قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا أمير تيتا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس

نوفيلا أمير تيتا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس

نوفيلا أمير تيتا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس

في عصر اليوم التالي، استندت الجدة على امير يصعدا الدرج بينما انشغلت روان بفتح باب المنزل، ابتسمت لتقول:
-نورتي بيتك يا تيتا هانم ياللي خوفتيني عليكي!
نظرت لأمير بحده دون ان تنتظر إجابة الجدة لتقول:
-افندم حضرتك جي معانا ولا حاجه؟ مش وصلتنا متشكرين افضالك!
احتقن وجهه بغيظ وكاد يجيب عندما تفاجأ ثلاثتهم بصوت رابع من خلفهم:.

-يا اهلاً، أخيراً رجعتوا، انتوا متعودين تباتوا برا البيت لا حقيقي يا لبني ونعمة التربية!
لاحظ أمير تجمد روان بجواره وذلك القناع القاسي الذي ابتلع وجهها، نظر للجدة التي شحب وجهها وكأنها ترى شبح و زاد فضوله لمعرفة من تلك المرأة النحيفة الأربعينية الملامح ذات القامة القصيرة، قطع افكاره صوت المرأة الحاد بسخرية:
-ايه مفيش ازيك يا مامي او حمدالله على سلامتك؟

لم تجيبها روان فانتقلت والدتها بحديثها الساخر إلى الجدة:
- معقوله خمس سنين بنفس مفتاح الباب القديم لا حقيقي منتهي الأمان و الثقة!
-عايزة ايه يا أولفت!
قالت الجدة بجمود فأجابتها أولفت بابتسامتها المستفزة:
-ايه ده معقولة الكبر اثر فيكي للدرجة دي، انا جايه عشان الاتفاق يا لبني هانم!
رمقت روان جدتها بنظرة متسائلة قبل ان تسأل صراحةً:
-اتفاق؟
-انتي كمان مقولتلهاش يا لبني، فعلاً طول عمرك انسانه سلبيه!

قالت اولفت باشمئزاز اثار غضب ابنتها التي هتفت من بين اسنانها:
-متتكلميش مع تيتا كده والافضل انتي بذات متتكلميش عن السلبية!
راقب أمير الشرارات المتناقلة بين الطرفين ببلاهة حتي سمع صوت الجدة:
-انا متفقتش انتي اللي قررتي مع نفسك، انا قولت لا يعني لا!
رفعت أولفت يدها بغضب و صاحت بغيظ:
-انتي ماتملكيش تقولي اه ولا لا دي بنتي انا مش بنتك انتي، ايه مش كفايه اللي عملوا ابنك عايزة تكملي عليا!

-قولتلك متعليش صوتك على تيتا انتي مش بتفهمي!
صرخت روان وهي تقترب خطوتين من والدتها فاسرع أمير يحاول سحبها للخلف خوفاً من جنونها وهنا فقط شعرت الأم بغرابة وجوده، عقدت ألفت ذراعيها بخبث وهي تتنقل بأبصارها بينهم ثم استقرت على أمير متسائلة:
-والباشا يبقي مين ان شاء الله؟
سمحت روان لأمير بجذبها جواره بينما اجاب هو ببرود لا يعكس البركان الغاضب داخله على تلك المرأة عديمة الأمومة:
-انا امير!

-يعني مش عايزة تخليني اجوزها للعريس اللي جوزي جايبه و اللي هيعيشها ملكه و عادي انها تبقي مرافقه واحد وكمان انتي وهي رايحين جايين معاه؟
اتسعت عيون روان من صدمة كلماتها وغلت دمائها بغضب، قطع اعتراضها أمير الذي أحمرت أذنه من الغضب وكاد ينفجر وهو يقول من بين اسنانه:
-انتي اتجنيتي يا ست انتي، ايه الكلام الاهبل ده؟!
-اهبل! اممم كمان مصاحبه واحد صايع و بيئة، أيه معرفتيش تقعي على واحد جنتل اكتر من كده!

قالت أولفت بتهكم وهي تعود للخلف وتتخذ مقعد بكل اريحيه واضعه ساق على الأخرى كأنها تملك المكان، فوقفت الجدة تجاوبها بحده غير عابئة بإرهاقها:
-الزمي حدودك يا أولفت، واياكي تغلطي في امير او روان، جايه ليه؟ و جواز ايه ياللي متعرفيش عن بنتك حاجه؟!
دوت ضحكه روان الساخرة لتقول:
-طبعا يا تيتا و تعرف بنتها ليه ما جوزها عندها و مالي وقتها و يوم ما رجعت رجعت عشان طلب من جوزها بردو!

قالتها بكل ثقه و انف مرفوع متغلبه على كل ذره آلم تملكتها ما ان استوعبت سبب الزيارة الأولي لوالدتها لها منذ خمس سنوات مضت، بعد ان اختارت الزواج من شخص تملئه عيوب العالم فقط لأنه يملك المال و مكان بعيد يساعدها على التخلص من ذكري تخلي والدها عنهم، تمرق قلبها بقهر ربما لهذا السبب تنفر منها والدتها لأنها تشبه والدها وتحمل دماءه و ذات الاسم، خرجت من افكارها على صوت القداحة وقد اشعلت والدتها سيجار بني اللون و رفيع للغاية ثم قالت أولفت بعد ان جذبت أنفاس قليلة:.

-انتي ذكية يا روان، بس بتستخدمي ذكائك غلط للأسف، اسمعي كلامي وخليكي ورايا هتكسبي الدهب!
اتخذت الجدة خطوات سريعة نحو روان متجاهلة مرضها وضمتها بخوف ان تتركها يوما وقالت برفض:
-مالكيش دعوه بيها، انتي اختارتي و احنا اختارنا بعض، مش هسمحلك تخدي مني اخر حد في حياتي!
وقفت أولفت تهتف بغضب:.

-انا مخدتش حد منك، ابنك هو اللي خد نفسه و خد حياتنا و سافر بعيد عننا، انا هاخد بنتي غصب عنك و بالقانون ومحدش هيقدر يمنعني!
-أنا هقدر!
علا صوت أمير بكل صرامة و ثقة يمتلكها فنظرت له أولفت الغاضبة و اردفت:
-افندم، انت اللي هو مين اصلاً!
-انا جوزها!
قال أمير الذي وقف بجوار روان و جدتها واضعاً كفيه في جيوب سروالة ببرود و هدوء لم تعكسه عيناه الصارخة بتملكه لها و جنونه بها ورفضه ان تكون لغيره!
-جوزها!

خرجت الكلمة بصدمه من فم أولفت بينما علت الدهشة والذهول ملامح الجدة و حفيدتها، لكن الجدة تمالكت صدمتها بذكاء و سرعة فقرصت حفيدتها بخفه تجبرها على اغلاق فمها المفتوح على وسعه من الصدمة و قالت مساندة:
-ايوة أمير يبقي جوز روان!
عجزت أولفت عن الحديث فاستكمل امير وهو يحاوط كتف روان المذهولة:
-وريني بقي انهي قانون ده اللي يخليكي تاخدي واحده من جوزها!
اشتعلت أولفت بغضب وصاحت بجنون:.

-جوزها ازاي انتوا اتجنيتوا، ازاي تتجرأي و تجوزي بنتي من غير رأيي ده انا اوديكم في داهيه!.
اسرعت روان بالإجابة عوضاً عن جدتها الذي يظهر التعب جلياً على وجهها الشاحب وقالت:
-رأي مين معلش وليه؟ انا عايشه مع جدتي وبس هي دي كل عيلتي ومش محتاجه حد تاني في حياتي غيرها وياريت تتفضلي مطرح مكونتي !
اقترب أولفت منها بهستريا ترغب في صفعها فجذبها أمير نحوه يخفيها و يدفع والدتها بخفه قائلاً:.

-انتي ست بجحه اوي و عايزة تمدي ايدك عليها كمان!
-متدخلش بيني وبين بنتي وبعدين ايه يثبتلي انها مراتك وريني قسيمه الجواز!
ارتفع وجهه بنصف ابتسامه وقال بتهكم:
-وانا همشي بقسيمه جوازنا ليه!
-وريني بطاقه اي حاجه تثبت انها مراتك!
انقذته روان بقولها:
-أولا مش من حقك و ثانياً احنا نقلنا تيتا على المستشفي ومكنش في وقت نجيب معانا من البيت بطايقنا حتي!
لوت والدتها وجهها بسخرية و غل لتقول:.

-يا سلام، طيب ايه رأيكم انا مش ماشيه من هنا لحد ما توروني حاجه تثبت انها مراتك غير كده لو وصلت اني اخدرك واشحنك على الكويت هعملها يا روان...
-انسانه قذرة و متوحشة!
هتفت الجدة بغضب فابتسمت أولفت ببرود قائلة:
-متشكرة!
تجاهلها أمير وقال وهو يرمق روان بنظرة ذات معني مستتر:
-تعالي ندخل تيتا ترتاح يا حبيبتي وبعدين ننزل نجيب اكل و الدوا بتاع تيتا من الصيدلية!

هزت رأسها بالموافقة غير مهتمة بوالدتها التي تغلي خلفها وبالفعل ما ان دلفت الجدة حتي اخبرتها روان بإغلاق بابها بالمفتاح خلفهم فهي لا تثق بتلك الشمطاء و بالفعل قامت الجدة بأغلاق غرفتها بأحكام بعد ان خرجت روان و أمير الدي وعد الجدة و الحفيدة بأنه سيحل لها هذا الموقف العصيب اليوم، طلب منها احكام غرفتها هي الأخرى كي لا تعبث بها والدتها و تكتشف كذبهم ثم طلب منها أن تثق به بحل الأمر بشكل نهائي!

-لا طبعا، انت بتستعبط!
قالت روان من داخل السيارة لأمير الذي يقف امام باب السيارة ينتظرها ترتجل دون جدوي فهمس بحده:
-انزلي يا زفته متجننيش المأذون مجهز الورق فوق، وانا هكتب عليكي يعني هكتب عليكي!
-أمير انا مش هتجوزك ابداً انت فاهم!
قالتها بحده لا تزال اثار فعلته معلقه بأفكارها فمال عليها بملامح منكمشة باحتجاج مجيباً:.

-وانا مش عايز اشوف وشك اصلاً، انا بعمل ده عشان جدتك اللي مش هتستحمل لو فعلاً بعدتي عنها..
اهتزت عيونها لتقول بثقة مهتزة :
-انا هقدر اوقف ماما عند حدها...
قاطعها أمير بقوله:
-روان انتي عارفه و متأكدة اني عايز مصلحتك فبلاش عبطك وجو الضحية ده دلوقتي الموضوع مش مستحمل احنا هنتجوز على ورق مش بجد!
-بس...
كادت تعترض ف قاطعها بصوت عالي:
-خلاص خليكي لحد ما ترفع قضيه تاخدك من جدتك فيها!

رمقته روان بخوف و تفكير وقد زعزع ثقتها وسألت بخفوت:
-هي ممكن تاخدني؟!
-مش هفتي واقول اه او لا، بس الموضوع مش مستحمل مخاطرة انتي مهما كان عندك تسعتاشر سنه!
رفع يده يخرسها ليستكمل بتهكم:
-عارف عشرين الا اربع شهور بس بتتحسب عند الحكومه تسعتاشر سنه!
ساد الصمت بينهم قبل ان يمد أمير يده لها، نظرت ليده الممتدة بصمت قبل ان تحيطها بكفها الصغير وترجلت من السيارة قائلة بحده:
-جواز على ورق، انت فاهم!

حرك رأسه سريعاً بالموافقة وما ان تخطه حتي ارتسمت ابتسامه ماكرة على وجهه بالكامل، كأنه ربح بطاقة اليناصيب للتو..!

بحلول الليل وصل كلاهما إلى بيت الجدة تقدمها امير الذي دلف اولاً ثم همس بابتسامة مستفزة :
-نورتي بيتك يا عروسة!
لكزته بحده وهي تدخل فتأوه ضاحكاً واغلق الباب خلفهم فالتفتت له روان قائلة بحنق:
-مش خلاص كتبنا الكتاب، جاي البيت معايا كمان!
خبط جانب رأسها بأصبعين قائلاً:
-انتي هبله يا بت، احنا متجوزين قدام امك يعني لازم ابقي معاكم و ابات هنا لحد ما تمشي!
-يا سلام بس انت مقولتش كده!

-عشان مش محتاجه فقاقه والله يخربيت الغباء!
تأفف ثم تخطاها واخذ يدور بنظراته حول المكان بحثاً عن والدتها وعندما لم يجدها تساءل:
-هي امك فين؟

هزت اكتافها و توجهت نحو غرفة جدتها أولاً، لوت فمها عندما وجدت الباب مفتوحاً و وجدت الجدة تغص في نوم عميق، دثرتها بالفراش ثم قبلتها وخرجت تبحث عن من تسمي بوالدتها، دخلت روان تبحث عنها بغرفة الجلوس الداخلية فوجدتها تستنشق الدخان بشراهة عبقت المكان برائحته، عقدت أولفت ملامحها بغير رضا ما ان رأتها و سألت:
-اهلا بالغندورة، ام دماغ ناشفه زي ابوها...
ابتسمت لها روان بسخرية وقالت بصوت عالي يصل لأمير:.

-للأسف لسه هنا يا أمير، تعالي ننام يمكن الصبح تيأس وتسافر لوحدها من غير إحراج ليها!
عضت أولفت لسانها ثم استقامت تتابع انضمام أمير لأبنتها وهتفت:
-لا يا روح امك مش همشي من هنا قبل ما اشوف قسيمه الجواز بعنيه و اتأكد مش يمكن بتسرحوا بيا!
فرك أمير رأسه بلامبالاة والتفت ذراعه حول روان وهو يخبرها:.

-عندك حق يا حبيبتي يلا ننام والصبح هنزل اجيب لامك الورق من شقتنا، مش عايزين نأخرها عن الكويت اكتر من كده ولا ايه!
اتسعت ابتسامه روان تجاريه سخريته:
-لا بس عاجبني إصرارها وثقتها انها ممكن فعلاً تخدني معاها او اني اسمع كلامها و الاغرب ان وجودها مش بس سطحي لا هي مش موجوده أصلًا في حياتي، بس حلو انا عرفت واخده دماغي الناشفة من مين!

انتشل أمير الجرح و الألم من كلماتها ولكنه ابتسم و دفعها بعيداً غادرت روان معه غير عابئين بأولفت التي وقفت تحترق غيظاً...

امام غرفتها ارتبكت روان وهي تدخل وهمست عندما انضم أمير اليها:
-لا لحد هنا و استوب اطلع نام برا!
دفعها بخفه واغلق الباب بأحكام قبل ان يخبرها:
-بتهزري صح، اطلعي قولي لأمك اننا كنا بنضحك عليها أسهل...
رمته بنظره غاضبه و خطت نحو المرحاض الملحق بالغرفة قائلة:
-هتنام على الارض و هتلزم حدودك ومتقلقش بكره مش هيعدي و ماما لسه هنا!
توقفت امام الباب ثم التفتت اليه متهمة:.

-حظك ان البلاوي دي لهياني عن بلوتك السودة بس حسابنا لسه مخلصش!
اغلقت باب المرحاض في وجهه، اتسعت ابتسامة أمير على ثقة بأن ذلك الغضب لن يطول، جال في غرفتها يبعثر اغراضها بفضول، و احمر وجهه عندما لمح قطعه من ملابسها لم يكن من المفترض به رؤيتها ملقاه بإهمال على الأرض، حرك يده امام وجهه مطالباً بعض الهواء، ولعن ذلك الشعور المراهق الذي يتولد داخله خاصة وقد اصبحت قانونياً زوجته فتمتم بغضب:.

-ما كنت نمت برا و ريحت نفسك من العذاب ده، مراتك ومش مراتك يا بومه!

خرجت روان تصطنع الملل و تخفي شعورها بالخجل العارم لوجوده داخل غرفتها ومساحتها الشخصية، استدار نحوها بعيون متسعة يراقب خصلاتها المبللة وحاول تذكر متي جذبت تلك البيجامة البيتية التي ترتديها، حمحم و حاول تنظيم انفاسه و مشاعره المضطربة، لكن عندما توقفت و اخدت عيناها تدور بالمكان بعيداً عنه بخجل و وجهه أحمر لم يستطع السيطرة على جنونه أكثر وتقدم منها قائلا بصوت تغمره المشاعر:
-انا بجد أسف بس متخافيش!

نظرت اليه تراقب تقدمه ثم عقدت حاجبيها بتساؤل وقبل ان تفتح فمها كان يجذبها من خصرها نحوه و يلثم شفتيها بقوة، ارتعش جسدها بخوف و دفعت كتفيه بقوه حتي ابتعد و لجزء من الثانية تعلقت انظاره المشتعلة بعيونها المتسعة قبل ان يضمها نحوه و يقبلها بنهم شديد متمتماً بين شفتيها:
-متخافيش!

ارتعشت جفونها صعوداً وهبوطاً قبل ان تنغلق باستسلام تام لمشاعره الجياشة و المتدفقة، تحركت شفتيها بتناغم معه و شعرت كأنها تسبح بين موج البحر، وجدت جسدها يدور بين ذراعيه و سقطا ليلتقي جسدها بنعومة فراشها، استمر في قبلاته المجنونة و المتطلبة حني خرجت أخر أنفاسها، حاربت لفك تعويذته و التقاط انفاسها من جديد قبل الاختناق فهمست بصوت مسحوب ببحه قاتلة:
-أمير عشان خاطري!

تنفس بصعوبة وهو يخفي وجهه بعنقها على أمل تمالك مشاعره و تلبيه رجاءها وتمتم:
-بحبك يا غبية!
أغمضت عيونها بضعف و أرتجف جسدها لاعترافه لكنها صمتت باضطراب وازاحت جسده عنها بخفوت، فزفر برفض قبل ان يبتعد، أمالت رأسها بعيداً إلى الجهة الأخرى في محاولة لتجميع شتات ذاتها ثم قالت :
-بطل تضحك عليا، انا مش هبله هصدقك تاني بعد اللي حصل!
فرك وجهه براحتيه ثم أجاب بتعب:
-انا مضحكتش عليكي!

أعادت رأسها نحوه بغضب وأردفت بلهجه حادة:
-لا انا اللي كنت بضحك عليك طول الشهور دي و بكلمك على اساس اني واحده تانية!
زفر بحده وهو يستقيم ثم قال بلهجه أمره:
-نامي يا روان مش طالبة نكد!
-لا بجد مش طالبة نكد؟! طيب اسمع كويس الكلمتين دول، اياك تقرب مني تاني لأني مش هسامحك مهما عملت و لما ماما تمشي هتطلقني في نفي اللحظه، انت فاهم!

انهت جملتها وهي تواجهه و تغرز اصبعها في صدره بغضب فامسك اصبعها بضغط عليه بشيء من القوة وقال:
-طلاق اه، ده عند ام ترتر يا حبيبتي، انا مش هطلق ولو اتسخطي قرد قدامي!
فرغ فاهها بصدمه وكادت تصيح به لكنه كتمها بيديه سريعاً قائلاً بحده:
-متعليش صوتك، امك برا!
نفضت يده بعنف وقالت من بين اسنانها:
-ابعد ايدك اياك تلمسني وهتطلقني يعني هتطلقني يا أمير!
و بذلك خطت نحو فراشها وجذبت وساده تلقيها في وجهه مستكمله:.

-نام على الارض!
ما ان استقرت و تدثرت بفراشها حتي شعرت بجسده الضخم يستوى جوارها، التفتت نحوه برفض واستنكار قائلة:
-نام على الارض بقولك، انا مش هنام جنبك!
هز كتفيه باستخفاف و اشار للأرض بجوارها قائلاً بعيون مغلقه:
-خلاص متناميش جنبي، نامي على الارض!
نظرت له بغل و رمت الوسادة في وجهه و اخري بينهما قائلة بحزم:
-نام يا مستفز و اياك تتخطي الحدود دي!
-محسساني اني هتخطي حدود ليبيا، نامي يا امي و استهدي بالله!

تمتم وهو يتقلب على جانبه الاخر يعطيها ظهره و يخفي ابتسامه سعيدة تحارب لابتلاع وجهه، مرت مدة طويلة دون ان يتحرك كلاهما فهمس أميو بخفوت:
-روان؟

انتظر بترقب اي إجابة وعندما لم يلتقي سوى صوت أنفاسها، اتسعت ابتسامته وازاح الوسادة الخبيثة من بينهم، اقترب منها يضمها بلهفة وبطء فمال جسدها بشكل تلقائي نحوه مطالبة قربة، احاطها بذراعه برضا وطبع قبلة خفيفة على رأسها من الخلف ثم أغمض عيونه مفكراً، حسناً عزيزتي غداً ستتوسلين لي لأتخطى كافة الحدود!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة