قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا أمير تيتا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثالث

نوفيلا أمير تيتا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثالث

نوفيلا أمير تيتا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثالث

خرجت الجدة سريعاً على صوتهم العالي فهرعت روان نحوها تحاول اخفاء خوفها منه و من ملامحه الغاضبة بقولها:
-اتفضلي يا تيتا شوفي الاستاذ اللي دخلتي بيتنا داخل يتهجم علينا ازاي!
ضرب كف على الاخر وهو يلعن بصوت عالي معترض، فتدخلت الجدة بقولها:
-استني انتي يا روان، في ايه يا امير يا ابني؟
-في ان الهانم نايمه على ودانها و العيل المتني اللي كان تحت ده بيسرح بيها وواطي أصلاً!

هللت من خلف جدتها بغضب و يداها تتحركان باندفاع و اعتراض :
-هو في ايه بالظبط؟ انت بتكلمني ليه كده، انا حره استهجهالك انا حرة، انت مين اصلاً عشان تتكلم عليا كده و على صاحبي!
اقترب منهم وهو يضم ابهامه بسبابته و يحرك اصابعه الثلاثة الباقية في حركه مهدده ثم قال:
-يمين بالله لو مش عشان جدتك واقفه كنت علمتك الادب من اول و جديد!
-استني بس يا امير، واد مين ده، انتي قولتي انك رايحه الحفلة مع داليا!

تلجلجت روان وهي تعقد ذراعيها بعناد مجيبه:
-عادي يا تيتا داليا مقدرتش تيجي و كنت هروح مع رامي!
-رامي يا تيتا هاه، الصعبانيات!
قال أمير بغضب وهو يشير بقبضته للخلف عسي ان تفهم الجدة تلميحه، عقدت روان حاجبيها بعدم فهم و قالت بحده:
-ايه العته اللي بتعمله ده!
توجه نحوها بغضب فالتفت للجانب الاخر من الجدة وهي تصيح بجدتها:
-ايه يا تيتا انتي سيباه يعاملني ازاي كده!

امسكت الجدة رأسها بتعب و غيظ منها ومن كَذِبها وقالت:
-انا بجد مش قادرة استحمل كدبك عليا، احنا مش اتفقنا نعيش طبيعي ونصارح بعض بكل حاجه!
لوت روان شفتيها المكتنزة ببراءة تحاول اخفاء حرجها خلفها ثم رمقته نظرة نارية وأردفت :
-يا تيتا ملحقتش اقولك والله وبعدين انتي سايبه البني ادم ده يتكلم من غير حق ليه!

زفرت الجدة وهي تستغفر الله وقالت بأنفاس عالية متذكرة المخطط الأسود الذي أخبرها به امير عن الشاب القذر و جعلها تقرر وضع حد لحفيدتها اكتشفت انها تأخرت كثيراً ولن تفلح بوضعه وحدها :.

-لا هيتدخل يا روان، انا خلاص جبت اخري من عمايلك، انا اللي طلبت من امير يتدخل طالما مش عايزاني اتصل بمامتك واقولها انا اسفه تعالي خدي حفيدتي لأني معرفتش اربيها وانتي كنتي صح انا جده فاشله وتجبريني اني اترجاها تخدك يمكن تنقذك من عمايلك، يبقي تسمعي الكلام من هنا و رايح امير هيتدخل يا روان عشان انا خلاص تعبت و خايفه اموت وانتي كده!

نظرت لها روان بذهول غير مصدقه رد فعل جدتها ومساندتها لذلك الغريب ف أشارت إلى صدرها متسائلة بلهجه تملئها الخدل:
-انتي بتتخلي عني عشان خاطره!
انتقلت اشارتها نحو أمير بغضب في نهاية جملتها فتركتها الجدة واتخذت مقعد جوارهم بتعب و ارهاق دائماً ما يتملكها كلما حاولت القسو عليها ثم أكملت بحسم :
-مفيش الهبل اللي في دماغك ده، انتي مش فاهمه انك بتضيعي نفسك وبتضيعي من أيدي، انتي مبقاش يهمك حد ولا حتى انا!

هزت روان رأسها بعناد وقالت من بين اسنانها:
-تمام يا تيتا انتي حره بس انا محدش بردو هيبقاله كلمه عليا انا حره و طظ في اي حد!

ضحك امير والذي أكسبه حديثها معها خطوة متقدمة عليها فهو متأكد انها قد تتبرع بكليتها قبل ان تتصل جدتها او اي احد بوالدتها رافضة أن تشمت باختيارها البقاء مع جدتها عليها وملخص ما وصل اليه هو ان والدتها امرأة مجردة المشاعر فلا تعجب ان والدها قد فر هارباً بعيداً عن الجميع، سند ذراعيه على خصره بتهكم متسائلاً:
-ميهمكيش حد، طيب حلو أوي!
تركها وتوجه نحو الجدة قائلاً:.

-انا عارف يا تيتا انك وعدتيها بانك عمرك ماتتصلي بمامتها!
صمت وهو يطالع روان بتهكم و ثقة فعكست نظراتها ذات التهكم و الثقة، ثم استكمل وهو يوجه حديثه للجدة:
-لكن انا موعدتش حد بحاجه، هاتي رقمها وانا هتصل بيها ويبقي برا عنك!
نظرت له الجدة بعيونها الشبه ناعسه و شفتيها المنحنية لأسفل بتفكير ثم قالت:
-انت صح، انا هديك رقمها!

رفعت الجدة هاتفها تعبث به لإخراج رقم والدتها فصرخت روان بجنون وقد دق إنذار الخطر بعقلها:
-انتي بتعملي ايه يا تيتا، اقسم بالله لو ادتهوله ما هسامحك العمر كله...
حدجتها الجدة نظرة غاضبه وبكل العناد التي اورثته لها اعطت الهاتف لأمير ووقفت مجيبه:
-احسن ما انا ما اسامحش نفسي لما يجرالك حاجه!
انهت جملتها بصرامه و توجهت لغرفتها تاركه الجمل بما حمل...

دارت حرب نظرات بين الطرفين الغاضبين كلاً لسبب حتي قررت روان التصادم معه بتوجهها نحوه ومحاولاتها لسحب الهاتف من يده قائلة:
-هات الزفت ده مش من حقك اصلا و متحلمش اني هسمحلك تدخل في حياتي يا مريض!
-مريض؟ ليه عمال استفرغ في قلب بيتكم، ولا عشان المرض في عيونك مش بتعرفي تداريه؟!

قالها وهو يرفع ذراعه لأعلى يرفض تماماً ان تنجح في اخذ الهاتف منه، لكمته بعنف في جانب جسده بشكل فاجأه، فارتفعت يده بشكل تلقائي تحيط عنقها بتهديد و هتف من بين أسنانه:
-متجبرنيش امد ايدي عليكي، انا اصلا مجنون و بتلكك!
دفعته عنها و حاولت جذب الهاتف مرة أخرى ولكنه دفعها بخفه بعيداً عنه وهم بنقل الرقم سريعاً على هاتفه فصرخت بجنون:
-انت مجنون، مالكش دعوه بينا و بحياتنا، انت مين عشان تكلم ماما!

ضحك بسخرية ليتهمها:
-وانتي خايفه ليه مش طظ في الناس!
ودت روان قتله و ارتبكت مشاعرها فان هاتف والدتها ستقتله وتقتل نفسها، أبداً لن تسمح لتلك السيدة بالانتصار عليهم و رؤية الشماتة في عينيها او ان تشعرها برضا بشأن زواجها من ذاك الكائن البشع و الاغتراب معه على ان تكون معها هي ابنتها الوحيدة، قطع امير تفكيرها بقوله:.

-هتقصري الشر و تدخلي تغيري هدومك و تقعدي تذكريلك كلمتين و لا تخيطي بناطيلك دي و تلمي الدور من سكات و لا اتصل بأمك!
انهي جملته وهو يلوح بالهاتف بحاجبين متداخلين و تحدي فتأففت بغضب وبعد تفكير توجهت لغرفتها بوجه احمر من تسب و تعلن وجوده في حياتها، اغلقت الباب بقوه وانغمست في نوبه من الغضب تحطم فيها كل ما تراه امامها فهتف أمير من الخارج:
-اكسري ما انتي اللي هتنضفيها مش جدتك العيانة!
-غور بقي بعيد عني!

صرخت من خلف الباب فغمغم بكلمات جارحه يتمني لو يلقيها بوجهها رائع الجمال، ثم استدار عندما فتحت الجدة بابها و رمقته بترقب و تساؤل و كأنها لا تصدق انه نجح بالفعل في السيطرة عليها ومنعها من الذهاب!
اشارت له بالاقتراب من غرفتها وما ان اقترب حتي همست:
-هي كده خلاص مش هتروح؟
رد بتلقائيه بشكل قطعي :.

-والله لو اتسخطت قرد ما هتنزل من البيت طالما الموضوع مع الواد إياه ده او اي واد مهما كان خلاص انا كده حبت أخرى، بس انتي اجمدي وخلينا كده متخلهاش تضحك عليكي!
هزت الجدة رأسها وهي تحاول منع كفيها من الاهتزاز والاستسلام لمشاعرها نحو فتاتها الوحيدة ثم همست بتأكيد وهي ترفع سبابتيها من كفيها المشبوكان:
-بس اياك تتصل بأمها، انت فاهم يا امير!
فرك ذقنه وهو يتكأ على بابها ويخبرها:.

-لا طبعا، بس سبيه تهديد مفتوح، انا عارف اللي فيها!
-ربنا يهديها، روان عمرها ما هتسامح امها انها اختارت تتجوز و تتغرب وتبعد عنها و مامتها لما هتصدق مكالمه مننا عشان تشمت فيا قبلها، انت متخيل انها متصله من كام شهر بس عشان تقولي انها جايبه عريس لروان وقال ايه هتنزل كام يوم تظبط ورقها و هتاخدها معاها، الجاحدة دي مابتتصلش تسأل على بنتها حتي تقوم تقولي عريس و كلام فارغ!

ضرب كف على الأخر وقال بلهجه متعجبه:
-انا مستغرب الست دي، قال عريس قال، هي مريضه نفسيه مثلاً او عندها جنان تكون مورثاه لبنتها!
ابتسمت الجدة بأسي و اجابته:
-يلا اهي هي اللي خسرانه مش انا، اصلا رفضت و قفلت السكة في وشها، قال تجوزها قال وتقولي انا امها!
صمتت ثم نظرت لأمير متسائلة بتوتر:
-هي متقدرش تخدها مني مش كده؟
-يا تيتا قولتلك ماتقلقيش لو حصل انا مش هسمحلها بده!

علا صوت هاتفه برنين مختلف فاتسعت عيناها عندما رأي اسم وصوره روان تضئ هاتفه و كتم الصوت، اغلق الخط وهمس:
-دي هي بتتصل بيا!
-يا نهاري طيب و بعدين هتعرف صوتك!
قالت الجدة بتوتر و خوف فطمأنها سريعاً:
-لا يا ستي متقلقيش، احنا بنتكلم فويس من زمان، هي مش ذكيه اوي كده و كمان انا بتكلم معاها بهدوء لكن لما بنتقابل وش لوش صوتي بيجيب اخر الشارع فمتقلقيش مش عرفاني!
رمقته الجدة بطرف عينيها وتمتمت:.

-حفيديتي ذكيه جداً اياك تفتكر انها غبيه، يلا انا هدخل انام في فرشتي لأن ركبي سايبه!
قالتها باعتيادية وهي تغلق الباب في وجهه كأنه غير واقف بمنتصف شقتهم وحيداً، نظر للباب المغلق بحقد ثم القي نظرة على باب روان المغلق و حمحم بحرج:
-انا كان مالي و مال الليلة السودة دي، قلة الذوق وراثه عندهم، لا ذكية طحن اومال مش اسمي امير علي الفيس بردو كانت عملت ايه يخربيت الذكاء!

خرج و اغلق الباب خلفه ثم ابتسم بسخافة فهو من اقحم نفسه في تلك الورطة منذ البداية بحبه لتلك العجوز و وقوعه بمصيدة حفيدتها، نزل الدرج وامتلئ عقله بذكريات اليوم الذي تلا مشاجرته مع الحقير صديقها و بداية تعارفه عليها إلكترونياً و ميلاد خطته مع العجوز، انتظر أمير منذ الصباح الباكر امام المقهى و ما ان رآها تخرج من المبني و تستقل سيارة مع شاب و فتاتان كانت قد اعتادت الذهاب معهم إلى الجامعة حتي صعد سريعا إلى الجدة التي استقبلته بترحيب حار:.

-حبيبي نورت، معلش تعبتك اوي معانا امبارح!
-لا مفيش تعب يا تيتا، بس في موضوع خطير و مهم لازم تعرفي!
قالها ما ان جلسا دون تضييع وقت فظهرت ملامح القلق على وجهها و هي تجيب:
-قول يا أمير وقعت قلبي!
حاول أمير سرد وقائع ما دار بينه و بين الفتي الاحمق بالأمس و خطته للإيقاع بحفيدتها بمرونة حتي لا تنفلت أعصابها و تثور في نوبة قلقها المعتاد و لكن كالعادة وضعت الجدة كفيها على وجهه بذعر حقيقي قائلة:.

-طيب و بعدين هنعمل ايه في المصيبة دي؟، البنت هتضيع مني بجد، انا اكلم مامتها احسن واقولها انتي صح يا ستي بنتك فلتت مني وتعالي خديها ولا جوزيها بعيد عني وسيبوني كلكم المهم تنقذها من الضياع انا مش قادرة اسيطر على البنت دي !
علت شهقات بكائها واخفت وجهها بين كفيها بقهر، فجثا أمير امامها يربت على ساقيها مؤكداً:
-ممكن تهدي و متقلقيش الواد ده بعد اللي حصل هيختفي اصلا و هيخاف يجي نحيتها تاني!

-لا انا مش متطمنه، امها كان عندها حق لما كلمتني من اسبوع انا ست كبيرة ومقدرش على مراهقة عندها تسعتاشر سنه واديك شايف النتيجة بنت عنيدة و معقدة و دماغها انشف من الحجر و مش متربيه!
قالت الجدة بذعر يبدو جلياً على محياها فضم أمير كفيها يقبلها بهدوء قائلاً بحنان:.

-صدقيني مفيش اللي بتقولي ده، روان صعبة في طبعها بس زي ما قولتلك هي كده قناع قدام الناس بس، يمكن موضوع والدها اللي سافر و سابها و مامتها اللي فضلت تتجوز و تتغرب عنها مأثر فيها اكتر ما هي مبينه، ده غير اني فضلت اتكلم معاها طول الليل و كان عندي ذهول من كم السذاجة و الانسيابية اللي بتتكلم بيها وبتحكي بيها عن نفسها و كأني مش شخص لسه متعرفة عليه على موقع وهمي!

زفر و حرك رأسه بخيبة أمل ثم ابتسم عندما تذكر لطافتها و مزاحها وهو يعود لمقعده مستكملاً:
-هي مجنونة اه بس مش وحشة اوي كده!
عندما نظر للجدة ارتفع حاجبه بتعجب و بدأت وجنتيه تحمر بخجل عندما لاحظ عيونها المتسعة التي تطالعه بنظرات مذهولة غريبة و كأنها تطالع كائن من كوكب أخر غير كوكب الأرض، حمحم بحرج قائلاً:
-مالك يا تيتا في ايه؟ بتبصيلي ليه كده؟!

لم يخفي عليه تلك اللمعة الخبيثة بعيون الجدة وابتسامتها المريبة وهي تقول بلهفه مؤكدة شكوكه:
-بس عارف التربية مش كل حاجه، روان فيها مميزات كتيرة بردو اي حد يتمناها!
ارتفع كلا حاجبيه بتعجب و تنحنح رافضاً الإجابة، فاستكملت الجدة:
-عارف روان دي اصلا طيبة جدا و على نياتها بس هي اللي دبش و لسانها متبري منها!
-ايوة عارف و مجرب يا تيتا!

قال بتهكم وهو يفرك رأسه متذكراً شجارها معه كلما رأته، فطأطأت الجدة بحرج قائلة:
-اصل هي بتقلق من الناس بسبب حياتنا و وحدتنا و كده بس عارف روان دي طباخه ماهرة و ست بيت محترمة بس هي اللي بتحب الدلع!
عض أمير على شفتيه محاولاً كبح ضحكة تحاول الهرب و قد اتضحت له نوايا و تلميحات الجدة فقال بصدق وهو يعتدل في مجلسه:
-والله يا تيتا مش عارف هو انا بقف اوي كده ولا انا اللي لقطة بجد!

احمرت الجدة بحرج فوبخته بتلقائية:
-ايه مالها روان حفيدتي، طيب حقيقي بجد لو انا مش جدتها وعندي حفيد كنت هتمني اني اجوزه ليها دي طيبه جداً واصيله فوق الوصف بس هي محتاجة تبطل تطفش العرسان او تلاقي اللي يروضها أو إلى يراضيها مش اكتر!
-ايوة طبعا يا تيتا مصدقك بس يروضها مبلوعه لكن يراضيها يبقي قليته احسن، بس سؤال هي بتطفشهم ليه وازاي؟
سأل باهتمام فأجابته بتعب وهي تلوى وجهها بامتعاض:.

-انا عارفة بقي دماغها الزفت دي، بس انا متأكدة ان الحب ممكن يغيرها!
مليء الحماس جملتها الأخيرة وهي تناظره بأمل، فأرتبك وهو يفتح مقدمه قميصه قائلاً بخفه:
-حب؟ طيب وهنلاقي فين و منين ده دلوقتي!
انعقد حاجبيها بشكل مضحك غير راضية عن كلماته فتحركت لتجاوره على الأريكة ووضعت يدها اعلى كتفه قائلة:
-انا متأكدة ان اللي انت فيه ده حب!
وقف بحده و اتسعت عيناه قبل ان تدور في المكان بهلع مجيباً:.

-حب ايه يا تيتا بس، انتي هتوديني في داهيه! انا لسه شايفها من شهرين، و حب ازاي اصلاً وهي لا بطقني ولا انا بطقها!
صفقت الجدة بحماس واستقامت جواره بعيون تملئها السعادة و البراءة مؤكدة:
-ما هو ده بداية الحب، ومش بعيد يكون ده الحب من أول نظرة!
هز راسه بالنفي سريعاً وقد بدأ العرق يتجمع اعلى جبينه من سرعه الاحداث التي تحيكها الجدة حوله وأردف:
-يا...

-هوس مسمعش ولا كلمه، لو انا غلط وانت مش مهتم قولي دلوقتي و هكلم واحدة اعرفها عندها حفيد يجي هو اولي بيها!
أصرت بعناد وهي تعقد ذراعيها منهيه الامر، اراد موافقتها و التملص من ذلك المأزق ولكن شيء خفي داخلة جعله عاجزاً عن الرد و الموافقة على مجيء رجل غيره ليحاول اكتشاف دواخلها والتي لمح منها ما يجذبه و يهواه في حديثهم الافتراضي القصير، زفر بحدة و جلس بوجه يملئه الضيق ولكن الجدة ابتسمت بقوة مؤكدة:.

-قولتلك حب من اول نظرة بس انت اللي لسه متعرفش!

نظر لها بغيظ قبل انا يضغط على عينيه متعجب مما يقحم نفسه به ولم يشعر بعدها إلا بنفسه يقضي ساعتين من الزمن يخطط مع الجدة المجنونة الطريق للوصول إلى قلبها و الاتفاق على مداهمه حصونها إلكترونياً قبل ان ينكشف لها على الواقع، دون ان يفصح لها بأن جزء كبير داخلة يريد الغوص في تلك الشخصية الرائعة التي تخفيها عنه بوجهها العابس و متأكد انه في حالة إفصاحه عن هويته ستنتهي اللعبة وسترفض كشف نفسها امامه!

كان صوت الرنين المعلن عن وصول مكالمه منها سبب في اخراجه من بحر ذكرياته، فتنحنح وهو يبتعد عن مقهاه كي لا تألف صوت المكان القريب ونظف حلقه قبل ان يجيب بهدوء:
-الو...
ابعد الهاتف عن اذنه عندما اتاه صوتها العالي بغضب:
-شوفت الحيوان الجبان اللي تيتا دخلته بيتنا، جاي يتحكم فينا ابن المبقعة فاكرني هسكت!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة