قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا أشواك العشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني

نوفيلا أشواك العشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني

نوفيلا أشواك العشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني

بدأت سيلا تستعيد وعيها تدريجيًا، وما إن ارتكزت عيناها على سليم و جميلة يجلسون من حولها حتى هبت منتصبة تتأوه من ألم رأسها..
أقتربت منها جميلة تسألها مستفسرة بخفوت:
-أنتِ كويسة يا حبيبتي؟!
اومأت سيلا مؤكدة، وبصوت مبحوح ردت:
-ايوة كويسة يا طنط
نهضت ببطئ حتى وصلت أمام الدولاب فبدأت تجمع ملابسها، إنتفض قلب جميلة فزعًا وهي تسألها:
-أنتِ بتعملي أية يا سيلا أنتِ رايحة فين!
ماج داخلها شعور مختلف...

شعور كزجاج تحطم لأشلاء متناثرة، أشلاء تُدمر أطرافها جدران الروح المنهزمة...!
نظرت لها وهي تخبرها بهمس غطته الكسرة:
-هاروح بيت أهلي، أنا مليش مكان هنا يا طنط
عضت جميلة على شفتاها بأسف مستنكرة:
-كدة يا سيلا، أنا طنط بعد ما كنت خالتو!؟
تقوست شفتاها على هيئة ابتسامة قُتلت الاف المرات، ثم أردفت باختناق:
-كنتي خالتو، كنتي خالتو اللي بتخاف عليا قبل ما تفكر بأنانية في مصلحة ابنها بس ومافكرتش فيا ولا في مشاعري!

أخفضت جميلة رأسها بخزي، بينما زمجر سليم غاضبًا:
-سييييييلا! إلزمي حدك واعرفي لكلامك
أيغضب!
يغضب ايضًا بعد كل ذلك؟!
ترى هل رأيت يومًا من يشعل النيران بجسدك كفتيل للموت ثم يحترق هو!
نظرت له بحرقة وهي تستطرد:
-أنا عارفة حدي كويس اووي يا سليم بيه مش محتاجة واحد زيك يعرفهولي
بينما إلتفتت له جميلة تتشدق ب:
-اوعى تسيبها تمشي يا سليم، ماتفرطش في مراتك يا حبيبي.

توجه سليم نحوها، ثم أمسك بيدها التي تجمع الملابس بعشوائية، ليقول بخشونة:
-سيلا سيبي الشنطة واعقلي
نفضت يده عنها كبلاء يردم روحها وتحاول هي الطفو منه حتى الان!
ثم صرخت فيه بحدة:
-أنت أعقل ولو عندك دم سبني أمشي وملكش دعوة بيا وورقة طلاقي توصلني يا سليم
ضغط على ذراعها بقوة، ثم أغمض عينيه للحظات قبل أن يستطرد بصوت قاتم:
-طلاق مش هطلق وخروج من هنا مش هتخرجي يا سيلا
كانت تحدق به باستهانة رهيبة..

أي حق ذاك يحاول التمسك به!
يستند متمسكا بسراب من الحقوق التي منحته اياها...
اقترب من خالته قائلاً بصوت أجش:
-يلا يا خالة نسيبها تفكر عشان مترجعش تندم
حاولت خالته المعارضة ؛
-يا سليم بس آآ...
ولكنه قاطعها وهو يقول بنبرة سقطت على جلد سيلا وكأنها تقطعها بلا رحمة، وبلا شفقة:
-قولت يلا يا خالة، سبيها تغور هي ادرى بمصلحتها انا اصلاً مش طايق خلقتها.

كانت هي صامتة ك روح إنتهت صلاحيتها، وقلب اٌهلكت اوتاره الشغوفة، وعين تفاقمت كراهيتها!
غادروا ببطئ وأغلق سليم الباب بمفتاحه الخاص، فبدأت هي تصرخ بنحيب عالي:
-افتح الباب يا سليم، افتح الباب حرام علييييك بقااا
ولكنه لم يكن يسمع لها، عُمي القلب بلفافه مجهولة المصدر!
سقطت سيلا على الأرض شاهقة بعنف، ومع شهقاتها المتتالية كانت تشعر أن روحها تلتف لتضمد تلك الشهقات...!

بعد مرور يومان...
وصل سليم إلى المنزل الذي أجره لزوجته الجديدة مرسين، طرق الباب بهدوء ليجدها تفتح الباب وابتسامة خبيثة توارت خلف سعادتها المزيفة وهي تنقض عليه لتحتضنه مسرعة:
-سليم، وحشتني اووي يا حبيبي
ابتسم بخفوت ثم أبعدها وهو يهمس لها بصوت هادئ:
-وأنتِ كمان
دلفا سويًا إلى الداخل، جلسا على الأريكة لتقترب منه مرسين مرددة بصوت ناعم كجلد ثعبان:
-سليم، في خبر حلو أوي، أنا حامل في أبنك.

كان ينظر لها بهدوء، تغدقت أذانه فرحةً وتهليلاً، حتى أحتضنها وهو يتشدق ب:
-مبروووك، ألف مبروك يا مرسين
تشبثت بأحضانه متابعة بتساؤل:
-مبسوط يا حبيبي؟
اومأ مؤكدًا وقد رُسمت لوحة من السعادة على ملامحه الرجولية بريشة خلطت مشاعره فبات غريبًا حتى على نفسه...!
ثم قال متنهدًا:
-اخيرًا هيجي الولد اللي كنت بحلم بيه من زمان
احتضنته مسرعة وهي تعض على شفتاها، وبداخلها صوت خبيث يردد ونشوة الانتصار تلفحه بجنون.

إنتهت الخطوة الاولى بنجاح!

بعد مرور أسبوع...
في غرفة سيلا كانت تنام على فراشها تضم ركبتاها لها كالجنين الذي حُرم من الأكسجين مؤخرًا!
كانت دموعها تهبط بصمت قاتل يتناسب خلفية الظلام التي تحيط بها..
وفجأة شعرت بمن يقيدها من الخلف فانتفضت وهي تحاول إبعاد يداه التي حاصرت خصرها عنها:
-أبعد عني
هز رأسه نافيًا وصار يلتصق بها أكثر، أخترقت رائحته أنفها فشعرت بالنفور الذي حط بأعماقها بدلاً عن القبول الذي كان يفترش قلبها!

غمس رأسه عند رقبتها وهو يهمس لها ببرود:
-ولو مابعدتش هتعملي أية يعني! دا حقي يا مدام
أبعدت يداه بعنف وهي تردد بحنق ساخط:
-جاك كسر حُقك، ملكش حقوق عندي لحد ما تطلقني يا سليم
نهض جالسًا ليجذبها من ذراعها صارخًا بعصبية:
-أنتِ مفكرة نفسك مين يابت أنتِ، أنتِ زيك زي أي فردة جزمة في البيت دا، أنا حر اعمل اللي انا عاوزه وكيفي كدة مش هطلق
ظلت تضربه على صدره بقبضتها الصغيرة وهي تردف بهيسترية جمدت أطرافها:.

-أنت عايز مني اية بقا سبني في حالي أنا بكرررررررهك!
ولاول مرة لم يتأثر، لم ينكمش قلبه فزعًا للخط الأحمر الذي وُضع لمسار عشقه!
بل نفضها عنه بقوة وفي اللحظة التالية كان يصفعها حتى سقطت على الفراش ليهتف بقسوة:
-مش أكتر مني...
ثم استدار ليغادر وهو يغمغم بغضب:
-غوري سديتي نفسي منك لله يا بومة!
ثم غادر لتجلس هي كما كانت ولكن هذه المرة بصوت بكاء عالي يتقطع له نياط القلب!

شعرت بخطى هادئة تقترب منها فعلمت أنها جميلة وقبل أن تنطق كانت تخبرها بصوت مبحوح ؛
-مش عايزة اشوف حد اطلعي بره اوضتي يا طنط
تقلصت ملامح جميلة بحزن حقيقي ثم غادرت كما أتت..
لتظل هي تندب حظها اللعين الذي أوقعها في براثن ذلك القاسي...
حتى الهاتف لم يتركه لها لتتصل بشقيقتها او والدها!

مر أسبوعًا أخر...
والفجوة تزداد بينهما، سليم لم يعد يأتي لمنزله الا قليلاً وباقي الأيام يقضيها لجوار تلك الثعبان مرسين
حتى أن جميلة لاحظت تغييره الجذري ولكنها لم تستطع التعليق ولو بحرف!
بينما كانت سيلا تعيش أسوء أيام حياتها، وكأنها استهلكت الجانب الوردي بأكمله فترى الشقاء هكذا وفجأةً...!

كما علمت أن سليم أخبر شقيقتها أنهم سيسافران رحلة وسيغلقان هواتفهما للراحة قليلاً، وبقية الاوقات يتهرب من اتصالاتها!

وفي يومًا كان سليم في عمله كالعادة صباحًا، ليرن هاتفه بصوت عالي، فأخرجه من جيبه ليجيب بصوت هادئ أجش:
-الووو مين؟!
-أنا فاعل خير يا سليم بيه، سيلا مراتك بتخونك في شقة، في (، )
ثم أغلق الخط دون سابق إنذار أغلق الخط لتشتعل النيران بين جوارح سليم فنهض راكضًا نحو سيارته كالثور الهائج...!
وفي الطريق أتصل بخالته جميلة لتجيبه بعد دقيقة مرددة:
-ايوة يا حبيبي
-سيلا عندك يا خالة؟!

صمتت قليلاً ليصرخ بها بعصبية مفرطة:
-سيلا في البيت ولا لا؟
-لا يا سليم راحت تزور اهلها
لم ينتظر أكثر فأغلق الخط والشيطان توسوس له الكثير والكثير...
إلى أن وصل إلى العنوان الذي قاله له ذاك ليصعد راكضًا والشك يتآكله..
حتى وصل الي الشقة فوجد الباب مفتوح، ولج مسرعًا ليرى سيلا تجلس على فراش ذلك الرجل بقميص للنوم وتضحك وهي تشرب كوب ماء!
لم يستطع التحمل فركض نحوها ليجذبها من خصلاتها وهو يصرخ بانفعال حاد:.

-بتخونيني، بتخونيني انا يابنت ال*** بعد كل دا!
بينما ظلت هي تصرخ بألم وتستنجد بأي شخص، بخينما فر ذاك هاربًا قبل أن يمسك به سليم و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة