قصص و روايات - قصص خيال علمي :

نوفيلا أوجاست للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثاني

نوفيلا أوجاست للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثاني

نوفيلا أوجاست للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثاني

نطق الرجل قائلاً:
- انا من الصبح تايه بدور على مكان اسماء، متعرفش اركب اية؟
ضغط ثائر على يده بقوة ونطق قائلاً:
- يارب صبرنى، معرفش لا ست الحسن والجمال اسماء تبقى فين
حرك الرجل رأسه بالنفى ليقول:
- لا لا هى مش ست، دى منطقة
رفع ثائر حاجبيه بتعجب قائلاً:
- منطقة! هى اسماء المناطق هنا بأسماء بنات ولا اية؟
- مش فاهم انت تقصد اية بس شكلك مش من هنا
حرك ثأر رأسه بإبتسامة:.

- لا الصراحة مش من هنا، ممكن تقولى احنا فين دلوقتى؟
اجابه الشاب قائلاً:
- احنا فى اسراء
صرخ ثائر ضاحكاً بأعلى صوت يمتلكه فنظر الجميع عليه وظل على حالته حتى عاود النظر إلى الشاب ليقول:
- احنا فى اسراء؟ قول والله
تعجب الشاب من طريقته فنطق قائلاً:
- ايوة والله، اسراء العاصمة
عاد ثائر للضحك من جديد وهو يضرب بيده على يده الأخرى وسط دهشة الشاب بضحكاته فنطق قائلاً:
- انت بتضحك لية؟ هو انا قولت نكتة.

اعتدل ثائر فى هيئته ونطق بإبتسامة:
- سورى معلش، الواحد مضحكش كدا من ساعة العدوان الثلاثى يا جدع، معلش اصلى مش من مصر بقى
ضيق الشاب حاجبيه قبل ان ينطق متسائلا:
- تقصد اية بمصر؟
اختفت ابتسامة ثائر ليقول:
- نعم! احنا مش فى مصر؟
- انا مش عارف انت بتتكلم عن اية لكن احنا فى اسراء مش مصر
ضيق عينيه ثم أشار إلى اليافطة الكبيرة وقال:
- امال اية مرحباً بك فى ام الدنيا دى؟
اجابه الشاب على الفور قائلاً:.

- ام الدنيا هى اوجاست
رفع ثائر حاجبيه ثم ضيق عينيه وأخذت تعابير وجهه تتغير حتى قال:
- اوجاست هى ام الدنيا! لحظة بقى علشان دماغى جابت ايرور، ام الدنيا بتاعتنا؟ ولا بتاعتكوا؟
مد الشاب رأسه ليقول بغضب:
- نعم؟
حرك ثائر رأسه عدة حركات عشوائية ليقول:
- مقصدش وربنا إهانة، انا عايزك تدلنى بس على مطعم اجيب منه اكل ممكن؟
ابتسم الشاب ثم أشار إلى احد المطاعم القريبة قائلاً:.

- عندك مطعم هنا اهو وفيه فى اخر الشارع ده بردو مطعم
ابتسم ثائر للشاب وقال:
- شكرا
- عفوا
رحل الشاب وتحرك ثائر بإتجاه المطعم وهو يلتفت فى كل اتجاه ويتأمل الشوارع النظيفة والمبانى الضخمة العاليه والنظام الشديد، وصل أخيرا إلى المطعم وحينها تذكر بأنه لا يملك النقود حيث كان نائم قبل مجيئه إلى هنا، خبط على رأسه قائلاً:
- منك لله يا مازن انت وامك، ادينا متشردين فى الشوارع ومش لاقين ناكل.

تحرك إلى الخارج والحزن يسيطر على وجهه لا يعلم إلى اين يتجه ومن اين سيأتى بالطعام فدلف إلى داخل المطعم مرة أخرى وسأل أحد العاملين قائلاً:
- بكام الفرخة؟
أجابه العامل قائلاً:
- الفرخة ب نص جنية
اتسعت عينا ثائر ليقول:
- نص جنية! ياعم بقولك فرخة مش قرص طعمية
- ايوة الفرخة بنص جنية، اى جزء من نص جنية مش فاهمه؟
رفع ثائر يده ليقول:
- اسف اصلى مش من توست
تحدث الرجل مسرعاً:
- قصدك مش من اوجاست.

حرك رأسه بالايجاب قائلاً:
- ايوة هى دى
تعجب العامل قائلاً:
- بس شايف ان لهجتك زى لهجتنا، ازاى مش من اوجاست!
- يااااه دى قصة طويلة، شكرا يا عم.

رحل ثائر عائداً إلى الإستاد مرة أخرى لكنه تفاجئ بعدم وجود مازن فوضع يده على رأسه ليقول:
- هو يوم باين من اوله، راح فين ده كما...
لم ينتهى من كلمته حتى صرخ مازن من خلفه فصرخ ثائر هو الآخر فألتفت ليجد مازن يضحك بشدة فصرخ فيه:
- حد يخض حد كدا يا زفت انت؟
شعر مازن بالخوف من صياح خاله وكادت الدموع تخرج من عينيه حتى أدرك ثائر انه تمادى فى غضبه فأنخفض وضمه قائلاً:.

- متزعلش خلاص مكنتش اقصد، معلش انا متعصب علشان مش معانا فلوس وهنبات فى الشارع ومش هنلاقى اكل
ابتعد مازن عنه ووضع يده فى جيب بنطاله وسحب منه مال واعطاه إلى ثائر قائلاً:
- خد فلوس اهى
ضم ثائر حاجبيه فى دهشة وهو ينظر إلى المال ويقول:
- أية ده جبت الفلوس دى منين! دى نفس شكل الفلوس اللى الناس بيدفعوها هنا
اسرع مازن فى الرد عليه ليقول:.

- حالس الخط الزمنى قبل ما بيودينى مكان بيدنى فلوس تكفى اسبوع فى المكان ده وبتبقى نفس عملة المكان اللى هنقعد فيه
ابتسم ثائر قائلاً:
- ونبى فيه الخير حارس الخط الزمنى ده، انت قولتلى اسمه اية؟
- قوقعة، اسمه قوقعة
- يارتنى ما سألت، طيب يلا بينا نروح نجيب اكل بقى علشان انا عصافير بطنى بتنونو.

تحرك ثائر بصحبة مازن الصغير وذهبا إلى نفس المطعم و طلب له ربع دجاجة مع الخبز وباقى المحتويات وطلب لمازن نفس ما طلبه وبدأوا فى تناول الطعام حتى نطق مازن قائلاً:
- فيه حد يفطل فلاخ يا خالو؟
أجابه ثائر وهو يضع الطعام فى فمه:
- مش هتصدق لو قولتلك ان دى الحاجة الوحيدة اللى عرفتها فى المنيو، الباقى كنوش على بطوش وحاجات غريبة كدا
حرك مازن رأسه بعشوائية وهو يقول:.

- بسيطة يا خالو بطوش يعنى بط و كنوش يعنى كنافة
نظر ثائر بضع ثوان إلى مازن فى دهشة ثم نطق:
- تصدق ممكن بردو، كمل اكل كمل خلينا نقوم نشوف اى اوضة فى اى فندق وننام احسن شايفك تسعة قدامى
- طيب.

انتهوا من تناول الطعام وظلوا يبحثوا عن الفنادق القريبة حتى وجدوا فندق أخيرا بسعر مناسب وهو جنيه واحد فى الليلة، صعدا الى الغرفة وقفز ثائر على السرير وفرد جسده فصعد مازن هو الآخر...
نظر ثائر إلى مازن قائلاً:
- نام يلا بقى علشان نصحى على بليل كدا ننزل نجيب هدوم بدل اللبس بتاع النوم اللى احنا لابسينه ده وادور على شغل علشان مش معانا غير 8 جنيه ونص من اصل 10 جنيه ومش هيكفونا اكل وفندق طول الاسبوع.

ابستم مازن قائلاً:
- اسطا عليك يا خالوا لما تفكر
رفع ثائر إحدى حاجبيه قائلاً:
- اشطا عليا! طيب ياسيدى، زمان امك قالبة الدنيا عليك دلوقتى وقلبها مرعوب، هو ينفع نتصل بيها نطمنها؟
حرك رأسه بالرفض ليقول:
- احنا فى عالم تانى غيل بتاعنا، مس ينفع
فكر ثائر قليلا ثم عاود الحديث مرة أخرى ليقول:
- طب ينفع حارس الزمن يطمنها؟!
- لا طبعا مس ينفع، ده يعتبل لعبة ولو اتكلم ممكن يجبلهم سكتة قلبية من الخضة.

وضع ثائر يده على رأسه قائلاً:
- اها تصدق عندك حق، ربنا يستر بقى ويعدى الاسبوع ده على خير، يلا نام بقى.

خلد الاثنين فى نوم عميق لم يناماه من قبل حتى مضى النهار وغربت الشمس، إستيقظ ثائر وفتح عينيه بصعوبة ليجد مازن يقرأ بعض الكتب فنطق ثائر بصوت نائم:
- رئيس خط زمنى ومثقف كمان، ربنا يزيدك يا عمنا
ترك مازن الكتاب ونظر إلى خاله قائلاً:
- ده كله نوم! انت نايم بقالك تسع ساعات
فرك ثائر عينيه وهو يقول:
- ياااه دا انا نمت نوم منمتهوش من ساعة ما اتولدت، النوم على الكوكب ده جامد.

- اها طبعا علسان مفيس ابلاج اتصال وسبكات ومفيس موبايل هنا فالنوم مليح
ضيق ثائر عينيه بدهشة ليقول:
- انت متأكد انك فى كى جى تو ياض؟
حرك مازن رأسه بالايجاب قائلاً:
- ايوة
تابع ثائر حديثه:
- امال ليه حاسك متخرج وواخد دكتوراه كمان!
- ما الميس بتاعتى قالت لماما تدخلنى ابتدائى علطول علسان انا ذكى فاهم كل حاجة بس ماما مس لاضية علسان ابقى دلست كل حاجة
اعتدل ثائر وهو يقول:.

- ابتدائى اية! انت تخش على تحضير الدكتوراه علطول، اما نرجع بس واشوف امك نبقى نشوف الحوار ده، المهم يلا جهز نفسك علشان ننزل نشترى لبس
وقف مازن وهو يقول:
- انا جاهز، يلا بينا
وقف ثائر هو الاخر قبل ان يقول:
- هاخد دش على السريع كدا واخرجلك
- طيب.

دلف ثائر إلى الحمام وما هى إلا دقائق قليلة حتى انتهى وعاود إرتداء ملابسه القديمة مرة أخرى ثم اصطحب مازن وخرج إلى الخارج، وقف ثائر ينظر حوله فى الشارع لا يعرف الطريق فذهب إلى احد الاشخاص وهو يقول:
- لو سمحت مفيش محل ملابس قريب من هنا؟
حرك رأسه قائلاً:
- لا هنا لا، هتركب ميكروباص من هنا وتنزل اسماء هتلاقى محلات ملابس كتير هناك
ابتسم ثائر قائلاً:
- شكرا.

عاد الى مازن مرة أخرى وامسك بيده واوقف إحدى سيارات الميكروباص وهو يقول:
- اسماء يسطى؟
اجابه السائق بصوت غليظ:
- ايوة اطلع بقى بسرعة احسن الظابط جاى
دلف ثائر إلى السيارة ثم سحب مازن واجلسه بجواره ونظر إلى السائق مرة أخرى قائلاً:
- الأجرة كام يسطى
أجابه السائق بنفس الصوت:
- 5 قروش وهات فكة علشان معيش فكة
نظر ثائر إلى مازن قائلاً:
- تختلف العوالم ويفضل سواقين الميكروباص على مبدأهم.

ثم نظر إلى الرجل العجوز الذى يجاوره ونطق قائلاً:
- معاكش فكة نص جنية يا حاج؟
نظر إليه الرجل العجوز ولم يرد فرفع ثائر حاجبيه قائلاً:
- اية ياعم هو انا بقولك ريحتك وحشة! انا بقولك معاك فكة يعنى ترد تقول اها او لا
نظر الرجل العجوز إليه مرة أخرى ثم عاود النظر امامه دون ان يتحدث
تابع ثائر بغضب:
- اية ام الكوكب المتوحد ده، حد معاه فكة نص جنية يا جماعة!
اجابه شاب من الخلف:
- ايوة خد ربع والباقى قروش اهم.

اعطاه النصف جنيه واخد منه النقود ثم اعطى السائق الأجرة وهو يقول:
- ونبى يسطا بقى متنساش تنزلنا اسماء
أجابه السائق:
- حاضر
ماهى إلا دقيقة حتى عاود ثائر طلبه مرة أخرى:
- متنساش يسطا بالله عليك اول ما اسماء تيجى تنزلنا
- حاضر ياعم عرفنا
مرت دقيقتان فعاود ثائر طلبه مرة أخرى:
- اسماء عدت يسطى!
نطق السائق بصوت اجش وغاضب:
- قولتلك ياعم لما تيجى زفت اسماء هنزلك، متوجعلناش دماغنا بقى
رفع ثائر يده قائلاً:.

- خلاص ياعم بص قدامك بقى احسن تعمل بينا حادثة مش ناقصة
مرت خمس دقائق فشعر ثائر بأن المسافة طويلة فسأل السائق:
- هو لسة كتير على اسماء يسطى!؟
جاء الرد الصادم من السائق الذى صاح قائلاً:
- اسماء عدت من زمان ياعم، مقولتليش لية؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة