قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية يوميات مرام وسعيد للكاتبة شاهندة الفصل الرابع

رواية يوميات مرام وسعيد للكاتبة شاهندة الفصل الرابع

رواية يوميات مرام وسعيد للكاتبة شاهندة الفصل الرابع

جلست في يوم وبعد أن أتممت مشاهدتى لذلك المسلسل التركي الذي قام فيه البطل بكل ما حلمت أن يقوم به بطل قصة حياتى. ضاقت عينى وأنا أشعر بأنى خدعت. هناك رجال يفعلون ما حلمت به دوما فها هم في المسلسلات يقبعون. لأترقب زوجى وأنا أنوى له اليوم على نية ظهرت في عتمة عيونى وتربيعة قدمي وتنفسى الذي أصبح كله تنهيدات و حسرة. أفكارى كلها تدور عن حظى الذي أوقعنى في هذا (السعيد) ولم يوقعنى في (مهند) أو (عاصي) أو (مراد) أو أحد ما يشبههم، ليس في الشكل طبعا ولكن في الحب والحنان والاهتمام الذين يغدقونهم على محبوبتهم بطريقة(فقعت مرارتى وربنا)حتى أننى أصبحت أحقد على تلك البطلات وأتخيلنى حقا مكانهم.

بالفعل وصل زوجى ورآنى على هذا الحال ليدرك وجود عاصفة في الطريق، إستعد على الفور بطريقته المعهودة. تلك الوقفة المتأهبة والنظرات المترقبة ورفعة الحاجب الأيسر الذي يصل حتى بداية شعره الذي تراجع للخلف قليلا مع تقدم السنوات. تلك الطريقة الهجومية لديه والتي تخيفنى عادة لألملم رياحي وأعاصيري وأعدل مناخى 360 درجة لن تجدى اليوم نفعا فالعاصفة اليوم شديدة التيار. نهضت ببطئ أتقدم منه وسط نظراته التي قالت لى(مالك ياولية. انت اتجننتى النهاردة ولا ايه؟ داخلة علية كدة ولا همك).

وقفت قبالته أنظر إليه من رأسه حتى أخمص قدميه ثم عدت مجددا إلى عينيه أقول بهدوء. نعم ذلك الهدوء الذي يسبق العاصفة تماما: سعيد. طلقنى ياسعيد.
عقد حاجبيه بقوة يخيل إلى أنه يسأل نفسه.
هل أذنيه بهما خطب ما. أم أننى حقا جننت؟
مد يده ليتحسس جبهتى قائلا: انت سخنة يامرام؟
أبعدت يده قائلة بغيظ: أنا كويسة وعايزة أطلق ياسعيد.

رمقنى للحظات ليقول بعدها بهدوءه الذي أخشاه أكثر من ثورته: والسبب؟ عرفينى أنا قصرت معاكى في إيه عشان تطلبى الطلب ده؟

نظرت مباشرة إلى عينيه قائلة في مرارة: أسباب كتير ياسعيد. يعنى مثلا انت مش بتدلعنى كدة ولا بتقوللى انت نور عينى. بتدينى فلوس آه بس بتحاسبنى على كل قرش فيهم. مبتخرجنيش ولو خرجتنى بتبقى دايما مستعجل وتقعد تأنب فية لو اتكلمت أو ضحكت حتى. بتقول انك زوج مثالى بس دايما بتنتقدنى. بتيجى معايا عند أهلى بس بتحسسنى انهم هم تقيل ع قلبك. بتجرحنى بكلامك ولو رديت عليك ببقى مش مؤدبة. بتقارنى دايما بأمك وعايزنى أكون شبهها بس عايزنى برضه أكون زي الممثلين في شكلى. لو قربت تقول لازقالى ولو بعدت أبقى مقصرة. متجوزنى بس محسسنى إنى لسة في بيت أبويا من غير زوج يحتوينى. انت هديت فية كل حاجة حلوة ياسعيد.

قال (سعيد) بهدوء: كلمتى مامتك النهاردة أو أختك؟
نظرت إليه بغيظ قائلة: مكلمتش حد. ده كلامى أنا على فكرة.
لأقول بداخلى(انا بس شفت حتة مسلسل تركى صغير كدة. خلانى مش طايقاك ياسعيد)
نظر إلى (سعيد) نظرة طويلة ثم قال: كلامك. قلتيلى. ياه. ده أنا طلعت وحش قوى يامرام. أقولك. انت معاكى حق. تعالى أوديكى على بيت باباك وآخر الأسبوع هجيب المأذون وأجيلك نخلص. وزي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف.

اندهشت بداخلى(إيه ده هو مش هيمسك فية زي كل مرة. وأقعد أتشرط. يلا هو كدة جاب آخرها. أعيش حياتى بقى وأنطلق. هبقى حرة يانااااس).

انطلقت بالفعل إلى بيت أهلي ومعي أطفالي وأنا مفعمة بالأمانى. ولكن ما إن جلست بينهم حتى ظهرت لي الحقيقة ساطعة. قال أبى بحزم: بقولك إيه يامرام. مش معنى إنك غضبانة وهتطلقى تبقى الحكاية سايبة. لأ. خروج عمال على بطال مفيش. ضحك بصوت عالى مفيش. تخلى بالك من نفسك وتصرفاتك وسمعتك عشان اللى زيك بيبقى ليهم ظروف خاصة.
أنا بإستنكار داخلى وبصوت صامت مندهش(اللى زيى. هي وصلت لكدة؟ ).

لتتنهد أمى قائلة: قضا ربنا بقى هنعمل إيه. قلتلك من الأول متاخديهوش بس انت اللى صممتى. إشربى بقى. آه وولادك فهميهم يبطلوا دوشة لما نيجى ننام يامرام باباك بييجى من الشغل تعبان وبيحتاج يرتاح.
(آااه الحكاية بانت من أولها. من سجن لسجن ياقلبى لا تحزن).
لأنهض على الفور وأدلف إلى حجرة الضيوف. أتصل ب(سعيد) ليجيب على الفور قائلا: أيوة يامرام.
ابتسمت قائلة: سعيد. سعودى. إيه ياحبيبى موحشتكش؟ مجيتش تاخدنى ليه؟

قال (سعيد) بإبتسامة متشفية شعرت بها في اعماق نبراته وهو يقول: دلوقتى بقيت سعودى. مش كنت من شوية الراجل اللى هد فيكى كل حاجة حلوة.
جززت على أسنانى قائلة: هديت إيه بس ده انت باشمهندس ياحبيبى وشغلتك تبنى مش تهد.
قال بلهجة ممطوطة جعلتنى أرغب في قتله في التو واللحظة: يعنى مش انا اللى مبدلعكيش وبنكد عليكى وبنتقدك ومكرهك في عيشتك يامرام؟

كدت ان أغلق الهاتف في وجهه ولكننى عصرت على نفسى ليمونة كما يقولون وقلت بابتسامة: كلام إيه ده ياحبيبى. انت صدقتنى؟ أنا كنت بهزر.
قال( سعيد): ماشى يامرام. هجيلك آخدك بس اعملى حسابك مرواح لمامتك مبقاش مرة كل أسبوع. لأ خليها كل أسبوعين. وأختك مشوارها بعيد وانا مببقاش فاضى أوصلك. نقول تروحيلها مرة في السنة. حلو كدة؟
جززت على أسنانى أكاد أفتك بهم ولكننى واريت غيظى قائلة: عين العقل ياحبيبى. انت تؤمرنى.

قال (سعيد) بإبتسامة راضية في نبراته أحنقتنى: ماشى يامرام. مسافة السكة جهزى نفسك.
أغلق الهاتف دون أن يسمع ردى لأنظر إلى الهاتف بغيظ قائلة: ماشى ياسعيد إن ما وريتك.
جهزت نفسى لأغادر مع (سعيد) وأنا انوى الإقلاع عن مشاهدة المسلسلات التركية ورؤية أفلام الرعب والآكشن وجرائم القتل. فربما وجدت بهم وسيلة لأنتقم بها من سعيد، للأبد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة