قصص و روايات - قصص بوليسية :

قصة جريمة في وادي النيل ف7 اللغز يزداد تعقيدا

قصة جريمة في وادي النيل ف7 اللغز يزداد تعقيدا

قصة جريمة في وادي النيل ف7 اللغز يزداد تعقيدا

أخد الكولونيل ريسي يخطط رسما للباخرة الكرنك يبين فيه مواضع القمرات وقال:
- فانثورب ثم تيم الرتون ثم قمرة فارغة لم ينم فيها صاحبها تلك الليلة وهو سيمون دويل فمن صاحب القمرة المجاورة من الناحية الأخرى لقمرة لينيت القتيل؟ انها الآنسة فان شويلر الأمريكية العجوز فاذا كان أحد قد سمع صوتا صادرا عن قمرة القتيل تلك الليلة فهو هذه الآنسة العجوز واذا كانت قد استيقضت الآن فيحسن ان نبعث اليها ونسمع أقوالها.

وبعد قليل دخلت فان شويلر متجهمة تفيض عيناها سخطا وعضبا فعمد بوارو الى تهدئتها حتى عرف منها انها أوت الى الفراش في الساعة العاشرة كما هي عادتها ولكنها لم تنم فورا لأن كورنيليا تركتها مدة طويلة فظلت ساهرة في انتظارها وفي تلك الأثناء سمعت صوت لويز وصيفة لينيت تلقي على سيدتها تحية المساء وبعد ذلك أغفت فليلا الى ان تنبهت على صوت حسبته داخل قمرتها ولكنها تحققت انه في القمرة المجاورة وهي قمرة لينيت وبعد ذلك سمعت صوتا في الخارج على سطح السفينة أمام الباب ثم صوت سقوط جسم في الماء وقدرت الوقت عندئذ بأنه بعد ساعة الواحدة بعشر دقائق.

ولكنها قررت انها لم تسمع صوت الطلق الناري وان كانت لاتجزم ان الصوت الذي أيقضها كان هو الطلق الناري ولكنها لم تنتبه اليه لأنها كانت نائمة
فلما سألها الكولونيل ريسي من تظن انه أسقط هذا الجسم الذي أحدث صوتا باصطدامه بالماء فقالت:
- لست أظن بل أنا أعرفه جيدا فانني ارتبت في ذلك الصوت وقمت ففتحت باب قمرتي فرأيت الآنسة روزالي اوثربون منحنية فوق السياج بعد ان أسقطت شيئا كان في يدها في الماء.

- وهل أنت واثقة انها الآنسة روزالي اوثربون؟
لقد رأيت وجهها بوضوح
- وهل رأتك هي؟
- لا أظن انها رأتني
وعندئذ قام بوارو الى الأمام وتولى هو سؤالها:
- وكيف بدا لك وجهها في تلك اللحظة؟
- كانت نهبا لإنفعال عنيف ثم أدارت لي ظهرها واتجهت نحو مؤخرة السفينة وعدت أنا الى فراشي.

وفي هذه اللحظة دخل ربان السفينة فسلم الكولونيل ريسي لفافة مبتلة الحرير القرمزي فراح الكولونيل يبسط طياتها الكثيرة حتى سقطت منها لفافة أخرى هي منديل من النوع الرخيص به آثار طلاء أحمر باهت وقد طوي على مسدس صغير مرصعة قبضته باللآلىء فظهر الفرح على وجه الكولونيل ريسي وتناول بوارو المسدس بعناية في يده ثم قال:.

- نعم انه هو المسدس الذي رأيته في حديقة كتراكت وهذا هما حرفا ج ك والعيار22 وقد أطلقت منه رصاصتان وعندئد تنحنحت فان شويلر ثم قالت:
- وشالي؟ ان الذي بيدك هو شالي الحريري وقد بحثت عنه أمس طويلا فلم أعثر عليه وسالت عنه كل انسان دون جدوى
- شالك؟ ومتى كان آخر عهدك به؟
- مساء أمس في الصالون فلما هممت بالتوجه الى مخدعي لم أجده ولست أدري لماذا وكيف استخدم هذا الإستخدام القبيح.

وفحص الكولونيل الشال الثمين فاتضح انه استخدم لكتم صوت المسدس بأن أطلقت الرصاصة من خلال طياته.
وانتهت أقوال الآنسة فان شويلر بعد ان قررت وأكدت انها لم تتعرف الى القتيل او اسرتها قبل هذه الرحلة فلما انفرد الكولونيل بالمسيو بوارو استغرق الأخير في التفكير لحظة ثم ضرب المنضدة بقبضته وقال:.

- المسألة الآن أشد تعقيدا فهناك شخص كان يضمر نية قتل لينيت وهذا الشخص شاهد مشاجرة جاكلين وسيمون في الصالون ورأى سقوط المسدس من يدها واستقراره بركلة من قدمها تحت مقعد وهذا الشخص حصل بعد ذلك على هذا المسدس وقتل به لينيت ثم كتب حرف الجيم فوق الحائط حتى يظلل المحقق ثم نرى عجبا فهذا القتل الذي يدبر كل شيء كي تشير القرائن الى انحصلر الشبهة في جاكلين دي بلفور لايترك مسدسها الذي اقترف به الجريمة كي نعثر عليه فتزداد الشبهة قوة بل هو يلقيه في قاع النهر وذلك تخبط وتناقض غير مفهومين فهناك ولا شك حلقة ناقصة او خطأ في التسلسل.

- ربما وأظن انه من المناسب الآن ان نسمع أقوال روزالي اوثربون
- نعم نعم فقد يوضح لنا ذلك بعض ما يكتنفنا من غموض
وبعد قليل كانت الفتاة تقرر انها أوت مع والدتها الى فراشها قبل الساعة الحادية عشر ةانهما لم تسمعا شيئا غير عادي فيما عدا بعض الضجة من جهة قمرة الدكتور بسنر ولكنهما لم تعرفا سببها قبل الصباح وسألها كل من الكولونيل ريسي ومسيو بوارو:
- أولم تسمعا طلقا ناريا؟
- كلا
- ألم تغادري قمرتك ليلة أمس؟

- كلا
- أواثقة أنت من ذلك؟
- ماذا تعني؟ كل الثقة
- ألم تتجولي حول مؤخر السفينة من الجهة المقابلة للمرسى وتقذفي الى الماء بشيء كان في يدك؟
فاحتقن وجهها وقالت:
- هل يحضر القانون القاء أشياء في الماء؟
- كلا طبعا فهل فعلت؟
- كلا لقد قلت لك انني لم أغادرقمرتي
- واذا شهد أحد انه رآك العانس فان شويلر مثلا؟
- هل قررت ذلك فان شويلر؟

- نعم لقد رأتك أمام باب قمرتها تلقين شيئا في الماء وكان ذلك بعد الساعة الواحدة بعشر دقائق
- وهل رأت شيئا عدا ذلك؟ ماذا كان بيدي؟
- لم تر شيئا ولكنها سمعت سقوط الشيء في الماء فهل ما زلت مصرة على الإنكار؟
- ولماذا بحق السماء القي شيئا في الماء في جوف الليل؟
- ربما كان هناك سبب أعني سببا بريئا وان كان قد ثبت لنا الآن ان شخصا قد القي في الماء امس
ليلا شيئا غير بريئ انظري.

ووضع أمام عينيها المسدس فاضطربت وقالت؟
- وهل تظن بأنني القاتلة؟ هذا مضحك وسخيف فاني لم أكن اعرفها حق المعرفة السطحية
- ولكن تذكري ان فان شويلر مستعدة لحلف اليمين على انها رأت وجهك بوضوح في ضوء القمر
- انها عجوز حمقاء ضعيفة البصر فلم تكن أنا التي رأتها.

وأصرت على تلك الأقوال ثم انصرفت وتلتها بعد ذلك والدتها فلم تدل بأقوال تفيد التحقيق ولكنها راحت تثرثر بتخمينات عن اسباب الجريمة وانها تتصل كاها بالإضطرابات الجنسية شأن تفكيرها في جميع رواياتها. ولما تمكن بوارو من صرفها بسلام دعي السنيور ريتشي وكان منزعجا لما حدث فقرر انه أوى الى فراشه مبكرا جدا بعد العشاء مباشرة فقضى بعض الوقت في قراءة كتاب ظهر حديثا عن الآثار الخزفية في الأناضول ثم أطفأ النور قبل الحادية عشر ولم يسمع صوت طلق النار ولا صوتا يشبه فتح زجاجة مستعصية ولنه سمعفي جوف الليل صوت سقوط جسم ثقيل في الماء.

بالقرب من قمرته المطلة على الماء وقمرته في الطابق السفلي من جهة مؤخر السفينة في الجانب المقابل للمرسى وقد قدر الوقت بأنه بعد مرور ساعتين او ثلاث على نعاسه وربما كان ذلك بعد الساعة الواحدة بقليل
ولنتهت أقوال ريتشي فتبعه على الأثر فيرجيسون وكان كعادته وقحا متباهبا بالوقاحة فقد قال
حينما علم بمقتل لينيت وسئل عن معلوملته عن الحادث.

- في داهية فان العالم يشكو التخمة من التافهات الطفيليات ومن مثيلاتها الرأسماليات المغرورات وقد كنت ليلة امس في صحبة الآنسة كورنيليا عندما زرنا المعبد فلما عدنا الى السفينة فارقتها وتجولت وحدي برهة الى ان عدت حول نصف الليل فأويت الى قمرتي وهي في الطابق السفلي
الى الجهة المقابلة للمرسى لأنني لا أسكن الطابق العلوي مع النبلاء المتعفنين.

- ألم تسمع طلقا ناريا او صوتا أشبه بخروج سدادة مستعصية من زجاجة شراب
- أظن انني سمعت صوتا كالذي تصفه ولكن لاأدكر متى بالضبط فقد كان عدد من الركاب لايزالون يقظينوسمعت جلبة وصوت جري في الطابق الذي يعلوني
- ربما كان ذلك صوت طلق ناري الذي أصاب سيمون دويل ولكن ألم تسمع صوتا آخر يشبهه؟
ولا صوت سقوط شيء في الماء؟
- صوت سقوط شيء في الماء؟ أظن انني سمعت صوتا من هذا القبيل ولكن كانت هناك ضوضاء.

كثيرة ولهذا لست متأكدا
- وهل غادرت قمرتك أثناء الليل؟
- كلا ولهذا لم اشترك للأسف في تلك العملية الموقفة
وانصرف فيرجيسون بعد ذلك فنظر بوارو الى الكولونيل وقال:
- ألا تظن انه الرجل الذي تنشده؟

- استبعد هذا فالطراز الخطر من المتآمرين لايبوحون بآرائهم وعواطفهم ولكنني واثق من ان ضالتي فوق سطح السفينة فقد كانت التعليمات قاطعة ومحددة والآن حل دور بننجتون وكيل لينيت ووصيها فلنسمع ما لديه ودخل اندرو بننجتون وقد بدت على وجهه مظاهر الألم والحزن المفروضة في وصي كان بمنزلة الوالد ولكن المظاهر لم تنطل على فراسة بوارو وقد قرر انه لم يسمع شيئا فان قمرته هي التالية لقمرة الدكتور بسنر فكل ما سمعه أثناء نومه هو ضجة حول تلك القمرة مصحوبة بعبارات غامضة عرف فيها صوت جاره الطبيب ولكنه ليس متأكدا من الوقت بالضبط.

- ألم تسمع صوت طلقات مسدس؟
- لم أسمع شيئا من هذا القبيل على الإطلاق
- ومتى أويت الى فراشك؟
- بعد الساعة الحادية عشرة بقليل
- لقد كنت صديقا جميما للقتيل وأنت أعرف الناس في الغلب بظروف حياتها ولاشك انك أدرى بها من زوجها لأنه لم يتعرف بها إلا منذ أشهر قليلة فهل تعرف أحدا يكن لها حقدا خاصا بحيث يدفعه ذلك الى الرغبة في قتلها؟
فبلل شفتيه الجافتين بطرف لسانه ثم قال:.

- أؤكد لك ليست لدي أي فكرة مطلقا عن شيء من ذلك القبيل وقد نشأت لينيت في اوربا فلا أعرف شيئا عن ظروفها الشخصية وأما الظروف المالية فهي التي تحت يدي
- ومع ذلك يا مستر بننجتون فان بين ركاب هذه السفينة اشخاصا او شخصا واحدا على الأقل يضمر لها السوء وانت تدكر ولا شك حادث الصخرة التي كادت تفتك بها على الشاطىء عينه ونحن في رحلة الذهاب، ولم تنج إلا بأعجوبة.

- انني لم أرى ذلك الحادث لأنني كنت داخل المعبد ولكني سمعت عنه بعد ذلك وظننت اها مصادفة
- أما وقد حدث ما حدث فالأمر أكثر من مصادفة
فتصبب جبينه عرقا مسحه بمنديله الحريري وقال:
- هو ذلك فعلا
وبذلك انتهت أقواله الى غير نتيجة فلما انصرف أشعل الكولونيل سيجارة وقال بلهجة ذات مغزى:
- أرى يا عزيزي بوارو ان المستر بننجتون لم يكن عاديا أثناء الإستجواب.

- أجل ولكن هناك أكثر من هذا لقد ذهب به الحرج والإضطراب الى حد التورط في كذبة فاضحة لقد زعم انه كان في المعبد عندما وقع الحادث وهذا كذب صريح فقد كنت انا الذي اكلمك الآن موجودا واستطيع ان أؤكد لك لم يكن في تلك اللحظة داخل المعبد لأنني كنت خارجا من المعبد في الوقت نفسه
- يا لها من أكذوبة كبيرة.

وفي تلك اللحظة اهتزت الأرض تحت قدميهما، فقد كان المولونيل قد أصدر أمره بعد العثور على المسدس في جوف النهر ان تقلع السفينة الكرنك عائدة الى أسوان وعندئذ قال بوارو:
والآن حان ان ننظر في مسألة اللآلىء المختفية ولما كان الغداء سيبدأ بعد نصف ساعة فانني أرى ان أعلن قرب نهايته ان مجوهرات القتيل قد سرقت ثم أطلب من الجميع عدم مغادرة القاعة الى
ان تنتهي عملية التفتيش للقمرات ويجري في نفس الوقت تفتيش الركاب.

- فكرة صائبة فان الذي سرق الجواهر لايزال محتفظا بها وعدم انذار السارق من قبل يحول دون القائه المسروقات في جوف النيل
- والآن أحب ان نسجل ترتيب الحوادث قبل الإستمرار في البحث
- لقد أعددت يا عزيزي بوارو مذكرة بالموقف أرجو ان تلقي عليها نظرة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة