قصص و روايات - قصص خيال علمي :

نوفيلا أوجاست للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الخامس والأخير

نوفيلا أوجاست للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الخامس والأخير

نوفيلا أوجاست للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الخامس والأخير

مر عام وتطورت العلاقة كثيرا بين ثائر وماسا التى لم تفارقه فى العمل وتعلمت منه جميع وصفات الطعام المصرى وعلمته أيضاً الكثير والكثير من الوصفات الاوجاستية حتى اتى ذلك اليوم الذى اكتشف فيه ثائر قوته الخارقة التى تميزه...

انتهوا من عملهم وجلس ثائر على الكرسى ليأخذ أنفاسه بعد شقاء وعناء العمل الذى اصبح صعب فى الأونة الأخيرة، رفع بصره ليجد ماسا تمسك بقلبها وتتنفس بصعوبة فنهض سريعا واتجه إليها، نطقت ماسا بصعوبة:
- قلبى يا ثائر مش قادرة، هموت
نطق ثائر على الفور:
- لا متقوليش كدا يا ماسا، انتى هتبقى كويسة خليكى هنا
اسرع ثائر إلى الخارج وأبلغ مالك المطعم الذى اسرع بصحبة ثائر واحضروا عربة إسعاف لتنقل ماسا إلى المستشفى...

خرج الطبيب فأتجه ثائر إليه قائلا:
- مالها يا دكتور؟
اغلق الطبيب عينيه ثم نظر إلى ثائر ونطق بحزن:
- ماسا عندها ستوبلاست، ده مرض بيجى فى القلب وبمجرد ما يجى بينهى حياه الشخص، اسف، قدامها ساعات قليلة اوى
حرك رأسه بعشوائية:
- ازاى يعنى مرض فى القلب يموت بالسرعة دى؟ ازاى ملوش علاج؟ انا على ارضى كل حاجة ليها علاج، هنا مفيش ليية؟
لم يفهمه الطبيب لكنه علم ان حديثه بسبب صدمته فنطق قائلاً:.

- انا اسف اوى، ياريت تفضل معاها الوقت اللى باقى ده.

رحل الطبيب واسرع ثائر إلى غرفة ماسا ليجدها نائمة على السرير وتنظر إليه بضعف فأقترب منها وجلس وهو يقول:
- الف سلامة عليكى يا ماسا، انتى كنتى كويسة، لية حصلك كدا فى وقت صغير كدا!
نطقت ماسا بضعف:
- المرض ده بيجى لواحد من ضمن مليون وحظى ان انا اللى اختارنى المرض ده، للأسف وقت صغير اوى وهموت، مش هتشوفنى تانى
- متقوليش كدا يا ماسا انتى هتبقى كويسة
تابعت الحديث:.

- انت عارف، السنة اللى قضيتها معاك دى احسن سنة فى حياتى، كان ليها معنى عن باقى سنين حياتى، انت عرفتنى معنى السعادة والحب السنة دى، انا مش محتاجة حاجة من الدنيا تانى كفاية انى اموت وانت جنبى
امسك ثائر بيدها بعد ان انهمرت دموعه وقبلها وهو يقول:.

- انا عمرى ما عرفت الحب غير معاكى يا ماسا، انتى كل حياتى، انا قعدت على الارض دى وقبلت ان اعيش عليها علشان انتى معايا، هتخفى وترجعى ونتجوز ونعيش مع بعض باقى حياتنا، متسيبنيش لوحدى.

ابتسمت من بين دموعها ومدت يدها لتلامس وجهه بضعف حتى سقطت يدها واغلقت عينها لتعلن وفاتها...
- ماسا! ماسا ردى عليا
ظل ثائر يهز بجسدها بقوة وهو ينادى عليها
- ماسا لا متسيبنيش، مش هقدر اعيش من غيرك، بالله عليكى انا مش هقدر اعيش من غيرك، انا هاخدك الارض بتاعتى حالا وهم هيلاقوا حل هناك
ثم وقف واخذ ينادى بأعلى صوت يمتلكه
- انت فين يا قوقعة؟! انا عايز ارجع الارض بتاعتى، انت فيييين.

نادى ثائر بأقوى صوت يمتلكه لكن دون جدوى فتحرك مرة أخرى إلى ماسا واضمها إلى صدره وهو يبكى بشدة ويقبل وجهها بجنون ويضمها مرة أخرى واخذت دموعه تتساقط على وجهها وإذا بضوء ينير وجهها ويجعلها تسحب انفاسها بصوت عالى وتفتح عينها مجددا معلنة رد روحها إليها من جديد.

كان ثائر يتابع كل هذا فى صدمة حتى رأها مرة أخرى بخير فضمها بشدة وهو يقول:
- ماسا، الحمدلله الحمدلله
جلست ماسا واخذت تتحسس وجهها فى صدمة وتنظر إلى ثائر الذى تغطى الدموع وجهه والى وجهها الغارق بالدموع فنطقت بصدمة:
- اية اللى حصل؟ انا مش حاسة بتعب! انا فاكرة ان روحى اتسحبت وبعدين محستش بحاجة، ثائر حصل اية؟
ضمها ثائر مرة أخرى ثم نظر إليها وشرح اليها ما حدث حتى انهى كلامه قائلاً:.

- وبعد ما وشك نور قومتى
ثم برق عينيه وابتعد وهو يقول:
- اية؟ دى قوتى اللى بتميزنى؟
حركت رأسها بإبتسامة قائلة:
- ايوة يا ثائر، دموعك بتشفى القلب او بتبدله بقلب جديد
ضم ثائر حاجبيه ولمس دموعه التى مازالت متلاصقة بوجهه ثم نظر إليها قائلاً:
- لا لا متقوليش انى بقيت ربانزل!
ضحكت قائلة:
- واضح انك بقيت ربانزل فعلا
اقترب ثائر مرو أخرى وضمها بقوة وهو يقول:.

- مش مهم، المهم انى انقذتك من الموت ودى الحاجة الوحيدة اللى عايزها
ابتسمت ماسا وشعرت بالطمأنينة بين ذراعيه فأعتدل ثائر مرة أخرى قائلاً:
- بس حكاية الدموع دى محدش يعرفها نهائى وبالخصوص مازن علشان هيقلبها تحفيل عليا ويسمينى خالو ربانزل وانا مش ناقص
ضحكت قبل ان تهز رأسها بالموافقة لكن تلك المرة هى من ضمته إليها ونطقت بحب:
- بما انك انقذتنى فكدا هيزيد ليك خمس سنين
ضم حاجبيه بدهشة ليقول:
- مش المفروض سنة؟

تابعت:
- سنة لو هتنقذ حياة شخص عادى انما لو حبيبك خمس سنين
ابتسم ثائر قائلاً:
- مش فارقة معايا، المهم انى هعيش معاكى باقى حياتى.

تبدلت إبتسامة ماسا وتغيرت ملامح وجهها لتقول:
- ثائر انا عندى سر
ضم ثائر حاجبيه قائلاً:
- سر اية؟
- انا اعرف ازاى ترجع الارض بتاعتك وكنت عارفة طول السنة اللى فاتت بس خوفت اقولك تسيبنى، اسفة يا ثائر غصب عنى، انا انانية مكنش ينفع اعمل كدا واخبى عنك الحكاية دى وبما انك انقذتنى من الموت دلوقتي فأنا هقولك ترجع ازاى لأرضك ومتزعلش منى بالله عليك
اقترب ثائر منها مرة أخرى ورفع يده لتلامس وجهها ونطق بحب:.

- مش زعلان منك يا ماسا، زى ما قولتلك دى احسن سنة قضيتها فى حياتى علشان كنت معاكى، انا المفروض اشكرك على انك خبيتى عليا علشان افضل معاكى الفترة دى كلها.

ابتسمت ثم امسكت بيده قائلة:
- طيب يلا بينا، هترجع ارضك دلوقتى
انهى ثائر إجراءات الخروج وابدى الطبيب اندهاشه وتعجبه لنجاه ماسا من هذا المرض المميت ورغب فى معرفة كيف نجت بهذه السهولة لكن فضل ثائر عدم الحديث ورحل بصحبة ماسا متجهين إلى الفندق، احضروا مازن واخذتهم ماسا إلى مكان خالى من البشر يبشه الصحراء ووقفت مستعدة فأوقفها ثائر قائلاً:
- هتعملى اية
ابتسمت ماسا قائلة:.

- لو مازن يبقى رئيس الخط الزمنى فأنا ابقى حارسة الخط الزمنى الاولى ورئيسة حراس الخط الزمنى فى كل العوالم.

انهت كلمتها واطلقت شعاع ضخم من عينها فى الهواء واخذت حدة الشعاع تزداد حتى تسبب فى عمل ثقب دائرى كبير، اختفى الشعاع ونظرت إلى مازن وانحت إليه قائلة:
- ارجوا ان تسامحنى يا مولاى، كنت اعلم سبيل العودة طوال الوقت ولم اتحدث، انا الان مستعدة للعقاب
ابتسم الطفل مازن والقى بنفسه بين ذراعيها قائلاً:
- مفيس الكلام ده بينا يا ماسا، مس هنسى اللى عملتيه معايا طول السنة دى، هتوحسينى اوى.

انهمرت دمعة من عينها قائلة:
- وانت كمان يا مازن
ثم اعتدلت لتنظر إلى ثائر الذى اقترب منها بهدوء حتى وصل إليها و امسك بيدها قائلاً:
- مش عايز امشى واسيبك، تعالى معانا يا ماسا نتجوز هناك ونعيش مع بعض
انهمرت الدموع من عينيها ورفعت يدها لتمسك بوجهه قبل ان تقول:
- ياريت ينفع، انا رئيسة حراس الخط الزمنى وده مكانى مينفعش اسيبه نهائى، ده القانون الزمنى
اسرع ثائر ليقول بلهفة:.

- مازن هو رئيس الخط الزمنى وهينفع عادى
حركت رأسها قائلة:
- مش هينفع يا ثائر، رئيس الخط الزمنى مكانه الارض الاولى ومعاه كذا حارس ورئيسة حراس الخط الزمنى مكانها الارض التانية وباقى الحراس متوزعين على باقى الاراضى والكواكب التانية ولو انا سبت الارض دى هيحصل خلل فى الخط الزمنى وممكن الارض بتاعتى كلها تتدمر، روح انت يا ثائر اهلك مستنيينك انت بقالك سنة مختفى، روح.

ضمها ثائر بقوه واخذ يقول:
- هتوحشينى اوى يا ماسا، مش عارف هعيش ازاى من غيرك
- ولا انا يا ثائر، روح يلا البوابة هتقفل
ابتعد عنها وتحرك بأتجاه مازن وامسك بيده ثم نظر خلفه ليجدها تلوح بيدها لتودعه فأبتسم بألم وتابع التحرك نحو طريقه إلى الأرض رقم واحد، ما إن دلفوا إلى الثقب حتى أُغلق...
جلست ماسا على الأرض وانفجرت بالبكاء، كانت ترغب فى الذهاب معه بشدة لكن هذا قد يعرض كوكبها للخطر..

نهض ثائر من على أرضية غرفته ونظر إلى مازن قائلاً:
- وصلنا، احنا لو خرجنالهم كدا هيجيلهم سكتة قلبية من الخضة
وقف مازن وتحرك تجاهه وهو يقول بصوت منخفض:
- اية رأيك نخبط على باب الاوضة من هنا وهم يفتحوا يلاقونا
رفع ثائر حاجبيه ليقول معترضا:
- ده كدا انيل، لو الاول كانوا هيموتوا من الخضة دلوقتى هتعذبهم قبل ما يموتوا
صمت مازن ثم تذكر شئ فنطق:.

- اية رأيك اخلج انا وأجلى على ماما احضنها علطول وبعدين لما يستوعبوا انت تخلج وبكدا نقلل الخضة
صمت قليلاً ليفكر فى ما قاله مازن حتى اقتنع وهمس قائلاً:
- طيب بس اخرج الاول براحة مش تخرج تجرى عليها علطول وإلا امك هتوحشك طول عمرك
- طيب.

خرج مازن وتحرك ببطئ ليجد والدته فصاح:
- ماما!
نظرت الام إليه بسرعة شديدة ولم تستعب ما تراه فتحرك بإتجاهه وارتمى بين ذراعيها، ضمته امه بحب شديد واخذت تقبله قائلة:
- مازن حبيبى، حبيبى، اية اللى حصل، كنت فين وجرا اية
هنا خرج ثائر صائحا:
- ها نحن هناااا اخيراااااا.

اسرعت والدة ثائر تضمه فى حب ثم حضنته شقيقته وضمت الجدة حفيدها بحب واجتمعوا جميعاً، كانت علامات الاستفهام هى السائدة على وجه والدة مازن ووالدتها
بدأ ثائر يقص ما حدث عليهم ومازن يؤكد كلامه بينما هم يحاولون التصديق ويسألون عدة أسئلة عن هذا الكوكب الاخر حتى مرت ساعتين وبدأوا فى الاقتناع، نهض ثائر وهو يقول:
- انا تعبان اوى هخش اريح شوية، ثوانى هاخد منكوا مازن عايزه فى حاجة على السريع.

واصطحب مازن متجهاً إلى غرفته...

كانت تعمل فى المطعم وتحاول إشغال نفسها حتى لا تفكر بثائر وتعود لبكائها مجدداً، اطلقت شعاع ليزر من عينيها لتشعل الموقد لكنها شعرت بحركة خلفها فألتفت على الفور لتجد حبيبها و منقذها امامها وعلى وجهه إبتسامة فأسرعت والقت بنفسها بين ذراعيه قائلة:
- ثائر، ياااه انت سايبنى بقالك اربع ساعات بس عدوا عليا سنين، انت رجعت لية وازاى!
ابتسم ثائر لينظر إليها ويقول:.

- رجعت علشان اعيش مع حب حياتى وقلبى، ازاى فدى بقى سهلة، بما ان اخويا رئيس الخط الزمنى خليته يعينى نائب ليه وبقيت نائب رئيس الخط الزمنى، مازن لسة صغير مبيعرفش يفتح البوابة بس انا كبير واعرف ازاى افتحها ودلوقتى انا الرئيس بتاعك على الكوكب ده
انحنت ماسا بإبتسامة لتقول:
- ماسا ملكك يا مولاى
ضمها بحب إلى صدره قبل ان يقول بهدوء:.

- دى اجمل واغرب قصة فى الوجود، مكنتش عارف ان حياتى الكئيبة هتبقى ممتعة وجميلة كدا
ابتسمت ماسا قائلة:
- انت عملت لحياتى معنى يا ثائر وبما انك اتنازلت وفضلت تيجى وتعيش معايا على ارضى فأنا عملالك مفاجأة
ضم حاجبيه ليقول بقلق:
- اوعى تكون المفاجأة انك قولتى لحد على قوتى الخارقة
ضحكت قائلة:
- قصدك ربانزل.

- وات ايفر بقى، بلاش ربانزل علشان بتعصبنى انا خايف اكتشف فى يوم من الايام ان شعرى بيرجع العواجيز شباب وانى الامير المفقود، ساعتها هبقى مسخرة تحفيل
ضحكت بشدة ضحكات متتالية حتى هدأت وقالت:
- لا المفاجأة مش دى، فاكر انا قولتلك الجواز بيتم فى اوجاست ازاى!
رفع إحدى حاجبيه قائلاً:
- ايوة بإن البنت تبوس الراجل وهوب يبقى كدا اتجوزا وبيتضاف على عمرهم خمس سنين باين
- برافو، كويس انك فاكر ودلوقتى استعد للمفاجأة.

و...
اسرعت ماسا وبدأت فى تقبيل ثائر الذى لم يتوقع منها ذلك رغم طرحها للسؤال منذ قليل، ظلت على حالتها ثم اعتدلت قائلة:
- دلوقتى احنا اتجوزنا رسمى.

نظر إلى عينها لثوانٍ وكأنه غرق فى جمالهما وما ان عاد إلى وعيه حتى قبلها هو الاخر ليتبادلوا القبلات ليعلنوا بداية حياة جديدة على الارض رقم اثنين...

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة