قصص و روايات - قصص خيال علمي :

نوفيلا أوجاست للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الرابع

نوفيلا أوجاست للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الرابع

نوفيلا أوجاست للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الرابع

جلس مازن ثم نظر إلى خاله بندم شديد:
- حالس الخط الزمنى بيلبى النداء فى اى وقت إلا وقت واحد بس
اسرع ثائر ليسأله:
- وقت اية؟
تابع مازن بوجه خائف:
- وقت ما يكون برا باب الشقة بتاعتنا، واضح ان ماما رمته
وضع ثائر يده على وجهه ليقول:
- ربنا يمسيكى بالخير يا اختى، ابنك ودانا ارض تانية وانتى حبستينا فيها، انا عملت اية فى حياتى يارب
ثم نظر إلى مازن ليتابع:
- وهنرجع ازاى يا رئيس الخط الزمنى! اشجينى.

حرك رأسه عدة حركات عشوائية ليقول:
- مس عالف، الحل اننا نستنى لغاية ما يحصل اى حاجة
رفع ثائر حاجبيه قائلاً:
- نستنى لغاية ما يحصل حاجة! عاش اوى يبقى مش هنرجع، اعمل اية بس ياربى، مبسوط انت صح؟ حبستنا ولبستنا
نهض مازن واقترب من خاله وربت على كتفه قائلاً:
- انا اسف يا خالو مكنتس اعلف ان كل ده هيحصل، مس تزعل منى
نزل إليه ثائر لبضع لحظات ثم ابتسم وضمه قائلاً:.

- مش زعلان يا مازن، انا اللى جيت هنا بموافقتى انت ملكش ذنب، المهم دلوقتى بما اننا هنقضى بقية حياتنا هنا يبقى اجهز علشان اقدملك فى مدرسة من بكرا ان شاء الله علشان ميفوتكش حاجة خالص
ابتسم مازن:
- تمام يا خالو.

مضى الليل واشرقت شمس يوم جديد، فتح مازن عينيه ليجد خاله قد اعد الطعام ويرتدى ملابسه وينتظره على مائدة الطعام فأبتسم وهو يقول بصوت شبه واضح:
- صباح الخيل يا خالو
ابتسم ثائر قائلاً:
- صباح النور، قوم يلا اغسل وشك والبس وتعالى علشان نفطر، بسرعة علشان هنشوف المدارس اللى هنا ونقدملك فى مدرسة قبل ما اروح الشغل
وقف مازن وهو يفرك فى عينه ليقول:
- حاضل.

انتهى مازن وجلس لتناول الإفطار مع خاله، كان ثائر ومازن قد انتهوا من تناول طعامهم فى اقل من عشر دقائق وتحركوا باحثين عن المدارس القريبة فأوقف ثائر احد المارة ليسأله:
- متعرفش المدارس اللى هنا فين؟
ضم الشاب حاجبيه قائلاً:
- مدارس؟ يعنى اية مدارس!
لوى ثائر شفتيه ليقول:
- يعنى اية مدارس؟ مكان ياعم بيعلموا فى الاطفال
- اهاا تقصد مذكية
اغلق ثائر عينه ثم فتحها مرة أخرى ليقول:.

- مذكية! بيعلموا الاطفال فى المذكية دى يعنى ولا اية
حرك الشاب رأسه ليقول:
- ايوة طبعا، بص..

وصف الشاب الطريق لثائر الذى شكره واصطحب مازن إلى المدرسة او كما يسمونها المذكية، وصلوا الى مبنى ضخم يتوسط ساحة كبيرة تضم جزء خاص بملاعب كرة القدم وجزء خاص بحمامات السباحة وجزء خاص بالالعاب الاخرى، اعجب ثائر كثيراً بالمدرسة التى علم لتوه انها المدرسة الوحيدة فى العاصمة وتضم جميع طلاب العاصمة اسراء نظراً لضخامتها واتساعها.

دلف ثائر إلى المدرسة بصحبة مازن وتوجه إلى غرفة المدير الذى رحب به كثيرا، جلس ثائر وقال بإبتسامة:
- انا ومازن مش من اوجاست وللأسف مش معانا اى اوراق بس لازم اقدمله هنا علشان هنطول فترة كبيرة ومينفعش اسيبه كدا
ابتسم مدير المذكية وقال بهدوء:.

- احنا هنا مش بنطلب اوراق للطالب غير شهادة ميلاده وبما انه مش معاه اوراق فالمذكية هتتولى المهمة دى وهتعمله شهادة الميلاد، حضرتك بس هتسيبلنا كل بياناته والباقى علينا ويقدر كمان يبدأ من النهاردة بس الاول هيتعمله إختبار علشان نحدد هيبدأ من مستوى كام
ابتسم ثائر ونظر إلى مازن قائلاً:
- حاول تغلط نفسك فى الاختبار وإلا هيقولوا وديه الكلية او الملية على حسب هم مسميين امها اية هنا.

ثم عاود النظر إلى المدير قائلاً:
- تمام، انت هسيب لحضرتك كل البيانات وهسيبه يخلص الاختبار والدراسة، هو هيخلص امتى؟
- بيخلصوا الساعة 5 وده علشان بعد ما بيخلصوا الساعة 1 بيخدوا ساعة راحة ولعب وبعدها المذكيين بيذاكروا معاهم علشان لما يروحوا البيت ميحتاجوش يذاكروا
ابتسم ثائر ونظر إلى مازن قائلاً:
- ابسط يابن المحظوظة
وعاود النظر إلى المدير قائلاً:.

- طيب تمام اوى ده هيكون وقت ما اخلص شغل وهرجع اجيبه فى الوقت ده، ممكن حضرتك تقولى المصاريف بقى؟
حرك المدير رأسه ليقول:
- التعليم هنا بالمجان، التعليم هنا فى اوجاست بالمجان
رفع ثائر حاجبيه:
- كل ده بالمجان! امال لو خاصة بقى هتبقى شكلها عامل ازاى
ضحك المدير ليقول:
- مفيش فى اوجاست تعليم خاص، التعليم كله عام وبنطلع جيل واعى واد المسؤولية.

وقف ثائر بعد ان اطمأن على مازن وسلم على المدير بعد ان أعطاه ورقة بكافة المعلومات عن مازن ثم انخفض الى مازن واردف:
- انا هروح الشغل بقى، خلى بالك من نفسك وركز تمام؟
- تمام يا خالو
رحل ثائر متجها إلى العمل مرة أخرى ومان إن وصل ودلف إلى الداخل حتى تفاجئت ماسا به يقف امامها وظلت على حالتها لثوانٍ حتى ابتسمت وقالت فى سعادة:
- اية ده انت مرجعتش؟
رفع ثائر كتفه ليقول:.

- نفس الاسئلة المصرية، انا واقف قدامك يعنى مرجعتش مصر، شكلى اتحبست على الارض دى باقى عمرى كله
رفعت حاجبيها فى سعادة قائلة:
- بجد!؟
ضيق عينه بتعجب ليقول:
- انتى فرحانة كدا لية؟ بقولك اتحبست هنا على الكوكب
حاولت اخفاء ابتسامتها وقالت:
- طيب والحل اية، هترجع بلدك ازاى؟
لوى ثائر شفتيه قائلاً:
- مش عارف، ادينى هشتغل هنا واحاول اجيب شقة إيجار بدل الفندق اللى بياخد تلتين المرتب ده وربنا يسهلها
ابتسمت ماسا لتقول:.

- متقلقش، ان شاء الله تقدر ترجع ولو مرجعتش اديك قاعد فى اوجاست يعنى ام الدنيا بردو مختلفناش
ضحك ثائر ثم نظ إليها قائلاً:
- صحيح هى اتسمت اوجاست لية؟
بدأت تقص عليه تاريخ أوجاست وهى تعد الطعام وهو يساعدها
- بص يا سيدى، اوجاست دى مكنش ده اسمها، كان اسمها ايجيبت من زمان اوى
رفع ثائر حاجبيه قائلاً:
- ايجيبت!
اومأت رأسها وتابعت:.

- ايوة ايجيبت بس فى يوم حصل تعاون بين 3 دول عملوا عدوان ثلاثى عليها واحتلوا كل جزء من ايجيبت، استمر الاحتلال ده خمس سنين فى ذل وهوان وتعذيب لغاية ما شعبها كله اتفق وفى يوم كله جاب سكاكين الاكل من بيته ونزلوا يهجموا على جنود الاحتلال وفى خلال ساعتين مكنش فيه جندى من الاحتلال عايش، بعدها اوجاست عملت اكبر جيش فى العالم ويعتبر اقوى جيش دلوقتى ومن ساعة اليوم اللى اتحررت فيه ايجيبت اتغير اسمها من ايجيبت لأوجاست وهو شهر اوجاست اللى اتحررت فيه ايجيبت.

كان يتابع ثائر فى شغف حتى انتهت فنطق على الفور:
- ايجيبت دى هى مصر عندنا بس باللغة الإنجليزية، انا شايف انكوا هنا بتستخدموا مصطلحات انجليزى زى الشهور يعنى اوجاست ده عندنا بالعربى يعنى شهر أغسطس، بس تقريباً عندكوا مفيش حاجة اسمها انجليزى وعربى، اللغة عربى لكن بعض المصطلحات انجليزى صح
هزت رأسها بعدم فهم قائلة:.

- انا مش فاهمة اية الانجليزي اللى بتتكلم عنه ده بس دى لغتنا اللى اتولدنا ولقينا اجدادنا بيتكلموا بيها بس حاسة من كلامك ان فيه شبه كبير اوى بين اوجاست ومصر
ضحك بعد ان هز رأسه ليقول:
- شبه كبير جدا، يعنى عندك العدوان الثلاثى دى حصل على مصر واتحررت وبريطانيا احتلتنا وحررناها واخرهم اسرائيل واديناهم درس عمرهم ما هينسوه وطردناهم ودلوقتى عندنا جيش من اقوى الجيوش
نطقت ماسا مازحة:.

- خلاص يا سيدى اعتبرها مصر ومتزعلش انك مش عارف ترجع
ضحك ثائر قائلاً:
- طيب يا ستى وهو كذلك، صحيح قولتيلى الاكلة اللى بتعمليها دى اسمها اية؟
اجابته على الفور:
- نقاز
ضحك ثائر وخبط بيده على يده الأخرى وهو يقول:
- طيب ممكن اطمن على ضهره؟
ضمت حاجبيها بتعجب قائلة:
- اية مش فاهمة
هز رأسه ليقول:
- متاخديش فى بالك، انا هعمل بقى النهاردة محشى ورق عنب، هتدوقى بقى اجمد أكلة فى مصر والعالم كله
ابتسمت ماسا لتقول:.

- طيب وانا مستعدة، يلا بينا.

مرت الايام واصبح الجميع يتوافدون إلى هذا المعم دونا عن غيره من المطاعم لما يقدمه من وجبات وأطعمة مختلفة والتى يطهوها ثائر واصبح اشهر مطاعم العاصمة وارتفع اجر ثائر، اصبح المطعم مزدحم جميع ايام الاسبوع وكان ينتظر يوم إجازته حتى يستريح من عمله.

أما عن مازن فنجح فى الاختبار وبدأ دراسته من المستوى العاشر الاول الثانوى مما أثار دهشة ثائر، كان متفوقاً فى دراسته وحصل على المركز الأول على مستوى اوجاست فى عامه الاول.

مر عام وتطورت العلاقة كثيرا بين ثائر وماسا التى لم تفارقه فى العمل وتعلمت منه جميع وصفات الطعام المصرى وعلمته أيضاً الكثير والكثير من الوصفات الاوجاستية حتى اتى ذلك اليوم الذى اكتشف فيه ثائر قوته الخارقة التى تميزه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة