قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا أشواك العشق للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس والأخير

نوفيلا أشواك العشق للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس والأخير

نوفيلا أشواك العشق للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس والأخير

بعد مرور أسبوعان...
كانت سيلا تمسك بيد سليم الذي كان وكأنه متشبثًا بذراعها يخشى خطوة مخطئة ربما تنتفخ اوداج الجحيم بسببها...!
وفجأة وضع يداه عند ركبتاها والاخرى عند ظهرها ليحملها مسرعًا برفق، مما جعلها تصيح بحنق:
-حرام عليك يا سليم، أنا حامل والله لكن مش مشلولة!
ضحك باستمتاع على ملامحها التي تقلصت متأقلمة بدور المسكينة المختنقة تحكميًا...
ثم قال وهو يصعد بها درجات السلم بحذر:.

-يا حبيبتي الدكتور قال اوعي تعملي أي مجهود، ف أنا بأريحك خالص اهوو
عضت على شفتها السفلية وهي تردف بغيظ مُضحك:
-امممم ياما كان نفسي انط أجيب لسانه من لغلوغه عشان يخرس دا خنقني! قال ماقومش قال!
أحتدت عينا سليم بشرارة غاضبة، فلم تجد ما تلجأ له سوى الماضي، فقالت هي الاخرى بحنق مصطنع:.

-أية في أية! هو أنت مفكرني نسيت اللي عملته ولا أية؟ لو كنت أنت نسيت ف أنا مانسيتش، لسة مواقفك واقفه في زوري زي الحموضه ما افتكر بتوجع
نظر لها نظرة ذات مغزى، أعتقدت أنه سيلقي بقنبلة غضبه في وجهها، ولكنه على العكس تمامًا قال ببرود:
-حموضه! أنتِ مش ملاحظة إنك بقيتي بيئة اوي يا روح الروح
تخصرت وهي تهتز قائلة بتناغم مغلول:
-وأنت مش ملاحظ أنك بقيت بارد اوي يا تلاجة التلاجات!

ابتسامة صغيرة زينت ذاك الثغر العابس لتكسر العبوس لاشلاء، ثم هم بالصعود مرددًا بألم مصطنع:
-كفاية رغي كدة جالي شد عضل يخربيتك أنتِ شايلة طفل جوه ولا ملجئ اطفال!؟
ضربته بغيظ على كتفه وهي تهمس..
-شايله هتلر التاني، لازم يبقي دا وزني ووضعي الميؤوس!
بينما تعالى صوت ضحكه الرجولي الذي بات يعزف على اوتار قلبها المُرققة...!

في السجن...
كانت مرسين تُعاني من الأثار السلبية التي ظهرت عليها بسبب تأثير السحر الذي قامت به بالاتفاق مع ذلك المشعوذ!
كانت شاحبة الى حد كبير، تعاني تقريبًا من فقر دم، جسدها ظهرت عليه النحافة بفرعنة غريبة!
اصبحت تتقيئ كل يوم تقريبًا دماء...!
بأختصار إنقلب السحر على الساحر!
فُتح الباب ودلف سليم
صدرت منها شهقة مكتومة تعبر عن صدمتها، ثم سرعان ما قالت بوهن:
-س سليم! أنت بتعمل أية هنا؟

تقوست شفاهه بابتسامة ساخرة ولربما شامتة!
ثم قال:
-جاي أطمن على أحوال طليقتي طبعًا
وبلكنة خاصة تحذيرية أضاف:
-وأم ابني المستقبلي
عندها شعر وكأن عيناها إنتفضت من السكون لبرائق فزع محتلة...
وسرعان ما كانت تهمس بتوتر رهيب:
-آآ، اه اه طبعًا، ب بس هو أنت لس لسة فاكر إني ليك أبن هنا!
أمسكها من خصلاتها يجذبها بعنف مرددًا:
-تصدقي بالله، أنا مش متأكد اتجوزتك بجد ولا دي كمان لعبة من الاعيبك زي موضوع الحمل.

أتسعت حدقتاها فزعًا، وحاولت العوم عكس الامواج فقالت ببراءة مصطنعة:
-حرام عليك يا سليم، حتى دي هتتهمني فيها، انا حامل فعلا بأبنك
لم يشعر بنفسه سوى وهو يصفعها بقوة حتى صدح صوت صريخها، ليستطرد بغضب جم:
-انا خليت الدكتور اللي هنا عملك تحليل يا بنت ال**** وطلعتي كدابة
تركها ثم نهض وهو ينظر لها متشفيًا بانتصار:.

-على قد منا فرحان كوني مش هخلف من واحدة*** زيك على قد منا قرفان من نفسي لاني سمحت لواحدة زيك تخدعني حتى لو بالسحر
نظرت ارضًا وشعرت كما ان كلماته تُعريها لتصيبها في مقتل؟!
يا الله، اي شعور ذلك يجعلك كما لو أن جلدك يسلخ من جسدك حيًا!
بينما سليم قد اتم انتقامه ممن اعترفت عليهم اشر انتقام، يكفي انه جعلهم يكادوا يعلنون افلاسهم!
فيما هي نظرت له عندما وجدته يتابع بجمود:.

-كنت مفكر إنك توبتي لكن الظاهر مفيش فايدة وبرضه ضيعتي اخر فرصة لنجاتك
تعالت شهقتها ببكاء هذه المرة، ليستدير هو متجاهلاً نداءها وهو يخبرها بسماجة قاسية:
-سجنًا هنيئًا يا، مُر طين!

عاد سليم إلى المنزل...
علم أن جميلة في غرفتها بالاعلى، وما إن التفت عيناه حتى لمح سيلا تجلس امام التلفاز...
ولكن خلفية طلتها لم تكن عادية اطلاقًا بل كانت ترتدي قميصًا احمر، قصير حتى ما قبل الركبتين يظهر معالم جسدها
ابتلع ريقه بتوتر ثم اقترب منها، إلى أن احاطها من الخلف برقة..
اصطنعت هي الفزع وهي تهمس بدلال:
-حرام عليك يا سليم خضتني
هم بمشاكستها كعادته، ولكن فجأة توقف وهو يقول بحنق:.

-أزاي تخرجي من اوضتك بالمنظر دا؟! مفيش خدم ولا أية!
تخصرت وهي تخبره بثقة:
-انا منبهه عليهم محدش يدخل الا بأذن
سحبها من يدها دون كلمة اخرى متوجهًا نحو الاعلى حتى دلف بها الى غرفتهم، وما إن كادت تعترض حتى قتل تلك الحروف بشفتاه الغليظة يقتنص منها عذاب شوقه لشهد شفتاها الكرزية...
ابتعد اخيرًا بعدما نال قدرًا كافيًا يقتدي به جوعه العميق، ليهمس لها:
-وحشتيني اووي!

دفعته بقوة، ولم تتردد وهي ترص حروفًا مرصعة بالجزع:
-وأنت ماوحشتنيش، وقولتلك مليون مرة ماتقربش مني كدة الا بمزاجي
تأففت وهي تنوي الخروج مغمغمة بضيق:
-قطعت عليا المسلسل الله يسامحك البت زمانها ضحت بحياتها عشان البطل ابن الهبلة وناس بتموت وناس بتحيا وانت هتفضل طول عمرك تافهه جاي ساحبني تقولي وحشتيني!
رفع حاجبه الايسر بغيظ، ثم سرعان ما كان يجذبها له مرددًا بمكر:.

-انا كنت ناوي اكتفي بيها، لكن لا، أنا بقا مُستغل وماصدقت
كاد يقترب منها مرة اخرى ولكنه عاد يهمس امام شفتيها:
-وتافه كمان...!
ثم إلتهم شفتاها في قبلة عميقة متجاهلاً مقاومتها الضئيلة امام هوج مشاعره اللاهبة...
حملها معه برفق متجهًا نحو الفراش ولم يقطع قبلاته المشتاقة الا ليتنفس قليلاً، فقالت هي من بين لهاثها:
-ماشي يا سليم يابن بطني قلبي وربي غضبانين عليك ليوم الدين!

ضحك ملأ شدقيه وهو يلتقط شفتاها بلهفة لم تقل ولن تزول، ليعشا ليلة اخرى تعبر عن ندمه الذي اعتذر به بطرقه الخاصة في عالمها الوردي...!

بعد مرور ثلاث أسابيع اخرى...
كان سليم يقف معها امام غرفة الخدم يحدق بها مصدومًا، بينما تتخصر هي وشفتاها فقط تخبره بمكر ودهاء لترد له الصاع صاعين:
-زي ما بقولك كدة يا سليم، هسامحك بس اما هتنام هنا معايا في الاوضة دي وعلى نفس الارض اللي كنت بنام عليها!
وجدها فرصة غنية فغمز لها بعبث:
-لو معاكِ يبقى قشطه معنديش مانع
دفعته بعيدًا عنها وهي تكمل بحدة حاولت رسمها بمهارة:.

-لا يا بابا انسى، معايا بس بأدبك، واساسًا ريح نفسك الدكتورة قالتلي ممنوع
وشددت في حروفها على كلمة ممنوع وكأنها تعلنها لتشعل الحريقة بداخله اكثر...
مرت دقيقتان يفكر فيهما..
أينام سليم الصقر في غرفة كتلك؟!
أيدفن كبرياؤوه الذي وصل آفاق السماء من اجلها!
هو أسد في غابته، ملك في مملكته، ولكن معها هو عاشق يسترضى عطفها على شوقه لها!؟..
نظر لها متنهدًا بعمق:
-موافق يا قدري بس بعدها هتنسي كل حاجة حصلت؟!

اومأت مؤكدة وقد اتسعت ابتسامتها وقد اشارت له نحو الفرشة على الارضية ليبدأ بالتمدد فعليًا على الارضية الباردة في غرفة سيئة للغاية نسبةً للقصر...
ليزفر سليم بغيظ متمتمًا:
-ادي اخرتك يا سليم تنام في اعفن اوضة للخدم...!

النهاية...
قد تقابلك صعوبات، قد تقف امامك تحديات، وقد تنهار مقاومتك الضئيلة ايضًا، ولكن يبقى ضوء أمل طفيف لم يطفأه خبث الدنيا بعد..
نور خلقه الله داخلك دومًا لتلجأ له عندما يخلو بك البشر!
فلا تخلو أنت به، فتقابل ما لا تستطع جذره!

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة