قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا إلعب يلا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثالث

نوفيلا إلعب يلا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثالث

نوفيلا إلعب يلا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثالث

تركت جملتها مفتوحه لتعبس دعاء قائله بحده...
-امشي يا بت من قدامي انا هدخل استحمي عشان اندمج في الدور اكيد امك جيبالنا وصفه جديده انهارده...
انكمشت ملامح رحمه باشمئزاز متخيله نمرة الليلة مطلقه العنان للسانها بأخبار شقيقتها باخر حجز مع احد الشيوخ بالأرياف!
-يا سواد السواد! ده ولا 3 او 4 ساعات بالميت عشان نوصل هناك!
تخبط صوت بكائها الاعتراضى في صدرها لتردف بحنق...

-ده ايه المرار ده، هو انا اشتكيت لهم ما يسيبوني ملبوسه ولا متنيله!
ضحكت رحمه قبل ان تخرج لتلبي نداء والدتها المطالبة لمساعدتها مع الضيف!
امضي مالك وقت الغداء في الحوار مع والده دعاء ووالدها محاولا فهم تفكيرهم و وجهه نظرهم و تعجب كثيرا بثقتهم العمياء بانها ممسوسه ولم يستطع منع نفسه من السؤال...
-مش يمكن مش عايزة تتجوز فبتعمل كده يعني!
هبت والدتها مدافعه...

-انا بنتي طول عمرها بتحلم تتجوز ويبقي ليها بيت و تلبس فستان الفرح، و قبل ما بسم الله الرحمن الرحيم يجلها بيوم كان متقدم ليها عريس وكانت فرحانه اوي وبتجهز زي اي بنت!
شعر بوخزة غيرة غير مبررة تغاضي عنها بان مشاكسته لا تزال متاحة لمخططه!

بعد مرور اسبوعين تعمد بهما مالك توصيل عامر لبيته يوميا والتقرب منه اكثر مما اتاح له الفرصة للتعرف على الجميع بالإضافة إلى مشاهدته لاحدي نوباتها المفاجأة التي تأتيها بعشوائية على حد قولهم...
ويعترف بمدي احترافها في الخداع و التمثيل، وقرر انه ما ان يحدث نصيب بينهم سيكون شغله الاول هو تحجيم ذلك الجزء الكريه من شخصيتها!

كما انه عمد إلى الذهاب إلى جامعتها مرتين فاكثر يراقب بها افعال مشاكسته ؛ التي تتعامل بجديه و ذكاء سلسل داخل ذلك الحرم!
لا ينكر ان اول ما لجأ اليه بتفسيره هو وجود قصه حب ما تدفعها لأفعالها تلك ولكنها لا تلقي نظرتين على اي شاب بل على العكس فالتعامل مع الشباب يكاد يكون منعدم مما اشعره بسعادة بالغه!

اخرجه من دوامه تحليلاته صوت عامر...
-معلش يا مالك ممكن مكالمه من تلفونك عشان رصيدي فصل!
-ايوة طبعا، اتفضل...
قالها وهو يخرج هاتفه ويمرره اليه...
كاد ينغمس مره اخرى بتفكيره و لكن حديث عامر بالهاتف استوقفه...
-السلام عليكم الشيخ (، ) طيب انا بقالي اسبوعين مستني معادي وكل مره يتأجل...
توقف عن الحديث قليلا ليردف بحده يحاول السيطرة عليها...

-ايوة بس احنا عايزين معاد محدد معشان مبقاش متشحطط كده! تمام الخميس الجاي باذن الله الساعه 8 بليل، مش هنتأخر اكيد!
اغلق عامر الهاتف بحنق واعطاه لمالك...
-شكرا!
-العفو...
تنحنح مالك ليردف...
-هو لسه الراجل ده مقابلكمش؟!
-لسه يا سيدي ؛ سياده البيه المهم ؛ انا لو عليا مش عايز اشوف وشه لولا امي متمسكه اننا نروحله عشان عرفت ناس كانوا نفس الحالة كده و خفوا...

-مع اني مش مقتنع بكل الكلام ده بس ربنا معاكم وبعدين مش يمكن نفسيه يا عامر؟!
وضع عامر قبضته على ذقنه بتعب قائلا بتنهيده...
-مش عارف بقي انا تعبت والله، ومقهور على اختي اوي!
صمت مالك محاولا التخفيف عنه حتى انهوا اعمالهم و عكف إلى توصيله إلى البيت...
نظر له عامر قائلا..
-تعالي اطلع شويه!
-لا تسلم بس ورايا مشوار كده!
-طيب خلاص اشوفك بكره ان شاء الله!
-بإذن الله، سلام!

رفع عامر يده بتحية قبل المضي في طريقه، ليحول مالك سيارته إلى الجامعة حيث توجد دعاء، فقد حفظ جدولها عن ظهر قلب!
فهناك تقبع فرصته الوحيدة في التعرف على شخصيتها الحقيقية...
وصل بعد مده ووقف ينتظر خروجها فهي دائما ما تخرج في هذا الوقت...

جلست دعاء تحت شجرة علها تظلل همومها قبل اشعه الشمس!
زفرت بحنق ناقمة على تفكيرها المستمر بمالك ذلك الشاب الذي يفرض نفسه عليها وعلى بيتها فأصبحت تراه بشكل شبه يومي يتعمد فيها اغاظتها بابتسامته المزعجة التي تشعر بها كمرآه تعكس أكاذيبها الباهتة!..

لا تنكر انها حاولت جاهده اخافته بعروضها المبهرة للشعوذة منذ ايام كما ان نظراته المستهينة دفعتها لان تكاد تقتلع عينيه و تهاجمه بالفعل لولا عامر الذي استمات في محاولته لأبعادها عن مرمي رفيقه كي لا يراها بتلك الحالة، ذلك العرض الذي كان كفيلا بإرهاب الحي كله ولكنه اكتفي بنظراته التهكمية!
-قفشتك!
قالت لمياء بابتسامه واسعه بجوار دعاء قاطعه افكارها!
-ااااه! حرام عليكي يا زفته قلبي وقف!

-معلش معلش كلنا لها، قولي بقي بتفكري في مين؟!
-يا شيخه اتلهي!
قالتها دعاء و هي تقف مستعده للرحيل مستكمله...
-انتي ندله اصلا وانا اللي مستنياكي نمشي سوي!
لم تستطع لمياء امساك ضحكاتها ل تومأ دعاء بغضب و توعد قبل ان تتركها وتغادر...
وقف مالك امام البوابة الجامعية كالمراهقين يرتدي جينز وقميص رفع اكمامه قليلا في خضم ملل الانتظار، ابتسم حين ظهرت امامه وكاد يلحقها عندما رأي مجموعه من زملائها يستوقفونها...

تابع حديثهم وخاصا عندما مال عليها شاب لتجيبه بضحكتها النادرة فتطغو المكان...
شعر بغيره حارقه عندما ابتسم الفتي الهلامي بجوارها و ملامحه يملأها الرضا!

تبا للعقل و الافكار لن يقف مكتوف اليدين تاركا الفتي لمحاولاته في التقرب لها!
اقترب منهم بثقه ليقول...
-مساء الخير، مش يلا يا انسه دعاء، عامر مستنينا في المحل اللي هناك ده!
نظرت له بذهول و صدمه من اين أتي ذلك البغيض! وتذهب إلى اين؟
-افندم؟!
ردت بوعي مشتت ليقول مالك وهو يثبتها بنظرة جامده لم تراها في عينه من قبل...

-اتفضلي يا انسه دعاء اركبي، اخوكي مستنينا اول الشارع بيشتري حاجه وطلب مني اركبك عشان متقفيش في الشارع و حد يضايقك!..
لم يفت عليها توجه نظراته في نهاية جملته لحازم زميلها الذي كاد يقتلها ضحكا عندما اخبرها ان هناك شاب يحاول مغازلته!
لابد ان الآخرة تقترب!
تنحنحت دعاء مبتعدة قليلا وهو يتبعها لتقف في منتصف الطريق بعد ان ابتعدت عن زملاءها قائله بغضب...
-ممكن افهم في ايه بالظبط ؛ انت جاي هنا ليه؟

-انتي العفاريت قصرت على سمعك ولا ايه ماانا قلتلك جاي مع اخوكي!
-هششش وطي صوتك!
ابتسم بمكر واومأ برأسه نحو اصدقائها قائلا بهدوء...
-ايه ده هما ميعرفوش ان ست الحسن مخاويه و لا شكلك بتخاوي بعد الضهر بس، لا فعلا بسم الله ما شاء الله مصروف عليكي الصراحه فول اوبشن!
احمرت وجنتها وقررت تركه والذهاب ولكنه اوقفها بحده رافعا حاجبه بتحدي...
-هتركبي حالا ولا تحبي نبدأ العرض قدامهم!

رمقته نظرة ناريه ثم التفتت لزملائها المتابعين بصمت عن بعد، لابد انهم يحللون في رؤوسهم موقفها معه وبمماطلتها الان تعطيهم فرصه للغوص بتفكيرهم لما هو ابعد!
كم تكره ذلك العنيد المزعج!
اتجهت بصمت نحو السيارة واتبعها مالك في الصعود داخلها و انطلق مسرعا...
نظرت له بذهول قائله...
-اومال فين عامر؟!
ارتفعت شفتيه بابتسامه واسعه ليردف...
-في البيت طبعا!
-في البيت!
-اه البيت اومال هيكون فين انتي ناسيه ولا ايه؟!

-يا واطي يا ابن...
-لا لا هتغلطي هقطع لسانك ميغركيش اللبس النضيف والعربيه اوعي تفتكريني محترم ده انا صايع ولا هيهمني عفاريت ولا غيره!
-انت انسان مش محترم!
-عادي على فكره!
كادت تجن من سماجته لتردف بغيظ قاتل...
-فهمني انت عايز مني ايه بالظبط!
بلل شفتيه بملل قائلا...
-اكيد واحده زيك زي ما بيقولوا كده تلعب بالبيض والحجر عارفه كويس انا عايز ايه يا انسه دعاء؟

زمت شفتيها بتوتر رافضه الإجابة، منذ ان ظهر في حياتها وهو يشع بذبذبات مهدده لمخططاتها!
اتسعت ابتسامته قائلا...
-يا جبروتك ؛ عمري متخيلت اني هشوف حد كده!
جزت على اسنانها لتردف بغيظ...
-خليك في حالك ؛ انت مالك و مالي! جبروت او مش جبروت حاجه متخصكش!
اطلق ضحكه رجولية بحته قائلا بثقه...
-كل حاجه فيكي بقت تخصني خلاص!
-يا سلام يا دلعدي! و ده من ايه ده ان شاء الله، مين مات ووصاك عليا يا عينيه!

نظر لها بعيون ضاحكه اهي عقده الرقي و الهدوء المنظم الذي نشأ بهما ام انه جن تماما ليشعر بابتسامه حقيقيه ترتسم على وجهه لما تتفوه به بنبره شعبيه متأصله...
-عارفه اكتر حاجه مفرحاني في قله ادبك دي؟!
ضاقت عينيها رافضه الرد او عاجزة إلى حد كبير!
ليجيب بعد ثواني بابتسامه وهدوء و كأنه يتحدث عن الطقس...
-اني هستمتع بكل دقيقه وانا بعيد تربيتك من جديد و ساعتها هطلع البلا الازرق مش العفاريت بس من جسمك!

ابتلعت ريقها لما رأته في عينيه من صدق و ثقه تامه لتضحك رغما عنها قائله...
-انتم الرجالة كده مرضي نفسين!
ضحك بشده ليردف...
-ده قصر ديل، هما المرضي النفسين كده بيشوفوا الكل مرضي الا هما كويسين وبعدين اللي بيته من ازاز ميحدفش الناس بالطوب!
(قصف جبهه اقسم بالله ).

نظرت له بكره شديد قائله بحده...
-نزلني حالا!
حرك كتفيه بملل وهو ينتبه للطريق امامه قائلا...
-لا ربع ساعه و هنوصل بيتكم!
-بقولك وقف العربيه ونزلني حالا ياابن ***** و ******
توقفت السيارة بحده ضاغطا على الفرامل بغضب ليلتفت اليها وملامحه خاليه من اي ذره مرح قائلا...
-انا حذرتك!
وبذلك جذب يدها اليسرى بحده وصفعها بشيء من القوة مرتين على ظهرها تماما كالأطفال بينما تسمرت هي بذهول...

تأوهت بألم وغضب وشعرت بدموع الغيظ تتجمع بمقلتيها رافضه الهبوط بعناد فهي قوية و لن تسمح لرجل بأضعافها!
لا تعلم ما الذي اعتراها ولكنها تركت للسانها اللجام وامطرته بوابل من الالفاظ النابية صادمه لذاتها قبل مالك الذي غلب عليه البرود و الاصرار ليقابل كلماتها بضربات متواليه ليدها حتى اصبحت مائله للاحمرار المتوهج...
في نهاية اطروحتها اجهشت في البكاء محاوله باستماته سحب يدها المتألمة...

-هاه حابه تقولي حاجه تاني؟!
نظرت له بغضب و اعين حمراء دامعه رافضه التفوه بأي حرف...
ولكنه صدمها عندما رفع يدها لمقابله شفتيه بقبله رقيقه للغاية وكأنه لم يتسبب لها بالألم منذ ثواني!
و في النهاية يلصق الجنون باسمها ذلك الوغد!
سحبت يدها بحده ولكن ليس قبل ان تصفع يده مره بغل قائله...
-انت مريض، بأي حق تمد ايدك عليا و ازاي ت ت تعمل كده دلوقتي ؛ مش بتقول ان اخويا صاحبك ازاي تسمح لنفسك تلوث عرضه بالشكل ده...

تلعثمت بخجل و غضب لانه يستطيع بسهوله تحريك مشاعر حكمت عليها بالإعدام منذ مده رافضه الشعور كأنثى، ورافضه ان يتحكم بها رجل!
-حيلك حيلك هو ايه اللي عرضه انتي محسساني اني بتهجم عليكي انا معملتش حاجه!
-طبعا ما انت لو متربي كنت عرفت ان مش من الطبيعي انك تبوس ايد بنت!
رفع يده بتهديد لتردف بذعر...
-اه خلاص اسفه اسفه!
-ناس تخاف متختشيش! بالحديث عن الخوف انا هموت واعرف انتي عامله المسلسل ده ليه؟!

ردت بثقه محاوله ايجاد الدور التمثيلي التي اتقنته لأكثر من سنه...
-مين قالك انه مسلسل...
اردف مالك متجاهلا كلماتها...
-مش عايزة تتجوزي و بتذاكري طبيعي بس جو العفاريت والجن ده ايه لزمته...
عقدت ذراعيها ناظرة للأمام بتجاهل مقررة عدم الإجابة ليستمر مالك بكلماته الاستفزازية...
-بتحبي حد وعارفه ان اهلك هيرفضوه؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة