قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية يوميات مرام وسعيد للكاتبة شاهندة الفصل الحادي عشر

رواية يوميات مرام وسعيد للكاتبة شاهندة الفصل الحادي عشر

رواية يوميات مرام وسعيد للكاتبة شاهندة الفصل الحادي عشر

كانت (مرام )تشاهد الحلقة الأخيرة من مسلسلها التركي(حب أعمى)، تبكى بحرقة على وفاة البطل حين رن هاتفها. نظرت إلى شاشته فوجدت رقم صديقتها (أمل)، أمسكت منديلا ومسحت به دموعها تجيب هاتفها بصوت متهدج: -ألو.
قالت(أمل) بقلق: -(مرام)انت بتعيطى؟ مالك ياقلبى؟
شهقت (مرام)قائلة: -(كمال) مات يا(أمل). ماااات.
قالت(أمل)فى جزع: -(كمال) مين يا(مرام)؟
قالت(مرام): -(كمال) يا(أمل)، بطل المسلسل.

زفرت (أمل)بإرتياح ثم قالت بغيظ: - (كمال) إيه دلوقتى؟ وحب أعمى إيه؟ خضتينى يا(مرام)، وأنا اللى قلت إنك قريتى الخبر زيي. أو حد نعرفه مات من المصيبة دى؟
عقدت(مرام)حاجبيها قائلة: -خبر إيه ومصيبة إيه بس؟
قالت(أمل): -النيلة الكورونا.
قالت (مرام) بحيرة: -مالها المكرونة. إتحرقت؟ عادى يا(أمل)هي أول مرة يعنى؟ اعملى ياستى غيرها. مش قضية. أكيد عادل لسة مجاش.

قالت(أمل)بغيظ: -مكرونة إيه بس؟ ركزى يا(مرام)واقفلى التلفزيون اللى آكل عقلك ده. أنا بتكلم عن فيروس الكورونا. انتى مش عايشة في الدنيا دى ولا إيه؟
أغلقت (مرام)التلفاز قائلة: -احمم. لأ عايشة طبعا. وسمعت عنه وعن اللى عمله في الصين، ربنا معاهم بقى، اللى مطمنى ان وزارة الصحة قالت ان مصر خالية من المرض ده وان مفيش حالات فيها.
قالت (أمل)بمرارة: -بقى فيه ياأختى. بقى فيه.

انتفضت (مرام)واقفة تقول بجزع: -يعنى ايه. مصر بقى فيها كورونا يا(أمل)؟
قالت(أمل): -أيوة. والدنيا مقلوبة على النت. إدخلى وشوفى.
لتغلق (مرام)الهاتف بسرعة. وتفتح تطبيق (الفيس بوك). تتسع عيونها بصدمة.

كان (سعيد)يعانى ألما في رأسه وحلقه يشعر بأنه على وشك أن يصاب بنزلة برد. يحتاج فقط للدلوف إلى المنزل ليبدل ملابسه ويحصل على قسط جيد من النوم، ما إن دلف من باب المنزل حتى فوجئ برذاذ -يحمل رائحة الديتول التي يمقتها-يصيبه في وجهه وملابسه وقبل أن يفيق من صدمته، تعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وهو يرى كائن يقف أمامه يغطيه أكياس البلاستيك بأكمله، كاد أن يتراجع للخلف هلعاحين سمع صوت زوجته يأتى من هذا الكائن قائلة: -حمد الله ع السلامة ياسعيد.

قال في دهشة: -مرام؟!
هز هذا الكائن رأسه. ليقترب منه قائلا: -انت جوة؟!
قالت: -آه ياسعيد. مالك بس؟
قال(سعيد) في حنق: -عاملة في نفسك كدة ليه يامرام؟
قالت بنواح: -عشان الكورونا. انت مش عايش في الدنيا ولا إيه يا سعيد؟
قال بحنق وهو يشتم ملابسه: -الظاهر كدة. وإيه القرف اللى انتى رشتيه علية ده؟
قالت بدهشة: -قرف؟! ده ديتول وخل ومية، انت مش كنت في الشارع. أكيد جايلى مليان بالفيروسات.

رفع (سعيد)رأسه للسماء قائلا: -أستغفر الله العظيم.
ثم رمقها بغيظ قائلا: -وسمعتى فين عن الخلطة العجيبة دى. أكيد شلة اصحابك إياها مش كدة؟
قالت (مرام): -ظالمهم دايما يا(سعيد). ده من جروب كدة ع النت كنت داخله فيه، عرفونا إزاي نطهر البيت من الفيروسات عشان ميجيلناش كورونا.

أمسك ذراعها قائلا بحدة: -البيت يا(مرام). البيت مش البنى آدمين، وبعدين النت تانى. أنا مش قلتلك مش كل حاجة على النت تصدقيها، عموما. هاتيلى هدوم عشان آخد شاور بعد القرف اللى رشتيه علية وأخرج من الحمام ألاقيكى رجعتى (مرام)مراتى. مش الكائن الفضائي الهلامى ده. مفهوم؟

لم ينتظر ردها وهو يسرع إلى الحمام فنظرت في إثره بغيظ قائلة: -أنا كائن فضائي ياسعيد. إش فهمك إنت في إجراءات الوقاية ها؟ خليك كدة مش قادر تستوعب حجم المشكلة زي الناس اللى لسة في غفلة. لغاية ما فجأة الدنيا هتتطربق على نفوخهم ونفوخنا إحنا كمان.
لتتجه إلى الحجرة وهي تستطرد قائلة: -يلا يافالحة بقى اعملى اللى قالك عليه بدل مايخرج من الحمام وتنتقلى للرفيق الأعلى من غير كورونا ولا غيره.

جلس (سعيد)بعد ان تناول العشاء، يشعر بالإختناق من تلك الرائحة النفاذة، يلاحظ تحفز (مرام)الدائم بهذه العلبة في يدها تطلق رذاذها في كل مكان ليقول محاولا تمالك أعصابه: -تعالى يامرام. اقعدى وأنا هفهمك.
جلست بجواره على مسافة وهي تلاحظ إستخدامه المنديل في مسح أنفه، فقال مستطردا: -أهى دى اول حاجة تعمليها صح. وجود مسافة بينك وبين الشخص وخصوصا لو مريض زيي هتحميكى وتحمى غيرك من المرض.

الكورونا هو فيروس زي أي فيروس يامرام عشان تقاوميه لازم تقوى مناعتك ومناعة عيلتك بالتمارين الرياضية واكل الخضار والفاكهة وشرب المية كتير. لازم كمان تحرصى على النضافة بتطهير الأسطح وأنا مش موجود الله يباركلك وده بالخليط اللى انت رشتيه في وشى. يعنى البتاع اللى قاعدة ترشيه على كل حاجة ده للبيت وبس. لكن البنى آدمين عليهم بس يغسلوا ايديهم علطول بالصابون او يستعملوا مطهر، ولما يكحوا او يعطسوا ياريت يحطوا منديل على بقهم ومناخيرهم ولو مش متواجد ياستى يبقى نغطيهم بكوعنا عشان اللى طالع مننا مينتشرش في الجو. والأفضل نلتزم في البيت قدر الإمكان. وده عشان سلامتنا وسلامة كل اللى يهمونا.

قالت (مرام): -طب والتوم أو شرب المشروبات السخنة. مش ده بيقضى على الكورونا ياسعيد؟

قال(سعيد): -مفيش علاج فعال قوى أو يقضى على المرض نهائي لغاية دلوقتى يامرام. التوم صحى أيوة بس تكترى منه ده غلط. وبرضه مش هيقضى على الكورونا ولا هيحمى منه. واللى بيتقال عن الحرارة وانها بتقضى على الفيروس مش صحيح قوى برضه. كدة كدة حرارة جسمك هتفضل عادية، والمشروبات مش هتزودها. والناس اللى بتنصح بالبروفين لما تحس بالبرد هتودينا في داهية لانه اكبر غلط، اما بقى اللى بيقولوا اشربوا المطهرات فدول عايزيين الحرق. الناس بتفتى يا(مرام)والشائعات والفتاوى في حاجات زي دى بتودى حقيقى في داهية.

قالت(مرام): -طب نستحمى بمية سخنة مولعة. جايز تيجى بفايدة.
قال بنفاذ صبر: -ماقلتلك حرارة جسمك هتفضل من جوة زي ماهي. بلاش تحرقينا يامرام على الفاضى. نفذى بس الحاجات اللى قلتلك عليها وربك هو الحافظ.
قالت(مرام): -ونعم بالله.
نهضت فقال بحيرة: -رايحة فين يامرام؟
قالت بإرتباك: -ها. رايحة للأولاد هقلعهم الاكياس اللى لبستهالهم وجاية علطول.

وأسرعت بالرحيل ليقول (سعيد) بغيظ: -ملبسة ولادى أكياس وهم نايمين يا(مرام).
ليزعق قائلا: -يا(مرام). وزيرة الصحة رايحة الصين. تحبى تروحى معاها؟
غمغمت بشيئ ما لم يسمعه، ليقول بهمس حانق: -تصدقى بالله. انت أخطر علينا من الكورونا ذات نفسها يامرام و حسبي الله ونعم الوكيل.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة