قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا أشواك العشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الرابع

نوفيلا أشواك العشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الرابع

نوفيلا أشواك العشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الرابع

شيطان خلف شيطان امتزجوا بفكره في تلك اللحظات، ولفافات الجحيم كادت تودي بروحه للتهلكة!
لم ينتظر اكثر فركض نحوها ومن دون تردد كان يصفعها بكل قوته، ذُهلت هي في البداية من إعصار فُجائي كاد يهتك ثباتها، ولكن حاولت لملمة شتات نفسها المرتعدة من هيئته وهي تسأله مصدومة بصوت مرتجف:
-في أية يا سليم أنا عملتلك أية أنت اتجننت؟!
كانت عيناه تختلط بوميض أحمر غريب نم عن مدى بشاعة جهنم بين مجحري عيناه الان!

ثم هتف بنبرة خطيرة:
-قولي أنتِ معملتيش أية، أنتِ دمرتي حياتي أنا هانتقم منك على كل لحظة وحشة شوفناها
كانت تهز رأسها نافية بخوف، لم تره بحياتها يومًا كهذا معها هي!
كان كمرقد للغضب تحرر من سلاسل تحكمه النفسي...!
بينما قبض هو على شعرها ثم ظل يسألها بغضب هادر:
-عملتي كدة لية هاا لييية انا أذيتك في أية يابنت ال****
واخيرًا استطاعت النطق تلفظ من بين قبضة مميتة تكاد تسلبها اولى الخطى للحياة:.

-أنا م مش فاهمة انت بتتكلم عن أية يا سليم
دفعها نحو الأرض بعنف وهو يصفعها لتصرخ هي متألمة، بينما أكمل هو بحدة شيطانية:
-أنا بقا هاوريكِ عملتي أية وبالحرف!
وما إن هم بالأقتراب منها حتى وجد سيلا أمامه فجأة تقف كحاجز بينهما...
أتحميها بعد كل هذا؟!
أتحميها وهي القاتل، هي المجرم، هي المخطط، ولكن اسفًا كان هو الجلاد الأعمى!
نعم اعمى، اعمى القلب والبصيرة!

لم تخترقه شعيرات الألم التي كانت متناثرة تلجم حروفها، ولا شغفًا حقيقيًا كاد يتبادل الادوار مع الشمس الحرة...!
أمسك سيلا من ذراعها برفق يهمس لها بطرقة بدا يحاول جاهدًا التحكم بأعصابه:
-سيلا لو سمحتي اطلعي أنتِ دا موضوع ملكيش دعوة بيه
هزت رأسها نافية، وبدت كأنها تصارع تلك الشجاعة داخلها لتبقى وهي تقول:
-لا مش هبعد، أنت مالك طايح في خلق الله كدة لية!

أغمض عيناه بغل، يحاول تنظيم وتيرة تنفسه قبل أن يخبرها بهدوء ما قبل العاصفة:
-أبعدي من قدامي يا سيلا مش عايز أأذيكِ افهمي بقا!
رغمًا عنها دمعت عيناها وتناثرت كقطرات مؤلمة تحوي الفجع داخل عينيها اللؤلؤية، ثم همست ساخرة:
-ياااه أنت كل دا ومأذتنيش يا سليم؟!
كانت الاخرى تتابعهم بأعين مترصدة، وسرعان ما كان يبعد سيلا من امامه بقوة صامتة ثم جذب الاخرى من خصلاتها بقوة يجذبها متجهًا نحو الخارج..

وقفت امامه جميلة وقبل أن تهتف بشيئ كان يستطرد بحدة:
-ماتخلونيش أعمل حاجة أندم عليها، أبعدوا أنتم الاتنين من ادامي دلوقت
أغمضت جميلة عيناها متنهدة باستسلام:
-براحتك يا سليم
خرج بها نحو غرفة صغيرة بالحديقة ليدفعها بعنف نحو الغرفة حتى سقطت ارضًا متأوهه بخوف..
ثم بدأت تسأله بتوتر يحمل رنينًا مشعثًا من الارتعاب:
-أنت هتعمل أية يا سليم!

لم يرد عليها وإنما ربطها بحبل متين بالحديدة من خلفها وهي جالسة على الأرضية جلسة غير مريحة بالمرة...
انتهى ثم نفض يده ببرود وهو يهمس لها بصوت خشن:
-لأني راجل، وصعيدي مابمدش إيدي على ست، خاصةً لو كانت ست** زيك، أنا هاكتفي بعقاب خفيف اووي وبعدها أسلمك للبوليس!
نظرت له مستفهمة بقلق لتجده ينادي بصوت عالي:
-يا شناااااوي
جاء شناوي مسرعًا وهو يحيه باحترام:
-اؤمر يا سليم بيه.

ابتعد به عن تلك قليلاً، ثم بدأ يخبره ماذا سيفعل بالتحديد بهدوء تام ولكنه خبيث لأبعد حد:.

-عايزك تعمل فيها كل اللي أنت عايزه، أستمتع بيها بكل الطرق، لكن اوعى تلمسها يا شناوي، أنت هتعمل كل حاجة من غير ما تلمسها وأكيد أنت فاهمني، بس مش هتعمل دا بهدوء كدة، لا أنت هتطلع عينها، تهزيق شتيمة إهانة، كل اللي قلبك يحبه، بعدها عايزك تطلع تشتري كام فار على كام تعبان مش سامين وتسبهم معاها يومين تلاتة، وبعدها تناديني وأنا هشوف هعمل أية تاني عشان مبحبش اذية حد.

كان المدعو ب شناوي فاغرًا شفتاه مذهولاً من كم الغيظ الذي رسم حروفه الخبيثة...
بينما ربت سليم على كتفه بهدوء ليغادر، فيما همس هو مصدومًا بتعجب:
-امال لو كنت بتحب اذية الناس كنت عملت فيها اية يا قادر!؟ كنت سلختها حية!
ثم توجه نحو التي ترقد بالداخل تبكي بصمت مقهور، لتتسع ابتسامته الخبيثة وهو يعدل هندام ملابسه:
-استعنا على الشقى بالله، خليني اخلص قبل ما اخد نصيبي من هتلر اللي انا عايش معاه دا.

بعد فترة...
كان سليم مع جميلة التي قرأت له -الرقية الشرعية- بعدما قص عليها كل ما سمعه واستنتجه..
بالرغم من ذهولها من الشيطان الذي يحكم أنفاس تلك الخبيثة الا إنها قالت له بلوم:
-برضه يا سليم أنت غلطان
رفع حاجبه الايسر مستنكرًا:
-غلطان في أية يا خالة؟
اجابت بفتور:.

-اولاً أنت بعيد عن ربنا اووي، عايزه ازاي يبعد عنك الحاجات دي ويحميك! أنت لو كنت بتصلي كل يوم وبتتوضى عمر الحاجات دي ما كان هيبقى تأثيرها عليك بنفس الشكل دا، دا زائد بقا انك يعتبر مابتلمسش المصحف، أية اللي هيحميك بقا؟! شغلك اللي أنت مكرس كل حياتك له!
كان سليم ينكس رأسه ارضًا وهو متيقن من صحة كلامها...
ثم همس بعد الصمت ليتابع:.

-أنا عارف إني غلطان وهحاول أقرب من ربنا قد ما اقدر وهقرأ الرقية الشرعية كتير
ثم سرعان ما أمسك يدها يرجوها بصوت مُلح:
-بس ساعديني أرجع مراتي ليا، أنا مش متخيل حياتي من غيرها يا خالة
مطت هي شفتيها بانزعاج تقول:
-جيت لك يا عبدالمعين تعيني، يابني هي كانت طيقاني عشان أقنعها؟! دي لو عليها هتفجر فيا قنبلة حية وتخلص مني عشان أيدتك تتجوز، ياكش كان لساني اتعوج نصين جالي شلل نصفي قبل ما اقولك اتجوز الحربوءة دي!

رغم كل الألم الذي يجتاحه حالاً، إلا انه ابتسم وهو يردد متجرعًا مرارة الشعور في تلك اللحظات:
-صدقيني أنا ماطاوعتكيش على الجواز بمزاجي، بعدين لو انا اتجوزت بمزاجي ازاي الصبح هكون بقولها مأقدرش اخلف من غيرك وتاني يوم انتِ بتعرفيني ان مراتي التانية حامل! يعني أنا مجنون كدة! أنا متأكد إنها كانت بتعمل السحر دا من بدري عشان يلحق يأثر فيا واحدة واحدة...!

اومأت جميلة موافقة وهي تفكر بكلامه، ثم ربتت على كتفه وهي تهمس مشجعة:
-طب قوم يلا حاول تصالح مراتك الاول من غير تدخل مني
اومأ موافقًا ثم تنهد وهو يستعد للسواد القادم الذي بدأ يحيط به!

دلف إلى الغرفة التي تقيم بها ولم تغيرها حتى بعد أن اعتذر لها طالبًا السماح...
وجدها تجلس على الأرضية تضم ركبتاها لصدرها وهي تهمهم بكلمات غير مفهومة شققتها الدموع...
جلس لجوارها فانتفضت هي تعتدل وهي تزمجر فيه:
-أنت قعدت هنا لية اتفضل اطلع بره
مد يده يمسح تلك الدمعة الماسية التي أقسم الا تهبط بسببه...
ولكنها لم تكن دمعة بل كانت شلالاً من الدموع تفجر ما إن لمس وجنتاها الساخنة من البكاء..!

وسرعان ما كانت تنفض يده عنها بغضب جم:
-أبعد عني قولتلك متلمسنيش أنا مش طايقاك
تنهد قبل أن يبدأ باخبارها:
-سيلا أنا كنت غصب عني، مرسين طلعت كانت عامله لي سحر عشان تتحكم في تصرفاتي! أنا كنت زي المشلول
إتسعت عيناها على اخرهما، لم تصدق للحظة أن ذلك الكائن يختزن سموم كافية لتدمير العالم لهذه الدرجة!
ولكن لم تدري أي شيطان أهوج وسوس لها فقالت بغيظ:
-وانا ايش عرفني انك مش بتكذب، انا بقيت اتوقع كل حاجة منك.

سارع بقوله المتلهف:
-اسألي خالة جميلة هي شاهدة على كل حاجة
أغمضت عيناها تحاول الاسترخاء، تحاول التنحي عن كم الضغوطات التي تشد أعصابها حد الجنون..
بينما كانت لسليم فرصة لتأمل ملامحها التي اشنتاقها، اشتاقها بجنون يكاد يجعله يمحو اي عبارات خانقة ويلتهمها بجوع...!
مد يده يتلمس قسمات وجهها ببطئ متناغم مع صوته المبحوح وهو يخبرها:.

-سيلا أنا لسة بحبك، أنا بتنفسك مش بس بحبك، أنتِ لو بعدتي عني هاتخنق، أنا مشتاق لك اوووي
ثم هبطت يده يتحسس شفتاها بنفس التمهل الذي جعلها وكأنها مخدرة صريعة لمساته التي افتقدتها كالأزهار وقت الربيع...!
ثم أكمل بنفس النبرة ؛
-وحشوني، وحشني طعمهم اوي
همست ببلاهه مصدومة:
-اية دا!؟
اجاب بنفس الهمس:
-شفايفك!
وقبل أن يقترب بوجهه منها يحاول إقتناص شفتاها كانت تدفعه بقوة بعيدًا عنها صارخة:.

-برررررره، برررره يا سليم أنا مش قادرة هرجع من قربك دا بجد مش طايقاك
وبالفعل أمسكت فاهها مسرعة لتركض نحو المرحاض الصغير وتبدأ بأخراج كل ما في معدتها...
بينما هو مذهولاً!
ألهذه الدرجة أصبحت تتقزز منه؟!
اصبحت تنفر قربه الذي كان يجعلها كشمعة مُقادة بولع عشقه...!
انتبه لها بعد أن انتهت وهي تهمس له بجزع:
-ارجوك اخرج يا سليم مش قادرة.

ولكنه لم يفعل بل على العكس جذبها بقوة لتصطدم بصدره ثم دفعها نحو الحائط برفق وهو يحيط بها، توترت أنفاسها من ذاك القرب كثيرًا...!
ليردف هو بصلابة:
-مش هخرج، وهاقرب، هاقرب اووي لحد ما تسلمي وتقولي خلاص، وتبطلي جنان أنا مفيش واحدة تقرف مني!
ولم يعطيها الفرصة للرد اذ التهم شفتاها بقوة جعلتها تأن بضعف، كان متمكن يعرف خطورة ضرباته في الحرب!
بينما هي جندي أعزل يحاول الدفاع بقوته الواهية...

واخيرًا ابتعد بعد دقائق اكل فيها شفتاها بجوع، ثم همس بأنفاس لاهثة:
-أنا هاسيبك دلوقتي بس، انما لو عليا انا عايز أكلك كلك
بدأت الحمرة تزحف لوجنتاها لا تدري خجل ام غضب...
ولكنها حاولت دفعه وهي تردد بحنق:
-قولتلك ابعد عني يا سليم، أنسي اني ممكن انسى واغفر!
اختطف قبلة سريعة لرقبتها البيضاء التي ظهرت، ثم اكمل غير مباليًا بحديثها الفظ:.

-هروح اخد دش واشوف حسابي مع بنت ال*** اللي بره وهارجعلك تاني مش هتأخر، هتوحشيني الشوية دول يا روح الروح
ثم رحل دون أن يجعلها تفسد صفاء تلك اللحظات، لتغمض عيناها وهي تزفر بغضب حقيقي:
-بقا هي غصب يا سليم! طب وديني منا قاعدالك فيها ووريني دلوقتي بقا انهي عفريت هيمنعني!

وبالفعل في المساء كانت قد إنتهت من لملمة ملابسها...
تذكرت مكالماتها لاختها طيلة الفترة الماضية أنها تعيش حياة طبيعية، فكيف ستخبرها هكذا فجأةً بما حدث؟!
نفضت تلك الأفكار كلها عن رأسها وهي تهمس بأصرار:
-مش مهم، مش مهم كل دا، المهم أخلص منه!
وفجأة ظهر خلفها يحتضنها من الخلف وهو يردد بسماجة تخفي اطنانًا من الألم:
-تخلصي من مين يا روح الروح، أنا لازق لك للأبد مفيش مهرب مني.

قال كلمته الأخيرة وهو يحدق بها بخبث، بينما قالت هي بحدة لفحها البرود:
-لو هموت يا سليم، مش هستسلم لك ابدًا
ثم اقتربت خطوة للأمام لتهمس امام شفتاه مباشرة:
-عارف لية؟ لاني بكرهك يا سليم، بكرهك لدرجة مش طايقة الهوا اللي أنت بتشاركني فيه، وبحمد ربنا الف مرة إن مينفعش أخلف منك والا كان زماني مربوطة بعيل ابوه مريض نفسي وشكاك واتهم مراته في شرفها الي هو شرفه يعني مش راجل اصلاً.

وما إن انهت اخر حرف حتى ضغط على ذراعها بصراخ زلزل أركان المنزل:
-سيييلاااااااااا، إياكِ تعيديها، أنا بحاول اتحكم في عصبيتي ومقدر موقفي، لكن أنتِ كمان حاولي تفهميني، اية شعورك وأنت لعبة فأيد قذرة بتحرك بمزاجها عشان تعملي حاجات عمرك ما كنتي تتخيلي انك تعمليها، اية شعورك وأنتِ اهنتي اكتر ناس بتحبيهم ولما تقوليلهم مش بمزاجي يقولولك كذابة!
تنهد بقوة مكملاً بوجع:.

-صدقيني شعور وحش أوي خصوصاً على الراجل، واللي زيي بالذات اللي كان بيمشي كل حاجة بمزاجه
حاولت إمساك دموعها وهي تخبره بجمود:
-مش ذنبي يا سليم، أنا تعبت واتجرحت منك بطريقة مش ممكن تتعالج، طلقني يا س...
ولكنه وضع يده على فاهها يمنعها إكمالها وهو يتشدق بحدة لاذعة:
-ابدًا، اليوم اللي هتكوني فيه حرة مني هو يوم ما أموت بس
أعتقد أنها ستهتف بلهفة بعيد الشر
ولكن على العكس تمامًا قالت وهي ترفع كتفيها ببرود:.

-اممم هي اقدار بس أنا مأعرفش ومايخصنيش موت وقت ما تموت بس انا استحالة افضل على زمتك، انا عايزة راجل يقدرني بجد، يحسسني اني ست بجد وانه بيثق فيا حتى لو شافني مع حد غيره، راجل يقدر يديني الطفل اللي بتمناه، راجل يقدر محاولاتي اني أسعده بكل الطرق!
كان يستمع لها ولهيب محرق لاقصى حد أشتعل داخله...
لا يتخيلها مع غيره ابدًا، حتى الاحلام حُرمت في تلك النقطة!
هي له، هي خاصته، خاصته وحده لأخر نفس له...!

زفر بعمق وهو يردف:
-أنا مش هطلق يا سيلا
دفعته بقوة مرددة بقسوة:
-يبقى المحاكم بينا يا سليم...!
سحبها من ذراعها ببطئ نحو الغرفة متجاهلاً كل محاولاتها في البُعد عنه وهي تصرخ:
-ابعد عني بقاااا
وصل امام غرفتها ففتحها وجعلها تدلف عنوة، ثم هتف وهو يغلق الباب متجاهلاً تمامًا نحيبها المكتوم:
-لو وصلت اني مأخرجكيش الا وأنتِ مسامحة او تحصل معجزة وتبقي حامل ساعتها هعملها يا سيلا!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة