قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا أشواك العشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الخامس

نوفيلا أشواك العشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الخامس

نوفيلا أشواك العشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الخامس

بعد مرور أسبوع...
شعرت بأصابع خشنة تتلمس وجنتها الناعمة تضاهيها ملمسًا ساحرًا...!
فتحت عيناها ببطئ تتأوه من الألم الذي حط ببطنها، أسرع سليم يتحسس موضع الالم وهو يسألها بقلق:
-مالك يا حبيبي؟ أية اللي تاعبك بالظبط!؟
كادت أن تجيب بتلقائية:
-بطني، آآ
ولكن مُنعت حروفها من رؤية النور فصمتت وبدلاً عن ذلك نهضت وهي تهمس بجمود:
-ملكش دعوة بيا وتاني مرة ماتدخلش عليا وأنا نايمة كدة.

تمعن النظر بعيناها بخبث وهو يهتف:
-معقول بتتكسفي مني بعد كل دا يا روح الروح، طب دا انا حافظ كل حاجة وشوفت كل حاجة!
ضربت على كتفه صارخة بحنق:
-بطل قلة ادب يا سليم
أمسك ذراعها ولكن رغمًا عنه ضغط عليه فصرخت هي بألم تحاول أن تجعله يفلت ذراعها:
-ااااه حرام عليك
حاول تفحص ذراعها ولكنها لم تسمح له، ولكنه سليم الصقر...
اذا لك تأتي النعومة بنتيجة مزدهرة الصفحات فليمارس عليها سلطته الطاغية...!

أبعد يدها الاخرى عنوة ثم كشف عن ذراعها وهو يرفع التيشرت ببطئ، وما إن رأى مكانه ازرق مخلوط بلون دماءها حتى شهق بعنف مصدومًا:
-أية دا!
أجابته بصوت مبحوح:
-أنت...
كلمتها غُرزت بين جوارح روحه تقتله في مصرع!
هو من فعل بمحبوبته ذلك!
هو من فعل برهينة قلبه، داس بكل جبروت على شتات الانثى التي جمعها هو بريشة فنان!
لمعت عيناه بدمعة خائنة، فما حدث لم يطرق خياله يومًا حتى...
تحسس ذراعها بنعومة شديدة ثم همس بصوت لثم:.

-أسف، أسف اوي يا حبيبتي، يارب كانت ايدي تتقطع قبل ما تتمد عليكِ
ولا تدري اهو الصدق الذي لمع بوضوح بين حروفه ام العشق الابله هو الذي جعلها تقول ذلك:
-بعيد الشر، اسكت يا سليم!
تأوه بصمت ثم أمسك يدها بنعومة شديدة يُقبلها هامسًا بعشق خالص:
-ااه يا روح سليم، أنا بجد مش عارف ازاي قدرت، سامحيني يا سيلا، أنا متأكد إن لسة في ولو ذرة أمل انك تسامحيني
كانت تنظر له بصمت...
ربما هو محق، وهي حمقاء ستسامح!

مهلاً سيدي ولكن العشق كالأسر الذي يأسرك ويجعلك مسحور به غير قادر على الابتعاد في آن واحد...!
انتبهت لشفتاه التي كانت تتجول على رقبتها ببطئ، فضغطت على يده تهمس بصوت خفيض:
-سلييييم
همس وهو مغيب بتأثيرها:
-عيونه
حاولت التحكم بشعورها الذي ثار طالبًا ذلك القرب، ثم قالت:
-ابعد يا سليم كفاية
ولكنه لم يبتعد، بل ضم خصرها له بقوة يلصقها به وكأنه استشعر ضعفها امامه!

جعلها تتمدد على الفراش ببطئ وهو فوقها يطل عليها بهيئته الرجولية الطاغية...
ثم مد يده يحاول فك ازرار البلوزة بينما هي تهمس:
-سليم ارجوووك، بلاش أبعد
وكأنه رأى وجهًا اخر لكلماته فزدادت قبلاته جرأة قبل أن يهمس لها في المقابل بشوق وجوع واضح:
-ارجوكِ أنتِ، أنا مشتااااق، مشتاااق اوي يا روح الروح!
وبالأخير استسلمت لقبلاته التي احتلت رقبتها وما بعدها ليقشعر بدنها من لمساته التي اثارت رعشة خاصة بجسدها!

ليقتنص منها حق الحرمان، الجوع والشوق الذي كاد يفتك به...!

في المساء...
كانت سليم في المرحاض ينتعش بالمياه الباردة بعدما انتعشت روحه ايضًا..
لم يكن يتخيل أنه يشتاق لها لتلك الدرجة، فبرغم رفضها، رغم محاولاتها في التملص الا انه لم يتركها الا بعدما اشبع شوقه الجارف لها...!
تنهد بقوة وهو يغلق المياه، ثم نظر لمكان المنشفة التي تركها عن عمد بالخارج..
ليقترب من الباب مناديًا بصوت هادئ:
-سيلا لو سمحتي هاتي الفوطة.

لم يسمع ردًا وإنما شعر بخطواته امام الباب، لو لا يعلمها لكان ترك باب المنزل دون حراس...
ولكنه شدد على الخدم والحرس بعدم خروجها مطلقًا..
انتبه ليدها التي تمد المنشفة له، اخذها منها وهو يقول بمكر:
-أنا مش عايزها هي بس...
وبحركة مباغتة سحبها معه بقوة للداخل لتشهق هي من هول المفاجأة:
-أنت بتعمل أية يا سليم اوعى!
مد يده يتحسس وجهها برقة تُذيب قلبًا كاد يفتك به العشق اساسًا، ثم استطرد:.

-مأعرفش إنتِ عملالي سحر أنتِ التانية ولا أية، مش بشبع منك ابدًا
امتعضت بشكل مقلق وهي تحاول ابعاده عنها:
-لو سمحت خد الفوطة وابعد بقا عايزة اخرج
كاد يقترب منها وشفتاه تسير على كامل وجهها، ولكنها قالت بجزع حقيقي هذه المرة ويداها على صدره مفترض أنها تمنعه:
-سليم، بجد مش قادرة هارجع والله ابعد شوية
أمسك وجهها بين يداه يهمس لها بقلق:
-اية حكاية الترجيع والتقزز معاكِ يا سيلا أنا بدأت اقلق!

هزت رأسها نافية بخفوت:
-مفيش
ولكنه تابع بأصرار صارم لا يقبل النقاش:
-بكرة الصبح هنروح لدكتور وتكوني مجهزة نفسك من غير ولا كلمة
زفرت مطولة بضيق:
-تحت امر جنابك، في اوامر تانية
عض على شفتاه السفلية والخبث الدفين يلمع بين عروقه، ثم تشدق ب:
-هو في كتير اوووي، لكن أنت اللي حارمني يا جميل
تقلصت ملامحها بخجل ثم دفعته بعيدًا عنها لتخرج راكضة..

بينما ظل هو يمسح على خصلات شعره عدة مرات والابتسامة المتألمة لاجل كل شيئ تجتاح ثغره...!

في صباح اليوم التالي...
عند مرسين كانت تُعاني العذاب اشكالاً وألوانًا، لم يكن عذابًا جسديًا وانما نفسيًا لمَ يفعله بها شناوي
وإن ارتكزت الأعين قليلاً سوف يضخ الالم النفسي بحجم العذاب الاكبر بالطبع...!
لانها وببساطة لُصقت بروحك للأبد..!
كان شناوي ينتهك جسدها بحرية، ولكن دون أن يُعريها او يمسها...
وتقريبًا كون جسدك متاحًا للمسات الغريب هذه أسوء بمراحل!

وبالطبع لم تنسى الثعابين والفئران التي احاطت بها من كل جانب..
لم تنسى الاهانة او الصفعات إن قاومت احيانًا!
وما إن رأت سليم حتى هتفت بصوت باكي تستنجد:
-سليم، والنبي يا سليم كفاية أنا تعبت اووي، أنا بموت بالبطيئ والله
أمسك فكها يردف بشراسة:.

-وانا مكنتش بموت بالبطيئ لما خلتيني كرهت مراتي فيا، لما خلتيني لعبة بأيدك، لما عملتي الحرمانية عشان تخليني خاتم في صباعك، لما شككتي في شرف مراتي وخليتي حقير يشوف جزء حتى من جسمها!
ثم نفضها بعنف صارخًا بجنون:
-اسيبك بعد كل دا ازاااااي!
حاول تهدأة نفسه، ثم قال بعد فترة صمت بثبات:
-اتفضل يا حضرة الظابط
تبسم سليم بمكر وهو يتذكر أنه الصق بها تهمة تزوير اوراق رسمية عن عمد، فلتتأدب قليلاً بالسجن!

نظر لها ربما للمرة الاخيرة وهو يهتف بازدراء:
-أنتِ طالق، طالق، طالق وهما بقا هيعرفوا مين اللي وراكي بطريقتهم
كانت منهارة ترجوه بنحيب:
-لا يا سليم طب قولهم اني معملتش حاجة والنبي، لا سيبوووووني اوعوا
ولكن بالطبع لم يتركوها، وقد رحلت عنهم واخيرًا...
ربما تركت غبارًا واضحًا على حياتهم، ولكنه سيزول بالتأكيد!

بعد ثلاث ساعات تقريبًا...
كان يترجل مع سيلا من السيارة بهدوء متجهين نحو -طبيب نساء- بعدما نصحتهم جميلة بذلك
وديها لدكتور نسا يا سليم يمكن في حاجة لاقدر الله
وبالفعل وصلا امام عيادة الطبيب الذي يعلمانه جيدًا، تنهد سليم بقوة وهو يمسك يد سيلا التي كانت تشعر ببعض النفور منه:
-اهدي يا حبيبي
استسلمت رغمًا عنها، دلفا للطبيب وبدأ بالكشف عليها...

وبعد دقائق ليست بكثيرة ولكنها ايضًا ليست بقليلة، انتهى الطبيب من فحصها وهو يحدق بلاشيئ...
نظر له سليم مستفهمًا بقلق:
-في اية يا دكتور طمني!؟
حاول الطبيب الابتسام وهو يخبره:
-قادر على كل شيئ، مبروك يا استاذ سليم المدام حامل
شهقت سيلا مصدومة، بينما ظل سليم يهمس بسعادة لا نهائية غير مصدقًا:
-المعجزة، المعجزة حصلت، حامل! سيلا حامل في ابني!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة