قصص و روايات - قصص بوليسية :

قصة جريمة في وادي النيل ف10 مشكلة جديدة

قصة جريمة في وادي النيل ف10 مشكلة جديدة

قصة جريمة في وادي النيل ف10 مشكلة جديدة

قبل الناس على قاعة الطعام جماعات وأفرادا ولكن في تراخ كأنهم يشعرون أن في الإقبال على الطعام بعد تلك الجريمة التي ذهبت ضحيتها لينيت دويل بواسطة ذلك العقد شيئا غير مستحب وقد دخل تيم الرتون القاعة بعد ان أخدت أمه مكانها وكان بادي الوجوم والسخط حتى لقد بدأ الحديث بقوله:
- ليتني لم أشترك في هذه الرحلة المنكودة
فهزت امه رأسها في حزن موافقة فاستطرد قائلا:.

- وقد جد في الأمر جديد فقد اتضح فقدان اللآلىء أيضا
- لآلىء لينيت؟
- نعم، يبدو ان بعضها استولى عليها
- ربما كان هذا هو الدافع الى الجريمة
- ومن يدريك؟ انك تخلطين يا أماه بين مسألتين منفصلتين تمام الإنفصال
- ومن الذي انبأك ان اللآلىء قد سرقت؟
- فيرجيسون، وقد علم ذلك عن طريق صديقه مهندس الآلات المدعو فليتوود وفليتوود علم بذلك من الخادمة
- لقد كانت لآلىء فاخرة.

وفي هذه اللحظة دخل القاعة السيو بوارو فجلس الى جانب السيدة الرتون كعادته بعد ان حياها باحناء رأسه في ظرفه المعهود مع السيدات ثم اعتذر عن تأخيره بسبب انشغاله وطلب زجاجة من النبيد بدل زجاجته التي كان الخادم قد وضعها وفيها بقية من اليوم السابق وقد علقت السيدة الرتون على ذلك بقولها:
- اننا كاثوليكيون بمعنى الكلمة أما انت فلا تقلع عن احتساء النبيذ مع كل وجبة في حين يصر ابني.

على قدح من الويسكي بالصودا أما انا فتكفيني كأس من المياه المعدنية
فحملق بوارو في زجهها قليلا وقد لمعت عيناه ثم هز كتفيه كأنه يصرف عن ذهنه خاطرا طرأ عليه
ثم شرع يتحدث في موضوعات خفيفة مما يتلهى به الناس وهم جلوس الى مائدة الطعام وبعد طبق أو طبقين سأل بوارو تيم الرتون:
- خبرني هل تشبه الآنسة جوانا ساوثود صديقتك ابنة خالتها المرحومة لينيت دويل.

- لاشبه بينهما مطلقا فان جوانا صديقة لينيت وابنة خالتي أنا لاالعكس كما فهمت
- لقد اختلط علي الأمر فان خالتك شخصية معروفة يرد اسمها كثيرا في أخبار المجتمعات الراقية وقد استحوذت على اهتمامي منذ وقت غير قصير
فسأله تيم الرتون بشيء من الحدة:
- لماذا؟
ونهض بوارو نصف نهوض لينحني باحترام لجاكلين دي بلفور التي مرت بمائدتهم في هذه اللحظة.

في طريقها الى مائدتها وكانت وجناتاها متهجتين وعيناها لامعتين وأنفاسها لاهثة في غير انتظام ولما استقر في مجلسه بعد لحظة كان يبدو عليه انه نسي سؤال تيم الرتون وراح يهمس
كالمتحير:
- هل كل من لديها جواهر ثمينة تهمل شأنها كما كانت تفعل لينيت دويل
وعندئذ وجدت السيدة الرتون الفرصة سانحة فسأليه:
- أصحيح اذن ان جواهرها سرقت؟
- ومن أنبأك يا سيدتي؟
فتولى تيم ابنها الإجابة عنها فقال:.

- ان فيرجيسون هو الذي أنبأها وعندئذ أمن بوارو على صدق الرواية وعقبت السيدة الرتون على ذلك قائلة في عصبية ظاهرة:
- أعتقد انه ستترتب على ذلك نتائج سيئة ومضايقات تعمنا جميعا كما تنبأ تيم
- لعلك يا مسيو تيم قد سبقت لك تجربة؟ هل سبق ان كنت مدعوا في بيت عندما حدثت به سرقت جواهر؟
- كلا لم يسبق لي ذلك
فقالت امه عندئذ بدهشة:
- بل كنت يا عزيزي في قصر آل بورتر ليننجتون عندما سرقت ماسات سيدة القصر.

- أنت دائما يا أماه تخلطين الأمور بين الأشياء خلطا لانظير له بل كنت هناك يا أماه عندما اتضح ان الماسات التي تحيط عنقها ماسات مزيفة أما عملية ابدال الماسات الصحيحة بالمزيفة فربما كانت تمت قبل تلك الليلة بشهور طويلة بل الواقع ان عددا كبيرا من الحاضرين اعتقدوا انها هي نفسها التي قامت بذلك الإبدال لتسرق زوجها
- لعل جوانا هي صاحبة هذا الرأي يا بني
ان جوانل لم تكن هناك.

- ولكنها تعرف هذه المجموعة جيدا، وأنا أعرفها وأعرف أنها تظن مثل هذه الظنون الخبيثة
- الواقع يا أماه انني لا أدري سببا لتحاملك على جوانا
وأسرع بوارو عندئذ في تغيير موضوع الحديث فتكلم عن أثواب من الحرير القرمزي رآها في بعض الحوانيت في أسوان قبل ركوب الكرنك وكيف انه حينما تعود الباخرة الى اسوان يريد ان يشتريها
ويكلف المحل بارسالها باسمه الى لندن عن طريق البريد وعقب على ذلك بقوله.

- وقد قيل لي انهم يستطيعون تصديرها نظير رسوم غير باهضة فهل تعتقد ان البضاعة ستصل سالمة الى لندن
فقالت السيدة الرتون انها سمعت من كثيرين انهم سبق ان ارسلو الى لندن عن طريق هذه المحلات مباشرة اشياء كثيرة وانها وصلتهم كاملة سالمة
- عظيم اذن سألجأ الى هذه الطريقة والواقع ان مايزعج الإنسان ويتعبه حقا حين يكون في الخارج.

هو وصول طرود مصدرة اليه من انجلترا فهل سبقت لكم تجربة في هذا الباب ألم تصلكم من انجلترا طرود منذ غادرتموها؟
فقالت السيدة الرتون لا أظن، هل وصلنا شيء يا من ذلك يا تيم؟ انك تحصل على كتب من انجلترا في بعض الأحيان ولكن الكتب تختلف تماما عن غيرها
فقال بوارو:
- طبعا يا سيدتي الكتب لها حالة خاصة فان الطرد يكون مفتوحا من أعلى وأسفل ولا تكون هناك.

حاجة للفتح والتفتيش لإقتضاء الرسوم كما يحدث هذا في الطرود العادية
وفي هذه الساعة قدمت الحلوى في ختام الطعام ونهض الكولونيل ريسي فشرح ظروف الجريمة باقتضاب وأزاح الستار عن سرقة اللآلىء وأعلن بعد ذلك ان السفينة يجب ان تفتش على ان يبقى الركاب في القاعة الى ان تتم عملية التفتيش في جميع القمرات والحجرات وبعد ذلك يتولى السقاة تفتيش الركاب شخصيا فارتفعت على أثر ذلك همهمة ولغط فأسرع بوارو وهمس في أذنه.

بكلمة ثم خرجا معا فاستدعى الكولونيل ساقيل معينا والقى اليه أمرا موجزا ثم خرج الإثنان الى
سطح السفينة وأغلقا الباب وراءهما ولم يلبث الساقي ان عاد وقال للكولونيل:
- ان هناك يا سيدي سيدة أعربت عن رغبتها في التحدث اليك فورا وهي الآنسة بويرز الممرضة
- أحضرها فورا ولاتدع احدا يغادر القاعة.

ولم تلبث بويرز ان لحقت بالرجلين في صالون التدخين وفتحت حقيبة يدها وأخرجت منها عقد الآلىء فوضعته أمام الرجلين فوق المائدة الصغيرة، فعرتهما الدهشة طاغية وقال ريسي:
- ماهي الحقيقة بالضبط؟ هل أخدت هذا العقد من حجرة لينيت دويل؟ أريد الحقيقة
- كلا بالطبع يا كولونيل ريسي فالتي أخدته من هناك هي، فان شويلر
- فان شويلر؟، المليونيرة المتزمة العجوز؟

- نعم وقد فعلت ذلك بغير ارادتها فهي مريضة بداء السرقة وهذا هو سبب ملازمتي لها ليل نهار في الداخل والخارج فهي في الواقع ليست مريضة بأي داء يحوجها الى اشراف ممرضة باستمرار بل ان مهمتي الأساسية في الواقع هي الحيلولة بينها وبين هذه السرقات المريضية ولحسن الحظ انه
لم تحدث فضيحة واحدة منذ تعهدت بها لأنها لاتحوجني في الواقع الى تعب كثير اذ هي تخفي ما.

كل تسرق في مكان واحد لايتغير هو جورب قديم وفي كل صباح أفتش في ذلك الجورب كما أنني أبيت دائما في الحجرة المجاورة لها وأنام نوما خفيفا وكثيرا ما أستيقظ قبل ان تتحرك للسرقة ليلا
واذا بتنا ليلتنا في فندق أحرص على ان يكون بين حجرتي وحجرتها باب مفتوح وهي مغرمة باللآلىء غراما خاصا
- وكيف اكتشفت هذه السرقة؟

- وجدتها في الجورب هذا الصباح زكنت أعرف أنها لآلىء لينيت دويل لأنها لفتت نظرنا جميعا وهي ترتديها فهممت ان أتوجه الى مخدعها لأضعها حيث هي قبل ان تستيقظ لينيت وتتبين فقدانها واذا بي أجد خادما واقفا بالباب يفضي الي نبأ مصرعها فاسقط في يدي ولكني عللت النفس بالتمكن من التسلل الى القمرة خلسة ولكنني لم أستطع وكل رجائي ان لاتصل الفضيحة الى الصحف.

أو الى احد من الركاب لأن أسرة فان شويلر محافظة جدا فهل أطمع منكما في تحقيق هذا الرجاء؟
- هذا يتوقف على الظروف، ولكني أعدك ان نبدل وسعنا وماذا ستقول فان شويلر اذا سألناها؟
- انها تنكر دائما، ولهذا حين أتعقبها ليلا وهي تتسلل من مخدعها لا يبدو عليها الإضطراب او الخجل ولا تقاومني بل تزعم انها كانت خارجة للتطلع الى ضوء القمر ثم تعود معي مستسلمة في وداعة الحملان
- وهل تعلم كورنيليا روبسون هذا عن خالتها؟

- كلا ولكن والدتها تعلم وقد أخفت الحقيقة عن ابنتها لأنها رأت في تنبهي وحرصي الكفاية
وعندئذ شكرها الرجلان فانصرفت ولكن بوارو عاد فاستوقفها عند الباب وسألها
- هل فان شويلر مصابة بمرض القتل اللاإرادي أيضا؟
- كلا انها لاتؤدي ذبابة وأقسم على هذا
وهل هي مصابة بشيء من الصمم؟
- نعم، ولكنك لاتلاحظ ذلك وانت تحدثها عن قرب ولكن يحدث في كثير من الأحيان ألا تسمع صوتك
و أنت داخل من الباب ولاتحس بدخولك.

- أتعتقدين انها يمكن ان تسمع من يتحرك في قمرة لينيت دويل المجاورة لقمرتها؟
-كلا، لاأعتقد مطلقا انها يمكن ان تسمعه وبخاصة ان مائدة الزينة في الحائط المقابل للحائط
الفاصل بين القمرتين
- شكرا لك، وأرجو الآن ان تذهبي مباشرة الى قاعة الطعام حيث تمكثين مع الآخرين
فلما همت بالإنصراف قام معها الكولونيل ريسي حتى أوصلها الى باب قاعة الطعام وعد ليجد بوارو منهمكا في تقليب العقد بين يديه وعندئذ قال له بوارو:.

- ان فان شويلر كانت صادقة في جزء واحد من أقوالها هو رؤيتها روزالي اوثربون فقد فتحت قمرتها لتتسلل الى قمرة لينيت دويل كي تسرق العقد فرأت روزالي اوثربون
- أتعتقد اذن ان روزالي كانت هناك وكانت تلقي المسدس في النيل أي انها هي القاتلة؟
- ان روزالي كانت تلقي فعلا شيئا في النيل وهذا الشيء هو صندوق زجاجات الخمر التي ضبطتها وكانت امها المدمنة قد خبأته في القمرة.

وباختصار أفهم بوارو الكولونيل سر روزالي فعقب الكولونيل على ذلك بابداء أسفه ثم قال:
- اني لمسرور اذ برئت هذه الشابة المهذبة ولكن ألم تر أحدا أو تسمع شيئا وهي في ذلك الموقف
- لقد سألتها في ذلك فصمتت نحو عشرين ثانية، ثم قالت انها لم تر احدا ولم تسمع شيئا.

- عجبا فانه اذا صح ان لينيت دويل قد قتلت بالرصاص حولي ذلك الوقت لكان من العجب ألا يسمع الطلقة احد لأنه في نحو ذلك الوقت كانت جميع الأصوات في السفينة قد هدأت فمهما كان صوت
الطلقة ضعيفا فلا بد ان يفطن اليه احد ولما كانت فان شويلر تشكو صمما نسبيا فطبيعي انها لم تسمع والقمرة المجاورة لها من الناحية الأخرى ينام فيها بننجتون الموصي الأمريكي.

- نعم يا عزيزي الكولونيل، اننا لانفتأ نعود الى بننجتون بين الحين والحين ولكن دعنا الآن من هذا ولنقم بتفتيش القمرات قبل ان يضج الركاب من الإنتظار
- ولماذا نفتش القمرات يا مسيو بوارو؟ ألم نعثر على العقد؟
- أتعني هذه اللآلىء؟
ثم تناول العقد وذاق بعض حباته بلسانه ثم عضها بأسنانه والكولونيل يحملق في وجهه مأخوذا
ثم هز كتفيه ورمى بالعقد فوق المائدة وهو يقول:.

- هاك تعقيدات أخرى في القضية يا عزيزي الكولونيل ان هذا العقد تقليد متقن للعقد الثمين الذي لايزال مختفيا في مكان مجهول...
وغضب الكولونيل ريسي لذلك فراح بوارو يهدئه ثم قال له:.

- ان هذا الإكتشاف يؤدي بنا الى احتمالين: الإحتمال الأول ان تكون فان شويلر قد سرقت العقد المزيف بعد ان سطا اللص على العقد الأصلي و الإحتمال الثاني ان تكون قصة مرض السرقة من نسج خيال الآنسة بويرز وان تكون هي السارقة وكانت من سرعة الخاطر بحيث سلمتنا العقد المزيف...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة