قصص و روايات - قصص بوليسية :

قصة جريمة في وادي النيل ف11 تابع مشكلة جديدة

قصة جريمة في وادي النيل ف11 تابع مشكلة جديدة

قصة جريمة في وادي النيل ف11 تابع مشكلة جديدة

وبدأ التفتيش على الأثر بقمرات الطابق السفلي فكانت القمرة الأولىهي قمرة السينيور ريتشي
وقد عثر على مؤلفات في الآثار بلغات مختلفة ومجموعة مختلفة من الملابس وزيزت للشعر ذات رائحة نفادة وخطابين خاصين احدهما من بعثة للتنقيب عن الآثار في سوريا والآخر من شقيقة
له في روما وكانت مناديله جميعا من الحرير الملون.

وانتقلا الى قمرة فيرجيسون فاذا بمجموعة من الكتب الشيوعية وصور فوتوغرافية كثيرة وملابس خارجية ممزقة قذرة وملابس داخلية من أجود الأنواع وأغلاها ومناديله من أفخر أنواع الكتان ولم يعثرا على أوراق أو خطابات من أي نوع، ولكن بوارو عثر على خاتم به فص منقوش راح يتأمله بامعان قبل ان يضعه مكانه.

وبعد ذلك اتجها الى قمرة لويز بورجيه خادم لينيت وهناك وجدا خادما أبلغهما انه لم يوفق في العثور على لويز في أي مكان بالباخرة فألقى ريسي نظرة على القمرة فوجدها خالية فانتقل مع بوارو
الى قمرات الطابق العلوي وبدأ بقمرة جيمس فانثورب من نوع جيد وليست هناك خطابات...
وكانت القمرة التالية قمرة تيم الرتون وهي تدل للوهلة الأولى على ان ساكنها كاثوليكي صميم.

فهناك صليب على الحائط ومسبحة كبيرة حباتها من الخشب المنقوش نقشا دقيقا غريب الشكل
ومجموعة طيبة من الكتب الإنجليزية التي صدرت حديثا في بريطانيا وكمية كبيرة من الخطابات المتناثرة هنا وهناك فألقى بوارو عليها نظرة ولاحظ من بينها خطابين من جوانا ثم تناول أنبوبة من.

السيكوتين قلبها بين أنامله دقيقة أو أكثر قليلا ثم أعادها الى مكانها وانصرفا الى قمرة السيدة الرتون فاذا كل شيء نظيف طيب الرائحة مرتب ولم يجدا شيئا يستحق الذكر من خطابات أو غير ذلك فانتقلا الى قمرة سيمون دويل وكانت ملابسه الخاصة وأدوات زينته قد نقلت الى قمرة الدكتور بسنر ولم يسفر التفتيش الدقيق عن العثور على شيء مطلقا له صلة بالجريمة أو بالسرقة.

فانتقلا بعد ذلك الى قمرة القتيل وكانت الجثة قد نقلت الى غرفة التبريد ولكن كل شيء فيما عدا.

ذلك كان حاله بغير تغيير فبدا بوارو ينقب ويفحص بكل اهتمام فجثا على ركبتيه وراح يفحص الأرض فحصا دقيقا ثم فحص الفراش والملابس الداخلية والخارجية ثم توجه بعنايته الى حوض المغسل فاذا معاجين مختلفة وعطور وزيزت ولكن الشيء الذي استأثر بانتباهه دون سواه كان زجاجتين طلاء الأظافر تناولها فاذا احداهما تحمل بطاقة اللون الوردي وكانت خالية الا من نقطة او نقطتين من سائل أحمر أدكن واما الزجاجة الأخرى التي تماثلها حجما فكانت تحمل بطاقة اللون القرمزي وكانت.

ملآنة ختى فوهتها تقريبا
وفتح بوارو الزجاجة الأولى الفارغة ثم الزجاجة الثانية الملآنة وشمهما من التعاقب ثم أعرب عن رغبته في الرجوع الى الخادم لويز شخصيا كي يستفسرها عن نقطة غامضة وبعد ذلك غادر
الرجلان مقصورة القتيل الى قمرة فان شويلر فاذا مظاهر الترف والغنى بادية واذا بها عدد من الأوراق الخاصة والخطابات وعني بترتيبها وليس هناك فيما عدا ذلك شيء يدكر.

وكانت المقصورة التالية هي مقصورة بوارو نفسه ومن ورائها مقصورة الكولو نيل ريسي فأعرب الكولونيل عن شكه في ان يخفي اللص العقد في احداهما فقال بوارو:
- ولم لا؟، لقد كنت ذات مرة راكبا قطارا اكسبريس الشرق ووقعت جريمة سرقة وكان المسروق شيئا تافها عبارة عن ايشارب من الحرير الأحمر وقمت انا بتحقيق هذه السرقة فأين تحسبني وجدته؟ في حقيبتي المقفلة يا صديقي
- اذن هيا نرى هل أخفى احدهم المسروقات عندي او عندك.

ولكن اتضح ان اللص لم يكن جسورا الى هذا الحد، فانصرف الرجلان بعد ذلك الى البحث في حجرة الآنسة بويرز ولكنهما لم يجدا شيئا يثير الريبة وكانت كناديلها من الكتان العدي وتحمل الحرف الأول
من اسمها. وكانت القمرة التالية هي التي تقيم فيها السيدة اوثربون وابنتها روزالي وقد فحصها بوارو فحصا دقيق ولكن بغير طائل.

وانتقل الرجلان بعد ذلك الى قمرة الدكتور بسنر وكان سيمون دويل راقدا فيها وامامه صينية من الطعام لم تمسسه يده فطلب رفع الطعام وكان يبدو أسوأ حالا عما كان عليه من قبل وقد أظهر سيمون دهشة شديدة عندما أنبأه بوارو ان اللآلىء قد سرقت من زوجته المرحومة ثم ان الآنسة بويرز ردتها بعد ذلك ولكن اتضح انها تقليد متقن وقد أكد تأكيدا قاطعا ان زوجته لم تكن تملك صورة
مقلدة لعقدها الثمين وقال:.

- ان لينيت كانت تحب هذه اللآلىء حبا جما وكانت تلبسها في كل مكان وكانت قد أمنت عليها وهذا ما جعلها قليلة الإكثرات لصانتها من الضياع
- اذن يجب ان نستمر في البحث
ثم هجم كل من الرجلين على جانب من جوانب الحجرة احدهما على دولاب والآخر على الحقيبة فصاح سيمون محملقا
- اسمعا لاأظنكما على كل حال ترتابان في ان يكون بسنر هو الذي اختلس العقد؟

- وماذا نعلم نحن عن بسنر الا ما يدكره هو عن نفسه؟ ان كل شيء في نظر المحقق الجنائي جائز
- ولكنه ما كان ليخفي شيئا هنا دون ان أراه
- تماما ما كان ليخفي هنا شيئا اليوم دون ان تراه ولكننا لانعلم متى تم ابدال العقد الصحيح بالمزيف فمن يدرينا ان ذلك الإبدال لم يقع منذ بضعة أيام؟
ومع ذلك فان البحث لم يسفر عن شيء.

وكانت القمرة التالية قمرة بننجتون وقد قضى الرجلان في تفتيشها وقتا غير قصير وفحصا بعناية حقيبة مليئة بالوثائق والمستندات التي كانت كل ورقة فيها تنتظر توقيع لينيت ولكنهما اقتنعا اخيرا بان الرجل ليس من الغفلة بحيث يترك اي وثيقة تدينه او تثبت عليه اي تلاعب بعد علمه بمقتل لينيت.

وقد عثرا على مسدس ضخم في احد الأدراج فحصه بوارو ثم اعاده الى مكانه اذ كان واضحا ان الجريمة لم تقترف نت ذلك النوع ولم يجدا بعد ذلك شيئا يلفت النظر فخرجا
واقترح بوارو ان يمضي الكولونيل في تفتيش بقية القمرات وهي التي تشغلها جاكلين وكورنيليا
وقمرتين خاليتين في حين بذهب هو الى قمرة الدكتور بسنر ليتحدث في نقطة تشغل باله الى
سيمون دويل وقد تم الإتفاق على ذلك.
وما ان دخل بوارو على سيمون حتى بادره الشاب قائلا.

- لقد فكرت جيدا، واني متأكد تمام التأكيد من ان هذه اللآلىء كانت على ما يرام حتى امس
- وما الذي يدعوك الى ذلك اليقين يا مسيو دويل؟
- لأن لينيت كانت تتأملها بهيام قبل العشاء مباشرة وهي تحدثني عنها وأعتقد انها وهي الخبيرة في اللآلىء كانت حرية ان تكتشف الحقيقة لو ان ما بين يديها كان هو العقد المزيف
- ربما، ولكن خبرني هل كان من عادة لينيت دويل ان تترك هذه اللآلىء بعيدة عن نظرها طويلا كأن.

تقرضها لصديقة ترتديها في حفل أو ما أشبه؟
- الواقع يا مسيو بوارو انه يصعب علي ان أقطع في هذه المسألة بقول فانني كما تعلم لم أعرف
لينيت إلا منذ مدة قصيرة ولكن يخيل الي ان لينيت كانت سخية بما في يدها غاية السخاء ولهذا يغلب على ظني انها ربما فعلت ذلك
وعندئذ ازداد صوت بوارو نعومة وهو يسأله
- ألم تقرض العقد مثلا لصديقة تعرفها مثل الآنسة جاكلين دي بلفور قبل ان تتعرف انت على مدام لينيت؟

- ماذا تعني؟ هل تقصد ان جاكلين سرقت اللآلىء؟ انها لم تسرقها يا سيدي وأقسم على ذلك فجاكلين مستقيمة كالسيف صريحة وان مجرد تصورها انها تتسلس وتسرقه ينطوي على تناقض سخيف
- ويحي لقد هيجت بهذه الإشارة عش الزنابير، لاعليك
ورنت في اذن بوارو عندئذ كلمة جاكلين ليلة الإلتقاء بها في حديقة فندق كتراكت بأسوان:
- أنا أحب سيمون وسيمون أيضا يحبني...
وفي هذه اللحظة انفتح الباب ودخل الكولونيل ريسي فقال:.

- لم أجد شيئا، وها هم السقاة قادمون بنتائج تفتيش الركاب فقد قام بذلك كبير السقاة من الرجال وكبيرة الخدم قامت أيضا بتفتيش النساء وتقدم كبير السقاة أولا فقال:
- لم نجد شيئا يا سيدي
- ألم يحاول أحد مقاومة التفتيش أو الزوغان؟
- لقد حاول ذلك يا سيدي الرجل الإيطالي، وقد ثار وزمجر واعتبر التفتيش إهانة وكان يحمل مسدسا ضخما من طراز موزر
وبعد ذلك تقدمت كبيرة الخدم هي امرأة كبيرة الحجم ولكنها وسيمة مهذبة فقالت:.

- لم أجد شيئا يا سيدي مع السيدات وقد أتعبني كثيرا بالإحتجاجات ما عدا السيدة الرثون ولم أجد لللآلىء أثرا ولكن عثرت مع الآنسة روزالي اوثربون على مسدس في حقيبة يدها
- من أي طراز؟
- انه شيء صغير جدا يا سيدي كلعب الأطفال ومقبضة مرصع باللآلىء وعندئذ زمجر الكولونيل ريسي قائلا:.

- فلتختطف الأبالسة هذه القضية اللعينة لقد حسبتها برئت من الريبة وسرني ذلك ولكن أترى كل امرأة في هذه السفينة تحمل مسدسا مرصع القبضة باللآلىء أما بوارو فلم يتأثر لما سمع وسأل كبيرة الخدم بهدوء:
- هل أظهرت شيئا من الإضطراب عندما اكتشفت المسدس في حقيبتها؟
- كلا يا سيدي، بل اني لا أظنها عرفت انني رأيته فقد كان ظهري الى جهتها وأنا أفتح الحقيبة
- والخدمة لويز بورجيه؟ ما خبرها؟

- لقد بحثنا عنها يا سيدي في كل مكان فلم نعثر عليها
وعندئذ تدخل سيمون دويل في المناقشة وسأل:
- ما هذا؟، ماذا جرى للويز؟
- ان خادمة زوجتك قد اختفت
فصاح بشيء من الحدة
- أتقول اختفت؟
فقال له الكولونيل ريسي:
- ربما كانت هي التي سرقت الجواهر، فالفرصة متاحة لها أكثر من غيرها لصنع ذلك التقليد المتقن ثم للقيام بعملية البدل
- وهل تظنها عندما وجدت ان التفتيش سيضيق عليها الخناق القت بنفسها في النيل؟

- مستحيل ان يحدث هذا طبعا في سفسنة كهذه وفي رائعة النهار لابد انها في مكان ما
واتجه بعد ذلك الى كبيرة الخادمات فسألها:
- متى شاهدت لويز بورجيه آخر مرة؟
- قبل جرس الغداء بنصف ساعة يا سيدي
- إذن نلقي نظرة أخرى فاحصة على حجرتها فقد يهدينا ذلك الى شيء.

ومضى الرجلان الى الطابق الأسفل فاذا بالوصيفة التي مهمتها ترتيب شئون سيدتها آية في الفوضى وسؤ النظام فأقبل بوارو على فحص الأدراج في حين انهمك ريسي في فحص الحقيبة.

وكانت احدية لويز مصفوفة امام السرير ويبدو ان زوجا منها اسود لامعا كان مستقرا في وضع غريب بعض الشيء فقد كان البوز الى أسفل والكعب الى أعلى والحذاء غير مستقر في وقفته تلك على شيء ظاهر فلفت ذلك الحذاء البهلواني نظر ريسي فأقفل الحقيبة وانحنى فوق هذه الأحدية
وعندئذ انطلقت من فمه صيحة دهشة شديدة فاستدار نحوه بوارو وسأله بالفرنسية:
- ماذا هناك؟
فقال ريسي متجهما:
- انها لم تختف فهي هنا تحت السرير.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة