قصص و روايات - قصص بوليسية :

قصة جريمة في وادي النيل ف8 دوافع محتملة للجريمة

قصة جريمة في وادي النيل ف8 دوافع محتملة للجريمة

قصة جريمة في وادي النيل ف8 دوافع محتملة للجريمة

تناول بوارو المذكرة فوجدها على النحو التالي:
كانت الخادم لويز بورجيه آخر من رأى القتيل حية في الساعة الحادية عشرة والنصف مساءا.

فيما بين الحادية عشرة والنصف والثانية عشرة والنصف كان كل من كورنيليا روبسون وجيمس فانثورب وسيمون دويل وجاكلين دي بلفورمجتمعين معا فهم دون غيرهم يملكون اثباتات تبعدهم عن الشبهة في تلك المدة ولكن الجريمة حدثت في الغلب بعد ذلك الوقت لأنه من الثابت انها اقترفت بمسدس جاكلين بعد ان اعتدت به على سيمون.

من المرجح ان القاتل شهد بعينه المشادة التي انتهت باطلاق الرصاص على سيمون في صالون المراقبة وعندما أخلي الصالون بعد ذلك حصل ذلك المجهول على مسدس جاكلين من تحت المقعد لأن خطته مبنية على القاء الشبهة على جاكلين بما انها غريمة لينيت التي لطالما هددت بقتلها.

بناء على ما تقدم تبعد الشبهة عن كورنيليا روبسون لأنه لم تسنح لها الفرصة للإستلاء على المسدس قبل عودة فانثورب للبحث عنه، فقد كانت مشغولة بمعاونة الطبيب في تضميد الجرح
نفس الظروف تنطبق على الآنسة بويرز الممرضة
وتنطبق أيضا على الدكتور بسنر
ويجب ملاحظة ان فانثورب ليس بعيدا عن الشبهة بشكل قاطع لأنه يحتمل ان يكون قد عثر على المسدس ووضعه في جيبه وزعم انه لم يجده.

ويجب ايضا افتراض ان أي شخص كان يمكنه ان يعثر على المسدس في مدة الدقائق العشر التي كان الصالون فيه خاليا.

ربما كان اندرو بننجتون الوصي الأمريكي قد عبث بامانة التركة المعهودة اليه، ويؤيد هذا الفرض محاولته الحصول على توقيعها فضلا عن شبهات أخرى ولكنها غير كافية ولو انه ثبت انه مرتكب حادثة الصخرة لثبت أيضا انه من ذلك الطراز الذي لايتورع عن اغتنام الفرصة العرضة دون تدبير سابق ولاشك ان اطلاق جاكلين الرصاص على سيمون كان فرصة عارضة لم يدبرها أحد.

يضعف الإفتراض السابق ان المسدس القي في النيل فلو انه هو الفاعل فلماذا يلقي أداة الجريمة التي اختارها لإلقاء الشبهة على جاكلين ولم يترك المسدس كي نعثر عليه؟

وهناك أيضا مهندس الباخرة فليتوود ودافعه الإنتقام فهو شخص شرس ولعله شهد من الجدران الزجاجية جانبا من المشادة التي انتهت باطلاق الرصاص على سيمون وربما يكون قد استعمل مسدس ولما لم تكن نيته منصرفة الى حصر الشبهة في جاكلين صاحبة المسدس فقد القاه بعد ذلك في النيل وهذا فرض يفسر نقطة القاء المسدس.

ولكن يضعف هذه النظرية انه اذا لم يكن قصده القاء الشبهة على جاكلين فلماذا حرص على الكتابة حرف الجيم بالدم على الجدران؟
ويجب ملاحظة ان المنديل الرخيص الذي كان المسدس ملفوفا به ربما كان يخص فليتوود فهو أشبه
به من بين سائر الركاب.

واذا أخدنا بشهادة فان شويلر نجد ان هناك شبهة تحوم حول روزالي اوثربون ولكن هل نصدق العجوز ام نصدق روزالي؟ ان هناك شيئا قد القي تلك الليلة في النيل فعلا وقد انتشل المسدس من قاع النيل ملفوفا في شال العنس فان شويلر بالذات.
يجب البحث عما اذا كان هناك دافع لدى روزالي اوثربون يمكن ان يدفعها الى قتل لينيت ربما كانت تحسدها ولكن ذلك لايكفي سببا مباشرا للقتل وليس هناك ما يدل على معرفة سابقة بينهما.

قررت فان شويلر ان شالها الذي عثر عليه ملفوفا حول المسدس قد ضاع منها تلك الليلة وكان آخر عهدها به في صالون المراقبة وقد لفتت الأنظار الى ضياعه لفتا ظاهرا في ذلك المساء بسؤال جميع الناس فكيف حصل القاتل المجهول على ذلك الشال؟ ولماذا حصل عليه في أول السهرة
ولم يكن هناك ما يمكن ان ينبىء بحدوث ما حدث بين جاكلين وسيمون؟ واذا كان القاتل المجهول.

قد وجد الشال وهو يستولي على المسدس من تحت المقعد فمعنى ذلك ان الشال كان في الصالون مع انه من الثابت ان الجميع قد فتشوا عنه هناك بعناية
واذا كان الشال لم يفقد من الآنسة شويلر بل كان في حوزتها طول الوقت فادعاؤها في هذه الحالة بفقدانه يلقي عليها الشبهة انها هي التي قتلت لينيت وفي هذه الحالة تكون شهادتها ضد روزالي.

اوثربون اكذوبة مقصودة فهل هو حقد عانس عجوز على الشابات دفعها الى قتل شابة والقاء الشبهة على شابة أخرى؟
من المحتمل ان تكون السرقة هي هدف الجريمة مادامت اللآلىء قد اختفت ومادام من الثابت ان لينيت كانت تتزين بها في تلك الليلة
غير مستبعد ان يكون هناك ثأر قديم لأسباب مالية في الغالب بين اسرة القتيل وطرف آخر
لدينا معلومات موثوق بها عن وجود ذلك المتآمر الدزلي المشهور وهو قاتل محترف مطلوب القبض.

عليه من السلطات المختصة لإرتكابه ست حوادث قتل فهل يمكن ان تكون له صلة مباشرة بهذه الجريمة؟ يجب ان نعرف أولا اذا كانت لدى لينيت قبل مصرعها معلومات خطيرة تتهدد سلامة ذلك الشخص وفي هذه الحالة يكون معقولا ان يقدم على التخلص منها لتأمين حياته
وعلى ذلك يمكن تقسيم الركاب الى فريقين الفريق الأول منهما هو الذي أمكن افتراض شبهات حول افراده أما الفريق الثاني فافراده حتى الآن بعيدون عن الشبهة.

فريق المشتبه في أمرهم: أندرو بننجتون فليتوود روزالي اوثربون الآنسة فان شويلر لويز بورجيه
(بقصد السرقة) فيرجيسون ( بدافع سياسي)
فريق البعيدين عن الشبهة: مسز الرتون تيم الرتون كورنيليا روبسون الآنسة بويرز الدكتور بسنر
سينيور ريتشي مسز اوثربون جيمس فانثورب.

فلما فرغ بوارو من قراءة المذكرة قال للكولونيل:
- لقد كنت مثالا للدقة فيما سجلت
- أموافق أنت على هذه الملاحظات؟
- نعم ولكن السؤال الرئيسي الذي أعتقد انه مفتاح القضية هو: لماذا القي المسدس في النيل؟
فلو اننا عرفنا الجواب الصحيح على هذا السؤال لتبدد كل غموض يحيط بالجريمة
ثم تناول بوارو الشال القرمزي وراح يقلبه بين يديه ثم فحص الخروق الناجمة عن انطلاق الرصاص.

وما يحيطها من حروق ثم قال للكولونيل ريسي انك يا عزيزي الكولونيل أدرى مني بكل ما يتعلق بالأسلحة النارية هل تعتقد ان لف المسدس الصغير في هذا الشال واطلاق النار من داخله يكتم
صوت الطلقة كل الكتمان؟
- كلا
- وهل تعتقد ان الرجل الذي تعود استعمال الأسلحة النارية يمكن ان يجهل هذه الحقيقة؟
- انه يعرفها ولا شك؟
- أما المرأة التي لم تتعود ذلك فمن المحتمل ان تجهل هذه الحقيقة وتظن ان الشال سيكتم الصوت.

ثم ان هذا المسدس الدقيق الحجم لايحدث صوتا كبيرا فاذا أطلق في الوقت الذي تكون هناك فيه أصوات أخرى لم ينتبه الى اطلاقه أحد في الغالب
- من الجائز جدا ان يكون الأمر كذلك
ثم تناةل بوارو المنديل الذي به آثار الطلاء الأحمر الباهت وراح يقلبه بين يديه قائلا:.

- ولكن ليس هذا منديل امرأة بل منديل رجل وهو بغير شك ليس رجلا راقيا انه أشبه بمناديل الخدم فهو لايساوي أكثر من قرش أو قرشين من النوع الذي يستخدمه رجل مثل فليتوود أما بننجتون فيستخدم مناديل حريرية فاخرة فقد رأيته يخرج احداها لتجفيف عرقه المتصبب
- فيرجيسون اذن؟
- ربما وربما أيضا القاتل قد تعمد استعمال هذا النوع بمثابة قفاز حتى لاتترك بصمات يده أثرا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة