبح هناك ما هو طبيعي فيما يخص المسكينة!
مال يقبل رأسها لتقابله ابتسامه واهنه منها، ربما يجب ان يزيل تشاؤمه والتوقع بان مايحدث لها هو للأفضل...

دلف مالك قائلا بخفوت...
-الوقت اتأخر ومش لازم نتأخر اكتر من كده!
شعر بحزن يتملكه وهو يرى دموعها و عيونها الحمراء و لكن لم يفت عليه الراحة الظاهرة بوضوح على افراد عائلتها البسيطة!
وقفت تتجه نحوه بتعب شديد لاتزال مرتديه منامتها لتردف رحمه...
-مش هتلبسي طيب، هتنزلي كده؟!
ليردف مالك بمرح محاولا تخفيف الاجواء...
-يعني انا اللي بقصه! ما جمع الا ما وفق يا رحومه!

ضحكت رحمه وابتسم والدها و اتجهت والدتها تلحفها بشال اسود و تضع حجابها بإحكام لينتبه مالك ان ما حدث كله تم بدون ارتدائها لحجابها امام رجلين غريبين...
حسنا خطأ سيحرص على عدم الوقوع به اطلاقا!
هبط الجميع يودعهم و حاول الشيخ الصعود معهم إلى السيارة و لكن مالك مال عليه هامسا...
-لا كفايه اوي لحد هنا دورك تم و حقك وصل والباقي هبعتهولك بزياده!
ليخبره الشيخ بخفوت...
-انا عايز الباقي حالا!

-اممم شكلك هتتعبني ؛ ماشي اركب!
صعدت دعاء بالأمام و الدجال والمأذون في الخلف...
انطلق بالسيارة ليعيد المأذون اولا شاكرا اياه ويتجه نحو احدي ماكينات صرف المال و اوقف السيارة و لكنه اخبر الشيخ بان يتبعه تاركا دعاء الصامتة تراقبهم من بعيد...
-اتفضل و مشوفش وشك هنا تاني!
ابتسم الدجال قائلا...
-مش هتوصلني!
-لا اركب تاكسي...

قالها مالك باشمئزاز متجه نحو السيارة وهو يتذكر ما حدث بعدما اخطأ في الرقم ليتصل بهذا مدعي المشيخة وكيف توصل إلى خطته و سهوله رضوخ الشيخ لمساعدته بها مقابل مبلغ من المال!
زفر بحنق لابد انه يخدع الكثير و لكنه محظوظ لاستطاعته ان يلعب به في سبيل نجاحه والزواج من تلك الشرسة بعيونها الخلابة!

رمقها فوجدها تنظر له باتهام و غيظ ليبادل نظراتها بأخري لا مباليه وضاحكه و كأنه يلوح بانتصاره في وجهها الاسمر الجميل!

في بيت مالك...
اخذت يمني تحوم في الردهة بقلق لأول مره يتأخر اخيها بهذا الشكل ويرفض اخذ هاتفه معه، سمعت صوت الباب لتركض نحوه و تجده يدلف بملابسه البيتية! وبجواره فتاه تلبس منامتها و حجابها!

مالذي يحدث بحق السماء؟!
-مالك انت اتأخرت ليه كده و مين دي؟
كان ذلك نفس السؤال الذي يراود دعاء ليجيب مالك باعتياديه رهيبة وهو يتثاءب...
-دي دعاء مراتي!
-نعم؟!
زمت دعاء شفتيها بترقب ليردف مالك بهدوء...
-يمني اختي!
لكن يمني لم تنتهي و بدأت في البكاء...
-انت بتهرج تتجوز ازاي يعني؟ و دي مراتك! وانا يا استاذ مش هسامحك ابدا، ازاي متخدنيش معاك حاجه زي دي!

لا تعلم من اشد جنونا الشقيق المختل الذي تزوجها بمناماتهم البيتية ام شقيقته التي لا تحزن الا على عدم حضورها؟!
ابتسم مالك وهو يقلب عينيه ويضم شقيقته...
-مش مهم هبقي اعزمك في الفرح!
-اوعي كده ؛ انت صدمتني!
قالتها وهو يقبل رأسها ليردف سريعا وهو يجذب دعاء...
-طيب بكره نكمل حوار لأني هيغمي عليا من التعب وهموت وانام...
امسكت يمني بدعاء وسط صدمه الأخيرة قائله..
-لا ونبي! انت واخدها فين ؛ انا ملحقتش اكلمها حتى!

ابتسمت دعاء على وجهها الطفولي الحانق على مالك، ولكن كان لمالك رأي اخر فجذبها ليفلتها من يد يمني قائلا...
-بكره يا يمني ياحبيبتي ؛ انا طالع انام!
يصعد إلى اين؟ نظرت حولها فانتبهت ان للشقة درج داخلي موصول بشقة علوية...
لاحظت ارتماء يمني على الأريكة وهي تفتح التفاز وكأن ما حدث للتو هو اكثر الامور طبيعية!
نظرت لظهر مالك بشك تري كم مره اتاها اخاها متزوج لتتصرف الصغيرة بتلك الطريقة؟!

دلف مالك ليغلق الباب خلفهم بأحكام والتفت لها مبتسما بمشاكسه، اتسعت عيناها وهي تستوعب انها صارت وحيده معه مره اخري!
-لو...
قاطعها بسرعه...
-مفيش لو! كان نفسي والله بس انتي تعبتيني اوي ولازم انام بكره نشوف الموضوع ده ياحب الحب!
-بطل تقولي كده!
-يوووة بقي خلاص ياستي امري لله مكنتش اعرف انك متطلبه كده ؛ بلاش راحه انا ممكن امشي حالي دلوقتي وارتاح بعد مانخلص!
نظرت له بعدم فهم قائله...
-نخلص ايه؟!

غمز لها قائلا بابتسامه مشاكسه...
-هنخلص ايه يعني يا عروسه!
قالها وهو يقترب لتردف بسرعه...
-انت قليل الادب ؛ اوعي تقربلي!
-لا اله الا الله! ماانا قلت ننام معجبش!
لتردف بتوتر وخجل...
-ننام اه انا تعبانة اوي!
ابتسم قائلا بخفوت مغري...
-ننام يا حب الحب!
ضيقت عيونها الحاده بغيظ منه ولكنه ضحك واتجه إلى المرحاض يغتسل ويغير ملابسه...
خرج بعد ان انتهي قائلا...
-ادخلي استحمي و غيري لو تحبي!
-معنديش هدوم!

قالتها بهدوء ليتنهد و يتجه لخزانته فيخرج سروال قطني و تي شيرت خاص به...
-اتفضلي!
-مش بلبس هدوم رجاله!
قالتها باستنكار ليضحك بشده قائلا...
-اولا انا جوزك ؛ ثانيا ده اللي عندي...
-ممكن اخد من اختك...
وضع يده على ذقنه بتفكير ليردف بثقه...
-صح ثواني هجبلك شورت وفن...
-لا لا هات دول حلوين...
خطفتهم بسرعه واتجهت تغتسل سريعا وتغير ملابسها...

ظلت تطوي السروال من الخصر ليتثبت بها قدر المستطاع ومن القدم حتى صار مناسبا لساقها الصغيرة...
خرجت فوجدته مستلقي على الفراش مغمض العينين، اين ستنام هي؟! فهي في هذا الوقت وبعد ما مرت به ترفض التفكير وترغب في النوم بشده، اتجهت لأريكه موازيه للفراش لتتفاجأ بمالك خلفها تمام و يحملها...
اطلقت صرخة خفيفة بخضه ولكنه القاها على الفراش واصطنع امساك ظهره بالم...
-ضهري انتي 80 كيلو ولا ايه!

و كأي انثي حقيقيه نست انه حملها للتو وارفت بمدافعه...
-انا 68 كيلو يا محترم!
قالتها بغيظ وهي تتكأ على ذراعها وتتابعه وهو يستلقي بجوارها ويشد الغطاء عليهم...
-مش باين انا بروح الجيم ضهري مش بيوجعني غير في اوزان ال 80!
قالها وهو يدفعها لتستلقي تماما فاستدارت إلى جانبها تواجهه قائله بوجه احمر من الغضب...
-80 عفريت يتنططوا عليك ؛ انا 68 كيلو و زي القمر!
اطلقت ضحكه قائلا...
-طيب وحدي الله ونامي!

وضعت يدها تحت رأسها متناسيه تماما انها في الفراش معه لتزم شفتيها بحنق قائله بخفوت...
- بردو جسمي متناسق جدا و يجنن انت اللي خرع!
فتح عيونه مره اخري ليردف بتعجب...
-يابنتي نامي ؛ انتي لو قاصده تخليني اقوم اغتصبك مش هتقولي كده ؛ نامي الله يحرقك!
-حرقه تحرقك انت!
(تتحرقوا انتو الجوز انا اللي هموت وانام خلصوني من ام المشهد ده يا كفره ).

اغمضت عينيها بغضب لتفتحها بعد دقائق بذهول واخيرا يصل لعقلها انها تشاركه الفراش نظرت له فوجدت مغمض العينين ويتنفس بانتظام وكل ملامحه تدل على نومه، تثاءبت وهي تشعر بإرهاق ما مرت به اليوم لتخونها عينيها بالانغلاق قبل ان تفكر حتى بالنهوض والنوم بعيدا!

في الصباح...
انكمش مالك على نفسه برعب وقد ايقظته ضربه حاده موجها لمنتصف جسده ليأن بخفوت وهو يتنفس، اللعنة! ما الذي يدور حوله؟!
فتح عينيه وقد خرج من نعاسه سريعا يجذب الهواء من انفه ؛ نظر إلى اسفل جسده ليري سروال يحاوط فخديه؟!
لما يوجد سروال فارغه عليه؟!
رفع انظاره ليجد زوجته تنام كفتي مشاكس انهي مباراته لكرة القدم للتو!

خصلات شعرها البني تغطي وجهها الاسمر المنحوت كقطعه فرعونيه محفوفه بالأوراق البردية...
وشفتيها الرفيعة الرقيقة مفتوحه قليلا بإغراء كان كفيل بإيقاظ خلايا جسده كامله!
-اللهم اغزيك يا شيطان ؛ متصطبح على الصبح يا جدع انت!
هز رأسه بيأس من افكاره السابقة لأوانها وخرج من الفراش للهروب إلى المرحاض، خرج بعد دقائق عازم على ايقاظها لإيجاد حل ووضع النقط على الحروف...

خرجت منه ضحكه سيطر عليها سريعا وهو يرى سرواله التي ترتديه يتدلي من نهاية الفراش وقد اختفت قدماها بداخله...
لمعت عيناه بمشاكسه واقترب بهدوء نحوها فامسك طرف السروال بهدوء شديد و بدأ يسحبه بتروي حتى خرج في يده من تحت الغطاء!
ارتفعت ابتسامه شيطانيه على وجهه الوسيم قبل ان يخفيه في الخزانة ؛ توجه نحوها لإيقاظها عندما سمع انينها، قضب حاجبيه بتساؤل ليجد ملامحها منكمشة بألم، هل تحلم بشيء مزعج؟!

و ما ان لامس كتفها حتى شهقت و جلست بذعر وهي تبكي بشده!
ذهل من دموعها فاقترب يجاورها ويربت على ظهرها و هو يضم رأسها بحنان وقلق إلى صدره!
-بسس بسسس اهدي، ده كان حلم مش حقيقي!

وضعت دعاء كلتا يداها على وجهها تبكي بشده في بادئ الامر ظنت انه عامر شقيقها ولكن لمسته و صوته الخافت اعاد ذاكرتها إلى ما حدث بالأمس فهي الان متزوجه و بعيده ؛ بعيده للغاية عن شقيقتها الصغيرة و عائلتها البسيطة التي ستعاني الكثير والكثير بدونها!
كانت تتراكم افكارها وتزداد شهقات بكاؤها بشكل اربكه للغاية فظل يضمها حتى صارت تقبع فوق جسده كالطفلة الصغيرة تبكي همومها على صدره...

لا تدري لما استسلمت لهدهدته المنتظمة بالغه الرقة بشكل مناقض لخشونة مظهره الرجولي...
زم شفتيه قائلا بنفاذ صبر...
-كفايه هزار لحد كده ؛ انا لازم افهم ايه اللي بيحصلك بالظبط ؛ افتحيلي قلبك يا دعاء انا جوزك خلاص وملكيش غيري!
هزت رأسه بنفي وابتعدت تمسح دموعها قائله...
-انا لازم اروح دلوقتي حالا!
-تروحي فين؟!
-بيتي!
وضع يده على وجهها يجذب انتباها إلى ملامحه الجدية...

-ده بيتك! خلاص الموضوع انتهي الجو القديم و الخزعبلات بقت صفحه قديمة في حياتك انا بس عايز اتأكد من حاجه في دماغي انتي عملتي ليه كده!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة