قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا أمير تيتا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثاني

نوفيلا أمير تيتا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثاني

نوفيلا أمير تيتا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثاني

في الصباح التالي وقف أمير أمام المقهى يحاول تقرير اما ان يوقفها ويخبرها بأنه صديقها الافتراضي او ان ينتظر ذهابها لجامعتها و الصعود و التحدث مع الجدة بشأن خطتهم لتقويمها، اخذ يقترب من مدخل المبني بتردد ليعود لمقهاه مره اخري، طأطأ بنفاذ صبر، فقطع تفكيره صوت زئير محرك لدراجة نارية يمتطيها شاب يرتدي خوذة سوداء و حدس داخله اخبره بأن لفتاته المتمردة علاقة به، ضاقت عيناه عندما رأي باب المبني يفتح ببطء و تخرج روان بكامل تجهيزاتها الغانية، جز علي اسنانه وهو يتفحص التربون الاحمر اعلى رأسها وتلك الخصلة الهاربة منه على جبينها و الرأس اللامع اسفل شفتيها فيما يعرف ب (البريسنج) ثم نزل بأنظاره لرقبتها و لمح وشم أسود يشبه الطيور يزين بشرتها ناصعة البياض، علت انفاسه الغاضبة وهو يتابع النزول بأنظاره فوق جسدها ليصل إلى سروالها الجينز الممزق من الركبتين و كاد يذهب ليشكرها على كرم اخلاقها لأنها تذكرت ارتداء شيء أسفله وأخيراً وصل لقدمها المزينة بخلخال فضي و سب السروال المثني لأبعد من كعبها بشبر ولسان حاله يصرخ داخله:.

-يا وقعة طين على دماغك و دماغ اللي عايزين يحبوكي، اموتها واخلص من مسخرتها ولا اعمل فيها ايه دي؟..
راقبها تتوقف و تلتفت حولها وهي تبحث عن شيء في حقيبتها و تعجب لتلك الهالة البريئة التي تصر على الإحاطة بها ربما تعود لعيونها الحزينة رغم جنون أفعالها، قطع تفكيره الشاب الذي خلع خوذته و هتف:
-ما تنجزي يا روني اتأخرنا...

اتسعت عيون أمير وهو يري نفس الشاب الحقير الذي اوقعه القدر معه من قبل وكان السبب الرئيسي في اتخاذه قرار بالوجود في حياتها رغماً عنها وعن لا مبالاتها الساذجة، رمي أمير سيجارة كانت بيده و اخذ عقله يدور بفكرة يجبرها بها على عدم الذهاب مع الفتي التالف، تحرك نحوها وحاول ان يتجاوز الصبي العامل بمقهاه الذي يتفانى في رش الماء وكأنه اخر يوم له بالعمل، توقف مكانه و لمعت عيناه بفكرة فالتفت يجذب خرطوم الماء من يد الصبي المتعجب و بابتسامه ماكرة ضغط اعلاه بقوة فاندفع الرزاز نحوها مباشرةً...

شهقت روان المنغمسة بالبحث عن هاتفها و سقطت الحقيبة من اعلى كتفها عندما شعرت بالماء البارد يغرق ملابسها، قفزت للخلف وهي تصيح بالغبي صاحب المقهى الجديد والمصر على مرافقه جدتها وإظهار عيوبها كي يسرق حبها :
-انت اعمي يا بني آدم، غرقتني!
ابتسم باصفرار وقال بكل برود بينما يرمي بخرطوم الماء بجواره:
-اسف مخدتش بالي انك معديه!
وضعت يدها بجانبها متهمة:
-انت كداب، انت قاصد!
-ماقولنا أسف مخدتش متستفزناش بقي!

قالها بحده وهو يأخذ خطوة مهدده نحوها واستكمل:
-وبدل الوقفة في الشارع اطلعي استري نفسي بأي حاجه عدله بدل اللي مش لابساه ده..
لوحت بذراعها في وجهه مستهجنه :
-لا افهم كويس، مش معني انك قريب من تيتا هتدخل في حياتي الزم حدودك، يا محدود الفكر و الذوق...
-لا ده انتي لسانك اللي عايز يتغرق...

قالها وهو يلتفت نحو خرطوم الماء بتهديد فركضت للخلف وهي تهتف و تقذفه بأنواع السباب الذي يتذكره عقلها الشبه مصدوم من جنون افعاله، صعدت الدرج وهي تغمغم لنفسها بغضب:
-مش ده اللي كنتي عايزه تديله فرصه و معحبة بيه و مش عارفه تيجي سكه وبتأنبي نفسك عشان دبش معاه، اشربي بقي، اهو طلع عرة شبهك انتي و اختياراتك العرة!..
وصلت لشقتها سريعاً و دلفت وهي تصيح بمنتصف الردهة :.

-تيتا، اعملي حسابك تقطعي علاقتك بأمير السخيف ده...
خرجت الجدة بعد مده قصيرة وهي ترتدي نظارتها بخطوات مدروسة متسائلة:
-و ده ليه ان شاء الله؟ انتي مش بتسمعي الكلام و كمان عايزة تمشيني بمزاجك، والله عال!
ضربت الارض بساقها وهي تشير لملابسها المبللة:
-اتفضلي شوفي غرقني ازاي و كان عايز يتطاول عليا في نص الشارع بكل قلة ذوق...
جلست الجدة و رفعت انفها بكل ثقه لتقول:
-اكيد عملتي حاجه ضايقته!

-تيتا جرالك ايه، انا حفيدتك مش هو يعني تدفعي عني انا، الله، انتي من ساعه ما زفت ده ظهر في حياتنا وبقيتي كل يوم تنزلي عنده الكافي و هو يطلع عندك ببوكيه الورد البيئة اللي شببه و انتي بقيتي متغيرة ومش بتحبيني زي الاول!
قالت روان باتهام وهي تلقي حقيبتها أرضاً فعقدت الجدة ذراعيها بعناد وهي تنظر بعيداً قائلة:.

-انا بحبك اكتر من اي حد، و مش باقيلي خد غيرك و انتي عارفه كده كويس و عشان كده مجنناني و مطلعه عيني ومش بتسمعي كلامي ابداً!
زفرت روان بحدة وتلون وجهها بشيء من الحرج لكنها قالت بإصرار:
-ما انتي يا تيتا اللي عايزه تربطي حياتي بالناس بتقول والناس بتعيد، ومش فاهمه ان الناس اصلا شايفاني وحشه عشان بابا و ماما رميني فطظ فيهم و في رأيهم انا هعمل اللي يبسطني و اعيش حياتي واديهم سبب مقنع يتكلموا عنه!

نظرت لها الجدة بحده قائلة بعتاب:
-بقي اهلك عشان قاعده معايا؟ وبعدين ايه المبدأ الهباب ده من بين كل مبادئ الدنيا اخترتي اللامبالاة!
ألتوى جانب فم روان بتأنيب ضمير واقتربت من جدتها تحتضنها رغم عن مقاومتها الواهنة و قالت:
-يا تيتا مقصدش اصلا انا بحبك اكتر حد في الدنيا و عارفة انك بتحبيني انا كمان حد في الدنيا، بس دي حياتي والناس لازم تعرف كده!
تأوهت بخضه وابعدت ذراعيها حينما قرصتها الجدة القائلة بغيظ:.

-ولما انتي عارفه مجنناني و عماله لا يا تيتا انتي بتحبي امير وانا لا وبلا بلا بلا، مش طايقه الراجل ليه فهميني؟..
-اهو كده بيعصبني و خلاص!..

قالتها روان بتأفف وقد احمرت وجنتيها ترفض أن تعترف بأن نفورها مته عائد لإعجابها به و بحنان شخصيته فمن من ابناء جيلهم سيهتم بأمر بسيدة عجوز تتحرك اغلب اوقاتها بمقعد متحرك، اغرقها هذا التفكير بالأسى فمنذ رحيل والدها و والدتها لم يدق بابهم سوى اصدقائها المكروهين من جدتها بلا اي مبرر، فجميعهم مساكين لكل منه حكايته المأساوية، قطعت الجدة تفكيرها بقولها:
-انتي كده خلاص مش هتروحي الحفلة دي؟

شهقت روان بهلع وقد ذكرتها جدتها بمخططاتها و قالت سريعاً:
-يا نهاري رامي مستنيني انا لازم اغير هدومي بسرعة!
هرعت للداخل متجاهله اعتراضات و دعوات جدتها على خياراتها من الأصدقاء و على ذلك الجيل بأكمله..

اما في الأسفل ما ان اختفت روان عن مرمي انظار أمير حتي توجه للشاب الشبة المرتجف على دراجته وحين كاد يصل اليه ادار رامي المحرك واطلق العنان للدراجة منطلقًا بسرعة..!
-خد يا جبان، لو شوفتك هنا تاني مش هرحمك، انت سامع!..
هتف أمير بغضب وزفر بحده لهروبه، كان يظن انه سيخشي الاقتراب منها مرة اخري بعد ان اكتشف لعبته القذرة، جز على اسنانه وهو يتذكر تلك الليلة القبيحة منذ سته أشهر...

-يا تيتا ممكن تهدي، متقلقيش انا واقف تحت اول ما تيجي هكلمها!
قال أمير للجدة على الهاتف وهو يجول لليسار واليمين على الرصيف امام المبنى دون توقف ثم استكمل بعد ان استمع لحديثها:
-لا انا متأكد انها مطفشتش ولا حاجه، هي حيوانه اه بس متقدرش تعمل فيكي كده، وانا بوعدك يا ستي لو في خلال ساعه ما جتش هقلب الدنيا واجبهالك من شعرها!
صمت يستمع اليها ثم تنهد قائلاً:.

-اهدي عشان خاطري و ثقي فيا، اقولك انزلي اقعدي معايا نستنوها سوا.
صمت ثم قاطعها برفض لايزال يتعجب من موقف حفيدتها العدائي ناحيته كلما رأته خلال شهور تقربه القليلة من الجدة والذي صار بسببها يعرف اكثر ما ينبغي عن حياتها وحياة حفيدتها :
-لا بتشوفني عندك بيركبها مية عفريت بلاش تزودوا خناقاتكم بسبب وجودي كالعادة...
تنهد ثم قال بعد ثوان:.

-خلاص حاولي ترتاحي انتي وخدي الدوا و سيبي الليله دي عليا، مع السلامة...

اغلق الهاتف و اخفاه بجيبه قبل ان يزفر بحده و يفرك رأسه بتفكير في محاولة لإيجاد حل لتقويم تلك الفتاة الملعونة، دخل إلى المقهى يلبي نداء أحد العمال وعقله مشغول بها، دقائق و عاد للخارج على امل عودتها فلمح صديقها الاخرق صاحب الدراجة النارية يقف عند مدخل الباب، بزخ الأمل داخله بانها قد تكون عادت معه، فرفع هاتفه سريعاً يهاتف الجده و سأل ان كانت قد صعدت لكنها اجابته بالنفي، برر سؤاله بانه دخل للمقهى دقائق و رغب في الاطمئنان إن كانت قد عادت، انهي الاتصال و عزم على التوجه للشاب الرفيع فارع الطول و هيئته المهملة بارتدائه سروال ثلجي اللون ممزق و مخجل من وجهه نظرة لا يليق بالرجال ويعلوه سُترة من الجلد الأسود بالكاد تصل إلى خصره بشكل مثير للاشمئزاز، التوت ملامح أمير وهو يقترب و يتفحص هيئة من تتخذهم روان رفقه لها وتثير جنون جدتها و العالم بهم، راقب انشغال الشاب بهاتفه وعندما اقترب سمعه يقول:.

-عيب عليك، ده انا بقالي تسع شهور بخطط للحوار ده، وبعدين بعد الصعبانيات دي كلها هتحن هتحن أنت عارف روان!
تجمد أمير في مكانه وقد علت ملامح الريبة محياه و اقترب يستمع بتأني لمحادثة اللاهي عن ما يدور حوله بحماقة ليصدمه الشاب بقوله:.

-لا هتدخل عليها انا اصلا قولتلها ان ابويا طردني انا وامي وان خالتي جوزها رفض يبيتني عندهم عشان بنته وهي أصرت استناها تحت بيتهم، مش بقولك قلبها ده نقطه ضعفها و قوتي عشان اوصلها يا ابني!
صمت الشاب غير واعي بمن يغلي و تفور دماءه بجواره وهو يستمع له بصدمه ثم علت ضحكة الشاب وهو يؤكد:
-طبعا تتصل تقولي صباحيه مباركه، دي جدتها نص ميته يا ابني مش هتحس بحاجه وانا قادر اخلي البت زي العجينه في، آآآآ...

انتفض الشاب بصدمه عندما اتته ضربه قوية خلف رقبته اطاحت بالهاتف من يده وحركت جسده خطوتين للأمام ولكن نفس اليد قبضت على رقبته تعيده مكانه فهتف بصدمه:
-انت مجنون يا جدع انت!
اشتعلت عيون أمير بنيران حامية وكاد يقذف الفتي بحمم بركانية من شده غضبه وأجاب:
-مجنون يا ازبل الناس يا عديم الرجولة، انت بتخطط تضحك على واحده كل مشكلتها انها طيبه و هبله يعني ياريتك فاكرها شمال يا ابن ال***!

حاول الفتي إبعاد يدي امير من حول عنقه بعنف وهو يصيح بتوتر:
-بنت مين؟! وبعدين أنت مالك هو انت قريبها!
-لا ده انت بجح ولازم تتربي!
قالها وهو يلكمه بيد ويمسكه بالأخرى يمنع سقوطه وفي نفس الوقت يحرك جسده في محاولة لتفادي هجوم الفتي العشوائي حتي تدخل مجموعه من المارة نجحوا في إبعاد رامي من بين براثن امير، ركض رامي يمتطي دراجته وهو يلقي السباب على أمير ويتهمه بالجنون حتي فر هارباً...

حاول امير التقاط انفاسه وهو يبعد الايدي المُلتفة حوله على امل تهدئته فهتف في حنق و ضيق:
-ما خلاص مشي، ابعدوا ايديكم عني بقي!
علت التمتمات من حوله و قال رجل يعمل بمتجر في الجوار:
-يا ابني عيب ده مكان عملك و هتقابل من الأشكال دي كتير بلاش تعمل لنفسك مشاكل و سمعه انك بتاع مشاكل!

هز امير رأس وحمد الله انهم لم يدركوا سبب الشجار فعديمة التربية لا تحتاج للمزيد من الاقاويل و الاتهامات، يكفي احكامهم المسبقة على أفعالها، ابتعد عنهم وهو يزفر ويستغفر الله ثم فرك رأسه بتعب وتساءل:
لما يهتم بها؟
نعم يعشق جدتها لكنه ليس مبرر لمحاولاته في التدخل بحياة الحفيدة ومعرفة كل كبيرة و صغيرة عنها؟
لما يصر على تنميه مشاعر مجنونة ترفضها رجولته الشرقية وتزيد من دقات قلبه المثيرة للشفقة نحوها؟

اخذ يجول بغضب امام المبني حتي صدح صوت رنين بمكان قريب من الشجار، تذكر سقوط هاتف الحقير وتوجه يرفعه ليقابله اسمها المضيء، جز على اسنانه حتي انهت مده الاتصال لكنها اتبعته برساله قادمة من احدي مواقع التواصل الاجتماعي ففتحها يقرأها:
-اياك تتحرك من مكانك، انت اقوي من كده بلاش تستسلم!
-اتلهي على عينك يا غبية!

قالها أمير باعتراض و صوت عال ثم اخذ يصعد بحريه في صندوق الدردشة الخاص بهم، ابتعد ما أن اطمئن قلبه بأنها قادمه و جذب مقعد يجلس عليه امام مقهاه ثم اخذ يتجول بين كلماتهم و ضحك بسخريه وهو يري حديث الشاب المسمى ب رامي كما يظهر في صفحته والذي يؤدي دور الحزين و التائه في الحياة بمهارة عالية، ترك صندوق الدردشة بعد فترة و فتح صفحتها الشخصية فقابلته صورة نصف وجهها، و تلقائياً ركز انظاره على رسمه عيناها مطولاً و على ذلك الخط الاسود الطويل الجذاب اعلى جفنها، تمردت دقات قلبه و تنهد يمقت ذلك الضعف الجديد المكتشف ثم اخذ يجول بصفحتها الافتراضية ليكتشف إنسانة أخري عكس ما تظهر في الحقيقة من جحود و لا مبالاة ففكر بسخرية إن كان الحزن و الشفقة هو السبيل لكسب ودها فهذا تماماً ما سيمنحها بشكل او بأخر تلك الفتاة ستكون له شاءت أم آبت، تذكر صفحة قديمة كانت له يوماً بنفس موقع التواصل الاجتماعي لكنه اهملها بعد ان قرر عدم الغرق في الحزن على فراق والده و قرر بعدها إنشاء حساب اخر كي لايري كل تلك الصور و المنشورات الحزينة الخاصة به، على امل دثر تلك الهالة الحزينة.

قطع تفكيره وصول سيارة و وترجل روان منها، تنفس بغضب وهو يراها تدور حول المكان ببحث عن صديقها الحقير، و رغب أمير لو توجه نحوها وصفعها على غباءها الذي جعلها مادة تجذب كل ما هو فاسد، لكن هو من يقدرها و يرغب في التقرب منها تتصدي له وتنفر منه كأنه الاحدب القبيح بهذا العالم فغمغم بسخرية:
-ولا هو لازم الفيس بوك عشان اعجب يا بنت الهرمة!

زفر بغضب و تابعها تصعد باستسلام ثم عادت لمعت عينيه وهو ينسج خيوط خطة جنونية، ابتسم بشيطانيه واخرج هاتفه يبحث عن حسابها الشخصي من جواله حتي وجدها، عاد لهاتف الشاب الملقي بجواره و تفاجأ بأن لهوه عنه اطفأ إضاءته و قفل الشاشة، لعن بصوت عال ثم ألقي الهاتف بغضب و غل بعيداً عنه، عاد لهاتفه ولوج إلى حسابه القديم وبعد ان تأكد من مسح الصور الخاصة به وجميع صلاته المباشرة مع أصدقاءه القدامى و تأكد انه اصبح مؤهل للاستخدام قام بأرسال طلب صداقة لها و رسالة محتواها:.

-خط الايلينر مش مداري حزن عنيكي على فكرة بس ده ميمنعش انك قمر!

ابتسم على طريقته المبتذلة في المغازلة و دعي الله ان تجيبه وان لا تحظره ما ان تري محتواها، انشغل في مقهاه نهاية هذا اليوم وما ان عاد إلى منزله حتي علا صوت هاتفه بأشعار، قذف بقميصه الذي كان يخلعه بعيداً وركض نحو الهاتف بابتسامة جانبية منتصرة و حدسه يؤكد له بأنها أعادت رسالته، لتكون تلك الرسالة بداية مشاعر مجنونه و علاقة حكم عليها تحمل غباء كلاهما..!

خرج أمير من ذكرياته على صوت الحارس وهو يضرب كف على كف ويقول لزوجته:
-الست لبني هتموت ناقصه عمر من حفيدتها دي، انا مطلع طلبات لشقه حاج مسعد جنبهم والتانين صوتهم جايب للشارع اللي ورا..!

احمر وجهه أمير بغضب و قد طفح به الكيل لحديث الجميع عنها و عن طباعها السيئة تلك الفتاة ستتهذب رغماً عن انفها الرائع المرسوم، أخذها درجتين درجتين في صعوده على الدرج حتي وصل إلى بابهم كاد يطرق عندما تكرمت هي بفتح الباب بنفس الثانية، عازمه على اللحاق ب رامي، ضاقت عيناه بغضب و وقفت روان تطالعه بأعين متسعه و حاجب مرفوع بتساؤل، لكنه انهي صدمتها بصدمه اكبر عندما أمسك ذراعها و دفعها للداخل ثم اغلق الباب بحده، دفعته روان بقوة وهي تعود للخلف هاتفه:.

-انت مجنون يا بني انت!
-ابنك! وماله يا اندر ايدج أيوه انا رفت مجنون، ايه انتي يا محدش مالي عينك مش همك اللي طالع واللي نازل بيتكلم عنك!
صرخ بها أمير و هو يقتحم مساحتها الشخصية و يجبرها على الزحف للوراء بذعر فهتفت هي الأخرى:
-انت ازاي تتهجم على بيوت الناس عيني عينك كده و بعدين انت مالك طظ في الناس اقولك طظ فيك انت كمان!
رفع كفه الأيمن يربت جانب رأسها باعتراض ثم قال من بين اسنانه بلهجه منذرة بالشر:.

-ما تتربي و قصري لسانك متخلنيش اخرب على اللي مربوكيش!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة