قصص و روايات - روايات صعيدية :

قصة هدوء في قلب العاصفة للكاتبة هدير مصطفى الفصل الثاني

قصة هدوء في قلب العاصفة للكاتبة هدير مصطفى الفصل الثاني

قصة هدوء في قلب العاصفة للكاتبة هدير مصطفى الفصل الثاني

روح: كيف يعني يا بوي، جواز اكده من غير سابق خبر، ولا تاخد رأي حتي
مختار: من امتي والبنته ليهم رأي عندينا
روح: يا ابوي اسمعني علي ولد عمي اكبر مني بكتير
مختار: واه، جرا ايه ياروح بتكتري حديت ليه خلاص انا قريت فتحتك علي ولد عمك
روح: يا بابا مش هينفع يعني اتجوز واحد اكبر مني وبعدين انا لسه صغيره
وهنا ظهرت عزه وتقول.

عزه: بتك بتكلم زي بنات البندر يا مختار، يكونشي حازم لساته بيجيب لها الكتب اللي كان بيجبها لها زمان
روح: لاه يا مرات ابوي ماحصلش
مختار: خلاص انا جولت كلمه وماهرجعش في كلمتي واصل، فرحك الاسبوع الجاي.

ثم تركهم وصعد الي غرفته لتنظر عزه لها بخبث كبير وتبتسم وكأنها انتصرت بتزويجها من علي ابن عمها ذلك الشاب الثلاثيني والذي عدد سنوات عمره يضاعف عدد سنوات عمرها وكأنها تأخذ بالثأر منها، ف عزه هي الاخري تزوجت من مختار وكان عمره ضعف عمرها، ارادت ان يدفن جمال روح كما دفن جمالها هي الاخري، ثم تركتها وصعدت علي السلالم لتصل الي غرفتها وظلت روح تقف في زاوية المنزل محاولة استيعاب ما حدث لها ولكن ادركت انه لا شئ حدث وانما كل شئ علي وشك الحدوث فقررت ان تتحرر من ذلك القيد الذي لطالما تقيدت به، دلفت الي غرفتها لتضع غطاء رأسها وظلت جالسه تنتظر حلول الليل لتتمكن من الهروب، وفي حين كانت روح تجلس في غرفتها كانت عزه تقف في شرفة غرفتها تنظر بتأفأف ل مختار الذي يغط في نوم عميق فجلست علي الكرسي ناظره الي السماء.

فلاااااااش
كانت تجلس عزه في منزلها مع والدتها هنيه حيث كانت تحمل الصغيرة روح بين يداها وتغني لها التهاويد فدلف اليهم عبد الفتاح حاملآ بين يداه رزمه من الاوراق والابتسامه تملأ وجهه فنظرت الي قائله.

عزه: خير يا بوي
عبدالفتاح: فرحان جوي يا بنيتي، النهارده اتوكدت ان اختك جميله الله يرحمها ارتاحت في نومتها
عزه: مختار وافج ياخد بته
عبدالفتاح: لاه ياعزه، انا كتبت حج جميله في الورث باسم روح وضمنتلها مستجبلها
هنيه: عملت عين العجل
عزه: كيف يعني، بكفايه عليها فلوس ابوها
هنيه: ده حجها يا عزه
عزه: وانا حجي فين
عبدالفتاح: حجك ايه يا بت انتي، جبر يلمك، عايزه تورثيني وانا عايش.

عزه: لاه يا ابوي، ماعيزاش منك حاجه
هنيه: أنتي عايزه ايه يا بتي
عزه: مختار عايز يتجوزني، وانا موافجه
عبدالفتاح: بتجولي اي يا بت انتي، شوفتيه فين عشان ييجولك انه عايز يتجوزك
عزه: كلمني عالتلفون
فهب الاب من مكانه ثائرآ بسبب ما سمعه من فاه ابنته ليمسك بشعر رأسها بضعف قوته التي اهلكها الزمن.

عبدالفتاح: هي دي اخرة ثقتي فيكي يا عزه، تجيبلي العار في اخر ايامي...
عزه، ااااه شعري، هملني يا بوي انا مغلطش في حاجه واصل، مختار ده حجي وجميله سرجته منه، عاشت معاه في العز واتنغنغت، ودلوجيت بتها جايه تشاركني في حجوجي فيك، يبجي من حجي اني أشاركها في حجها في ابوها
هنيه: منين جبتي الكره والحجد ده لأختك يا بتي.

عزه: من معاملتكم ليها، ديمآ جميله احسن من عزه، ولا مره جبتوا سيرتها بالعفش، وعزه فيها كل حاجه عفشه
عبدالفتاح: انتي حرام فيكي الحياه، بتغاري من اختك الميته، بتحجدي عليها...
عزه: خلاص يا بوي انا جررت، هتجوز من مختار
عبد الفتاح: لو عملتي اكده لا هتبجي بنتي ولا اعرفك
بااااااك.

وفي هذه الاحيان انتبهت الي روح التي كانت تتسلل بهدوء في الحديقة حتي خرجت من المنزل بأكمله، وحين رأتها خرجت من الباب الخارجي للمنزل تبسمت وقالت..

عزه: كنت خابره زين انك هتعملي اكده
ثم دلفت الي داخل الغرفه لتيقظ مختار العائم في بحر النوم العميق قائله.

عزه: الحج يا مختار
، مختار: جرا ايه يا وليه، همليني انام شويه
عزه: لو عرفت اللي بتك عملته عمر النوم ما هيجيك تاني واصل
مختار: روح عملت ايه
عزه: بتك يا سيدي الرجاله، بتك زينة البنته، هربت، هربت وجابلتلك العار
هب مختار من نومه غاضبآ وبدأ في ارتداء ثيابه المكونه من جلباب صعيدي وعمامه...

مختار: بتجولي ايه يا مرا انتي، اجنيتي في عجلك اياك
عزه: يا ريتني انجنيت ولا الحصل حصل، شوفتها بعنيه دي وهي طالعه تتسحب من الدار
مختار: هتروح وين دي
عزه: عند خالتها نجلا
انتهي من ارتداء الملابس وخرج مسرعآ وكانت عزه تسير خلفه تزيد من غضبه وغيظه من خلال مشحاناتها الكلاميه حتي وصلا الي بيت نجلاء وبدأ مختار يطرق الباب بشكل همجي حتي فتح له حازم.

حازم: خير يا جوز خالتي فيه حاجه مختار: بتي فين يا حازم
حازم: روح نايمه مع ماما
مختار: طب بعد عن طريجي اكده
ومد مختار يده ليزيح حازم عن طريقه ودلف الي المنزل وخلفه عزه التي تجول بنظرها في انحاء المنزل لتخرج نجلاء من احدي الغرف ومعها روح و...

نجلاء: خير يا جوز اختي، جاي في الوجت الواخري ده ليه
مختار: جاي اخد بتي يا نجلا
نجلاء: بتك معاي يا مختار وهتفضل عندي
عزه: تكونيش امها ولا ابوها عشان تحكمي عليها اياك
نجلاء: مالكش دخل بالحديت ده واصل يا عزه، بكفايه جبتي العار لابوي وموتيه بحصرته بعد عملتك المهببه اياها
عزه: انا مهربتش معاه انا اجوزته علي سنه الله ورسوله
مختار: انا مافضيش لوجع الراس ده، همي جدامي يا بت لينا دار نتحاسب فيها.

تحركت روح بخطوات هادئه لتصل لمكان حازم الذي كان ينظر لها بقلق، وقفت خلفه لتحتمي به فأمسك يدها ليربت عليه بحنان ليطمئن قلبا لوجوده بجوارها فنظر لها والدها ليتطاير الشر من عيناه فيتكلم حازم قائلآ...

حازم: اهدي يا جوز خالتي، كل شئ بالخناق الا الجواز بالاتفاق، ماينفعش تجوز روح غصب عنها، البنت لازم يكون عدها حرية الاختيار
مختار: متهيجلي ان روح دي بتي انا وانا اللي اجرر مصيرها ايه ومتي تتجوز ومن مين، وبعدين الحديت اللي عتقوله ده مايهيمشيش عندينا واصل يا ابن المدارس والبندر
حازم: انا عايز اتجوز روح يا جوز خالتي، ومستني منك معاد عشان اتقدملها رسمي
مختار: معندناش بنته للجواز.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة