قصص و روايات - قصص بوليسية :

قصة جريمة في وادي النيل ف14 تابع قتيلة ثالثة

قصة جريمة في وادي النيل ف14 تابع قتيلة ثالثة

قصة جريمة في وادي النيل ف14 تابع قتيلة ثالثة

وبعد قليل عثروا على بننجتون في الطابق السفلي جالس في حجرة الجلوس الصغيرة منصرفا الى كتابة خطابات فرفع رأسه الجميل التقاطيع وقال:
- ماذا من جديد:
- ألم تسمع الطلقة؟
- أما وقد ذكرتني الآن فاعتقد انني سمعت صوتا يشبه ذلك ولكن لم يخطر ببالي مطلقا ان تكون هناك جريمة جديدة ومن القتيل هذه المرة يا مسيو بوارو؟
- السيدة اوثربون
فظهر الذهول على وجه الرجل وقال:.

- السيدة اوثربون؟ انك تذهلني، انني لاأتصور هذا مطلقا وفي ظني ان هنك شخصا مجنونا مصابا بداء القتل فوق هذه السفينة يقتل النساء خاصة وبدون أسباب
- وكم لك من الوقت في هذه الغرفة؟
- حوالي عشرين دقيقة
- ألم تغدرها في تلك الأثناء؟
- كلا ولكن لماذا هذا السؤال؟
فحدق ريسي في وجهه ثم قال له بصرامة:
- لأن السيدة اوثربون قتلت بمسدسك
فكاد بننجتون يصعق وبدا عليه انه لايصدق اذنيه فقال:
- الحق ان هذه مسألة خطيرة جدا.

- خطيرة جدا بالنسبة لك يا مستر بننجتون
- بالنسبة لي أنا؟، لقد كنت جالسا هنا منصرفا الى الكتابة حينما انطلقت تلك الرصاصة الآثمة
ثم هز رأسه كمن يريد ان ينفض عنه حلما مزعجا وقال:
- ولكن كيف بالله يمكن ان أصعد الى السطح العوي وأقتل هذه المرأة المسكينة ثم لماذا اقتلها وبعد ذلك أهبط الى هنا دون ان يراني أحد والممرات والأسطح زاخرة بالركاب في هذا الوقت من النهار؟
هذا مستحيل
- وكيف تعلل وقوع الجريمة بمسدسك؟

- الواقع ان الذنب في هذا ذنبي واللوم يقع على عاتقي وحدي فقد حدثت مناقشة في أول ليلة من ليالي رحلتنا عن الأسلحة النارية، واذكر اني صرحت اثناءها امام الجالسين في الصالون بأنني احمل دائما في أسفاري مسدسا
- ومن كان اولئك الحاضرون؟
- لاأستطيع ان احدد بالضبط، ولكن كان هناك جمع مبير على كل حال فالذنب ذنبي كما ترى
ثم هز رأسه في حزن ودهشة وقال:.

- أولا لينيت ثم خادمة لينيت والآن السيدة اوثربون الواقع انه لم يكن هناك داع ابدا لتلك الجريمة
- بل هناك داع يا مستر بننجتون
- أكان هناك داع حقا؟
- نعم قفد رأت السيدة اوثربون في تلك اللحظة على وشك الإفضاء الينا بأنها رأت شخصا معينا يدخل قمرة لويز بورجيه خادمة لينيت وفيما هي تهم بذكر اسم ذلك الشخص اطلقت عليها الرصاصة القاضية
فتصبب العرق من جبين بننجتون وراح يمسح بمنديله الحريري وهو يتمتم:
- ان هذا لفظيع.

وعندئذ قال بوارو:
- يا مسيو بننجتون، ان لدي رغبة تساورني منذ الصباح في ان أتناقش معك في بعض مسائل
تتعلق بهذه القضية ولاسيما انك صديق قديم حميم لمدام لينيت دويل فهل تتكرم بالحضور الى قمرتي بعد نصف ساعة؟
- بكل سرور...
ولكن شيئا من السرور لم يكن باديا على وجه بننجتون، فتبادل ريسي وبوارو النظرات وغادرا الحجرة الى سطح السفينة.

ولما وصل بوارو والكولونيل ريسي الى سطح السفينة خرجت السيدة الرتون من قمرتها واتجهت
الى بوارو قائلة:
- أليست هناك قمرة مزدوجة أقيم فيها مع الفتاة المسكينة؟ فانها لا ينبغي ان تعود الى القمرة التي كانت تشارك فيها أمها وقمرتي كما تعلم ليس لها سوى سرير واحد
- أعتقد ان هذا أمر ممكن ترتيبه يا سيدتي
- شكرا، فانني أعطف على هذه الفتاة فضلا عما تفرضه ظروفها علينا من رعايتها والعناية بها.

- وهل لاتزال حزينة متأثرة؟
- الى أقصى حد اذ يبدو انها كانت شديدة التعلق بأمها ويعتقد تيم ان تلك السيدة كانت تدمن الشراب فهل هذا صحيح؟
- نعم للأسف..
- اذن ليس لنا ان ندينها ولكن لاشك ان الفتاة قد لقيت في العيش معها متاعب كثيرة
- نعم هذا صحيح فيما أعلم، فالفتاة شديدة الإعتزاز بنفسها ولكنها أيضا مخلصة وفية لأمها.

- لاريب ان الوفاء هو الصفة الغالبة على هذه الفتاة وقد أعجبني من هذه الفتاة ان وراء ظاهرها المتحفظ باطنا يزخر بالطيبة والحنان والعطف
- أمد الله يا سيدتي على انني وضعت هذه المسكينة بين أيد أمينة
- لك أن تطمئن فاني معنية بها، وهي تتعلق بي تعلقا شديدا يبعثني على مزيد العناية بها.

وعادت السيدة الرتون بعد ذلك الى قمرتها فواصل بوارو السير الى المسرح الفاجعة فاذا بكورنيليا لاتزال واقفة مع جاكلين على سطح السفينة وقد اتسعت حدقتاها فبادرته قائلة:
- لاأزال عاجزة يا مسيو بوارو عن فهم هذه المسألة اذ كيف تسنى للشخص الذي أطلق عليها
الرصاص ان يهرب دون ان نراه؟
وقالت جاكلين:
- نعم كيف حدث ذلك؟
- هناك ثلاثة اتجاهات يمكن ان يكون القاتل قد سلك احدها فليس الأمر غريبا كما تتوهمان.

فظهرت الدهشة والحيرة على جاكلين وقالت:
- ثلاثة اتجاهات؟
أما كورنيليا فقالت:
- كان امامه ان يتجه الى اليمين أو الى اليسار ولا أرى لهذين الإتجاهين ثالثا
ولكن جاكلين أجابتها وقد انفرجت أساريرها:
- فهمت ما قصد اليه مسيو بوارو فهو يعني ان القاتل كان يستطيع القفز من فوق السياج الى السطح السفلي
- لم يخطر لي ذلك، ولكن حتى لو كان خاطف الحرطة، فهل ينفسح امامه الوقت للقيام بهذه
المغمرة دون ان نراه؟

وعندئذ قال تيم الرتون:
- نعم فهناك دائما دقيقة على الأقل من الشلل تنتاب الناس بعد سماع طلقة نارية
- هل هذا ما شعرت به شخصيا؟
- نعم فقد وقفت كالثمثال برهة قبل ان أتحرك لأرى ما حدث وفي هذه اللحظة خرج ريسي من قمرة الدكتور بسنر فقال للواقفين:
- أرجو منكم التفرق فاننا نريد ان نخرج الجثة وتفرق الواقفون اما بوارو فمضى معهم فقالت كورنيليا له:.

- لن أنسى ما حييت هذه الرحلة ثلاث قتلى لكأني أعيش في كابوس مزعج لاخلاص منه
وسمعها فيرجيسون فقال لها بلهجة هجومية
- ذلك انك مفرطة في التحضر وكان ينبغي ان تنظري الى الموت كما ينظر اليه أهل الشرق فالموت حادث عادي لايكاد يستلفت النظر
- انك تنفر الناس منك بالهذيان بعيوب الحضارة، ثم ان الموت شيء كريه وموت كل جميل على
الخصوص كارثة وخسارة للبشرية.

- انك امرأة صعبة المراس والآن اسمعي يا كورنيليا روبسون انك الأنثى الوحيدة التي حازت اعجابي فهل تتزوجيني؟
- أنت أحمق
- هذه خطبة حقيقية ولو انها تتم بالطريق التقليدي ولكن لدينا شاهد هو المسيو بوارو فاشهد
يا مسيو بوارو انني طلبت يد هذه الأنثى رسميا على الرغم من جميع مبادئي الخاصة لأني لا.

أومن بالإتصال الشرعي بين الجنسين ولكنني لاأعتقد ان هذه الأنثى يمكن ان ترضى باتصال عن غير الطريق الشرعي ولهذا قبلت الوضع الذي تحتمه الظروف والآن يا كورنيليا قولي قبلت
- اني أعتقد انك مخبول
- اماذا بالله لاتريدين ان تتزوجيني؟
- لأنك لست جادا
- أتعنين لست جادا في طاب يدك او انني لست جادا في طباعي وأخلاقي؟
- أعني الإثنين ولكني أعني على الخصوص طبعك وخلقك فأنت تسخر من كل ما هو جدي في.

الحياة من التربية الى الثقافة الى الموت فانت انسان لايعتمد عليه
واحمر وجهها ثم أسرعت لائذة بقمرتها فجعل فيرجيسون يتتبعها بنظراته ثم قال:
- عليها اللعنة فاني أحسبها تريدني فعلا على ان أكون رجلا يعتمد عليه هذا فعلا شيء مزعج وما رأيك انت يا مسو بوارو في هذه الفتاة؟
- انها فتاة على جانب عظيم من متانة الخلق.

- أصبت فهي ذكية ويبدو على ظاهرها الوداعة والليونة ولكنها ليست رخوة فان شخصيتها صلبة لاتعرف اللين واني أريدها بأي ثمن، ولذلك لست أرى غضاضة في التفاهم مع خاتها العجوز فان
شويلر فان هذا هو الطريق السليم
- أتطمع ان تكسب ود الآنسة العنس فان شويلر حقا؟
- أوه كلا انا لم افكر في كسب ودها فذلك جهد لافائدة منه، وإنما طمعت ان أثيرها ضدي فذلك
خليق ان يرقق قلب الفتاة علي...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة