قصص و روايات - روايات صعيدية :

قصة هدوء في قلب العاصفة للكاتبة هدير مصطفى الفصل الأول

قصة هدوء في قلب العاصفة للكاتبة هدير مصطفى الفصل الأول

قصة هدوء في قلب العاصفة للكاتبة هدير مصطفى الفصل الأول

في أحدي القرى الصغيرة ومن واحد من تلك البيوت المتطرفة علي حافة القرية، كانت تتعالا أصوات الصراخ والتي امتزجت بالألم والأهات، فتاه لم تتعدي العشرين ربيعآ مسطحه علي ذلك الفراش المتهالك والذي يبدو عليه القدم، بالرغم من صغر سنها ألا أنها زوجه و ربة منزل والأن هي تضع مولودها الأول، صرخات، الم، دموع، أهات، و، صمت، صمتت حين وضعت مولودها، ومع أخراج المولود من أحشائها خرجت أخر أنفاسها، وهنا شهقت الدايه.

خوفآ مع اطلاق الصغيرة أول صوت لها والذي كان صوت صراخآ يدوي في أنحاء الغرفة، خرجت الدايه مهرولة من الغرفة وهي تبكي وتصرخ لتجد رجلآ كان يدعي مختار
يقف في انتظارها والتساؤلات مرسومه علي تفاصيل وجهه وقفت امامه تلك المرأه وبين يديها الفتاه وصمتت لبرهه من الزمن ليكسر هذا الصمت سؤاله.

مختار: جرا ايه يا ام سيد ساكته كده ليه، انطجي يا وليه
ام سيد: الست جميله جابلت وجه كريم
مختار: ايه..؟ماتت، كيف ده، و ولدي
ام سيد: جابت بت
مختار: صبرت عليها طول الوجت ده وفي الاخر تجيب بت
ام سيد: الله يرحمها ياولدي المهم نادي علي اهلها ياجوا يشوفوا هيعملوا ايه.

وهنا تدخلت في الحديث امرأه في العقد السادس من عمرها والتي كانت تجلس بصمت منذ بادية الامر ولكن يبدو ان الامور وصلت الي ما لا يطيب لخاطرها فهبت واقفه من مكانها و قالت بحزم...

أم مختار: خليهم يجوا ياخدوها وياخدوا بتها
تكلمت ام سيد وهي في حالة تعجب من موقف ام مختار.

ام سيد: انتي بتجولي ايه حاجه
ردت ام مختار عليها بتأفف قائله
ام مختار: مدام جت بت تبجي ماتلزمناش، احنا عايزين واد يشيل اسم ابوه
ام سيد: بس دي لحمكم ودمكم هتسيبوها اكده
ام مختار: احنا ماهنرميش لحمنا واصل يا ام سيد، هي هتفضل عنديهم واحنا هنصرف عليها.

مختار: عندك حج يا امه انا رايح عنديهم اجيب ابوها يتحمل مسؤليتها وخرج مختار ذلك الرجل القاسي ذات البنية القوية والذي كان قد تعدي العقد الثالث من عمره وذهب متجهآ الي منزل عبد الفتاح والذي كان رجل عجوز تجاوز الستين من عمره وقد اهلكه الزمن، طرق علي الباب ففتح له عبد الفتاح وهو يتسائل بينه وبين نفسه عن سبب تلك الزياره الطارئه...

عبد الفتاح: خير ياولدي بتي جرالها حاجه
مختار: بتك خلفتلي بت وماتت.

وقعت تلك الكلمات علي اذان عبد الفتاح كالصاعقه ليقع علي الارض متألمآ علي فراق ابنته العزيزه فهم مختار بالمغادره غير مباليآ لما يحدث فاستوقفه عبد الفتاح قائلآ...

عبد الفتاح: استني يا ولدي انا جاي معاك عشان ندفنها
مختار: ومين جالك اني هدفنها، بنتك في دار الدايه ام سيد و وياها بتها روح خدهم واصرف فيهم بمعرفتك، انا ماليش دعوه بيهم واصل
عبدالفتاح: ايه اللي انت بتجوله ده يا ولدي، جميله مرتك وبنتها بنتك برديك
مختار: لاه، لو كت جابت واد كان يبجي ولدي، بس دي جابت بت والبت ما هتلزمنيش في شي، هبعتلك فلوس كل شهر عشان تربيها، معايزش اشوف وشها الشوم ده.

ثم غادر مختار المكان ذاهبآ الي منزل الدايه فيخرج بعد دقائق معدوده مصطحبآ والدته تلك المرأه العافيه صاحبة القرارات القويه التي لا رجعة فيها، ليناديه عبدالفتاح طلبآ منه الرأفه بأبنته...

عبدالفتاح: رايح فين يا ولدي
مختار: رايح بيتي
عبدالفتاح: ومرتك وبتك
مختار: التنين ماتوا
عبدالفتاح: كيف يعني...
مختار: كيف ما جولتلك اكده
عبدالفتاح: وبتك ذمبها ايه
وهنا كان قد نفذ صبر ام مختار لتقول معلقه بصوت غاضب.

ام مختار: ذمبها انها جت بت والبت عار، لو كت جات واد كنا حطيناه جوا حبابي عنينا، يلا يا مختار مفيش وجت للحديت الماسخ ده
ليذهب مختار مع والدته الي قصره ليتمتع بما تبقي من ليلته تاركآ خلفه جثمان زوجته غير مباليآ حتي بطفلته ولا ببكائها الذي كان يدوي في ارجاء ذلك المنزل الصغير، حملت الجده هنيه والدة جميله.

ابنة ابنتها لتضمها الي صدرها باكية علي فقدان ابنتها لتبدأ اجراءات الغسل مع اذان الفجر ينادي المنادي معلنآ وفاة الأم لتبدأ حياه جديدة للفتاه بين أحضان جديها فيطلقا عليها اسم روح.

، لم يكذب الاب خبر وتزوج بعد ايام قليله من وفاة زوجته، فتتوالي الايام والشهور والسنوات، اليوم وقد اصبح عمر روح 6 سنوات، وبعد وفاة جديها انتقلت للعيش في منزل خالتها، وجدت روح الكثير من الحب والحنان بين احضان خالتها وقد اعتادت اللهو والضحك واللعب طوال الوقت، كانت خالتها نجلاء.

تعلمها القراءه والكتابه آملين أنها قد تلتحق بالمدرسه كباقي فتايات جيلها ولكن حين جاء موعد التقديم رفض مختار ان يأذن لها ان تلتحق بالمدرسه ولكن لم تقف الامور هنا فقط بل عزم علي اخذها الي قصره، فقد كبرت الفتاه واصبحت ناضجه ولا يصح ان تعيش مع ابن خالتها في نفس المنزل، كانت روح سعيده جدآ بهذا الامر فظنت انها قد تنعم في قصر والدها وتحيا حياه كريمه بين احضانه، ظنت انها ستجد الحنان والحب بين أحضان زوجة أبيها عزه.

، خاصة أن عزه زوجة أبيها هي خالتها الثانية، كانت تحلم بالعيش بين أحضان والديها في حب وسعادة وحنان، كانت كلما رآت حازم ابن خالتها تغار منه، فهو ينعم بما حرمت منه هي منذ نعومة اظافرها، ولكن هذا لا يمنع أنها اتخذت منه اخآ لها، ذهبت روح الي منزل والدها لتفيق من عالم احلامها وتصطدم بأرض الواقع ومنذ البرهة الاولي ادركت ان والدها لم يأخذها الي منزله سوي لتكون خادمه لابنه الصغير، طفله في عمر السادسه تعيش كالخادمه في منزل اباها، وكان الامر يروق له، لتمر الايام والسنوات وهي تحلم بالحريه من هذا السجن الذي وضعت فيه رغمآ عنها، ظلت اسيره هكذا لسنوات عديده من عمرها، كان يمر يومها بين شتان، تنظيف المنزل و أعداد الطعام، لم تنعم ولو ببعضآ من دقائق الراحه، كانت زوجة ابيها تغار منها فتهلكها بالعمل، ولكن روح لم تيأس أبدآ كانت تتأمل خيرآ في حازم، ابن خالتها وفارس احلامها، حيث كان كل ليله يتسلل الي المنزل متحججآ بصداقة شقيقها الاصغر فيرون بعضهما البعض ويتحدثون فقط بالأعين والنظرات ثم يغادر المنزل وبعد ان يخلد الجميع للنوم تتسلل الي حديقة المنزل وتأخذ الكتب التي كان يضعها لها في الخفاء وتذهب الي فراشها في احدي الغرف الصغيره كباقي الخدم في المنزل وتبدأ في القرآه لتستمد بعض العلم حتي وان كان بدون مدرسه ومعلمين، كان حازم يعطيها نسخه من كتبه ويكتب لها شرحآ موفيآ للدروس، وكانت تري الدنيا بعيون حبيبها، ومرت الايام علي هذا الحال، واليوم قد اتممت من عمرها 16ربيعآ، اصبحت شابه فائقة الجمال، وفي حين كانت تقوم كعادتها بتنظيف المنزل دلف اليها والدها.

مختار: روح
روح: نعم يا بابا
مختار: 100 مره جولتلك بلاها عوجة لسانك دي، مانتيش من البندر لاجل تتحدتي زييهم
روح: انا اسفه يا بوي اخر نوبه
مختار: جهزي نفسك عشان فرحك الاسبوع الجاي علي ولد عمك علي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة