قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية يوميات مرام وسعيد للكاتبة شاهندة الفصل الثالث عشر

رواية يوميات مرام وسعيد للكاتبة شاهندة الفصل الثالث عشر

رواية يوميات مرام وسعيد للكاتبة شاهندة الفصل الثالث عشر

عندما تنتظر الإهتمام من شخص ما بإنجاز صنعته يديك. تتوق حد الجنون للمحة تقدير منه أو حتى كلمة تشجيع، ستصاب حتما بصدمة شديدة حين تجد أن إنجازك محط سخريته ينتظر منك التنازل عنه ونسيانه تماما ؛ وقتها تشعر بنفسك هشة قد تكسرك نفحة ريح أو قشة ولكن لإنك لم تعتد الإنكسار ولا تعترف بالهزيمة تقف بشموخ رافضا ضعفك تنوى الإنتصار لنفسك. تسير بخطى واثقة نحو تحقيق ذاتك ونيل حلمك لتناله في النهاية رغم كل شيء.

-سعيد.
-فيه إيه تانى ياآخرة صبري.
قالت (مرام)متذمرة: -مش معقولة كدة ياسعيد. خلقك بقى ضيق علية قوى وكل ماآجى أكلمك تقفشنى كدة.
ترك (سعيد) الصحيفة من يده وإلتفت إليها قائلا بنفاذ صبر: -ماهو انت كمان مستفزة يامرام. كلامك كله بقى عن الزفت اللى واكل دماغك ده وانت عارفة إنى مش طايق السيرة دى ولا قابلها أساسا.
-ياسعيد افهمنى ده حلم كان بعيد قوى عنى وربنا سهلهولي لإنه عارف اللى في قلبي.

-اللهم طولك ياروح. عايزة إيه يامرام؟ خلصينى عشان أنا كمان أخلص لعبة الكلمات المتقاطعة.
-عايزاك تطبعلى تذاكر المعرض أنا مليش في الحاجات دى ومش هعرف أتصرف.
نهض (سعيد)ينظر لها باستنكار قائلا: -نعم يااختى! عايزانى أعمل إيه؟! أطبعلك تذاكر! إنت اتجننتي أكيد.
ليضرب كفا بكف قائلا: -آل عايزانى أطبعلها التذاكر آل. ده اللى ناقص.

قالت(مرام)بحنق: -وفيها إيه دى بس ياسعيد؟ عموما ياسيدي أنا غلطانة هخلى مروة تطبعهملي.
-مروة تاني. يابنتي انت مستغنية عنها، مش كفاية سكتلها لما حجزتلك الرحلة معاها. انت مش هترجعى عن اللى في دماغك الا أما أعمل مصيبة وترتاحى.

طالعته (مرام)بنظرة طويلة حملت خيبة أمل قبل أن تقول: -خلص الكلام ياسعيد ماهو الاهتمام مابينطلبش. ماهو فيه فرق بين انك تاخد بالك من مراتك كواجب عليك وبين انك تاخد بالك منها حب. انك تجيب طلبات البيت ده واجب لكن تفاجئها بحاجة تجيبهالها هي بتحبها فهو ده الحب. إنك تقولها انت حبييتي ومراتي ونور عيني ده واجب لكن تسندها وقت ماتحتاجك ده حب. وانك تفهمها الصح من الغلط وتعرفها الدين وأحكامه ده واجب لكن انك تطبق الدين ده بجد وتعاملها بمايرضى الله ده حب. خلاص ياسعيد لا عايزة منك واجب ولا حب.

-خلصتي؟! روحى بقى اعمليلى عصير لمون عشان اهدى أعصابي اللى ولعتيها نار دلوقتي. وسيبينى أقرى صفحة الحوادث بهدوء.
أمسك صحيفته مجددا فطالعته (مرام)بغيظ قبل أن تقول هامسة: -اقرى ياحبييي اقرى. بكرة غيرك يقرا ويلاقى اسمك منور الصفحة على ايدى ان شاء الله.

-سعيد الرحلة بعد بكرة.
-وأنا مالى؟!
-متهزرش بقى ياسعيد ماإنت عارف انى طالعاها وانت طالع معايا ولا أروح لوحدى مع مروة.
طالعها بنظرة جعلتها تقول بسرعة: -خلاص ياأخويا. مروة ايه بس اللى بجيب سيرتها دلوقتي. روحى يامروة بعيد انتى كخة.
-كخة! ماشى يامرام. المطلوب.
-فلوس عشان هجيب حاجات.
-حاجات ايه دى؟
-طقم جديد وشوز وشنطة وميكب...

قاطعها قائلا: -حيلك حيلك. ايه ده كله؟! انت هتتجوزى من أول وجديد ياماما ولا رايحة فرح؟
-لأ رايحة المعرض والناس أول مرة هتشوفنى وأنا قلبظت ياسعيد وعايزة حاجة تسمبلني كدة والا هبقى تانى يوم في جروب بسمتي ويتنمروا علية.
-نعم ياأختي. مرام. ميت مرة قلتلك أنا خلقى ضيق. ابعدى عنى الساعة دى الله يرضى عنك بدل مااعمل مصيبة.
-هو أنا كل ماأكلمك تقولى هعمل مصيبة هعمل مصيبة. خلاص ياسيدى بناقص الطقم بس هات فلوس.

-ليه تانى؟!
-مش رايحة معرض ياسعيد وعايزة أشترى كتب.
-عندنا يااختي كتير في المكتبة لما تبقى تقريهم أبقى أجيبلك تانى.
-دول كتب في السياسة والاقتصاد والتاريخ وأنا مبحبش أقرا غير رومانسي وفانتازيا وصاحباتى منزلين روايات تجنن عايزاهم.
-صاحباتك منزلين روايات؟! قولتيلي. طب مفيش فلوس يامرام.
-طب بلاش صاحباتي. روايتي لازم أشتريها.
-مفيش فلووووس يامرام.
قالت(مرام)متذمرة: -ليه بس هو أنا...

قاطعها قائلا: -قلت مفيش فلوس وكلمة زيادة هحلف يمين ماانت رايحة.
-خلاص خلاص. مش عايزة حاجة.
ليصير صوتها همسا وهي تقول: -حسبي الله ونعم الوكيل.
-بتقولى حاجة يامرام؟!
-مبقولش ياسعيد. مبقولش.
-هتعملى إيه ياميمى؟
-خلاص ظبطت من عند ربنا والبيت هنا دعمنى وادولى فلوس أجيب روايتي ليهم ماهي غلطتي من الأول انى سبت كل حاجة في ايديه فبقى يحكم ويتحكم فية.

-مش هتكلم انت كدة كدة على آخرك ومش ناقصة. المهم معرفتيش تزحلقيه وتجيبي بنوتك معاكى بداله.
-أزحلق مين ياماما. ده سعيد اللى مبيسيبنيش أنزل أروح السوق من غير ماييجى معايا. هيسيبنى أسافر القاهرة لوحدي؟ لا ممكن أبدا. هيسيبنى أبوس دى وأحضن دى وأقف مع دى وأتنفس براحتي. لا ممكن أبدا.
-ياأختتتتتي طب وهتعملي ايه؟
-ممكن لما أروح أتوه منه ماأنا في بلد غريبة برضه.

-تتوهي فين ياحاجة؟ المعرض ببوابات وأمن وسعيد مش هيغلب.
- لما أروح بس هتصرف متقلقيش أهم حاجة تبعدى عنه. سعيد مجنون ولو شافك هياكلك واحنا في الأتوبيس. غيرى اسمك.
-أغيره ازاي بس؟ ده انا معايا بنتي وصاحبتي وبناتها يعنى هينادولى بإسمى أكيد.
-على بركة الله. هتوحشينا ياروما.
-هوحشكم ليه؟ مرام ردي علية. مرام. قفلت السكة. يخربيت جنانك يامرام.
فى المعرض
-يالهوووووى إيه الزحمة دى؟

-أنا قلتلك بلاش. انت اللى عندية ومصممة تيجى. اشربي بقى.
-طب والعمل ياسعيد هندخل ازاي؟ أنا صحيح لابسة كمامة بس في وسط الزحمة دى مش هتفرق وهنتسحل على ما ندخل.
-ندخل ايه؟ لأ طبعا هنروح.
اتسعت عينا (مرام)قائلة: -نروح فين ده أنا طلعت روحى على ما جيت.
سحبها (سعيد )من يدها قائلا: -وأهو انت جيتى. هديتي اتبطيتي يلا بقى نروح.

-طب و صاحباتي ياسعيد؟ صافي وشيماء وإيمان ومي ودينا ومروة وبسمة وهدير ووسام وآية ورحمة وأمنية وياسمين والشلة كلها؟!
-شلة. هتشوفيهم في الجنة يامرام.
-طب والفانز؟!
-هيحصلوكم.
-وروايتي؟!
-هتتحرق بإذن الله.
-نعم؟!
-يلا سرعى شوية الشمس هتحرقنا.
نظرت(مرام)إلى الناس المتكدسة أمام بوابة المعرض ثم إلى هذا المبنى الشامخ الذي يدعوها للعودة قبل أن تشيح بناظريها عنهم قائلة بحزن: -حسبي الله ونعم الوكيل.

-بتقولى حاجة يامرام؟
-بقول حسبي الله ونعم الوكيل ياسعييييييييييد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة