قصص و روايات - قصص خيال علمي :

نوفيلا أوجاست للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثالث

نوفيلا أوجاست للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثالث

نوفيلا أوجاست للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثالث

جاء الرد الصادم من السائق الذى صاح قائلاً:
- اسماء عدت من زمان ياعم، مقولتليش لية؟
صرخ ثائر بأعلى صوته:
- تصدق انك سواق بارد، منا من الصبح بقولك اسماء اسماء شكلك مصطبح على المسا
اوقف السائق السيارة وصاح بثائر:
- خلاص ياعم انت، هتنزل ولا هتكمل فى يومك اللى مش فايت ده؟
أخيرا تحدث الرجل العجوز ليقول:
- هتنزل وترجع مكان ما مشينا حوالى خمس دقايق مش
نظر إليه ثائر بغضب وهو يقول:.

- اما انت عارف انى عايز انزل اسماء ياحاج لما جت مقولتليش لية؟ ده انتوا شعب خنازير، يلا يا مازن انا مرارتى اتفقعت
ترجل من السيارة بصحبة مازن واغلق بابها بغضب ثم اوقف احد المارة ليسأله عن الطريق فأرشده وظلوا فى طريقهم حتى وصلوا أخيرا ودخلوا احد المحلات الموجودة بالمنطقة واخذوا يقيسوا بعض الملابس حتى اختار ثائر قميص وبنطلون جينز واختار مازن بنطلون جينز وتيشيرت واتجه لمحاسبة البائع وهو يقول:
- كام!

اجابه البائع:
- الطقم ده ب 3 جنيه والطقم ده ب 2 جنيه
اعطاه ثائر المال وخرج وظل يمشى بضع امتار حتى وجد حشد كبير على مقهى فى منتصف الشارع وفجأة صرخ الجميع بصوت واحد
- جوووووووول
نظر ثائر إلى مازن قائلاً:
- شكله ماتش مهم تعالى نتفرج
اجابه مازن:
- ماسى يا خالو يلا بينا
اقترب ثائر من احد المشجعين الجالسين وسأله:
- مين اللى بيلعب؟
اجابه وهو ينظر إلى الشاشة:
- الاهلى والزمالك.

اسرع ثائر إلى المقدمة واحضر الكرسى واجلس مازن على قدمه وظل يتابع المباراة فى دهشة حيث كان اللاعبين هم تماماً اللاعبين على كوكب الأرض 1، انفعل ثائر بشدة مع المباراة حتى اتى هدف فصرخ مع الجماهير:
- جوووووووووول، كدا كدا يا زمااالك الدورى فى الجزيرة عامل فيها بطل وهو بتاع بليلة
اعجب الجميع بهذا الهتاف فظلوا يرددوه فى جو من الفرحة بإنتصار الاهلى المعتاد على الزمالك.

نهض ثائر وهو فى سعادة ورحل بصحبة مازن الذى نظر إليه قائلاً:
- مالك فرحان كدا لية يا خالوا؟
ابتسم ثائر قائلاً:
- تخيل ان مهما اختلفت العوالم والخطوط الزمنية الاهلى بيكسب الزمالك بردو، يلاهوى على الجماال بس انا مستغرب من حاجة واحدة
- حاجة اية؟
نطق ثائر:
- اللاعيبة كانوا هم نفس اللاعيبة اللى فى عالمنا
وقف مازن ليشرح لخاله وبدأ قائلاً:.

- ما كل اللى على الالض بتاعتنا هم هم اللى على الاض دى واى الض تانية بس اللى بيختلف الوظايف، يعنى مثلا واحد على الضنا مهندس ممكن يبقى هنا دكتول، فهمت!
حرك ثائر رأسه بفهم:
- اها فهمت، معنى كدا ان نسختنا موجودة هنا، تصدق انا بدأت استمتع فعلا بالارض دى بس الاهم دلوقتى الاقى شغل علشان الفلوس اللى معانا بتشطب.

اوقف ثائر سيارة أجرة واعاد مازن إلى غرفتهم بالفندق ونزل هو ليبحث عن عمل فى تلك الدولة الغريبة التى تسمى مدنها كأسماء الفتيات.

ظل يبحث فى جميع المحلات التجارية الموجودة بالمنطقة لكنه عندما يدخل اى مكان يخبره صاحبه بأنه لا يحتاج إلى عامل، ظل يبحث لأكثر من ساعتين حتى دلف إلى مطعم وأخبر صاحبه بأنه ليس من اوجاست ويحتاج إلى العمل بالإضافة إلى علمه ببعض الوصفات والمأكولات من بلده ستجعل هذا المطعم مميز عن باقى مطاعم المنطقة فوافق صاحبه وأخبره ببداية عمله فى الغد الساعة السابعة صباحاً ففرح ثائر وعاد إلى الفندق ليجد مازن نائماً فدلف إلى الحمام واغتسل ثم توجه إلى سريره لينام حتى يستيقظ مبكرا لعمله...

مضى الليل واشرقت الشمس من جديد واستيقظ ثائر على صوت مازن يقول له:
- خالو! خالو اصحى الساعة دلوقى 6
فتح ثائر عينه بصعوبة وهو يقول:
- وانت اية اللى خلاك تصحينى دلوقتى! عرفت ان عندى شغل ازاى؟
رفع كتفيه وهو يقول:
- طبيعى وانت رايح تدور على شغل امبارح افكر انك ممكن تكون لقيت شغل وبدرى فصحيتك
ابتسم ثائر وجلس على السرير ليستعد لوقوفه قبل ان يقول:.

- مش بقولك ذكى، انا هخش اخد دش علشان البس وانزل وانت خليك هنا انا هجيبلك الفطار واطلع ادهولك وبعدين اروح على الشغل
- ماشى يا خالو
انتهى ثائر واحضر الإفطار لأبن شقيقته مازن ثم ذهب إلى العمل فى فرحة ودلف إلى المطعم ومنه توجه الى المطبخ وظل ينظر فى كل مكان حتى اصطدم دون قصد بفتاه فأوقع منها السكين فنظر إليها على الفور وهو يتراجع قائلاً:
- انا اسف مخدتش بالى
حركت رأسها بهدوء:
- لا ابدا مفيش حاجة.

ثم انخفضت لتجلب السكين مرة أخرى ووضعتها على رخامة كبيرة امامها، التفت مرة أخرى لثائر لتجده يمد يده مبتسماً ويقول:
- ثائر من مصر
لم تمد يدها وقالت بتعجب:
- مصر؟
سحب ثائر يده مرة أخرى وهو يقول بصوت خافت:
- اية الكسفة دى، مصر دى بلدى ام الدنيا
حركت رأسها بعدم فهم قبل ان تقول:
- ام الدنيا تبقى اوجاست، مصر دى مسمعتش عنها
وضع ثائر يده على رأسه وهو يقول:.

- لا دى حكاية طويلة واحتمال متصدقيش اصلا المهم انى من بلد تانية وخلاص وعندى وصفات اكل جديدة غير عندكوا
ضمت حاجبيها لتقول متسائلة:
- وصفات جديدة!؟ زى اية؟
ابتسم ثائر وسند بيده على الرخامة الكبيرة وقال فى فخر:
- محشى ورق عنب وكرنب وبتنجان وخس وفلفل وكشرى ورقاق باللحمة المفرومة ومكرونة باشميل و، بقولك اية كفاية كدا علشان جوعت، هتعرفى مع الوقت
حركت رأسها وتركته وهى تحدث نفسها.

- مين المجنون ده! شكله هيجيب للناس تسمم، ربنا يستر، انا لازم اراقبه احسن يخرب الدنيا
ثم التفتت لتجده مبتسماً لها فعادت إلى وضعها مرة أخرى واكملت حديثها لنفسها
- ده اهبل كمان، هو اليوم باين من اوله، انا لازم ابقى رجلى على رجله اما نشوف اخرتها.

ثم التفتت واقتربت منه مرة أخرى وهى تقول:
- طيب يلا بينا علشان نبدأ
اسرع ثائر وتحرك معها واخذ يراقب جمالها الساحر وشعرها الطويل الناعم وقال بصوت خافت:
- عظمة على عظمة يا اوجست، جمل يابا الحج جمل
نظرت إليه متسائلة:
- بتقول حاجة؟
حرك رأسه بالنفى قائلاً:
- لا لا بقول شكلنا هنطبخ جمل النهاردة
ثم التفت وظل يبحث بعينه عن مشعل ليشعل النار كى يبدأ فى طهى الطعام لكنه لم يجد شئ فعاود النظر إليها قائلاً:.

- مفيش ولاعة ولا كبريت هنا؟
حركت رأسها بالنفى:
- لا مش بنحتاجهم
ثم نظرت الى الموقد وخرج شعاع ليزر باللون الاحمر من عينها ليشعله..
تراجع ثائر بخوف وهو يقول:
- انتى بتطلعى ليزر من عينك؟ قوليلى ان اللى حصل من لحظات ده تهيئات بسبب السفر من زمن لزمن، قولى انك مش سوبر جيرل
- انت خايف لية؟ انت اول مرة تشوف حد بيطلع ليزر من عينه! مشوفتش ده فى بلدكوا؟
حرك رأسه بالنفى:.

- لا طبعا مشوفتش، ومالك بتتكلمى بثقة كدا لية ولا اكنك طلعتى دموع مش ليزر
ابتسمت وهزت رأسها قائلة:
- شكلك متعرفش حاجة عن اوجاست خالص، يلا بس ساعدى فى تقطيع البطاطس علشان نحطها فى الفرن تستوى وهقولك اية الليزر ده تمام؟
حرك رأسه بالايجاب قائلاً:
- تمام
بدأ بالفعل فى مساعدتها واظهر مهارته فى التقطيع والطهى ولاحظت هى ذلك حتى تحدثت:.

- دلوقتى هقولك بقى اية حكاية الليزر، عندنا فى اوجاست كل واحد عنده ميزة او تقدر قول ميزة خارقة بمعنى انى عندى ليزر حارق من عينى، وحد تانى عنده ميزة انه يقرأ الأفكار وواحد تانى عنده ميزة الطيران والخ، كل واحد عنده ميزة بلا إستثناء لكن اول ما الواحد ده يتم خمسين سنة الميزة دى بتختفى خالص لان اول ما اى حد يوصل خمسين سنة بيموت، محدش بيعيش اكتر من كدا غير اللى عملو حاجة مفيدة بالقوة او الميزة اللى عندهم دى وبكل عمل مفيد او خير تعمله بقوتك او ميزتك دى بتضيف لعمرك سنة كمان، بمجرد ما اى حد يخش اوجاست بيبقى زيها يعنى انت دلوقتى عندك قوة خارقة زينا.

كان ثائر يستمع بإبتسامة وكأنه يستمع إلى قصة ما قبل النوم حتى انتهت فصاح:
- انا عايز اعرف اية القوة اللى عندى
- هتكتشفها مع الوقت، مش هتعرفها علطول كدا، انا اكتشفتها بالصدفة وانا عندى سبع سنين، دلوقتى بقى جيه دورك تحكيلى عن مصر بس بعد ما تقولى هتعمل اية من اكلاتك المصرية
ابتسم ثائر قائلاً:
- هقولك بس معرفتش اسمك اية الاول
ابتسمت لتقول:
- اسمى ماسا وانت؟

- عاشت الاسامى يا ماسا، ثائر، اسمى ثائر، دلوقتى بقى هعمل مكرونة بالبشاميل وهكتبلك الحاجة اللى عايزها بالظبط علشان ابدأ
بالفعل احضرت ماسا إليه ما يحتاجه لكن بعد وقت طويل بسبب اختلاف مسميات الطعام وبدأ ثائر يخلط كل شئ حتى انتهى ثم نظر إلى ماسا مرة أخرى قائلاً:.

- مصر بقى دى ام الدنيا بجد، ده لقبها زى لقب اوجاست كدا، تحبى تقعدى فيها، تحبى ناسها اللى متعاطفين مع بعض، مش كلهم بس المعظم كدا، مفيش اى قوة خارقة عندنا زى اوجاست كدا بس عندنا ميزة احسن وهى خفة الدم، مهما كانت الصعوبات والايام الصعبة تلاقينا بنهزر ونضحك وننسى الهم، وقت الشدة كله بيقف ويتحدى الشدة دى ووقت الراحة بنفضل ندعى فى صلاتنا ان ربنا يحفظ بلدنا، مهما حصلنا او اتبهدلنا بنحبها، مصر جميلة اوى.

ابتسمت ماسا لتقول:
- شوقتنى لمصر، بس صحيح مقولتليش بقى مصر دى فين
- بردو مصرة؟ مع انك مش هتصدقى بس هقولك، انا مش فى العالم بتاعى، فيه ارض تانية، الارض 1 ودى الارض اتنين...
بدأ سرد كل ما حدث اثناء متابعته للطعام وكانت ماسا تنصت بإبتسامة وكأنها سمعت هذا من قبل حتى انتهى ثائر فقالت:.

- قرأت عن العوالم التانية كتير فى الكتب وعرفت ان فيه اراضى تانية كتير وان احنا رقمنا التانى بعد الارض الاولى وهى حاكمة كل الاراضى بس مكنتش اعرف ان الكلام ده كله صح، معنى كدا ان ابن اختك حاكم الخط الزمنى يعنى يعتبر حاكم الاراضى كلها ولا اية!
ضحك ثائر قائلاً:.

- لا يا ستى انتى هتلحدى ولا اية، ربنا ملك المجرات وكل حاجة، ابن اختى ده بقى اللى حكايته غريبة، هو اللى يقدر يتنقل بين المجرات بقى بس ده ميمنعش ان الارض بتاعتى رئيسة الارض بتاعتكوا
رفعت ماسا إحدى حاجبيها لتقول ضاحكة:
- عايزنى انحنى ليك واقولك يا مولاى ولا اية؟

ضحك ثائر لتضحك هى الأخرى وظل الحديث قائم بينهم طوال فترة عملهم ومرت الأيام، كل يوم كانت ماسا تخبر ثائر بشئ جديد عن اوجاست حتى جاء اليوم الأخير وودعها ثائر قائلاً:
- اشوف وشك بخير، انا راجع مصر
تفاجئت ماسا وقالت:
- ترجع؟ انت بقالك اسبوع بس هنا!
ابتسم ثائر:
- عارف ان بقالى اسبوع، ما دى الفترة اللى قعدتها علشان مينفعش ارجع غير بعد ما الفترة دى تخلص
- طب طب ما تستنى اسبوع كمان
حرك رأسه بحزن:.

- مينفعش، عندى شغل فى مصر وعندى اهل وزمانهم قلقانين عليا وعلى مازن دلوقتى، لازم ارجع
ابتسمت ماسا ابتسامة تخفى خلفها حزنها لتقول:
- ترجع بالسلامة.

رحل ثائر الذى كان حزيناً هو الاخر لا يعلم لماذا يود البقاء، كان فى البداية يود العودة سريعاً لكن الان يود البقاء هنا ليومين اخرين، لا يستطيع البقاء، الجميع الان فى قلق وخوف شديد لابد أن يعود.

وصل ثائر إلى الفندق ودلف إلى الغرفة ثم توجه إلى مازن بالحديث قائلاً:
- يلا استدعى حارس الخط الزمنى ضفضعة بتاعك ده علشان يرجعنا
- اسمه قوقعة يا خالو
جلس ثائر قبل ان يقول:
- ياعم مفرقتش ضفضعة من قوقعة المهم انه يرجعنا.

وقف مازن وقال بصوت مسموع:
- الحالس قوقعة، اظهل الان، عد بنا إلى الالض الاولى
نظر ثائر حوله منتظراً ظهوره لكنه لم يأتى فنظر إلى مازن قائلاً:
- هو فين؟
حرك مازن رأسه قائلاً:
- مش عالف اتأخل كدا لية
ثم عاد ما يقوله مراراً وتكرارا لكن دون جدوى فنظر إلى خاله ليقول بخوف:
- خالو لو اللى فى دماغى حصل يبقى احنا اتحبسنا هنا إلى الأبد
وقف ثائر ليصرخ قائلاً:
- اية! اتحبسنا هنا ازاى؟
ثم صرخ بأعلى صوته.

- قوقعة! اظهر يا قوقعة؟
لكن لم يحدث شئ فنظر إلى مازن بقلق قبل أن يقول:
- اية اللى فى دماغك؟
جلس مازن ثم نظر إلى خاله بندم شديد:
- حالس الخط الزمنى بيلبى النداء فى اى وقت إلا وقت واحد بس
اسرع ثائر ليسأله:
- وقت اية؟
تابع مازن بوجه خائف:
- وقت ما يكون برا باب الشقة بتاعتنا، واضح ان ماما رمته.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة